جناح بوتان.. رحلة مدهشة إلى بلاد «السعادة الغامرة»
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
يقدم جناح مملكة بوتان في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، لمحات سريعة ومركزة لتعريف زوار المعرض الدولي المقام بحديقة البدع بقلب الدوحة، بما تحويه من ثراء حضاري وواقع اقتصادي وما ترنو إليه من مستقبل مستدام يخدم جغرافيتها المتفردة التي تتمدد في قلب جبال الهيمالايا الشرقية في قارة آسيا.
يحوي الجناح الموجود في المنطقة الدولية بمعرض إكسبو 2023 الدوحة، تعريفاً بالمنتجات والصناعات ومرتكزات الحياة في هذه المملكة الهادئة المستقرة علي مساحة 38,394 ألف كيلو متر مربع، 13% منها زراعات متنوعة، و70% غابات ومسطحات خضراء، وينسجم محتوى الجناح مع شعار المعرض «صحراء خضراء.
تتصدر المشروبات العشبية والزيوت والبخور، والعسل بأنواعه المتنوعة قائمة المعروضات الموجودة في الجناح، وتعود المنتجات العشبية إلى أيام الطب القديم في بوتان، يتم تحضير الأدوية العشبية بعد تجفيفها وطحنها ومنحها بكميات محددة حسب طبيعة كل حالة. ويأتي في المرتبة الثانية العطور وصناعة الأواني الخزفية والفخارية بأشكال وأحجام متنوعة تلبي احتياجات اليومية المنزلية والحرف اليدوية والنسيج.
ويقدم الجناح انواعا من الملابس ذات الألوان الزاهية للرجال والنساء، المصنوعة من أقمشة حريرية شفافة تميز مواطني هذه المملكة المعروفة بأنها «بلاد التنين والأساطير»، وعددهم أقل من مليون نسمة، عن جيرانهم الصينيين في الشمال والهنود بالجنوب. ويقدم الجناح نوعين من اللباس في المملكة «والغو»، للرجال وهو عبارة عن رداء طويل يرفع حتى الركبة ويُثبت في مكانه بواسطة» أكيرا»، وهو حزام من القماش المنسوج يُلف بإحكام حول الخصر. بينما يطلق على الزي النسائي «كيرا» وهو قطعة مستطيلة من القماش بطول الأرض ملفوفة حول الجسم فوق بلوزة تسمى «ونجو». يتم تثبيت الكيرا من الأكتاف بواسطة خطافات تشبه البروش تسمى كوما ويتم تثبيتها عند الخصر بحزام كيرا، يكتمل الفستان بملابس قصيرة تشبه السترة المفتوحة تسمى «تييجو»
وتعبر هذه الأزياء عن الهوية والثقافة البوتانية المتفردة عن جيرانها، كما تتميز المنتجات المعروضة بأنها نتاج البيئة البكر الخالية من الكربون، وإحدى ثمار جهود المملكة لتحقيق التنمية المستدامة، تركز بوتان على الاقتصاد الأخضر من خلال الاستفادة من الطاقة النظيفة والمتجددة، والاستخدام المستدام للموارد، والإنتاج العضوي، والسياحة المستدامة ذات القيمة العالية والمنخفضة التأثير.
في هذا السياق تتصدر الجناح خريطة بأهم المعالم السياحية الساحرة في هذه البلاد، وتظهر تمتعها بمناظر خلابة وطبيعة برية ساحرة، تضيف إلى ملامح الحياة اليومية مزيداً من الدفء والتناغم.
ويظهر الجناح تبنى بوتان وسائل نقل الطاقة النظيفة من خلال شبكة طرق أفضل ونظام نقل جماعي فعال وبأسعار معقولة، كما يبرز الحرص علي الحفاظ على الثقافة وتعزيزها.
وينسجم تصميم الجناح مع الهندسة المعمارية البوتانية المميزة والزي التقليدي والمهرجانات النابضة بالحياة المعبرة عن الارتباط القوي لشعب ممكلة بوتان بكافة معالم التراث الوطني، والمعروف بأنه أكثر الشعوب سعادة في العالم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة
إقرأ أيضاً:
الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..
بقلم: د. محمد أبو طربوش ..
شهدت مفاوضات الدوحة الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة تطورًا مفاجئا مع إعلان انسحاب الوفدين الأمريكي والصهيوني. فتحت هذه الخطوة باب التكهنات حول دوافعها الحقيقية، لا سيما في ظل حالة الجمود السياسي والميداني التي تلف المشهد.
يضعنا التحليل الاستراتيجي للوضع الراهن أمام سيناريوهين رئيسيين، أحدهما يبدو أكثر ترجيحًا في ضوء المعطيات الحالية.
السيناريو الأول: التصعيد وكسر إرادة المقاومة
يرجّح هذا السيناريو أن الانسحاب ليس مجرد مناورة سياسية، بل خطوة تمهيدية لمرحلة جديدة من التصعيد الوحشي، تهدف إلى فرض الاستسلام على المقاومة.
يتوقع هذا السيناريو أن ترفع الدوائر الصهيوأمريكية وتيرة الإبادةالجماعية ضد المدنيين في غزة بشكل غير مسبوق، مع تنفيذ اغتيالات نوعية لقادة المقاومة في الداخل والخارج في محاولة لشل قدراتهم. بالإضافة إلى ذلك، سيُستخدم الإعلام والحرب النفسية بشكل مكثف لإعادة تشكيل الرواية الدولية وتبرير هذا التصعيد.
وتستند هذه الفرضية إلى قناعة راسخة لدى الأطراف الصهيوأمريكية بأن القوة العسكرية المفرطة هي الأداة الوحيدة لتحقيق أهداف الحرب، بعد أن فشلت الضغوط السياسية والاقتصادية في كسر إرادة المقاومة.
السيناريو الثاني: انسحاب تكتيكي للضغط التفاوضي
أما السيناريو الآخر فيرى أن الانسحاب جزء من لعبة مساومات سياسية تهدف إلى ممارسة ضغط تفاوضي على المقاومة.
يهدف هذا التكتيك إلى إجبار المقاومة على خفض سقف مطالبها، خصوصًا ما يتعلق بوقف العدوان ورفع الحصار الشامل عن غزة. كما يرمي هذا الانسحاب إلى تهيئة الأجواء لإبرام اتفاق هدنة مؤقتة، يكون الهدف الأساسي منها هو استعادة بعض الأسرى والجثامين المحتجزين.
علاوة على ذلك، يسعى هذا السيناريو إلى إعادة ترتيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي تعاني من انقسامات وتوترات، قبل استئناف أي حرب مستقبلية بشروط محسوبة ومخطط لها بعناية.
ورغم وجاهة هذا الاحتمال من الناحية التكتيكية، إلا أنه يفتقر إلى ضمانات حقيقية تمنع الاحتلال من استغلال أي هدنة لشن غدر جديد واستئناف عدوانه.
مؤشرات ترجّح التصعيد الشامل
توجد عدة مؤشرات قوية ترجّح كفة سيناريو التصعيدالشامل، أهمها استمرار هيمنة منطق القوة العسكرية على القرار الإسرائيلي والأمريكي، مما يعني أن الحلول الدبلوماسية لا تزال ثانوية في حساباتهم.
يضاف إلى ذلك ضعف الضغط الدولي والصمت العربي–الإسلامي الرسمي، ما يمنح الاحتلال هامشًا واسعًا للمضي قدمًا في مخططاته دون رادع حقيقي.
كذلك ، تعيش حكومة نتنياهو أزمة داخلية حادة، ويحتاج رئيس الوزراء إلى تحقيق”نصر وهمي” لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف والبقاء في السلطة.
أخيرًا، أدى الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل إلى تحول واشنطن من وسيط محتمل إلى شريك مباشر في العدوان، مما يقلل بشكل كبير من أي فرصة لتدخل أمريكي ضاغط باتجاه الحل السلمي.
غزة: العقدة الاستراتيجية ومعادلة المقاومة
إن الانسحاب الصهيوأمريكي، سواء كان مناورة تفاوضية أو مقدمة لتصعيد شامل، يعكس أن غزة أصبحت العقدة الاستراتيجية للصراع. وفي كل الأحوال، أثبتت الأحداث أن كسر إرادة شعبها لم يعد خيارًا ممكنًا مهما بلغت شراسة العدوان.
هذه الحرب لا ترسم فقط ملامح صراع دموي، بل هي أيضًا تحدد ملامح مرحلة جديدة في معادلة المقاومة والتحرر في المنطقة.