أطباء بلا حدود تتهم جيش الاحتلال بتعمد استهداف قوافل الإجلاء في غزة
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، الجيش الإسرائيلي بمهاجمة قافلة إجلاء مميزة في غزة يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
قُتل اثنان من أفراد عائلة موظفي منظمة أطباء بلا حدود؛ وكانت إحداهما ممرضة متطوعة في مستشفى الشفاء، بحسب بيان صحفي صادر عن منظمة أطباء بلا حدود في 1 ديسمبر/كانون الأول.
وقال جيش الدفاع الإسرائيلي لشبكة CNN إنه يعترف بالحماية الخاصة الممنوحة للفرق الطبية بموجب القانون الإنساني الدولي، و'يتخذ الإجراءات اللازمة لمنع إلحاق الضرر بهم'.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن قافلتها 'التي تم تحديدها بشكل واضح على أنها مركبات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود' تعرضت للهجوم أثناء عودتها إلى مكاتبها في مدينة غزة بعد أن لم يسمح لها الجيش الإسرائيلي بعبور آخر نقطة تفتيش بالقرب من وادي غزة للوصول إلى جنوب غزة. وحث الجيش الإسرائيلي الناس هناك على القيام بذلك.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها أبلغت طرفي النزاع في البداية بأنها تتجه جنوبا واتبعت خط سير الرحلة الذي أشار إليه الجيش الإسرائيلي للسير على طول شارع صلاح الدين في خمس مركبات تحمل علامات مميزة.
'لقد بقينا هناك حوالي ثلاث ساعات. كان الظلام قد حل. وقال أحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود والذي كان ضمن القافلة في البيان: “كان مئات الأشخاص ينتظرون وقرر بعضهم العودة شمالاً لأن نقطة التفتيش لم تسمح لهم بالمرور”.
وبعد سماع إطلاق نار، قررت القافلة العودة إلى مكاتبها في مدينة غزة، بحسب البيان.
وقال موظف منظمة أطباء بلا حدود: 'اتصلنا ببول [أحد زملاء منظمة أطباء بلا حدود في القدس] لإبلاغه بأننا سنعود لأنه لم يُسمح لنا بالمرور عبر نقطة التفتيش. وقال إنه سيطلب منا الإذن بالعودة'.
وذكر البيان أن القافلة تعرضت للهجوم بالقرب من مكتب منظمة أطباء بلا حدود في طريق عودتها في وقت متأخر من بعد الظهر.
'رأيت الدبابات والقناصة في أعلى المباني. 'لقد شعرت بالرعب عندما رأيت القناصين والدبابات يوجهون أسلحتهم نحونا، خاصة في الشاحنتين الرابعة والخامسة [في القافلة]'، قال موظف آخر في منظمة أطباء بلا حدود كان موجودًا مع القافلة. 'بدأوا بإطلاق النار علينا، وعندما أصابت رصاصة جبهتي، أصبت بإصابة سطحية. أصابت الرصاصة زميلي علاء في رأسه، وكان يجلس بجانبي'.
وقال الموظف إن علاء توفي نتيجة الهجوم.
بشكل منفصل، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أثناء لجوئهم إلى مكاتب منظمة أطباء بلا حدود، قال الموظفون إنهم رأوا خمس مركبات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود وعيادتهم في مدينة غزة يُزعم أنها تعرضت لأضرار بسبب جرافة إسرائيلية ومركبة عسكرية ثقيلة، والتي تم التعرف عليها جميعًا من خلال شعار منظمة أطباء بلا حدود، حسبما جاء في البيان.
وجاء في البيان: 'قبل تدميرها، كانت مركبات منظمة أطباء بلا حدود هذه دليلاً محتملاً لأي تحقيق مستقل في هجوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني على قافلة منظمة أطباء بلا حدود'.
وذكر البيان أنه بعد تدمير مركبات أطباء بلا حدود الخمس، أرسلت فرق أطباء بلا حدود في جنوب غزة المزيد من المركبات إلى مدينة غزة لمحاولة الإخلاء مرة أخرى.
'إلا أنهم أصيبوا أيضاً بالرصاص أثناء اقترابهم من عيادة أطباء بلا حدود، وتم إلغاء عملية الإخلاء. وفي 24 نوفمبر، دمرت القوات الإسرائيلية هذه المركبات أيضًا.
وجاء في البيان: 'في النهاية، تمكن زملاؤنا وعائلاتهم من الوصول إلى الجنوب بمجرد دخول الهدنة حيز التنفيذ صباح يوم 24 نوفمبر، وذلك بفضل إجلاء مركبات المدنيين الآخرين'.
وجاء في البيان أن منظمة أطباء بلا حدود دعت السلطات الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق مستقل وتفسير رسمي للهجوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أطباء بلا حدود الجيش الإسرائيلي الدفاع الإسرائيلي القانون الإنساني الدولي جيش الدفاع الإسرائيلي قافلة إجلاء مستشفى الشفاء منظمة أطباء بلا حدود منظمة أطباء بلا حدود أطباء بلا حدود فی الجیش الإسرائیلی مدینة غزة فی البیان
إقرأ أيضاً:
قطاع الموانئ في الحديدة .. أضرار وخسائر جراء العدوان الأمريكي – الإسرائيلي:الأمم المتحدة تحذر من تداعيات استهداف موانئ الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن
تعرض قطاع الموانئ في الحديدة لأضرار كارثية خلال العدوان الأمريكي الإسرائيلي على مدى 11 شهرا، وهو ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية ومصادر رزق آلاف العاملين فيه.
وفي الأيام الأولى للعدوان وبالتحديد في العشرين من يوليو العام الماضي، استهدف طيران العدو الصهيوني بشكل ممنهج الكرينات الجسرية ومنشأة النفط بميناء الحديدة، مما أدى إلى تدمير أربعة منها و9 خزانات نفطية.
وفي التاسع والعشرين من سبتمبر 2024م جرى استهداف محطة الكهرباء بميناء الحديدة، وفي التاسع عشر من ديسمبر استهدف الطيران الإسرائيلي 6 منشآت بحرية، تمثلت في المنشآت القاطرة للسفن “ابوعلي” في ميناء الصليف و”21 سبتمبر” في ميناء رأس عيسى النفطي و”الطير والفا 1 وحجة” والكرين العائم، فيما تم استهداف لنش رأس عيسى في السادس والعشرين من ديسمبر.
ونفذ طيران العدو الصهيوني سلسلة من الغارات الجوية على موانئ البحر الأحمر وبعدد 68 غارة جوية على مدى “يناير – مايو” من العام الجاري 2025م، كان اعنفها وأكثرها دموية استهداف طيران العدو الأمريكي مواقع تفريغ المشتقات النفطية في رأس عيسى النفطي راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد وجريح، وتدمير العدو الإسرائيلي الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، في ميناء الحديدة.
الثورة / أحمد كنفاني
يأتي ذلك الاستهداف الممنهج لموانئ الحديدة لإيقاف العملية التشغيلية والضغط على الموقف اليمني المساند لفلسطين.
ولم يقتصر الضرر على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتد ليشمل البيئة البحرية، حيث تسبب استهداف أنابيب ومنصات التعبئة وتسرب الوقود إلى البحر بتلويث المياه، مما أثر على الحياة البحرية وأدى إلى تقليل أعداد الأسماك في المنطقة، ناهيك عن حدوث أزمة وقود بالمحافظات دامت لأيام وأدت إلى توقف الحركة وتفاقم معاناة المواطنين.
” أرقام رسمية”
أوضحت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية- في بيان صادر عنها في مؤتمر صحفي عقد بميناء الحديدة الأحد الماضي بحضور وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي ووكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية والمغتربين السفير إسماعيل محمد المتوكل، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد أحمد الوشلي، ووفد أممي مشترك برئاسة مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ماريا روزاريا برونو، وعدد من ممثلي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة- أوضحت أن حجم الأضرار التي لحقت بموانئ “الحديدة والصليف ورأس عيسى”، جراء سلسلة غارات طيران العدوان الصهيوني، الأمريكي منذ يوليو 2024 حتى مايو 2025 تجاوز ملياراً و387 مليون دولار، منها أكثر من 531 مليون دولار أضرار مباشرة، و856 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات.
وأكدت المؤسسة أن الاعتداءات طالت البنية التحتية والمنشآت التشغيلية للموانئ المدنية، وتسببت في تدمير 6 من الأرصفة ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما في ذلك الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية.
وأشارت إلى أن العدوان الأمريكي الإسرائيلي تعمد استهداف موانئ مؤسسة البحر الأحمر اليمنية لمعرفته بأهميتها وارتباطها بحياة الشعب اليمني ومنها ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يوفر الدواء والغذاء للشعب اليمني، وأيضا ميناء رأس عيسى النفطي الذي يوفر المشتقات النفطية لمختلف المحافظات.
ولفتت المؤسسة إلى أن هذا الاعتداء الإرهابي يمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن تدمير المطارات والموانئ لا يهدف سوى لتعميق المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، ويكشف الوجه الحقيقي لواشنطن وتل أبيب كراعيتين للإرهاب العالمي.
واعتبرت أن تكرار سيناريو هذا العدوان محاولة مكشوفة لثني الشعب اليمني عن مواقفه المبدئية والثابتة في دعم القضية الفلسطينية ونصرة أبناء غزة في وجه العدوان الصهيوني.. داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف العدوان ومحاسبة المعتدين.
وجددت المؤسسة التأكيد على أن اليمن سيظل صامداً، ولن تنل هذه الاعتداءات من عزيمة شعبه وإصراره على مواصلة موقفه المشرف في مواجهة الهيمنة والاستكبار العالمي.
وطالبت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بإدانة هذا الاستهداف لمطار صنعاء والعمل على حماية المنشآت المدنية.
كما طالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية بتوثيق هذه الجرائم، وفضحها أمام العالم، والضغط لرفع الحصار الجائر عن اليمن.. مؤكدة أن استهداف المرافق المدنية هو امتداد لسجل طويل من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها أمريكا وإسرائيل بحق الشعوب الحرة.
“إدانات دولية”
حذّر تقرير أممي من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، بعد العدوان الأمريكي الإسرائيلي الذي استهدف موانئ الحديدة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن وضع الأمن الغذائي في اليمن لا يزال حرجاً، مع ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من صعوبة في تأمين حاجتها من الغذاء.
ولفت إلى أن الغارات الجوية التي استهدفت موانئ الحديدة في أبريل ومايو العام الجاري، تسببت بأضرار جسيمة في البنية التحتية للموانئ. وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي نتيجة انخفاض القدرة على استقبال البضائع الإنسانية والتجارية.
وأضاف: “رغم التحسن المؤقت الذي طرأ خلال شهر مارس بسبب شهر رمضان، فإن وضع الأمن الغذائي في اليمن يظل حرجاً، مع تدهور كبير شهدناه خلال العام الماضي”.
وأكد أن أحدث بيانات رصد الأمن الغذائي التي أصدرها برنامج الأغذية العالمي، تظهر أن 57% من الأسر التي شملها الاستطلاع لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية.
وأشار إلى أن معدل انتشار الاستهلاك غير الكافي للغذاء كان أعلى بنسبة 25% في مارس الماضي، كما ارتفعت مستويات الحرمان الغذائي الشديد (سوء استهلاك الغذاء) بنسبة 12% على أساس سنوي.
من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ استهداف الجيش الأمريكي والإسرائيلي لميناءي الحديدة ورأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن، وما خلّفه من مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم مسعفون، تُعدّ جرائم حرب بموجب القانون الدولي، مؤكدًا ضرورة فتح تحقيق مستقل ومحاسبة الجهات المسؤولة، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الهجمات التي تهدّد حياة المدنيين وتقوّض الحماية القانونية المكفولة لهم في سياق النزاعات المسلحة.
وأكد أن الادعاءات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تبرر استهداف منشآت مدنية حيوية وتدميرها بالكامل، والتسبّب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وأشار إلى أنّ بيان “سنتكوم” يعكس استخفافًا أمريكيًا إسرائيليا صارخًا بالقانون الدولي الإنساني.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ طبيعة المواقع المستهدفة، إلى جانب الخسائر البشرية الجسيمة الناتجة عن الهجوم، تثير شبهات خطيرة بوقوع جريمة حرب وفقًا لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، والقواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني، حيث تشدد هذه المواثيق الدولية على الحظر المطلق لاستهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، وضرورة اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحمايتهم وتحييدهم عن الأعمال العدائية، وتقليل الأضرار التي قد تلحق بهم إلى الحد الأدنى، حتى في حال وجود أهداف عسكرية مشروعة.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ اللجوء إلى القوة العسكرية في هذا السياق يُمثّل انتهاكًا جوهريًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الآمرة في القانون الدولي، إذ تحظر المادة (2/4) من الميثاق استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، باستثناء حالتين حصريتين: الدفاع الشرعي عن النفس وفقًا للمادة (51)، شريطة وجود هجوم مسلح مباشر ووشيك، وأن يتم استخدام القوة في حدود الضرورة والتناسب، أو صدور تفويض صريح من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع لاتخاذ تدابير عسكرية لحفظ السلم والأمن الدوليين.