موقع النيلين:
2025-12-14@00:07:12 GMT

النسخة السودانية من “قناة الحرة” !

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT


ختم الأستاذ لقمان أحمد، الإعلامي المعروف، من على حسابه على فيس بوك، تقديمه للمنصة الإعلامية الجديدة التي تولى إدارتها بالقول : (نعبر عن شكرنا وتقديرنا لجميع شركائنا المانحين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
USAID
الذين جعلوا تحقيق المشروع ممكنا، وشركائنا المقبلين الصندوق الوطني الأمريكي للديمقراطية
National Endowment for Democracy
وجميع أعضاء مجلس المحافظين والصحفيين السودانيين الذين قدموا لنا آراء قيمة خلال مرحلة التأسيس وفريق العمل فى التصميم والإبتكار والتحرير).

إنتهى الاقتباس.
قال لقمان ذلك إيذاناً ببدء البث المباشر لقناته الجديدة
SBC
الأستاذ لقمان، الذي بقي لبضعة أشهر في منصب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حتى بعد استقالة الدكتور حمدوك في يناير ٢٠٢٢، كان قد غادر الخرطوم على عجل، ضمن الذين تم إجلاؤهم من رعايا الدول الأجنبية في أعقاب تمرد قوات الدعم السريع، وبعد أن هاجم المتمردون البناية التي يقيم فيها، مع آخرين، وسلبوا ما لدى السكان من مقتنيات قيل أن بينها حوالي خمسة عشر ألف دولار تخص الأستاذ لقمان أحمد، ها هو يظهر في البلد التي يحمل جنسيتها الثانية قائدتً لمشروع إعلامي تموله مؤسسات أميركية !!
تجربة الولايات المتحدة الأمريكية مع الإعلام الموجَّه للمستمع والمشاهد العربي ليست جديدة، ففي زمن الحرب الباردة من سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كانت هناك إذاعة “صوت أمريكا” التي كانت تبث على الموجات القصيرة والمتوسطة وتعبّر بشكل صريح عن وجهة نظر الحكومة الأمريكية، وتجيز المؤسسات التشريعية ميزانيتها ضمن ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية.
وبعد الحادي عشر من سبتمبر والغزو الأمريكي لكل من أفغانستان والعراق أعادت الحكومة الأمريكية النظر في فاعلية إذاعة صوت أمريكا وقررت أنها لم تعد تفي بالغرض، فاستبدلتها بقناة “الحرة” التلفزيونية وراديو سوا، وأضافت لاحقاً “الحرة – العراق” كقناة متخصصة في الشأن العراقي.
مشكلة الإدارة الأمريكية مع العالم العربي والإسلامي بوجه عام، ومع السودان بوجه خاص، هو أنها تبني سياساتها على أوهامها، وعلى ما يدبجه عملاؤها من تقارير، لا على الوقائع الحقيقة على الأرض.
كانت أمريكا تتوهم أنها ستشجع ثقافة الديمقراطية والحقوق بواسطة الإعلام الموجه، في الوقت الذي تدعم فيه الأنظمة الوراثية والشمولية في المنطقة، وتشجع سياسة الاحتلال والاستيطان، بل وقتل المدنيين من النساء والأطفال بحجة محاربة الإرهاب، كما فعلت في أفغانستان والعراق، وتفعل الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
منذ التغيير السياسي الذي حدث في أبريل ٢٠١٩، ظلت الإدارتين الجمهورية والديمقراطية في البيت الأبيض تزعمان أنهما تدعمان “تطلع الشعب السوداني للتحول الديمقراطي”، وتصران على ضرورة أن تقود ذلك حكومة مدنية، لكنهما في واقع الأمر ظلتا تدعمان حكماً شمولياً بقيادة مدنية حتى انتهينا إلى الحرب التي تعيشها بلادنا الآن، وقد ثبت وفقاً لأقوال شهود عدول أن المبعوثين الأمريكيين كانوا يعرفون أن “الدعم السريع” مع جماعة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير يخططون للاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب العسكري، قبل اندلاع الحرب بعدة أشهر !!
في ضوء ما تقدم، لا أتوقع أن يقدم الأستاذ لقمان، وفريق قناته التلفزيونية الممولة أمريكياً، نهجاً في العمل الصحفي والإعلامي يختلف عمّا تقدمة قنوات الحرة وراديو سوا، فاللحن الذي يطلبه الزمّار هو بطبيعته نهج غير منصف وغير متوازن وغير موضوعي، والسودانيون بعد تجربة الحرب التي مسَّت كل فرد منهم، وحولت عاصمتهم إلى خراب بواسطة حلفاء أمريكا، وبعد أن تمّ تشريدهم ونهب حصاد أعمارهم، لم يعد يطربهم “اللغو” الذي تتشدق به الولايات المتحدة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا حتى احترام القانون الدولي، لأنهم بعدما رأوا إزدواجية المعايير في أنفسهم ها هم يرون دفاع أمريكا عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين المحتلة.
ويساورني شك عظيم في مدى مقدرة الضمير المهني للزميل لقمان وفريقه على مقاومة “ما يطلبه الممولون” لصالح عمل إعلامي يرتكز على أجندة وطنية ومهنية تتجنب المحاباة والانحياز، بل أخشى أن يجنّد هذا الفريق نفسه لخدمة أجندة الإمبراطورية التي تعرّت من القيم الأخلاقية ولم تعد ادعاءاتها باحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي وحرية التعبير تقنع أحداً بعد أن أصبح مدراء الجامعات الامريكية يُطردون لأنهم لم يوافقوا على تقييد حق طلابهم في التعبير.
قد يقول قائل: ولماذا تستعجل الحكم على مشروع بدأ للتو؟ وأقول إنها تجربة جديدة في الحالة السودانية فقط لكنها تجربة متكررة، فشلت في عقر دارها، وفشلت في العراق، وليس هناك من عاقل يراهن على نجاحها في حالة السودان… وعلى كل حال لن يحتاج من يريد أن يتثبت من صحة توقاتنا إلى الإنتظار طويلاً.

العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“أن تكون مع بوتين أفضل من الحرب”

عن سبب الاحتجاجات الشبابية الحاشدة في ألمانيا، كتبت ايكاتيرينا فولكوفيتسكايا، في “أرغومينتي إي فاكتي”:

صرّح ميرتس في برنامج ARD-Arena التلفزيوني بأنه يأمل في أن تنجح الحكومة الألمانية في استقطاب عدد كافٍ من الجنود للتطوع، وإلا، فستعود البلاد إلى الخدمة الإلزامية.

تعليقًا على ذلك، قال الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أرتيوم سوكولوف: “يبلغ عدد أفراد الجيش الألماني حاليًا حوالي 188 ألفا؛ والهدف هو الوصول إلى 203 آلاف في البداية، ثم 250 ألف جندي في نهاية المطاف”. وأضاف: “مع ذلك، ورغم الحملة الإعلانية نشطة، فإن الوصول إلى هذا الرقم غير ممكن باستخدام أساليب التجنيد الحالية. فالعدد المطلوب من المتطوعين غير موجود ببساطة. يخشى المواطنون المشاركة في القتال بطريقة أو بأخرى، ويفضلون السعي لتحقيق ذواتهم في القطاع المدني. الخدمة العسكرية، التي قد تبدو جذابة من الناحية المالية أو المهنية، أقل شأنًا من العمل في الشركات الألمانية الكبرى أو الهيئات الحكومية أو غيرها”.

“الأسبوع الماضي، أقرّ البوندستاغ قانونًا يُحدّث نظام الخدمة العسكرية في ألمانيا، ويُلزم جميع الشباب البالغين السن القانونية بالتسجيل. وقد يُعاد فرض الخدمة الإلزامية: فإذا لم يكن هناك عدد كافٍ من المتطوعين، سوف يتم تحقيق هدف الـ 203 ألف جندي من خلال “الاختيار العشوائي”. وقد اندلعت بالفعل احتجاجات ضد ذلك. وهتف الشباب الذين احتشدوا في 90 مدينة في جميع أنحاء البلاد بشعار “العيش تحت حكم بوتين أفضل من القتال”.

“إذا فُرض التجنيد الإجباري، فقد تندلع احتجاجات أوسع نطاقًا في جميع أنحاء البلاد، مما سيُلحق الضرر بسمعة ميرتس أكثر فأكثر”.

روسيا اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/13 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة هجليج والمسيرية: التصفية والخطر الخارجي2025/12/12 الصحافة الصفراء2025/12/12 أرض تنتزع بالتصفيات … والبقارة في مرمى الصفقة الكبرى ل آل دقلو2025/12/12 الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة2025/12/12 الفيل … وضل الفيل2025/12/12 اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة2025/12/12شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات حديث كرار عن الاستنفار والمقاومة الشعبية حديث كاذب 2025/12/12

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • “أن تكون مع بوتين أفضل من الحرب”
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • اليوم.. ختام الأسبوع الأول من بطل الجائزة الكبرى “الخامس” في قفز السعودية
  • “الجبهة الشعبية” تدين القرصنة الأمريكية لناقلة النفط الفنزويلية
  • مصر للطيران للأسواق الحرة تتزين لاستقبال أعياد الكريسماس والعام الجديد وتقدم عروض خاصة
  • مصر للطيران للأسواق الحرة تتزين لاستقبال أعياد الكريسماس والعام الجديد
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • فنزويلا تتهم أمريكا بارتكاب “سرقة سافرة” بعد احتجاز ناقلة نفط في البحر الكاريبي
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986