واشنطن والناتو يطوران آلية جديدة لتسليح كييف بـ 10 مليارات دولار
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
عواصم " وكالات": ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يعملان على نهج جديد لتزويد أوكرانيا بالأسلحة باستخدام أموال من دول الحلف لدفع تكلفة شراء الأسلحة الأمريكية أو نقلها.
يأتي هذا التعاون بشأن أوكرانيا في الوقت الذي عبر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إحباطه من هجمات موسكو المستمرة على جارتها.
واتخذ ترامب في البداية نبرة أكثر تصالحية تجاه روسيا في أثناء محاولته إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بأوكرانيا، لكنه هدد بعد ذلك بالبدء في فرض رسوم جمركية واتخاذ تدابير أخرى إذا لم تحرز موسكو أي تقدم نحو إنهاء الصراع بحلول الثامن من أغسطس.
وقال ترامب الشهر الماضي إن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأسلحة سيدفع ثمنها الحلفاء الأوروبيون، لكنه لم يشر إلى طريقة لإتمام ذلك.
وقالت المصادر إن دول حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا والولايات المتحدة تعمل على وضع آلية جديدة تركز على تزويد كييف بأسلحة أمريكية مدرجة على قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية.
وستُعطي أوكرانيا الأولوية للأسلحة التي تحتاج إليها ضمن دفعات تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار، على أن تتفاوض دول الحلف فيما بينها بتنسيق من الأمين العام مارك روته لتحديد من سيتبرع أو يموّل الأسلحة المدرجة على القائمة.
وقال مسؤول أوروبي رفض الكشف عن هويته إن دول الحلف تأمل عبر هذه الآلية في توفير أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار لأوكرانيا.
ولم يتضح الإطار الزمني الذي تطمح دول الحلف لتوفير الأسلحة خلاله.
وقال المسؤول الأوروبي "هذا هو خط البداية، وهو هدف طموح نعمل على تحقيقه. نحن على هذا المسار حاليا وندعم هذا الطموح. نحن بحاجة إلى هذا الحجم من الدعم".
وقال مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الأطلسي، تحدث أيضا شريطة عدم الكشف عن هويته، إن المبادرة "جهد تطوعي ينسقه حلف شمال الأطلسي ويشجع جميع الحلفاء على المشاركة فيه".
وأضاف المسؤول أن الخطة الجديدة تتضمن حسابا جاريا للحلف، حيث يمكن للحلفاء إيداع الأموال لشراء أسلحة لأوكرانيا يوافق عليه القائد العسكري الأعلى للحلف.
وأحجم الحلف عن التعليق. ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ولا السفارة الأوكرانية في واشنطن على طلبات للتعليق.
وتواصل القوات الروسية تقدمها تدريجيا في أوكرانيا وتسيطر حاليا على خمس أراضي البلاد.
ترامب ينشر غواصتين نوويتين امريكتيين
وفي السياق، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر غواصتين نوويّتين، في تصعيد كبير لسجال كان دائرا على شبكات للتواصل الاجتماعي مع مسؤول روسي بشأن أوكرانيا والرسوم الجمركية.
ونقل ترامب بمنشوره مساء امس، السجال الدائر منذ أيام مع نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري مدفيديف، من دائرة منصات التواصل الاجتماعي الى التحركات العسكرية المباشرة.
وأورد ترامب على منصته تروث سوشال "استنادا إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري مدفيديف... أمرت بنشر غواصتين نوويّتين في المناطق المناسبة، تحسبا لانطواء هذه التصريحات الغبية والتحريضية على ما هو أكثر من ذلك".
وتابع "الكلمات مهمة جدا، وغالبا ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات".
ويأتي ذلك على خلفية تحديد ترامب مهلة لروسيا تنقضي نهاية الأسبوع المقبل، من أجل اتّخاذ خطوات لوضع حد للحرب في أوكرانيا وإلا مواجهة عقوبات جديدة.
من جهتهم ، قلل سياسيون وخبراء مقربون من الكرملين من أهمية نشر غواصتين نوويتين أمريكيتين بالقرب من روسيا وهي خطوة أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة.
وقال الجنرال السابق بسلاح الجو ونائب الرئيس الحالي لمجلس النواب(الدوما) ليونيد إيفيلف لوكالة تاس الروسية للأنباء اليوم السبت إن الغواصتين "لا تمثلان تهديدا جديدا"، مضيفا أن روسيا تدرك بشكل كامل مثل تلك المناورات العسكرية الأمريكية.
وأيد فيكتور فودولاتسكي، وهو نائب آخر هذا الرأي. ووصف أي محاولة لترويع روسيا بأنها عبثية، مشيرا إلى أسطولها الضخم من الغواصات النووية.
لكن على الرغم من الضغوط الأمريكية، تواصل روسيا تقدمها في الاراضي لأوكرانية.
وهاجمت روسيا أوكرانيا في يوليو بأكبر عدد من المسيرات في شهر واحد منذ بدئها الحرب وفق تحليل لوكالة فرانس برس.
منذ يونيو أوقعت الهجمات الروسية على مئات المدن الأوكرانية مئات القتلى.
وأدى هجوم روسي بالصواريخ والمسيرات على كييف ليل الأربعاء الخميس إلى مقتل 31 شخصا بينهم خمسة أطفال، بحسب حصيلة محدثة لأجهزة الإغاثة.
وامس ، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي لطالما رفض الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار- إن موسكو تريد سلاما دائما ومستقرا في أوكرانيا، لكنه شدّد على أن شروط بلاده لإرساء السلام "لم تتغيّر".
تشمل الشروط الروسية تخلي أوكرانيا عن أراضٍ وعن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
خطوة نحو مزيد من التصعيد
الى ذلك، لم يحدّد ترامب في منشوره موقع نشر الغواصتين، وما إذا المقصود بنوويّتين أنهما تعملان بالطاقة النووية أو تحملان صواريخ مزودة رؤوسا نووية.
كما أن الغالبية العظمى من الأسلحة النووية في العالم بيد الولايات المتحدة وروسيا، فواشنطن تسيّر على الدوام دوريات لغواصات مزوّدة أسلحة نووية، في إطار ردعها النووي برا وبحرا وجوا.
ولم يحدّد ترامب ماهية التصريحات التي أدلى بها مدفيديف واستدعت ردّه.
وكان مدفيديف انتقد بشدة الخميس الماضي الرئيس الأمريكي في منشور على تلغرام، تطرّق فيه إلى "اليد الميتة"، وهو نظام تحكم آلي بالأسلحة النووية طوّره الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية.
وأتى تعليق مدفيديف بعدما انتقد ترامب "الاقتصاد الميت" لروسيا والهند.
وفي منشور على إكس الإثنين، اعتبر مدفيديف أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة "تهديد وخطوة نحو الحرب".
ونصح الرئيس الأمربكي بأن "عليه أن يتذكر" أن روسيا تمتلك قوة هائلة.
ورد ترامب بوصف مدفيديف بأنه "الرئيس السابق الفاشل لروسيا الذي يعتقد أنه ما زال رئيسا".
ومنتصف ليل الأربعاء بتوقيت واشنطن وجّه ترامب تحذيرا مباشرا لمدفيديف بوجوب "الانتباه لكلماته"، وأضاف "إنه يدخل نطاقا بالغة الخطورة!".
ومدفيديف من أبرز المدافعين عن الحرب التي بدأها بوتين في أوكرانيا، وهو عموما من المعادين للعلاقات مع الغرب.
تولى مدفيديف رئاسة روسيا بين عامي 2008-2012، وهو عمليا أبقى سدة الرئاسة محجوزة لبوتين الذي أقر تعديلات دستورية تتيح بقاءه طويلا في السلطة.
بعدما كان يعتبر إصلاحيا، تحوّل مدفيديف على مر السنين إلى كاتب منشورات على الإنترنت تعكس تطرفا قوميا في نشر سرديات الكرملين ودعمها. لكن تأثيره في النظام السياسي الروسي يبقى محدودا.
3قتلى في روسيا جراء ضربات أوكرانية
وعلى الارض، شنت أوكرانيا مجددا هجمات واسعة النطاق بطائرات مسيرة على مناطق روسية ليل "الجمعة/السبت" مما أدى إلى وقوع انفجارات في منشآت معالجة النفط، بحسب تقارير مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت السلطات في منطقتي سامارا وريازان المتضررة وقوع هجمات بطائرات مسيرة، وقالت إن الحطام من المسيرات التي تم اعتراضها ضربت مواقع صناعية، رغم عدم ورود تقارير رسمية عن وقوع أضرار أو إصابات.
وأظهر مقطع مصور مزعوم نشر على مواقع التواصل الاجتماعي انفجارا هائلا في منشأة نفط بالقرب من مدينة سامارا المطلة على نهر فولجا. وبسبب تهديد الطائرات المسيرة، علقت السلطات في منطقة سامارا الرحلات الجوية في المطار المحلي.
وفي ريازان، يبدو أنه تم قصف منشأة نفط أخرى. وأكد الحاكم بافيل مالكوف وقوع هجوم ولكن رفض تقديم المزيد من التفاصيل، وحث الناس على عدم مشاركة صور من شأنها أن تساعد اوكرانيا في استهداف مزيد من الاماكن.
من جانبه، افاد الجيش الروسي أنه اعترض خلال الليل 112 مسيرة أطلقت من أوكرانيا.
وفي حدث نادر، طال القصف منطقة سمارا على مسافة حوالى 800 كلم من الحدود الأوكرانية، حيث سقط أحد الضحايا وهو "رجل مسن"، على ما أوضح الحاكم الإقليمي فياتشيسلاف فيدوريشتشيف.
وأوضح الحاكم على تلجرام أن الرجل "كان داخل منزل ريفي اشتعلت فيه النيران بسبب تساقط حطام مسيرات".
وفي منطقة بنزا الواقعة بين سمارا والحدود الأوكرانية، قال الحاكم أوليغ ملنيتشنكو "هاجمت المسيرات الاوكرانية مرة جديدة باكرا هذا الصباح شركة".
وأضاف "قتلت امرأة للأسف وأصيب شخصان آخران بجروح" لكن "وضعهما ليس خطيرا".
وفي منطقة روستوف المحاذية لأوكرانيا "صد الجيش هجوما ضخما خلال الليل ودمر مسيرات" فوق عدد من المدن، على ما أورد الحاكم يوري سليوسار على تلجرام.
وأضاف "في قرية أوغليرودوفسكي في منطقة كراسنوسولينسكي، اندلع حريق في أحد مباني موقع صناعي" مشيرا إلى "مقتل موظف كان يحرس المنشأة".
في الاثناء، يرفض الكرملين فكرة وقف إطلاق نار دائم في إوكرانيا معتبرا أن ذلك سيصب في مصلحة قوات كييف، بالرغم من إبداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب استياءه من هذا الرفض.
من جانبها، تطالب أوكرانيا حلفاءها الأوروبيين بأنظمة دفاع جوي، وأعلنت ألمانيا امس أنها ستباشر سريعا تسليمها منظومتي باتريوت إضافيتين.
وميدانيا، وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 53 طائرة مسيرة ووهمية على أوكرانيا اليوم السبت. وقال إن الدفاعات الجوية قامت بإسقاط أو بالتشويش على 45 طائرة.
وأصيب 11 شخصا في هجوم بطائرة مسيرة ليلا على منطقة خاركيف واستهدفت الطائرات الروسية اماكن ومناطق مختلفة في اوكرانيا بحسب تقارير اعلامية اليوم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی الرئیس الأمریکی دونالد ترامب فی أوکرانیا دول الحلف فی منطقة
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
عبدالله أبو ضيف (موسكو، كييف، القاهرة)
أخبار ذات صلةقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن بلاده تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا، مؤكداً أن شروطها لتحقيق السلام «لم تتغير»، وبينها تخلي أوكرانيا عن أراضٍ وعن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأضاف بوتين للصحافيين: «نحتاج إلى سلام دائم ومستقر قائم على أسس متينة، يرضي روسيا وأوكرانيا، ويضمن أمن البلدين، الشروط ما زالت كما هي بالتأكيد من الجانب الروسي».
ويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر 2022 فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
وتطالب موسكو أيضاً، بتخلي أوكرانيا عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وعن تسلم شحنات أسلحة غربية.
وترفض كييف هذه الشروط، وتطالب في المقابل بانسحاب كامل للجيش الروسي الذي يسيطر على 20% تقريباً من أراضيها، وبضمانات أمنية غربية بينها استمرار تدفق شحنات الأسلحة، ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه روسيا.
وشدد خبراء ومحللون على أهمية استمرار المحادثات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، مما يعزز فرص الوصول إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن المكالمات الهاتفية بين الرئيسين تظل مهمة، رغم تأكيد ترامب على خيبة أمله منها، إذ أعقبها تصريحات شددت على ضرورة مواصلة العمل السياسي مع الرئيسين الروسي والأوكراني، بهدف إنهاء الحرب بشكل كامل.
وقال المحلل السياسي الأوكراني، إيفان أس، إن استمرار المحادثات بين ترامب وبوتين يشير إلى احتمالية تحقيق اختراق سياسي للأزمة الأوكرانية.
وأضاف أس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار العمل السياسي يُعد أمراً مهماً لوضع حد للاستنزاف الإنساني والاقتصادي غير المسبوق عالمياً، مشدداً على أهمية عدم خسارة أوكرانيا لأي أراضٍ استولت عليها روسيا خلال الحرب، والعودة إلى خط ما قبل اندلاع الحرب.
من جهته، أوضح المحلل السياسي الروسي، إيجور يورشكوف، أن ترامب يختلف عن الرئيس السابق جو بايدن فيما يتعلق باستمرار العمل السياسي والضغط بجميع السبل للوصول إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، سواء هدنة أو وقف كامل لإطلاق النار، بينما كان بايدن يعمل على جانب واحد فقط، يتمثل في تسليح الجيش الأوكراني، مما كان يجعله وسيط غير عادل.
وقال يورشكوف، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تعقد الموقف، يرجع إلى الغضب الروسي الواضح نتيجة زيادة الهجمات الأوكرانية منذ انخراط روسيا في المفاوضات السياسية، مشيراً إلى أن تعطيل واشنطن صفقة أسلحة لأوكرانيا يعطي نوعاً من العدالة لدور أميركا باعتبارها وسيطاً لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
بدورها، قالت السفيرة الأميركية السابقة، جينا ويينستانلي، إن الإرادة السياسية الإقليمية والدولية لا تزال قائمة لدفع مسار التفاوض إلى الأمام، رغم التصعيد العسكري وتضاؤل الدعم الأميركي لكييف، مضيفة أن المشهد الراهن يعكس مؤشرات مقلقة، لكن لا يزال بالإمكان احتواء التصعيد إذا توافرت جدية حقيقية لدى الأطراف المؤثرة.
وأكدت ويينستانلي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن موسكو لا تزال متمسكة بمواقفها، وتطالب بوقف إطلاق نار مشروط بقبول «واقع الأرض»، في مقابل رفضها لأي هدنة غير مشروطة كما تطلب أوكرانيا.