رئيس الكنيست في مؤتمر جنيف: إذا أردتم دولة فلسطينية فأقيموها في لندن أو باريس
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
عرض رئيس الكنيست خلال مداخلته مقطع فيديو على جهاز لوحي يظهر أعضاء في البرلمان الإيراني وهم يهتفون "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا". اعلان
أثار رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحانا، جدلاً واسعًا خلال كلمته في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) لزعماء البرلمانات، الذي عُقد في جنيف، وذلك على خلفية مواقفه الرافضة للاعتراف بدولة فلسطينية.
وقال أوحانا في كلمته أمام ممثلي البرلمانات: "إذا كنتم تريدون دولة فلسطينية، فابنوها في لندن أو باريس"، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن عزمهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل.
وخلال الخطاب، انسحب ممثلو كل من إيران واليمن والسلطة الفلسطينية من القاعة احتجاجًا، وظهروا في تسجيلات مصورة وهم يغادرون القاعة من أسفل المنصة مباشرة أثناء حديث أوحانا.
وعرض رئيس الكنيست خلال مداخلته مقطع فيديو على جهاز لوحي يظهر أعضاء في البرلمان الإيراني وهم يهتفون "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا"، خلال جلسة عُقدت في يونيو الماضي بعد تمرير قانون لقطع العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
Related "بسبب تجويع غزة"..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيبويتكوف يسافر إلى إسرائيل.. وزيارة "محتملة" إلى قطاع غزةوسط معارضة إسرائيلية وأمريكية.. بارو يعلن أن 15 دولة أخرى تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينيةوعلّق أوحانا على الفيديو قائلاً: "هذه ليست لقطات لخلية إرهابية سرية، بل تسجيل رسمي من برلمان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو عضو كامل العضوية في هذا المنتدى، يطالب علنًا بإبادة دولتين ذات سيادة".
كما انتقد أوحانا نظيره الإيراني محمد باقر قاليباف، الذي كان قد عرض خلال مداخلته صورة نُشرت على غلاف صحيفة "نيويورك تايمز" لطفل يعاني من الجوع في غزة، واعتبر أن الصورة استخدمت "بشكل مضلل".
وأوضح أوحانا أن "المشكلة الوحيدة في هذه الصورة هي أن الادعاء المرافق لها غير صحيح"، مضيفًا أن السلطات الإسرائيلية أوضحت في وقت سابق أن الطفل الظاهر في الصورة يعاني من اضطراب حركي يُعرف بـ"الشلل الدماغي". وأضاف أن الصحيفة الأميركية نفسها قامت لاحقًا بتعديل تقريرها للإشارة إلى أن الطفل كان يعاني من حالة صحية سابقة.
وقال أوحانا للحضور: "حتى نيويورك تايمز أقرّت بذلك اليوم. لكن قاليباف يستغل كل تهمة دموية تقدّمها له وسائل الإعلام الزائفة"، واختتم تعقيبه بالقول: "عارٌ عليكما معًا"، في إشارة إلى قاليباف والتقرير الإعلامي.
كما تطرّق أوحانا في كلمته إلى قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، قائلاً: "في هذه اللحظة، هناك خمسون من إخوتنا وأخواتنا، من الأبرياء، محتجزون لدى حماس. إنهم يُجَوَّعون، ويُعذَّبون، ويعيشون في خوف وظلام داخل أنفاق غزة".
وختم خطابه بمناشدة للمشاركين: "أناشدكم أن تختاروا الحقيقة على الدعاية، والضمير على الراحة، والقيم على الشعبوية. قفوا في صفّ التاريخ الصحيح – في صفّنا".
ويُعد الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) منظمة دولية تضم برلمانات من مختلف أنحاء العالم، ويشمل 181 برلمانًا عضوًا من ضمنها دول عديدة من الشرق الأوسط. وتُعقد مؤتمرات قادة البرلمانات التابعة له كل خمس سنوات منذ العام 2000، وكان هذا المؤتمر هو النسخة السادسة، وقد عُقد على مدى ثلاثة أيام من الثلاثاء إلى الخميس.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة فلسطين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة فلسطين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنيف فرنسا إسرائيل فلسطين بريطانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة فلسطين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ألمانيا فرنسا قطاع غزة نيويورك جمهورية السودان حركة حماس رئیس الکنیست
إقرأ أيضاً:
مختار غباشي: واشنطن وتل أبيب تجهضان أي حديث جاد عن دولة فلسطينية
قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مؤتمر دعم حل الدولتين يأتي في لحظة تعتبر من أخطر المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948، مشيرًا إلى أن الواقع الراهن يعكس حالة من العجز الإقليمي والدولي عن وقف المجازر المستمرة التي تُرتكب بحق المدنيين في قطاع غزة.
وأضاف غباشي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن المؤتمر، ورغم زخمه الدولي، ينعقد في ظل غياب إسرائيل، ورفضها المسبق لأي مخرجات تتعلق بقيام دولة فلسطينية، كما أنه يُواجه بمعارضة أمريكية واضحة، وهو ما يضع علامات استفهام حول فعالية وجدوى مخرجاته.
واعتبر أن الدول والجهات المشاركة، رغم نواياها، عاجزة عن وقف المجازر أو إيصال المساعدات الأساسية من طعام ودواء لأهالي غزة، متسائلًا: "كيف يُمكن لتلك الأطراف أن تنجح في إقامة دولة فلسطينية مستقلة رغمًا عن إرادة إسرائيل والولايات المتحدة؟"
استطرد غباشي، إن الحديث عن دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية لا يزال محاطًا بالضبابية، بل إن بعض الحاضرين في المؤتمر لا يعرفون ما المقصود بالدولة الفلسطينية، متسائلًا: "هل نتحدث عن دولة كاملة السيادة بجيش وحدود؟ أم عن كيان منقوص خالٍ من السلاح؟ وعلى أي حدود ستقوم؟".
وأشار إلى أن المرجعية القانونية الوحيدة المقبولة دوليًا لقيام دولة فلسطينية هي قرار الأمم المتحدة رقم 181 لسنة 1947، الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين، وهو القرار ذاته الذي استندت إليه إسرائيل في نيل عضويتها بالأمم المتحدة، واعتمدته السلطة الفلسطينية لاحقًا في طلب حصولها على العضوية الكاملة.
وأوضح أن هذا القرار يمنح الفلسطينيين حوالي 44.5% من أرض فلسطين التاريخية، بينما تطرح إسرائيل اليوم دولة فلسطينية على 22% فقط من تلك الأراضي، بعد أن ملأت الضفة الغربية بالمستوطنات، وتنفذ سياسة تدمير ممنهجة في قطاع غزة، بهدف القضاء على أي بنية تحتية قد تُشكل أساسًا لدولة مستقبلية.
واعتبر الدكتور مختار غباشي أن ما يجري في غزة حاليًا، بحسب تصريحات قيادات عسكرية إسرائيلية، يؤكد أن إسرائيل تسير في اتجاه تصفية نهائية للبنية الجغرافية والسياسية الفلسطينية، وهو ما يجعل الحديث عن إقامة دولة فلسطينية في ظل هذا الواقع أقرب إلى التمنّي منه إلى السياسة الواقعية.
وختم قائلًا إن هذا المؤتمر قد يُسهم في خلق زخم سياسي وإعلامي عالمي، لكنه من حيث القدرة الفعلية على تغيير الواقع أو فرض حل الدولتين، فإن المؤشرات تؤكد أن فرصه محدودة للغاية، في ظل موازين القوى الحالية ورفض إسرائيل وأمريكا لأي ضغوط حقيقية.