الخرطوم – شدد أمين إسماعيل مجذوب، رئيس قسم الشرق الأوسط والخليج بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، على ضرورة إنهاء الحرب الأهلية في السودان بتقديم تنازلات، و”إلا قد يكون هناك تدخل أجنبي أو فرض حل من قبل القوى الدولية”.

وأوضح مجذوب في حديثه للأناضول، أن فرص نجاح محادثات جدة للسلام “ضعيفة” بسبب تعارض مواقف الجيش وقوات الدعم السريع.

وأضاف أن “إنهاء الحرب عسكريا أمر صعب وسيستغرق وقتا طويلا، ولذلك لا بد من إجراء مفاوضات وتقديم تنازلات من الطرفين”.

وأعرب مجذوب عن قلقه من امتداد الحرب لوقت أطول وتوسع الأزمات الإنسانية التي بدأت في البلاد إلى كافة المناطق.

وحذّر من أن السيناريو الثاني هو أن يكون هناك تدخل دولي لأسباب إنسانية وطرق قضية السودان على المستوى الدولي.

ولفت إلى أنه في حال فشلت مفاوضات جدة فقد يكون هناك تدخل أجنبي أو سيتم فرض حل على الأطراف السودانية من القوى الدولية.

وأما السيناريو الثالث، فهو الجمع بين محادثات السلام في جدة بوساطة السعودية والولايات المتحدة، ومبادرات سلام أخرى.

وتطرق مجذوب إلى أهمية دمج القوات العسكرية كافة والحركات المسلحة في جيش واحد وتنفيذ الإصلاحات التي طلبها قوات الدعم السريع.

وبخصوص العقوبات الأمريكية على قادة القوات المسلحة والمسؤولين السياسيين السودانيين وبعض قادة قوات الدعم السريع، قال مجذوب إن الولايات المتحدة تهتم بالسودان لأنها تعتبره من المناطق الحيوية للأمن القومي الأمريكي.

وأضاف: “وبالتالي تريد الولايات المتحدة أن تتوقف الحرب في أسرع وقت ممكن والقيام ببعض الإجراءات في المستقبل”.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ وفق الأمم المتحدة.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

هل تُمهّد استعادة الخرطوم الطريق لنهاية الحرب في السودان؟

في تطوّر عسكري لافت، أعلن الجيش السوداني يوم الثلاثاء استكمال ما وصفه بـ"تطهير كامل لولاية الخرطوم" من قوات الدعم السريع، بعد أسابيع من معارك ضارية شهدتها العاصمة ومحيطها. اعلان

قالت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في بيان إن الولاية، التي تضم الخرطوم وأم درمان ومدينة بحري، باتت "خالية تمامًا من المتمردين"، في إشارة إلى القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وجاء هذا الإعلان في إطار عملية عسكرية واسعة بدأت قبل أسابيع لاستعادة السيطرة على آخر معاقل الدعم السريع في جنوب وغرب أم درمان، ولا سيما منطقة صالحة. وأوضح المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، أن العمليات شملت مناطق متعددة من العاصمة ومحيطها، وتواصلت حتى إحكام السيطرة الكاملة عليها.

تقدّم ميداني... ولكن

يمثل استرجاع الجيش للخرطوم ومحيطها، بما في ذلك القصر الجمهوري ومطار الخرطوم، نقطة تحوّل رمزية وعسكرية في الحرب التي تدخل عامها الثالث. ففي آذار/ مارس الماضي، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن "الخرطوم حرة"، بعد ساعات من استعادة المطار الرئيسي في العاصمة، رغم تواصل الاشتباكات المحدودة مع عناصر من قوات الدعم السريع.

وفي المناطق التي أجبرت فيها هذه القوات على التراجع، لجأت إلى تكتيكات التخريب، مستخدمة طائرات مسيّرة لاستهداف بنى تحتية حيوية، من بينها منشآت للطاقة في الخرطوم وبورتسودان.

طائرة متضررة في مطار الخرطوم الدولي بعد استعادته من قوات الدعم السريع، 17 نيسان/ أبريل 2025. AP

كما تستمر المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إضافة إلى اشتباكات على محور كردفان.

ورغم الانتصارات الأخيرة للجيش، لا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بنفوذ واسع في إقليم دارفور وأجزاء من جنوب البلاد.

تعيين رئيس وزراء: خطوة نحو الاستقرار؟

بالتوازي مع التقدّم العسكري، شهدت الساحة السياسية خطوة جديدة، مع إصدار البرهان مرسومًا دستوريًا يقضي بتعيين الدبلوماسي السابق كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء في أيار/ مايو 2025، خلفًا لدفع الله الحاج الذي شغل المنصب لفترة قصيرة.

ويمثل ذلك أول خطوة رسمية نحو تشكيل سلطة تنفيذية منذ اندلاع الحرب، ويأتي تنفيذًا لتعهد سابق من البرهان بتشكيل حكومة انتقالية تقودها شخصية تكنوقراطية غير حزبية.

ويعكس هذا التعيين رغبة واضحة من المؤسسة العسكرية في تقديم إشارات إلى المجتمع الدولي والداخلي حول إمكانية استعادة العمل المؤسسي وبناء مسار سياسي، رغم استمرار القتال في أجزاء من البلاد.

هل نحن أمام نهاية وشيكة للحرب؟

استعادة الخرطوم وتعيين رئيس وزراء جديد يرسلان رسائل أولية نحو احتمال تهدئة الصراع وتدشين مرحلة انتقال سياسي.

لكن الواقع الميداني والأمني لا يدعم بالضرورة سيناريو نهاية قريبة للحرب. فالمواجهات لا تزال مشتعلة في دارفور، والطائرات المسيّرة التي تستخدمها قوات الدعم السريع في بورتسودان توحي بقدرتها على نقل المعركة إلى جبهات غير متوقعة.

كما أن الدعم الخارجي الذي تتلقاه هذه القوات، فضلًا عن غياب توافق دولي حاسم، يعقّدان فرص التهدئة. وحتى الآن، لم تتبلور مبادرة سلام فعّالة قادرة على وقف إطلاق النار بشكل شامل، في ظل انقسام دولي حيال الملف السوداني وتراجع مستويات الضغط الدولي.

Relatedالبرهان يعيّن كامل إدريس رئيسًا للحكومة وسط استمرار الحرب في السودانتصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّراتتصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبي

ورغم آمال البعض بأن تُبدي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتمامًا أكبر بإنهاء النزاع خلال العام الجاري، إلا أن غياب الإرادة الجماعية والتعقيدات الميدانية والإنسانية قد تجعل من هذا الطموح رهانًا غير مضمون.

اعلان

من هنا، فإنّ نهاية الحرب التي اندلعت بالسودان في نيسان/ أبريل 2023 تبقى رهينة بتوازنات داخلية شديدة التعقيد، وتدخلات إقليمية ودولية متشابكة، وأزمة إنسانية متفاقمة، رغم المكاسب العسكرية والسياسية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلن عقوبات على السودان لاستخدامه أسلحة كيماوية في الحرب الحالية
  • هل تُمهّد استعادة الخرطوم الطريق لنهاية الحرب في السودان؟
  • هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟
  • مدبولي: لن يكون هناك سلام مع إسرائيل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية
  • السودان.. تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء واستعادة أم رمتة من الدعم السريع
  • بعد الخرطوم.. السودان يعلن خلو ولاية النيل الأبيض من (الدعم السريع)
  • الإعدام شنقًا على فرد بقوات مستشار لقائد الدعم السريع في سرقة ذهب بالخرطوم حصل عليه بطريقة مثيرة
  • الجيش السوداني يوجه ضربة قاصمة لظهر مليشيا الدعم السريع بدارفور
  • السودان يعلن "تحرير الخرطوم" ويتهم الإمارات بالتدخل العسكري المباشر في الحرب
  • الجيش السوداني: الخرطوم خالية بالكامل من الدعم السريع ونجدد العهد بمواصلة التحرير