هآرتس: السعرات الحرارية لغزة قد تضع إسرائيل تحت طائلة قوانين جرائم الحرب
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
حذّر تحليل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أن إحكام الحصار الإسرائيلي على سكان قطاع غزة والتقتير في السماح بدخول المساعدات من شأنه أن يضع دولة الاحتلال في معضلة قانونية، ورهن إمكانية الاستمرار في القتال من دون اعتباره "جرائم حرب" بكمية المؤن التي تدخل للسكان.
ودلل على الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع وسط نقص مقومات الحياة، إذ يجمع بعض السكان الأعشاب لإعداد وجبات الطعام، وتعجز الأمهات عن إرضاع أطفالهن لضعفهن، وهي المشاهد التي تنشرها وسائل الإعلام العربية والعالمية، من دون أن تتطرق إليها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفق التحليل.
وذكر التحليل أن الوضع يمكن تلخيصه في جملة واحدة صادمة قالها كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، عارف حسين، وهي: "تعقيد وحجم وسرعة الأزمة لم يسبق لها مثيل".
سبب للاحتفاللكن في نظر عدد لا بأس به من الإسرائيليين، بمن فيهم مسؤولون كبار وصحفيون وأصحاب نفوذ، إن هذا يعد سببا للاحتفال، كما أن أي تخفيف للحصار وأي زيادة في عدد شاحنات المساعدات إلى غزة يضر بالمجهود الحربي، حسب ما يرون.
وفي السياق، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخرًا سيغريد كاغ في منصب كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وأثار تعيينها عاصفة من الاحتجاجات لأن كاغ "مؤيدة للفلسطينيين" ومتزوجة من الوزير الفلسطيني السابق أنيس القاق (الذي كان أيضا سفير فلسطين لدى سويسرا)، ويرى مؤيدو "إحداث مجاعة في غزة" أن هذا يكفي لإثبات مرة أخرى أن الأمم المتحدة متحيزة، وفق التحليل.
وجاء تعيين كاغ في أعقاب قرار مخفف لمجلس الأمن الأسبوع الماضي يدعو إسرائيل إلى زيادة المساعدات الإنسانية والسماح بوصول المساعدات إلى غزة بسرعة وفعالية أكبر.
لكن التحليل لم يكترث بمن يشرف على الجهود ممثلًا عن الأمم المتحدة، ما دام أن الكميات التي تصل إلى غزة تلبي نحو 10% من الاحتياجات، وذلك بعد أن سمحت إسرائيل للشاحنات بدخول القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، ومضاعفة عددها من 100 إلى 190 شاحنة يوميًا.
وحسب برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة، فإن الأغلبية المطلقة من سكان قطاع غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة يعانون انعدام الأمن الغذائي، وإذا لم يحدث تغيير جذري في نطاق المساعدات بحلول فبراير/شباط المقبل، فسوف ينخفض نحو نصفها إلى أدنى مستوى في تصنيف انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يعني حالة طوارئ حادة.
مسألة مربكة
وحسب التحليل، إن هذه الأرقام المتعلقة بالجوع والفقر، خاصة إذا كان المصدر فلسطينيا، تشكل مسألة مربكة وغامضة ومثيرة للجدل في كثير من الأحيان، لكن إذا لم تتأثر الحكومة الإسرائيلية بالظروف السائدة في غزة، فيتعين عليها أن تشعر بالقلق إزاء العواقب القانونية التي قد تترتب على هذه الظروف، وفق التحليل.
في السياق، طلبت وزارة الخارجية الفلسطينية هذا الأسبوع من الأمم المتحدة أن تعلن رسميًا أن ثمة مجاعة في غزة تعرض حياة السكان للخطر، وأن تحمل إسرائيل مسؤولية "الإبادة الجماعية بالتجويع"، وهو ما يعني أن إسرائيل ترتكب جريمة حرب.
وتحظر اتفاقية جنيف تجويع السكان كوسيلة للحرب، فيُحظر مهاجمة أو تدمير أو جعل الوسائل الأساسية لبقاء السكان المدنيين غير صالحة للاستخدام، بما في ذلك المنتجات الغذائية والمناطق الزراعية ومياه الشرب ومرافق الري، وفي عام 1998، وصّفت المحكمة الجنائية الدولية استخدام التجويع كوسيلة للحرب في الصراعات الدولية بأنه جريمة حرب.
وفي عام 2019، وفق التحليل، تمت إضافة بروتوكولين إضافيين يحددان جرائم الحرب بحيث تشمل استخدام الجوع في النزاعات غير الدولية، مثل تلك التي تدور بين الحكومات والجماعات المتمردة، وقد أدت هذه البنود إلى ظهور عديد من التفسيرات القانونية المتضاربة، وظلت إحدى نقاط الخلاف الرئيسية هي كيفية إثبات أن نقص الغذاء والماء والأدوية سياسة متعمدة، وليس نتيجة حتمية للحرب، في حين يعد أحد أكثر التفسيرات قبولًا هو أن تصرفات الطرف المسبب للجوع تعد دليلا على النية، حتى لو لم يتم الإعلان عنها صراحة.
وفي حالة إسرائيل -وفق التحليل- فقد أعلنت في بداية الحرب أنها ستمنع دخول أي منتجات إلى غزة، وقال وزير دفاعها يوآف غالانت: "لن تكون ثمة كهرباء ولا طعام ولا وقود، كل شيء ممنوع. نحن نقاتل حيوانات بشرية، وسنتصرف وفقًا لذلك".
وبعدها، قصفت إسرائيل معبر رفح، الذي كان من المفترض أن يكون معبرًا لدخول البضائع إلى القطاع، كما أفاد الناشطون في غزة في الشهر الأول من القتال بأن حوالي 30 مستودعًا للأغذية تم قصفها، وأعادت إسرائيل في ما بعد إمدادات المياه، لكن معظم آبار غزة أصبحت عديمة الفائدة بسبب نقص الوقود.
فقد تم قصف وتدمير المئات من محلات البقالة، بينما توقفت سلاسل التوريد عن العمل. وعلى الرغم من حقيقة أن إسرائيل أعلنت أجزاء من جنوب غزة (رفح بشكل رئيسي) "مناطق آمنة"، إلا أنها في الواقع ليست كذلك. فمن الصعب جدًا توصيل المواد الغذائية الأساسية إلى المنطقة، وفق التحليل الذي تساءل: "هل يقدم هذا دليلًا كافيًا على أن إسرائيل تجوّع غزة عمدًا كوسيلة غير قانونية لخوض حربها؟".
خطوط حمراءفي عام 2009، تحدث أوري بلاو ويوتام فيلدمان في صحيفة هآرتس عن وجود وثيقة "خطوط حمراء" تم خطها عندما كان إيهود أولمرت رئيسًا للوزراء، وكان هدفها تحديد ما ينبغي السماح له بدخول غزة بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليها، لكنها في الأساس كانت تحدد ما يجب منعه، وفق التحليل.
وبعد صراع قانوني طويل بدأته المنظمة غير الحكومية (غيشا) في ذلك العام، سمحت المحاكم بإصدار الوثيقة للجمهور، ونشرت أميرة هاس المحتوى الكامل للوثيقة في صحيفة هآرتس عام 2012، وهي -وفق التحليل- وثيقة محاسبة مذهلة، إذ تم حساب الحد الأدنى اليومي من السعرات الحرارية التي يجب على إسرائيل السماح بها إلى غزة من دون المخاطرة بإحداث مجاعة، وفق مقياس دقيق، ومن ثم استنباط البيانات الأسبوعية والشهرية، التي تحدد بعد ذلك عدد شاحنات المساعدات التي يجب السماح بدخولها.
وحسب البيانات التي تم التوصل إليها، فإن حاجة القطاع تقتصر على 170.4 شاحنة للوصول إلى غزة يوميًا، وهو رقم يمكن تخفيضه بمقدار 68.6 شاحنة بسبب الإنتاج الزراعي المحلي، ومع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، بلغ العدد النهائي 101.8 شاحنة يوميًا.
وبعد أسبوعين من الحصار الكامل المفروض على غزة في بداية الحرب الحالية، بدأت إسرائيل السماح بدخول 20 شاحنة يوميًا (مقارنة بنحو 500 قبل الحرب)، وزاد العدد إلى 100، مؤخرًا، ثم تضاعف بعد ضغوط شديدة من قبل واشنطن. وعلى ما يبدو، تظهر حسابات عام 2009 أن إسرائيل وصلت الآن إلى عتبة منع المجاعة التي تم تحديدها عام 2007، وفق التحليل.
لكن عندما تم وضع "جدول السعرات الحرارية" في وثيقة "الخطوط الحمراء" -لتي اعتبرها التحليل وصمة عار أبدية- كان يعيش في قطاع غزة نحو 1.4 مليون نسمة، بينما يقدر عددهم، اليوم، بنحو 2.2 مليون نسمة، ويضاف ذلك إلى الاختفاء الكامل للإنتاج الغذائي المحلي، الزراعي أو غيره.
وحسب التحليل، يستخدم الاحتلال تقديرات عام 2007 في حساب كمية الأغذية المسموح بدخولها اليوم.
حرب اقتصاديةادّعت إسرائيل في الماضي أن لها الحق في شن "حرب اقتصادية" على أعدائها، وهي تؤكد اليوم أن الحصار على غزة يهدف إلى حرمان العدو الحقيقي (حركة حماس)، من وسيلة للبقاء، ومن ثم المساعدة في تدميرها، لكن عندما تقيد بشكل خطير دخول الغذاء والدواء بصورة شاملة، فإنها تصنف السكان بالكامل على أنهم أعداء، ومن خلال القيام بذلك، فإن إسرائيل نفسها تقوض مزاعمها، وفق التحليل.
وذكر التحليل أن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تتخذ مثل هذه الإجراءات الصارمة، مستدعيا من ذاكرة الحروب العالمية "خطة التجويع" التي وضعها هتلر التي تسببت في وفاة حوالي 4.2 ملايين مواطن سوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، وما فعله بول بوت (الدكتاتور الكمبودي) -وفق التحليل- الذي استخدم التجويع الجماعي ضمن خطته لجعل بلاده ريفية عام 1945، كذلك استخدمت الولايات المتحدة "عملية التجويع" -وفق الاسم الرمزي- عندما أمر الأدميرال تشيستر نيميتز بزراعة آلاف الألغام البحرية حول موانئها لمنع دخول الغذاء.
وأشار التحليل إلى أن مثل هذه المقارنات التي من المفترض أن تعرض ظروفًا وملابسات متشابهة، وتؤدي إلى استنتاجات متطابقة، ليست مفيدة في حالة إسرائيل، ولا ينبغي أن تبرر إحداث مجاعة، حتى لو بغير قصد استهداف السكان في غزة.
وحسب التحليل، ربما لا تكترث إسرائيل بالجوانب الأخلاقية لوسائلها القتالية، بما في ذلك التجويع، لكنها بوصفها طرفا يشن حربًا من المتوقع أن تستمر لفترة طويلة، عليها أن تدرس باستمرار درجة الشرعية التي تتمتع بها الحرب في المجتمع الدولي، خاصة في الساحة الأميركية.
واختتم التحليل بالإشارة إلى أنه في اللحظة التي أوضح فيها الرئيس الأميركي جو بايدن أنه يبرر الحرب ويدعمها، ما دامت لا تخالف قوانين الحرب، فقد قرر أن الجانب الإنساني سيكون جزءا لا يتجزأ من الاعتبارات الإستراتيجية، وبذلك يرسم حدود الشرعية التي يمكن أن تتمتع بها إسرائيل.
ووفق التحليل، وبلغة المحاسبة (الأرقام الدقيقة) التي أحبها واضعو وثيقة "الخطوط الحمراء" منذ 16 سنة، فإن عدد السعرات الحرارية التي تدخل القطاع سيحدد عدد الأيام التي يمكن لإسرائيل أن تستمر في القتال فيها من دون اعتبارها دولة ترتكب جرائم حرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السعرات الحراریة الأمم المتحدة أن إسرائیل إلى غزة فی غزة یومی ا من دون
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
رئيس حــــركة العـــــدل والمســــــاواة وزيـر الماليــة د. جبـــريل إبراهيـــــم لـ”الكرامـــــــــة” (2 _ 2)
وجود “محاباة” فى مخصصات القوات المشتركة اتهام غير صحيح
الحــــركة غير قوميـــــة في نظر هــــــــــؤلاء (….)
نؤجل صـــرف مستحقــــــــات الحــركات لهذا الســـــــبب (….)
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
(….) هذه هي أسباب تأخر عودة الخدمات بالولايات المستردة..
المُسيّـــــــــــــرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتيــــــة”..
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
رغم الحرب.. أداء الاقتصاد القومي بتحسن مستمر..
حوار : محمـــد جمال قنــــدول- الكرامة
قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبــريل إبراهيـــــم إنّ الاقتصاد القومي في تحسن، وذلك رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وأضاف إبراهيــــــم في الجزء الثاني من حواره مع (الكــــــرامة) قائلًا : إنّ عودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة تتم بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق.
د. جبريل قدم إفاداتٍ قويةٍ في محاور متعددة خلال الجزء الثاني، حيث تحدث عن الاقتصاد، وعودة الحكومة للعاصمة، ودور دويلة الشر في حرب السودان والكثير.
الحركة ما زالت متهمة بأنها غير قومية، ما مصير قوات الحركة بعد الحرب؟
الحركة غير قومية في عيون أعدائها لأنهم لا يريدون لها أن تكون كذلك. ولكن الحركة قومية بأدبياتها وتنظيمها وينتمي أعضاؤها وشهداؤها إلى كل أركان السودان، وشاركت قواتها في حرب “الكرامة” في كل محاورها دون تمييز. إذن.. ما الذي يجعلها غير قومية؟!
ماذا عن الأداء المالي خلال نصف العام؟
رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب إلّا أنّ أداء الاقتصاد القومي في تحسن نسبي مستمر، استقر سعر الصرف لفترة ليست بالقصيرة وتراجع معدل التضخم إلى 142 بعد أن تجاوز 25% وعدنا إلى صرف المرتبات الاتحادية بنسبة 100% ووفقنا إلى زيادة الإيرادات بنسبة جعلتنا نفي بمعظم التزاماتنا تجاه الخدمات العامة، بجانب دعم المجهود الحربي ومقابلة نفقات الاستجابة الإنسانية.
حدث هذا بعد فضل الله بالزيادة الكبيرة في الإنتاج الزراعي في الموسمين السابقين والزيادة المعتبرة في إنتاج الذهب، ولا ننسى فضل السودانيين في المهاجر الذين دعموا اقتصاد بلادهم بالإنفاق السخي على أسرهم الممتدة وجيرانهم ومعارفهم الذين أجبروا على النزوح أو اللجوء. اقتصادنا قوي في أساسياته وسينطلق بسرعة كبيرة بعد نهاية الحرب وعودة الاستقرار بإذن الله.
هنالك حديث عن مخصصات القوات المشتركة، واتهام لوزير المالية بالمحاباة في هذا الجانب. هل تحصلت الحركة على ميزات إضافية باستغلال وجودكم وزيـــــــرًا للماليـــــــة؟
الإجابة قطعـــــــــــًا لا، على مال الدولة ضوابط للصرف من حاول تجاوزها وقع في المحظور ولو بعد حين.
موظف صغير في ديوان المراجعة الداخلية يستطيع إيقاف صرف مبلغ صدق به أي وزير إن كان ذلك التصديق خارجـــــــًا عن أُطر الصرف وضوابطه.
يستطيع وزير المالية صرف مستحقات حركات الكفاح المسلح الواردة في اتفاقية السلام إن توفرت الموارد ولكننا نؤجل صرفها باستمرار لضيق ذات اليد، أيضـــــًا عليه الإنفاق على المجهود الحربي للقوات المشتركة في حدود ما يصدق به القائد العام للقوات المسلحة.
عدا ذلك لا يستطيع ولا ينبغي للوزير صرف جنيه واحد لحركته، وإن كان لأحد على غير ما ذهبنا إليه فليأت به.
ذكرت من قبل تصنيف الإمارات كدولة عدوان أنّ المُسيّرات المسلحة تنطلق منها، هل هذا بناءً على معلومات؟
كل الأدلة الدامغة تشير إلى أن الإمارات هي التي تزود الميليشيا بكل العتاد الحربي ومن ضمنها المُسيّرات، ليس ذلك فقط فالجهة التي باعت المُسيّرات للإمارات أكدت أن المُسيّرات التي أسقطتها القوات المسلحة السودانية ضمن المسيرات التي باعتها للإمارات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الدول التي باعت عينة الدانات التي تستخدم في هذه المُسيّرات أيضاً أكدت أنها باعتها للإمارات. وفوق ذلك المُسيّرات البعيدة المدى التي تستخدم لضرب محولات الكهرباء ومستودعات الوقود موجهة بأقمار صناعية لا تملكها الميليشيا. علاوة على ذلك، أكدت جهات استخبارية كثيرة أن غرفة تحكم المُسيّرات الاستراتيجية كائنة في أبوظبي، وأن المُسيّرات التي قصفت بورتسودان انطلقت من ميناء “بوصاصو” في الصومال الذي تتحكم فيه الإمارات. إذن، دور الإمارات في الحرب الخبيثة الدائرة ضد السودان بما فيها حرب المُسيّرات أكبر من أن يخفى أو يبرر لها.
ماذا قدمت الحكومة لمبادرات إدخال الطاقة الشمسيـــــــة كبديل للكهرباء، وما هي سياسة الدولة المتوقعة في ظل إقبــــال الإفــــراد والشركات على هذا المجال، البعض يطالب باعتماد الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية؟
الحكومة مع التحول إلى الطاقات البديلة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية. وترتيبـــــــًا على ذلك، تبذل الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة جهــــــــودًا حثيثة لإدخال الطاقة الشمسيـــــــة ضمن مصادر الطاقة عندنا في البلاد، كما قررت الحكومة إعفاء مدخلات الطاقة الشمسيــــــة المستوردة من القطاع الخاص من رسوم الجمارك والضرائب وهي تفضل الذين يسعون لتصنيع هذه المدخلات محليـــــــًا، كما تحتاط من أن يجعل البعض السودان مكبـــــــــًا لنفايات الطاقة الشمسيــــــة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للمواصفــــــات والمقـــــــــاييس بدورها كاملًا في التأكد من أنّ المعدات المستوردة مستوفية للشروط والمواصفــــــات العالميـــــة المطلــــــوبة.
هل من بشريات تطمئن الشعب السوداني فيما يخص الخدمات الأســــــــاسية.. ومتى تنتقل الوزارة للعمل في الخرطوم؟
تبذل حكومات الولايات التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيا لإعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات وفتح المدارس، بجانب توفير معاش العائدين من النزوح واللجوء قدر المستطاع. وتقوم وزارة المالية بدعم الولايات لتوفير هذه الخدمات الأساسية، وقد أخرت هجمات الميليشيا بالمُسيّرات على محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الوقود عودة هذه الخدمات بالسرعة المطلوبة. ولكن العمل فيها يسير على قــــــــدمٍ وســـــــاق. من ناحيةٍ أخرى، تسعى الحكومة الاتحادية إلى العودة إلى العاصمة بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق. عودة مطار الخرطوم للعمل ضرورة لعودة كل الحكومة والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للعمل من الخرطوم، والعمل فيه يسير وفق جدول زمني متفق عليه.