موقع النيلين:
2025-05-24@08:02:56 GMT

النسخة السودانية من “قناة الحرة” !

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT


ختم الأستاذ لقمان أحمد، الإعلامي المعروف، من على حسابه على فيس بوك، تقديمه للمنصة الإعلامية الجديدة التي تولى إدارتها بالقول : (نعبر عن شكرنا وتقديرنا لجميع شركائنا المانحين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
USAID
الذين جعلوا تحقيق المشروع ممكنا، وشركائنا المقبلين الصندوق الوطني الأمريكي للديمقراطية
National Endowment for Democracy
وجميع أعضاء مجلس المحافظين والصحفيين السودانيين الذين قدموا لنا آراء قيمة خلال مرحلة التأسيس وفريق العمل فى التصميم والإبتكار والتحرير).

إنتهى الاقتباس.
قال لقمان ذلك إيذاناً ببدء البث المباشر لقناته الجديدة
SBC
الأستاذ لقمان، الذي بقي لبضعة أشهر في منصب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حتى بعد استقالة الدكتور حمدوك في يناير ٢٠٢٢، كان قد غادر الخرطوم على عجل، ضمن الذين تم إجلاؤهم من رعايا الدول الأجنبية في أعقاب تمرد قوات الدعم السريع، وبعد أن هاجم المتمردون البناية التي يقيم فيها، مع آخرين، وسلبوا ما لدى السكان من مقتنيات قيل أن بينها حوالي خمسة عشر ألف دولار تخص الأستاذ لقمان أحمد، ها هو يظهر في البلد التي يحمل جنسيتها الثانية قائدتً لمشروع إعلامي تموله مؤسسات أميركية !!
تجربة الولايات المتحدة الأمريكية مع الإعلام الموجَّه للمستمع والمشاهد العربي ليست جديدة، ففي زمن الحرب الباردة من سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كانت هناك إذاعة “صوت أمريكا” التي كانت تبث على الموجات القصيرة والمتوسطة وتعبّر بشكل صريح عن وجهة نظر الحكومة الأمريكية، وتجيز المؤسسات التشريعية ميزانيتها ضمن ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية.
وبعد الحادي عشر من سبتمبر والغزو الأمريكي لكل من أفغانستان والعراق أعادت الحكومة الأمريكية النظر في فاعلية إذاعة صوت أمريكا وقررت أنها لم تعد تفي بالغرض، فاستبدلتها بقناة “الحرة” التلفزيونية وراديو سوا، وأضافت لاحقاً “الحرة – العراق” كقناة متخصصة في الشأن العراقي.
مشكلة الإدارة الأمريكية مع العالم العربي والإسلامي بوجه عام، ومع السودان بوجه خاص، هو أنها تبني سياساتها على أوهامها، وعلى ما يدبجه عملاؤها من تقارير، لا على الوقائع الحقيقة على الأرض.
كانت أمريكا تتوهم أنها ستشجع ثقافة الديمقراطية والحقوق بواسطة الإعلام الموجه، في الوقت الذي تدعم فيه الأنظمة الوراثية والشمولية في المنطقة، وتشجع سياسة الاحتلال والاستيطان، بل وقتل المدنيين من النساء والأطفال بحجة محاربة الإرهاب، كما فعلت في أفغانستان والعراق، وتفعل الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
منذ التغيير السياسي الذي حدث في أبريل ٢٠١٩، ظلت الإدارتين الجمهورية والديمقراطية في البيت الأبيض تزعمان أنهما تدعمان “تطلع الشعب السوداني للتحول الديمقراطي”، وتصران على ضرورة أن تقود ذلك حكومة مدنية، لكنهما في واقع الأمر ظلتا تدعمان حكماً شمولياً بقيادة مدنية حتى انتهينا إلى الحرب التي تعيشها بلادنا الآن، وقد ثبت وفقاً لأقوال شهود عدول أن المبعوثين الأمريكيين كانوا يعرفون أن “الدعم السريع” مع جماعة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير يخططون للاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب العسكري، قبل اندلاع الحرب بعدة أشهر !!
في ضوء ما تقدم، لا أتوقع أن يقدم الأستاذ لقمان، وفريق قناته التلفزيونية الممولة أمريكياً، نهجاً في العمل الصحفي والإعلامي يختلف عمّا تقدمة قنوات الحرة وراديو سوا، فاللحن الذي يطلبه الزمّار هو بطبيعته نهج غير منصف وغير متوازن وغير موضوعي، والسودانيون بعد تجربة الحرب التي مسَّت كل فرد منهم، وحولت عاصمتهم إلى خراب بواسطة حلفاء أمريكا، وبعد أن تمّ تشريدهم ونهب حصاد أعمارهم، لم يعد يطربهم “اللغو” الذي تتشدق به الولايات المتحدة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا حتى احترام القانون الدولي، لأنهم بعدما رأوا إزدواجية المعايير في أنفسهم ها هم يرون دفاع أمريكا عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين المحتلة.
ويساورني شك عظيم في مدى مقدرة الضمير المهني للزميل لقمان وفريقه على مقاومة “ما يطلبه الممولون” لصالح عمل إعلامي يرتكز على أجندة وطنية ومهنية تتجنب المحاباة والانحياز، بل أخشى أن يجنّد هذا الفريق نفسه لخدمة أجندة الإمبراطورية التي تعرّت من القيم الأخلاقية ولم تعد ادعاءاتها باحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي وحرية التعبير تقنع أحداً بعد أن أصبح مدراء الجامعات الامريكية يُطردون لأنهم لم يوافقوا على تقييد حق طلابهم في التعبير.
قد يقول قائل: ولماذا تستعجل الحكم على مشروع بدأ للتو؟ وأقول إنها تجربة جديدة في الحالة السودانية فقط لكنها تجربة متكررة، فشلت في عقر دارها، وفشلت في العراق، وليس هناك من عاقل يراهن على نجاحها في حالة السودان… وعلى كل حال لن يحتاج من يريد أن يتثبت من صحة توقاتنا إلى الإنتظار طويلاً.

العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“مشكاة” تركيب فني يُضيء جناح “المنوّرة” ببينالي الفنون الإسلامية 2025

المناطق_واس

يستوقف العمل التركيبي “مشكاة” الذي يُعرض ضمن جناح المنوّرة في بينالي الفنون الإسلامية 2025، المقام تحت عنوان “وما بينهما”، أنظار الزوار بتجربته الغامرة التي تمزج الضوء بالرائحة الزكيّة والذاكرة المكانية، في تعبير بصري وحسّي يُجسد الطابع الروحي الفريد للمدينة المنورة.

ويستوحي هذا العمل اسمه من لقب المدينة المنورة، الذي ارتبط عبر القرون بالنور النبوي والروحانية العميقة، ويتجاوز “مشكاة” حدود التمثيل البصري، ويستحضر حضور النور بوصفه رمزًا للسكينة، ليقدّم تجربة فنية متعددة الحواس.

وتشكّل ألواح “المنجور” جوهر هذا العمل، وهي من الحرف اليدوية التقليدية في المدينة المنوّرة، وتُقدَّم في تكوين ثلاثي الطبقات، يعكس زخارف هندسية مستوحاة من ثريّات المساجد، ليشكل وحدة فنية متكاملة تعكس جمالية العمارة الإسلامية.

ومن خلال خامات الخشب الماهوغاني والزجاج، وقياسات تصل إلى (2.5 × 2) متر، تنكسر أشعة الضوء عبر الألواح الشبكية المزخرفة، لتتسلل على الأرضية بنقوش متشابكة ومضيئة؛ مما يمنح العمل بعدًا بصريًّا متحركًا يُثير التأمل والخشوع.

ويتكامل هذا البعد البصري مع رائحة البخور المنتشرة في المكان، في محاكاة وجدانية لأجواء المسجد النبوي الشريف، لتغدو تجربة “مشكاة” تجربة حسّية متكاملة، تستدعي الذاكرة الروحية، وتربط الزائر بين الماضي والحاضر، ويمضي هذا العمل التركيبي المضيء في تجسيد النور غير المادي، ولا يقتصر على الضوء بوصفه عنصرًا بصريًّا، بل يتعامل معه تجسيدًا رمزيًّا للتواصل بين السماء والأرض.
وتأتي مشاركة “مشكاة” ضمن رؤية البينالي في إعادة اكتشاف الفنون الإسلامية عبر تجارب معاصرة تربط بين الروحانية والإبداع البصري، وتمنح الزوار فضاءً بصريًّا رحبًا يعزز الحوار الثقافي، ويربط التجربة الروحانية بالابتكار الفني المعاصر.

مقالات مشابهة

  • “توزيع سلة”.. المدير التنفيذي لمحلية سنار يشهد برنامج العودة الطوعية للوافدين من ولاية الخرطوم
  • نائب الرئيس الأمريكي يعترف بتراجع الهيمنة الأمريكية: تدخلنا في اليمن كان “دبلوماسيًا” ولا قدرة لنا على خوض حرب
  • “مصحف الزجاج”.. تجربة بصرية تنسج النور والمعنى في بينالي الفنون الإسلامية
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • صحيفة روسية: الحرب الأمريكية على “الحوثيين” انتهت بانكسار إمبراطوريتها
  • “يبلغ (50,000) جنيها سودانيا لكل أسرة” .. سنار: توزيع الدفعة الثالثة من دعم الأسر الأكثر فقراً
  • فعالية “جوازك إلى العالم” تحتفي بالثقافة السودانية في جدة
  • جامعة الملك عبدالعزيز تُطلق النسخة الخامسة من معرض “توال 2025”
  • ???? مجرم الحرب الجبان الرعديد الذي ادمن العريد “قجة”
  • “مشكاة” تركيب فني يُضيء جناح “المنوّرة” ببينالي الفنون الإسلامية 2025