الأوقاف: خطورة الفكر المتطرف.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة القادمة، الموافق 15 من شهر المحرم لعام 1447هـ، 11 يوليو 2025م، سيكون تحت عنوان: "لله درك يا ابن عباس".
وتهدف الخطبة إلى تسليط الضوء على خطورة الفكر المتطرف وبيان سبل التصدي له بأسلوب علمي راسخ، مستعرضة موقف الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي عُرف بغزارة علمه، ونفاذ بصيرته، وحكمته البليغة في التعامل مع أهل البدع والخوارج.
كما تتناول الخطبة كيف أن ابن عباس واجه الفكر المنحرف بالحجة والدليل، لا بالعنف ولا بالتكفير، فكان حواره الهادئ وفهمه العميق سببًا في إعادة كثيرين إلى جادة الحق، مما يُبرز أهمية العلم والحوار في مقاومة التطرف، وضرورة التسلح بالفهم الصحيح للدين في زمن كثر فيه التشويش والخلط.
الأوقاف تطلق قوافل دعوية موسعة
من ناحية أخرى واصلت وزارة الأوقاف جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز منظومة القيم الدينية والوطنية، حيث أطلقت أمس الجمعة 4 من يوليو 2025م عددًا من القوافل الدعوية الموسعة إلى مختلف محافظات الجمهورية، ضمن خطة شاملة للتوسع في العمل الدعوي الميداني، وتفعيل الشراكة المؤسسية مع المؤسسات الدينية.
وجاء في طليعة هذه الجهود انطلاق قافلة دعوية كبرى إلى محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، شارك فيها سبعة من علماء الأزهر، وعشرة من علماء الأوقاف، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء، حيث تنقلت القافلة بين منطقتي وادي العمر والقسيمة، وشملت أداء خطبة الجمعة، وعددًا من الدروس واللقاءات الجماهيرية الداعمة لأهالي سيناء.
كما انطلقت ثلاث قوافل دعوية مشتركة بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف إلى محافظات: القاهرة، وشمال سيناء، والشرقية، شارك فيها نخبة من العلماء من الجانبين، وأدوا خطبة الجمعة، وشاركوا في لقاءات دعوية هادفة ترسخ مفاهيم الانتماء، وتنشر الوعي الديني المستنير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأوقاف موضوع خطبة الجمعة قوافل دعوية خطبة الجمعة
إقرأ أيضاً:
فكر المكان.. مكان الفكر
ما زال عملاق الفكر الثقافي العربي إدوارد سعيد المتوفي عام 2003 موجودا بقوة في حياتنا، نحن الذين نبحث باستمرار عن الحقيقة التاريخية والإلهام الأدبي والانفتاح الذهني وتفكيك المركزية الثقافية الاستعمارية الأوروبية، وصدق ورصانة البحث التاريخي والانتصار لعدالة قضيتنا. كان سعيد رائدا لدراسات ما بعد الاستعمار وناقدا أدبيا واسع الاطلاع ولا تزال كتبه وخاصة (الاستشراق) تفعل فعلها في الأوساط الجامعية والثقافية الغربية والعربية. تعرفت وجها لوجه على الراحل الكبير قبل عشرين عاما، وتلقيت على يديه درسا سريعا في الشارع، منتصف تسعينيات القرن الماضي عبر عبارات صادمة قالها لي وهو يجلس بسيارة واقفة أمام إشارة ضوئية، برام الله: (أنا لست قديسا يا بنيّ أنا مجرد باحث عن الحقيقة ومقاتل في جيشها، فلا تراني أبعد من ذلك، ربما أكون مخطئا أو مبالغا أو متحيزا، كن ابن الحقيقة بطريقتك)، كنت قد انحنيت على النافذة وقلت له بما معناه: أنت وفيروز ومحمود درويش وجهنا الحضاري والإنساني، نحن نحبك، فلم يرتح كثيرا لنبرة التقديس كما سمّاها في كلامي، أسابيع طويلة وأنا أفكر في عباراته لي، تعلمت منها كثيرا وصرت أحرص على أن أكون واقعيا وموضوعيا لا انفعاليا وعاطفيا في تفسيري لظواهر ثقافية وتاريخية في بلادنا والعالم. غيّرني لقاء الرصيف السريع، وأثّر على منهجي في التفكير، وجعلني أذهب إلى كتبه بحماسة عاقلة.
وقع في يدي قبل فترة كتاب سيرة غيرية عن سعيد (إدوارد سعيد أماكن الفكر) صادر عن المجلس الأعلى للثقافة والفنون في الكويت عام 2022 مؤلفها، هو الأمريكي تيموني برنن وهو أحد طلاب أدوارد سعيد ويعمل أستاذا للأدب المقارن والدراسات الثقافية في جامعة مينسوتا، مترجم الكتاب الذي يقع في أكثر من 500 صفحة من القطع الكبير هو محمد عصفور.
يكتب الأستاذ محمد شاهين في مقدمة الكتاب: (هذه المقدمة لن تفي المؤلف تيموني حقه لكني أود أن أضيف ملاحظات عامة فهذه الأسطر أولا وقبل كل شيء ألقت الضوء على سيرة سعيد خارج المكان وأضاءت كثيرا من الأماكن التي كانت بحاجة إلى التأويل، وفي الوقت نفسه ملأت الفراغ الذي كان سعيد نفسه ينوي ملأه بكتابة جزء ثان من السيرة وكأن المؤلف تيموني أخذ على عاتقه أن يشارك، صاحب السيرة في كتابة ما حالت الظروف دون إنجازه عندما كان على قيد الحياة).
هذا الكتاب ليس بالضبط سيرة غيرية عادية، هو لا يتحدث عن تفاصيل أو محطات حياة سعيد بشكل خاص، هو يركز على الأمكنة التي أنتجت إبداعه وغربته والتي شكّلت عقله النقدي الكبير، وهناك أيضا تركيز على شخصيات مهمة أثّرت على فكره وحوّلت عينيه إلى آفاق واسعة، كما أن هناك شخصيات تأثرت به، وآمنت بمنهجه الفكري واستلهمت منه طرق تحليله للعالم والكتب والتاريخ.
ضم الكتاب 12 فصلا، تبدأ بفصل الشرنقة ثم عدم الاستقرار والتلمذة في مدارس الصفوة والعميل السري وقبل أوسلو وعقل الأغيار ومن سايغون إلى فلسطين وفي مواجهة الآلهة الزائفة وبضع أفكار بسيطة والعالم الثالث يتكلم وشعبان في أرض واحدة والسباق مع الزمن.
ثمة هوامش جدا مهمة كمراجع للباحثين والمهتمين ويحتوي الكتاب على صور قديمة وجديدة لسعيد وأسرته وأصحابه وزملائه. على الغلاف الأخير، كتب الباحث الدكتور الشهير وليد الخالدي واصفا الكتاب بأنه يقدم صورة إدوارد سعيد بكل أبعادها، ويكشف الزوايا العديدة لحياته وأعماله التي يجلها الأقربون ويضيف الخالدي: إن تيموني برنن مؤلف الكتاب يعطينا فيه صورة رثائية مرهفة لشخصية من أبعد شخصيات القرن العشرين تأثيرا.
ليس عن أماكن الفكر هذا الكتاب فحسب، هو أيضا عن فكر الأماكن.
رحم الله إدوارد سعيد.