الحرب الباردة بين ماكرون واليمين المتطرف.. 6 سنوات من المواجهة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
يتواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يدافع عن قانون الهجرة المثير للجدل معتبراً أنه سبيل "لمكافحة ما يغذي التجمع الوطني"، مع اليمين المتطرف منذ ست سنوات في معركة تبدو مبهمة أحياناً، من دون أن ينجح في وقف تقدمه رغم وعده الرسمي بذلك.
إثر فوزه للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في السابع من أيار/مايو 2017، وعد ماكرون ببذل كل ما في وسعه كي "لا يبقى للفرنسيين أي سبب للتصويت للمتطرفين".
فقد سعى سريعاً إلى استبدال الانقسام التقليدي بين اليسار واليمين بمواجهة ثنائية بين "القوميين" و"التقدميين". ونصب نفسه على رأس المعسكر الثاني مقدماً نفسه الحاجز الرئيسي لصدّ تقدم المعسكر الأول.
ويقول خبير الشؤون السياسية المتخصص باليمين المتطرف جان إيف كامو: "من خلال إقامة هذه المبارزة يواجه احتمال" أن يرى منتقديه ينضمون بأعداد كبيرة إلى خصمه المعلن.
وحتى إن كان ماكرون يعتد بأنه هزم مارين لوبان مرتين في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، فإن نتائج اليمين المتطرف استمرت بالتحسن من 33,9 % في الدور الثاني في 2017 إلى 41,45 % في 2022.
وتظهر نتائج استطلاعات الرأي للانتخابات البرلمانية الأوروبية في 2024 أن قائمة التجمع الوطني تتصدر نوايا التصويت كما كانت الحال في 2019 لكن بفارق أكبر هذه المرة.
في المعسكر الرئاسي، يرى كثيرون أن وصول مارين لوبان إلى قصر الإليزيه في 2027 ممكن ومحتمل. وكانت مارين لوبان أبنة الزعيم التاريخي والمثير للجدل لليمين المتطرف في فرنسا جان ماري لوبان، تولت زعامة حزب والدها في 2011 وتنفذ خطوة خطوة منذ عقد من الزمن استراتيجية لتغيير صورة معسكرها المتهم ب"الشيطنة".
في نقاط .. أهم التغييرات التي يطرحها قانون الهجرة الجديد في فرنسا قانون الهجرة الجديد يثير جدلاً واسعاً في فرنسا.. ارتياح لدى اليمين المتطرف واستقالة وزير الصحةمطب ملف الهجرةفي ظل هذه الأجواء، أتى قانون الهجرة الذي أُقر الثلاثاء ليثير بعض الانزعاج في المعسكر الرئاسي حيث صدم عدداً كبيراً من النواب والوزراء. فقد دفعت الحكومة بهذا القانون الذي شدده اليمين الذي كانت أصواته أساسية لتمريره وأيدته مارين لوبان في نهاية المطاف معتبرة أنه "انتصار أيديولوجي" لمعسكرها.
لكن إيمانويل ماكرون دافع عن موقفه وشنّ هجوماً مضاداً نافياً أن يكون "استعار" من أفكار التجمع الوطني. فقد أكد مساء الأربعاء أن هذه "الدرع" على العكس "ستسمح لنا بمكافحة ما يغذي التجمع الوطني" مضيفاً "ستسمح لنا بأن نكون أكثر فاعلية لأن مواطنينا يقولون لنا اليوم بأننا لا نضبط بما يكفي الهجرة غير النظامية".
وهذا نهج يلازمه إذ يرى أنه للحؤول دون وصول المتطرفين إلى السلطة، يجب تحقيق نتائج في "جوهر" القضايا وفضح "المسائل غير المنطقية" بدلاً من التركيز على "حجج أخلاقية أو تاريخية".
وأكد برنار سانانيس رئيس معهد إلابي لاستطلاعات الرأي "الفرنسيون راضون عن النص الذي أقر وثمة تأييد واسع في صفوفهم لكل الإجراءات".
وأوضح "ثمة فارق بين النقاش السياسي القائم على الانقسامات، والتوافق الحاصل في الرأي العام".
"غياب النتائج"ورأى أن ماكرون الذي "واجه صعوبة كبيرة في تناول المواضيع السيادية خلال ولايته الأولى" التي سُجل فيها "غياب النتائج" حول الهجرة "يحيط بتطور الرأي العام الذي بات أكثر تشدداً حول هذه المسائل".
في المعسكر اليساري، يتهم الرئيس الفرنسي بالتودد لبعض الدوائر في صفوف اليمين المتطرف من خلال اعتماد بعض عباراتها على غرار مفهوم "نزع الطابع الحضاري"
ورد ماكرون الأربعاء: "هذا جنون. بات لا يحق لنا استخدام +تعابير+ يستخدمها التجمع الوطني، هذا يعني أنهم أصبحوا مرجعاً".
ويذهب الاتهام إلى أبعد منذ ذلك الآن، إذ يعتبر الرئيس المنبثق عن اليسار والذي وصل إلى السلطة بنهج وسطي، بات يجعل من بعض أفكار اليمين المتطرف شأناً عادياً.
هل ينجح ماكرون في لعب دور مؤثر يغير من مسار الحرب الإسرائيلية على غزة ؟شاهد: ماكرون يحذر من الانقسام الداخلي.. الشرطة الفرنسية تفرق بالقوة مظاهرة داعمة لفلسطين في باريسماكرون في الأردن لإحياء عيد الميلاد مع جنود فرنسيين وبحث تطورات الحرب في غزةويرى جون-إيف كامو أنه "يجب تناول القضايا التي يروج لها اليمين المتطرف. لكن إذا اقترب الشخص من أفكار برنامجه (لليمين المتطرف) لا يمكنه أبدا مضاهاة ما يقترحه الخصم".
ويعتبر برنار سانانيس أن الحكم على قانون الهجرة الجديد قاس على السلطة التنفيذية. فحين رأى المستطلعة آراؤهم أنه "قد يكون فعالا" أكدوا عند سؤالهم عن "المستفيد الأكبر منه"، أنه "التجمع الوطني".
والهجرة مسألة تطرح باستمرار في فرنسا وفي دول أوروبا الأخرى وهي غالبا ما تشعل النقاش السياسي. وقد ابرم الأربعاء اتفاق بشأن إصلاح سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي وهو أمر يثير جدلا أيضا.
وفي فرنسا 5,1 ملايين أجنبي في وضع نظامي أي 7,6 % للسكان. وهي تستضيف أكثر من من نصف مليون لاجئ. وتقدر السلطات وجود600 إلى 700 ألف مقيم بطريقة غر نظامية في البلاد.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: كاميرا مراسل الجزيرة الانجليزية توثق القصف العنيف بمحيط المستشفى الكويتي في رفح شاهد: بركان أيسلندا يخمد ثورانه بعد أن طمر رماده مساحات شاسعة وتسبب بإخلاء بلدة مجاورة لعلاج الجنود الجرحى وتخفيف اضطرابات ما بعد الصدمة.. البرلمان الأوكراني يقنن استخدام الماريجوانا مارين لوبن أحزاب - يمين فرنسا سياسة الهجرة إيمانويل ماكرونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فرنسا سياسة الهجرة إيمانويل ماكرون غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس فلسطين قصف رفح معبر رفح روسيا فرنسا اليابان سفر غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس فلسطين قصف الیمین المتطرف التجمع الوطنی قانون الهجرة یعرض الآن Next مارین لوبان فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: لماذا لم تغير الحرب الإسرائيلية- الإيرانية الشرق الأوسط
نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا، قالت فيه إنّ: "صفقات السلام تبدو مراوغة وأنّ دول الخليج تخشى من الحرب التي لم تنته بعد؛ وإنّ الضربة الأمريكية الوحيدة ضد المفاعلات النووية الإيرانية، الشهر الماضي اكتسبت أهمية استثنائية".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "المؤيدون والمعارضون على حد سواء، اعتقدوا أنها ستترك عواقب وخيمة. بينما خشي المنتقدون من أن تجر الشرق الأوسط إلى حرب أوسع".
واستطرد: "لكن هذا السيناريو المروع لم يتحقق، على الأقل حتى الآن، فقد اكتفت إيران برد رمزي ضد أمريكا وبعد ذلك بوقت قصير، أنهى وقف إطلاق النار القتال بين إيران وإسرائيل".
وأوضح: "بعد انتهاء حرب الـ 12 يوما ، يتحدث مؤيدو الضربة الآن عن تحول في المنطقة. ويعتقد ترامب أنه قادر على إيجاد موقعين جدد للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم لعام 2020، التي طبعت بموجبها أربع دول عربية علاقاتها مع إسرائيل".
وفي السياق نفسه، بيّن التقرير أنّ: "الرئيس قد تحدّث مع قناة فوكس نيوز في 29 حزيران/ يونيو، بالقول: أعتقد أننا سنبدأ في حشد الدعم، لأن إيران كانت المشكلة الرئيسية"، مردفا: "أطلق نتنياهو نفس التصريحات زاعما أن "انتصار" إسرائيل ضد إيران فتح فرصة دراماتيكية لتوسيع اتفاقيات السلام".
واسترسل: "يكمن الخوف في أن الحرب لم تكن تحولية، بل كانت مجرد حرب غير حاسمة. وهذا لا يعني أن حديث ترامب عن اتفاقيات سلام موسعة ضرب من الخيال. يبدو من المحتمل أن يوقع أحمد الشرع، الرئيس السوري المؤقت، اتفاقية مع إسرائيل في الأشهر المقبلة".
"يريد الشرع وضع حد للهجمات الإسرائيلية على بلاده، وهو أمر متكرر منذ سقوط بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر. كما يريد تعزيز مكانته في الغرب" أضاف التقرير نفسه، مردفا: "بالمقابل فالوضع أكثر تعقيدا في لبنان المجاور، حيث خاض حزب الله، حربا ضد إسرائيل العام الماضي. كما أصبح توم باراك، السفير الأمريكي لدى تركيا، مبعوث ترامب في بلاد الشام".
واستدرك: "في الشهر الماضي، أعطى الحكومة اللبنانية موعدا نهائيا: تريد أمريكا من حزب الله تسليم أسلحته بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر (بعد عام من وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب). وحتى يفعل ذلك، لن يتبرع أحد بالمليارات لإعادة الإعمار بعد الحرب".
وتابع: "حتى لو نزع سلاحه، سيظل له رأي في السياسة اللبنانية. وسيعارض التطبيع مع إسرائيل، كما يفعل كثير من اللبنانيين الآخرين. لذا، قد لا تكون معاهدة السلام وشيكة".
وأورد: "إلا أن السعودية، التي حاربت الحوثيين في الماضي، تشعر بالقلق من تجدد الحرب التي قد تؤدي إلى ضربات صاروخية جديدة على أراضيها. ففقدان الدعم الإيراني سيكون بمثابة ضربة للحوثيين، لكن لا يزال لدى الجماعة عشرات الآلاف من المقاتلين ومصادر دخل ثابتة".
وأردف: "لا يبدو أن إيران مهتمة بتقديم تنازلات: ففي الثاني من تموز/ يوليو، أمر رئيسها، مسعود بيزشكيان، إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتستنتج إيران أن ردع إسرائيل وأمريكا يتطلب صواريخ باليستية أكثر دقة، بدرجة تضاعف جهودها في بنائها".
وأضاف: "من الصعب ردع الخصوم البعيدين بالصواريخ. وفي محادثات الشهر الماضي، ذكر العديد من الدبلوماسيين في الخليج مثال كوريا الشمالية. فقد حمت سلالة كيم نفسها من الهجوم الأمريكي بتوجيه الكثير من قطع المدفعية والصواريخ قصيرة المدى نحو سيول، عاصمة كوريا الجنوبية".
ومضى بالقول إنّ: "مع ذلك، يصر هؤلاء المسؤولون أنفسهم الآن على أن حربا قصيرة مع إيران مهدت الطريق للسلام الإقليمي - بغض النظر عن جميع العقبات السياسية والعسكرية التي لا تزال قائمة".