نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لمراسلها لشؤون الأمن القومي إريك شميت، قال فيه إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه انخرطوا بشكل متزايد في رقصة غريبة في الأيام الأخيرة، حيث حثوا إسرائيل على تغيير تكتيكاتها في الحرب في قطاع غزة بينما لا يزالون يقدمون لها دعما علنيا قويا.

وقال بايدن الأسبوع الماضي، إن "إسرائيل" تخسر الدعم الدولي بسبب "قصفها العشوائي" لغزة، وهو تقييم أكثر انتقادا بكثير من تصريحاته العلنية السابقة التي حث فيها على مزيد من الاهتمام بحماية المدنيين.

والاثنين، سعى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في زيارته الثانية لإسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى خفض درجة الحرارة بضع درجات، بحسب كاتب المقال.

وفي اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وغيرهما من كبار المسؤولين الإسرائيليين، ناقش أوستن بالتفصيل كيف ستنتقل القوات الإسرائيلية إلى المرحلة التالية من الحرب، وهو تحول يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه سيقلل من المخاطر على المدنيين، وفقا لما أورده المقال.

وأشار المقال، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أوستن، وهو جنرال متقاعد بأربعة نجوم ويرأس القيادة المركزية في البنتاغون، ويشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وكلمته لها وزن لدى قادة "إسرائيل"، وكثير منهم، مثل غالانت، هم أيضا جنرالات سابقون في الجيش.


وفي حديثه للصحفيين بعد اجتماعات استمرت طوال اليوم، وصف أوستن الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل" بأنه "لا يتزعزع"، وأيد حملتها لتدمير قدرة حماس، التي تسيطر على غزة، وقيامها بشن عمليات عسكرية في المناطق الحضرية الصعبة. ولكنه كرر أيضا الرسالة التي أطلقها مؤخرا على نحو متزايد: "إسرائيل" سوف تصبح أقل أمنا إذا أدت عملياتها القتالية إلى تحويل المزيد من الفلسطينيين إلى أنصار لحماس.

وقال وهو يقف إلى جانب غالانت: "لدى إسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها. وكما قلت، فإن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة هي واجب أخلاقي وضرورة استراتيجية على حد سواء".

ولفت المقال إلى أن زيارة  أوستن "كانت جزءا من حملة ضغط شاملة قامت بها إدارة بايدن لحث المسؤولين الإسرائيليين على إنهاء المرحلة "عالية الكثافة" من الحرب والبدء في تنفيذ مهام أكثر استهدافا تعتمد على الاستخبارات للعثور على قادة حماس وقتلهم. وتدمير الأنفاق التي تستخدمها الجماعة المسلحة وإنقاذ الأشخاص الذين تم احتجازهم كرهائن في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

وفي حين أن المسؤولين الأمريكيين لم يناقشوا علنا جدولا زمنيا، إلا أنهم يقولون سرا إن بايدن يريد أن تتحول "إسرائيل" إلى تكتيكات أكثر دقة في غضون ثلاثة أسابيع تقريبا.

وعندما سئل يوم الاثنين عن الجدول الزمني للحملة الإسرائيلية – وهو موضوع مناقشات مكثفة بين المسؤولين الأمريكيين في الأيام الأخيرة – اعترض  أوستن. وقال: "هذه عملية إسرائيلية، ولست هنا لإملاء جداول زمنية أو شروط".

لكن غالانت، وفقا للمقال، أشار إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يأخذون المخاوف الأمريكية على محمل الجد: فبينما يحقق الجيش الإسرائيلي أهدافه في أجزاء مختلفة من غزة، على حد قوله، قد يكون قادرا على السماح لسكان غزة بالبدء في العودة إلى منازلهم. لقد أُجبرت الغالبية العظمى من سكان غزة على ترك منازلهم.

ورأى الكاتب أن أوستن يميل إلى هذا الرد، وكأنه يحاول سد الفجوة، مشيرا إلى أن كل حملة عسكرية كبرى لها مراحل.

وقال وزير الدفاع الأمريكي: "الجزء الأصعب هو، عند الانتقال من مرحلة إلى أخرى، التأكد من أن كل شيء في الاعتبار وأنك تقوم بذلك بشكل صحيح. وهذا يتطلب تخطيطا مفصلا وتخطيطا مدروسا للغاية".

واعترف  أوستن بمدى تعقيد ساحة المعركة في جنوب غزة بالنسبة للجنود الإسرائيليين. وأضاف أنه كما فعلوا في شمال غزة، استخدم مقاتلو حماس دروعا بشرية للحماية، وعملوا من المساجد والمستشفيات والمدارس.


لكن هذا هو السبب الأهم، كما قال أوستن للقادة الإسرائيليين في اجتماعاتهم المغلقة، أنه يجب عليهم أن يكونوا دقيقين ومنضبطين قدر الإمكان أثناء قيامهم بتفكيك حماس وبنيتها التحتية، حسبما قال مسؤول كبير في البنتاغون، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات الداخلية، وفقا للكاتب.

وذكر المقال أن أوستن على دراية تامة بالدروس المؤلمة التي تعلمتها القوات المسلحة الأمريكية في العقدين الماضيين عندما انتقلت من الحروب البرية الكبرى في العراق وأفغانستان إلى عمليات أكثر استهدافا، وقال إنه شارك تلك الدروس مع المسؤولين الإسرائيليين. وقال: "لدينا أيضا بعض الأفكار الرائعة حول كيفية الانتقال من العمليات عالية الكثافة إلى عمليات جراحية أقل كثافة ومزيدا من العمليات الجراحية".

وقد حصل  أوستن على المساعدة في توجيه الإسرائيليين عبر التفاصيل. وانضم إليه في اجتماعاته يوم الاثنين الجنرال تشارلز كيو براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة. وقالت القيادة المركزية للبنتاغون إن القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال مايكل كوريلا، التقى بكبار الضباط الإسرائيليين يوم الجمعة الماضي.

واعترف المسؤولون الأميركيون بأنه على الرغم من تشجيع اقتراح غالانت بأن "إسرائيل" كانت قريبة من نقطة الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة في شمال غزة، إلا أن الطريق أمامها لا يزال صعبا للغاية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن غزة حماس امريكا حماس غزة الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسؤولین الإسرائیلیین إلى أن

إقرأ أيضاً:

بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية

دافع الاتحاد الأوروبي عن الاتفاق التجاري الجديد الذي أبرمه مع الولايات المتحدة، رغم الانتقادات من بعض العواصم الأوروبية والقطاعات الصناعية. وينص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى السوق الأمريكية، وهي أقل من تلك التي هدد بها ترامب لكنها أعلى من الرسوم السابقة.

لكن الاتفاق أثار ردود فعل غاضبة، إذ وصفه رئيس الوزراء الفرنسي بأنه خضوع لأمريكا، واعتبر رئيس وزراء المجر أنه انتصار ساحق لترامب. كما انتقدته موسكو بوصفه مدمرا للصناعة الأوروبية، ووصفه محللون بأنه غير متوازن.

من جانبه، قال كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي  ماروش شيفتشوفيتش الذي تفاوض على هذا الاتفاق على مدى أشهر مع إدارة دونالد ترامب "أنا متأكد بنسبة 100% أن هذا الاتفاق أفضل من حرب تجارية مع الولايات المتحدة".



ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ودونالد ترامب الأحد بفرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن المعدل يفوق نسبة الرسوم الجمركية التي كانت مطبقة قبل عودة ترامب إلى الحكم لكنها أقلّ من تلك التي هدد ترامب بفرضها على أوروبا في حال عدم التوصل لاتفاق.

وقال شيفتشوفيتش "لا شك أنه أفضل اتفاق ممكن في ظل ظروف صعبة للغاية"، مشيرا إلى أنه سافر مع فريقه إلى واشنطن عشر مرات في إطار سعيه لإيجاد حل لهذا النزاع التجاري، مضيفا أن فرض رسوم جمركية أعلى كان سيهدد نحو خمسة ملايين وظيفة في أوروبا.

وعلاوة على الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية، التزم الاتحاد الأوروبي شراء منتجات أميركية في مجال الطاقة بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.

ولم تُكشف تفاصيل أخرى عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إسكتلندا، والذي يُتوقع أن يصدر بيان مشترك بشأنه عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة.
وأثار الاتفاق غضب عواصم أوروبية عديدة، فقد اتهم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أوروبا بأنها "تخضع" للولايات المتحدة واصفا الاتفاق بـ "يوم قاتم".



أما رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان المعروف بانتقاداته الشديدة لبروكسل، فقال إن دونالد ترامب "سحق" المفوضية الأوروبية، التي قادت المفاوضات التجارية باسم التكتل المكوّن من  27 بلدا.

وقال المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ألبرتو ريزي "الأمر أشبه بالاستسلام"، معتبرا أن الاتفاق الذي قبل به الاتحاد الأوروبي "غير متوازن إلى حد كبير"، ويمثل "انتصارا سياسيا لترامب".

ولم تتأخر موسكو في التعليق، مستهجنة الاتفاق واصفة إياه بأنه يؤدي الى "عواقب وخيمة للغاية على الصناعة الأوروبية".

"أفضل ما يمكن تحقيقه"

من جانبها، دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن الاتفاق واصفة إياه بـ" الاتفاق  الجيد" الذي من شأنه أن يحقق "الاستقرار" للمستهلكين والمستثمرين والصناعيين على جانبي الأطلسي.

كذلك، رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالاتفاق، معتبرا أنه "يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي"، بينما رأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنه يجنب أوروبا سيناريو "مدمرا".

وتتبادل القوتان التجاريتان الأكبر في العالم ما يقارب 4,4 مليارات يورو من السلع والخدمات يوميا.

وسجّلت البورصات الأوروبية ارتفاعا ملحوظا عند افتتاح تعاملات الاثنين، في انعكاس لتفاؤل الأسواق بالاتفاق.



أما لوبي صناعة السيارات الأوروبي، أحد أكثر القطاعات تضررا من الرسوم الجمركية، فاعتبر أن الاتفاق يمثّل "تهدئة مرحّبا بها" في سياق يتّسم بـ"غموض خطير".

في المقابل، أعرب اتحاد الصناعات الكيميائية الألماني الذي يضم شركات كبرى مثل "باير" و"باسف" عن احتجاجه، معتبرا أن الرسوم الجمركية المتفق عليها لا تزال "مرتفعة للغاية".

من جهتها، رأت جمعية أصحاب العمل الفرنسية ميديف أن الاتفاق "يعكس ما تواجهه أوروبا من صعوبة في فرض قوة اقتصادها وأهمية سوقها الداخلية".

مقالات مشابهة

  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • ارتفاع أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • إسرائيل تعترض السفينة «حنظلة»
  • لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟
  • إصابة 14 شخصاً في حادث طعن في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تنتقد إفراج فرنسا عن المناضل جورج عبد الله
  • خطوة متأخرة للغاية.. ستارمر يعلق بعد قرار إسرائيل السماح بإسقاط مساعدات على غزة