سرايا - قالت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الأحد، إن زوارق تابعة للحوثيين هاجمت سفينة تجارية وطائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية في جنوب البحر الأحمر.

وأوضحت أن الزوارق التابعة للحوثيين أطلقت النار من أسلحة خفيفة على السفينة التجارية التابعة لشركة “ميرسك” واقتربت حتى 20 مترا منها وحاول أفراد الصعود على متنها.



وأعلنت القيادة أن طائرات الهليكوبتر الأمريكية ردت بإطلاق النار دفاعا عن النفس وأغرقت 3 من الزوارق الأربعة وقتلت طواقمها، وفر الزورق الرابع من المنطقة.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قد أعلنت اليوم، عن تلقيها تقريرا عن هجوم 3 زوارق على سفينة على بعد 60 ميلا بحريا شمال غربي ميناء الحديدة اليمني.

وأبلغ ربان السفينة عن تعرض السفينة لهجوم من قبل 3 زوارق صغيرة من ناحية الميناء، وجرى تبادل إطلاق النار، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء.

وقالت الهيئة إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بين أفراد الطاقم.

وأضافت الهيئة أنها قدمت المساعدة للسفينة وأن الزوارق الصغيرة غادرت.

وأعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في وقت سابق، تلقيها تقريرا ثالثا عن حادث وقع على بعد نحو 55 ميلا بحريا جنوب غربي ميناء الحديدة باليمن في 30 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

وقالت الهيئة إنه لم تلحق أضرار بالسفينة، مضيفة أن أفراد الطاقم بأمان.

وفي وقت سابق، قال الجيش الأمريكي إنه أسقط صاروخين باليستيين مضادين للسفن أطلقهما الحوثيون جنوب البحر الأحمر يوم السبت.

واستجابت البحرية الأمريكية لنداء استغاثة في حوالي الساعة 1700 بتوقيت غرينتش من السفينة ميرسك هانغتشو، وهي سفينة حاويات ترفع علم سنغافورة وتديرها وتملكها الدنمارك، وأفادت بأنها تعرضت لإطلاق صاروخ أثناء مروروها بجنوب البحر الأحمر، حسبما ذكرت القيادة الإقليمية الأمريكية للشرق الأوسط (القيادة المركزية الأمريكية) عبر منصة التواصل الإجتماعي “إكس”.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية: “إنه أثناء الاستجابة، أسقطت السفينة الأمريكية يو إس إس غريفيلي صاروخين باليستيين مضادين للسفن تم إطلاقهما من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه السفن”، مضيفة أنه ورد أن سفينة الحاويات “صالحة للإبحار ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات”.

وتابعت القيادة أن هذا هو الهجوم غير القانوني الـ23 الذي يشنه المتمردون الحوثيون على الشحن الدولي منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

من جانبها، أكدت الدنمارك، الأحد، اعتزامها إرسال فرقاطة إلى البحر الأحمر، عقب الإعلان عن تعرض سفينة شحن دنماركية لهجوم بصاروخ باليستي.

وقال وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، عبر منصة “إكس”، إن “الهجوم غير المبرر على سفينة ميرسك أمر غير مقبول على الإطلاق”.

راسموسن اعتبر أن الهجوم “يبرز مع الأسف الوضع الخطير في البحر الأحمر؛ ولذلك نرغب في إرسال فرقاطة إلى المنطقة للمساعدة في درء هجمات مماثلة”.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال وزير خارجية الدنمارك إن “الحكومة تخطط لإرسال فرقاطة للمشاركة في عملية “حارس الازدهار” في البحر الأحمر وخليج عدن.

وشدد على أن “الهجمات الحوثية على السفن المدنية تهدد النقل التجاري والأمن البحري والتجارة الدولية بشكل عام”.

يشار إلى أنه منذ اندلاع حرب غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هاجم الحوثيون الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، إسرائيل بشكل متكرر باستخدام المسيرات والصواريخ.

كما قاموا مؤخرا بمهاجمة السفن بشكل متكرر في البحر الأحمر-أحد أهم طرق الشحن للتجارة العالمية- والذي يؤدي إلى قناة السويس.

وبسبب الخوف من التعطيل، قررت العديد من شركات الشحن، بما في ذلك شركة ميرسك الدنماركية، أن تبحر عبر طريق بديل حول رأس الرجاء الصالح، والذي يضيف حوالي 3500 ميل بحري إلى رحلة العبور، مما يجعله أكثر تكلفة.

وكانت الشركة الدنماركية قد أعلنت قبل أيام أنها ستستأنف حركة السفن عبر البحر الأحمر.
 
إقرأ أيضاً : مقتل ضابط وجندي من جيش الاحتلال خلال معارك شمال ووسط غزةإقرأ أيضاً : "جوع كارثي" يضرب قطاع غزة إقرأ أيضاً : إعلام عبري: الجيش يدرس إعادة سكان غزة إلى الشمال


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

أنصار الله.. معادلة الهيمنة الاستراتيجية في البحر الأحمر

 

 

في واحد من أكثر التحوّلات الاستراتيجية غير المتوقعة خلال العقود الأخيرة، فرض أنصار الله في اليمن واقعاً جديداً على خريطة الملاحة الدولية، وبخاصة في البحر الأحمر وباب المندب، عبر أدوات عسكرية غير تقليدية ومنهجية صراعية تقوم على الجمع بين الردع الثابت والضغط المرحلي الموجّه. هذا التحوّل لم يقتصر على المعطى العسكري، بل امتد ليشكّل إعادة تعريف للهندسة الجيوسياسية في المنطقة، وأسفر عن إرباك غير مسبوق في مراكز اتخاذ القرار داخل الولايات المتحدة، وأدى في نهاية المطاف إلى رضوخ أمريكي لشروط صنعاء الثورية، مقابل تعليق الهجمات على المصالح الأمريكية فقط، مع الإبقاء على وتيرة الهجمات المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني، الذي بات يتلقى الضربات بشكل منفصل ومنهجي باستخدام صواريخ فرط صوتية.
هذا التحول ليس فقط انتصاراً ميدانياً، بل نجاحاً استراتيجياً لليمن الذي استطاع فرض معادلته في واحد من أكثر المسارح البحرية تعقيداً، بل واستطاع إعادة صياغة العلاقة بين الحلفاء الغربيين أنفسهم، وبالذات بين واشنطن و”تل أبيب”.
من الهامش إلى المركز: إعادة تعريف الجغرافيا اليمنية
لأكثر من قرن، كان اليمن، وبالذات مناطقه الساحلية المطلة على البحر الأحمر، موقعاً هامشياً في المعادلة الدولية. وُظفت أحياناً كممر، وتُركت غالباً كمستقر للاضطرابات. لكن، منذ عام 2023، بدأت هذه الجغرافيا تتبلور كفاعل، لا كمجرد موقع.
نجح أنصار الله في تحويل ما يُعرف في الأدبيات العسكرية بـ”الهامش الجغرافي” إلى رأس حربة جيوسياسية، مستندين إلى قراءة دقيقة لتحوّلات التجارة العالمية، وانكفاء الهيمنة الغربية التقليدية، والفجوة المتزايدة بين القدرات الأمريكية ورغباتها الإمبراطورية. هذا التحول لم يكن عشوائياً، بل تم بتخطيط متدرج، استثمر في الوقت، ومعرفة العدو، وتطوير القدرة الصاروخية والنفس الثوري في آنٍ معاً.
صناعة الردع البحري: معادلة جديدة لميزان القوة
الردع في البحر الأحمر لم يعد، كما كان في السابق، يعتمد على حاملات الطائرات أو القواعد العسكرية الدائمة، بل على القدرة على تهديد المصالح الاقتصادية في نقاط حرجة من دون الانجرار إلى صدام مفتوح. استطاع أنصار الله بلورة هذا الردع عبر استراتيجية تجمع بين المفاجأة والتدرج، وبين التصعيد المحسوب والضبط العملياتي الدقيق.
ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تراهن على تكثيف الوجود البحري في المنطقة، باغتتها الجماعة بضربات ذكية استهدفت السفن المرتبطة بالمصالح الغربية، ثم وسّعت نطاق عملياتها لتطال “إسرائيل” بشكل مباشر، من دون أن تخسر خطابها الأخلاقي أو مشروعيتها الداخلية.
إن ما حدث هو ولادة “ردع طرف ثالث،”، أي فصل الولايات المتحدة عن التزامها المباشر بأمن الكيان المحتل، عبر إقناع واشنطن أن كلفة استمرار الارتباط العسكري مع “تل أبيب” باتت أكبر من كلفة التخلي عنها مرحلياً.
فك الارتباط الأمريكي- الإسرائيلي: مكسب أممي لمحور المقاومة
أحد أعمق أبعاد التحوّل الاستراتيجي يتمثل في نجاح أنصار الله في صياغة معادلة جديدة داخل المحور الغربي نفسه. لقد قبلت الولايات المتحدة، بشكل صريح هذه المرة، وقف العمليات ضد سفنها ومصالحها، مقابل تعليق أنصار الله الهجمات تجاه السفن الأمريكية، لكنها لم تنجح في دفع اليمن إلى وقف استهداف الكيان الصهيوني.
هذا التمايز في الاستجابة العسكرية يعكس ما هو أعمق من نجاح تكتيكي. إنه فصل نفسي واستراتيجي بين الحليفين التاريخيين، واشنطن و”تل أبيب”. فكيان الاحتلال الذي تعوّد على الاحتماء تحت المظلة الأمريكية بات مكشوفاً أمام قوة جديدة في اليمن تتقن استخدام تكنولوجيا الصواريخ فرط صوتية ومبادئ الردع الثوري.
المفارقة هنا أن واشنطن، التي تدّعي حماية الاستقرار العالمي، وجدت نفسها مرغمة على الدخول في مفاوضات غير معلنة مع جماعة تعدّها هي “إرهابية”، في وقت يستمر اليمن في مهاجمة مدن كيان الاحتلال من دون رادع. هذا التحول وحده كفيل بإعادة تشكيل منطق التحالفات في الشرق الأوسط، وهو سقوط مدوٍ لمبدأ “الأمن الجماعي الغربي”. وفرض معادلة يمنية وهي أن وقف الهجمات على “تل أبيب” يستلزم وقف حرب الإبادة على غزة في التزام أخلاقي لا نظير له بين الدول الإسلامية.
العمق الشعبي: السر الخفي لاستمرار الزخم الثوري
الاستراتيجية لا تُبنى فقط على الأسلحة، بل على الشرعية. هنا، يكمن أحد أسرار قوة أنصار الله، وهي القاعدة الشعبية الصلبة التي يستندون إليها. فبينما تعاني الأنظمة الموالية للغرب من انعدام الشرعية وفقدان الحاضنة الداخلية بعد دعمها لإبادة جماعية وقتل يومي بحق الأطفال والنساء في غزة، يتمتع أنصار الله بدرجة عالية من الالتفاف الشعبي ليس فقط في اليمن، بل في العالمين الإسلامي والدولي الذي ينظر إلى قضية فلسطين كقضية تحرر يجب دعمها.
هذا الالتفاف لم يأتِ من فراغ، بل من إدراكهم لأهمية تمثيل الهوية المحلية في مشروعها السياسي والعسكري. بخلاف مشاريع الهيمنة التي تهمل الشعوب وتفرض سياسات فوقية، بنى أنصار الله مشروعهم على أساس الارتباط بالناس، والحديث بلغتهم، والقتال من أجل قضاياهم، وليس بالنيابة عنهم.
هذا العمق الشعبي هو ما يحميهم من الاختراق، وهو ما يقلق الغرب أكثر من الصواريخ: كيف تواجه خصماً تتجذر مشروعيته في قلوب الناس، لا في بيانات الأمم المتحدة؟
الحرب النفسية: السلاح الأمريكي القادم
بما أن أدوات القوة الصلبة أثبتت محدوديتها تجاه اليمن، من المتوقع أن يتحوّل تركيز الولايات المتحدة إلى الحرب النفسية والإعلامية. سيُعاد تشغيل ماكينة التضليل، وستُبث الروايات حول الانقسامات داخل اليمن، أو الأزمات الاقتصادية، أو “الإرهاق الشعبي” من الحرب.
سيُوظّف الإعلام العربي والغربي لتفكيك الخطاب المقاوم، وشيطنة أنصار الله، وتقديمهم كعبء على اليمن بدل كونهم ممثلاً للسيادة والكرامة. هذه الحرب الناعمة ستكون أشرس من القصف الأمريكي الذي فشل في كسر إرادة الشعب اليمني العظيم، لأنها تستهدف المعنويات، وتُبنى على الاستنزاف البطيء، وليس الضربة السريعة.
لكنّ وعي أنصار الله وقاعدتهم الشعبية بهذا النمط من الحروب يُعدّ من نقاط قوتهم. فهم يدركون أن المعركة القادمة ليست فقط بالسلاح، بل بالوعي والرسالة والسردية. وبالتالي، فإن تطوير أدواتهم الإعلامية، وبناء خطاب يتحدث إلى العالم، لا فقط إلى اليمن، سيكون ركيزة دفاعهم المقبلة.
لم يعد البحر الأحمر مجرد ممر تجاري، بل تحول إلى منصة صراع تُرسم فيها خرائط النفوذ الجديدة. وإن كانت واشنطن قد دخلت البحر الأحمر بأساطيلها، فإن صنعاء دخلته برؤية، واستراتيجية، وتوقيت، ونفس طويل.
الانتصار اليمني ليس ميدانياً فقط، بل مفهومياً عبر فرض قواعد اشتباك جديدة، وانتزع اعتراف أمريكي بفاعلية المقاومة، وزرع أولى بذور الانفصال بين واشنطن و”تل أبيب.”
المعادلة الجديدة تقول إنّ من يتحكم بباب المندب، يتحكم بتدفق التجارة العالمية، وبالتالي بتوازنات الهيمنة. وأنصار الله اليوم، بفضل وعيهم، وقاعدتهم، وشجاعتهم، والتزامهم الأخلاقي والديني تجاه غزة لم يعودوا مجرد فاعل محلي، بل صاروا رقماً إقليمياً يُحسب له في كل قرار دولي.
مدير ورئيس تحرير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يقصفون دولة الاحتلال بصاروخ باليستي.. وجيش الاحتلال يعلن اعتراضه
  • موقع أمريكي: حرب البحر الأحمر استنزفت ترسانة البحرية الأمريكية وأجبرت واشنطن على مراجعة حساباتها
  • في لقاء جمع العليمي والعرادة بالسفير الأمريكي.. الرئيس يدعو لاستثمار اللحظة وتوجيه هزيمة حاسمة للحوثيين وتجريدهم من الأرض والمال والسلاح
  • الحوثيون يبثون خطابا لشركات الشحن العالمية بشأن الملاحة بالبحر الأحمر
  • أنصار الله.. معادلة الهيمنة الاستراتيجية في البحر الأحمر
  • إيكونوميست: انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" من البحر الأحمر.. ما المشاكل والاخفاقات التي واجهتها؟ (ترجمة خاصة)
  • الحوثيون يتخلون عن التقنية الإيرانية تفادياً لمصير حزب الله
  • مجلة بريطانية تكشف سلسلة إخفاقات محرجة لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان “في البحر الأحمر
  • «أسبيدس» تعلن تأمين عبور 830 سفينة بالبحر الأحمر
  • لماذا يخفي العدوَّانِ الأمريكي والإسرائيلي خسائرَهما أمام اليمن؟