تتواصل وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسميًا عن إقامة 22 موقعًا استيطانيًا جديدًا، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، رغم اعتبار المجتمع الدولي تلك المستوطنات "غير قانونية" بموجب القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية. اعلان

وبحسب التقارير، فإن بعض هذه المواقع كانت قائمة سابقًا دون اعتراف رسمي من الحكومة الإسرائيلية، مثل مستوطنة "حافوت يائير"، التي سيبدأ سكانها الآن بالحصول على خدمات المياه والكهرباء والتمويل من الدولة، مما يمنحها وضعًا قانونيًا فعليًا في النظام الإداري الإسرائيلي.

تأتي هذه الخطوة في ظل تسارع ملحوظ في بناء المستوطنات منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023، حيث ترفرف الأعلام الإسرائيلية فوق أكثر من 140 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية، وتزايدت دعوات اليمين الإسرائيلي لتوسيع الوجود اليهودي في المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاقات أوسلو.

Related بعد قرار الضم من قبل الكنيست الإسرائيلي.. غضب في الضفة الغربية: جزء من أهداف الحرب على الفلسطينيينفيديو- مستوطنون يضرمون النار قرب كنيسة تاريخية في بلدة الطيبة بالضفة الغربية المحتلةمستوطنون إسرائيليون يهاجمون قرية الطيبة بالضفة الغربية ويشعلون النار في مركبات الفلسطينيين رؤية أيديولوجية متمسكة بـ"حق العودة" التاريخي

سارة زيبربيرغ، مستوطنة شابة وأم لثلاثة أطفال، انتقلت قبل خمس سنوات إلى واحدة من تلك المستوطنات، مقابل قرية فلسطينية يسمع منها صوت المؤذّن يدعو للصلاة. تقول: "لا يزعجني الأذان، أنا أصلي بطريقتي وهم يصلون بطريقتهم. أشعر أنني عدت إلى أرض أجدادي، فقد كانت هنا قرى يهودية قبل أن يستقر المسلمون في هذه المنطقة."

هذا الخطاب يعكس توجهات أيديولوجية لدى العديد من المستوطنين، الذين يرون في الأرض "حقاً تاريخياً لا يُنازع"، رغم التنديد العالمي المتكرر بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة باعتباره عائقاً أمام السلام.

استيطان منظم.. ومواجهة مع السكان البدو

يُتهم مطورون عقاريون إسرائيليون بتنظيم حملات ترويجية لجذب العائلات اليهودية إلى المستوطنات، مع تعهدات بمنح كل عائلة "منزلاً خاصاً" ضمن مشروع قومي طويل الأمد.

المستوطن سيفي غِلدتسوار، أحد سكان مستوطنة "نوفاي برات"، قام بجولة قرب قرية بدوية ودخل خيمة أحد السكان العرب، حيث أراد إقناع صاحب الأرض بحقه التاريخي في المكان لكنه حاول طمأنة الصحفي الأجنبي الذي كان يرافقه بأن إسرائيل ستهتم بالقضية فقال: "الدولة ستقوم ببناء حي جديد لهم بعيدًا عن هنا... هناك!"

لكن تلك الخطط تواجه برفض من السكان البدو الأصليين، الذين يرون في هذه الإجراءات محاولة لاقتلاعهم من أرضهم. في مشهد نادر، جلس غلدتسوار داخل خيمة بدوية يتحاور مع البدوي إبراهيم أبو دحوك، الذي قال له: "أنت وأنا بشر، فكيف تقول إن الأرض لك؟ هذه الأرض لنا منذ أجيال، وأنت تبني المنازل وتُدخل الإسمنت والنوافذ، أما نحن فلا يُسمح لنا بشيء."

في الوقت الذي رفع فيه الأذان للصلاة، بُسطت سجادات الصلاة داخل الخيمة. وفيما اتجه أبو دحوك للقبلة نحو مكة، ارتأى المستوطن أن يصلي هو الآخر في خيمة البدوي، في مشهد يعكس التوتر الكامن تحت قشرة التعايش الهش.

الهدف: مليون مستوطن في الضفة الغربية

في تقريره من الضفة الغربية، قال فاليري لوروج، موفد القناة "فرانس تي في": "الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 500 ألف إلى مليون، في إطار سياسة توسعية قد تجرّ إلى مزيد من التوتر مع المجتمع الدولي."

اعترافات دولية محدودة.. وتأثير ضعيف

ورغم إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، فإن هذه المبادرة لم تحدث بعد أي تغيير ملموس على الأرض، في ظل المعارضة الإسرائيلية الشرسة، واستمرار الحرب المدمرة في قطاع غزة، والتوسع الاستيطاني المتسارع في الضفة المحتلة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة فلسطين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة فلسطين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يهود الضفة الغربية استيطان بدو مستوطنة يهودية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة فلسطين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ألمانيا فرنسا قطاع غزة نيويورك جمهورية السودان حركة حماس فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

مقتل ناشط فلسطيني شارك في فيلم حائز على جائزة الأوسكار بالضفة الغربية

(CNN)-- قُتل عودة الهذالين، الذي كان مستشارًا لفيلم "لا أرض أخرى"، الذي وثق هجمات المستوطنين الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي على قرية مسافر يطا بالضفة الغربية بالرصاص في قرية أم الخير، الواقعة في البلدة نفسها، الاثنين، خلال هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لصحفيين ومسؤولين محليين.

وأفاد محامي ينون ليفي، المستوطن الإسرائيلي الذي رفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات  المفروضة عليه في يناير/كانون الثاني، للصحفيين بأنه أُلقي القبض عليه في مكان الحادث وأُفرج عنه رهن الإقامة الجبرية، الثلاثاء. 

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، دون ذكر اسم ليفي، إن مواطنًا إسرائيليًا اعتُقل "لاستجوابه للاشتباه في سلوكه المتهور الذي أدى إلى الوفاة واستخدامه غير القانوني لسلاح ناري".

كان يوفال أبراهام، الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي الذي شارك في إخراج فيلم "لا أرض أخرى"، أول من أبلغ عن إطلاق النار على الهذالين.

 وأظهر مقطع فيديو نشره أبراهام، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، ينون ليفي وهو يطلق النار من مسدسه عدة مرات أثناء مواجهته لقرويين فلسطينيين. 

وحددت شبكة CNN موقع الحادثة من خلال تحديد موقع الفيديو.

وفي الفيديو، يظهر ليفي وهو يحمل مسدسًا ويقف أمام جرافة، وهو يتصارع مع أحد القرويين ويدفع الرجل الذي يصوره بعيدًا، ثم يبدأ بإطلاق النار على جانبه وفي الهواء، واتجه نحو مجموعة من الفلسطينيين، وسرعان ما يبدأ القرويون بالفرار.

ولم يتضح من اللقطات ما الذي كان ليفي يطلق النار عليه. 

وأظهر مقطع فيديو آخر حصلت عليه CNN رجلاً يبدو أنه الهذالين وهو ينزف على الأرض.

مقالات مشابهة

  • جيش العدو الصهيوني يقتحم مدن الضفة المحتلة ويعتقل عدد من الفلسطينيين
  • 21 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • 26 شهيدًا في الضفة الغربية خلال يوليو الحالي برصاص الاحتلال
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 21 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية
  • 15 عملًا للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة
  • اقتحامات إسرائيلية في جنين ونابلس والخليل بالضفة الغربية
  • مقتل ناشط فلسطيني شارك في فيلم حائز على جائزة الأوسكار بالضفة الغربية
  • فرنسا : هجمات المستوطنين بالضفة أعمال إرهابية
  • تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية بالتزامن مع الحرب على غزة