الجزائر تُفعّل قوانين التعبئة العامة.. جاهزية شاملة في وجه التهديدات الاستراتيجية
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
فعّلت الجزائر رسميًا قانون التعبئة العامة بعد صدوره في الجريدة الرسمية يوم 22 يوليو/تموز 2025، واضعة بذلك الإطار القانوني لانتقال الدولة بكامل مؤسساتها ومواردها من حالة السلم إلى حالة الحرب، في حال وقوع خطر داهم أو تهديد وشيك.
القانون رقم 25-05، المؤرخ في 19 يوليو، يرسّخ مبدأ أن الدفاع عن الوطن لم يعد مهمة المؤسسة العسكرية فقط، بل هو جهد وطني شامل، تشارك فيه الدولة بكل أجهزتها، إلى جانب القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، وحتى المواطنين، ضمن منظومة تعبئة متكاملة تهدف إلى حماية وحدة البلاد وسلامة ترابها البري والجوي والبحري.
سياق إقليمي متوتر ودلالات استراتيجية
يأتي تفعيل هذا القانون في لحظة إقليمية ودولية حرجة، وسط تصاعد التهديدات الأمنية على الحدود الجنوبية والشرقية للجزائر، خصوصاً مع تدهور الأوضاع في منطقة الساحل الإفريقي وتزايد نشاط الجماعات المسلحة والتهريب العابر للحدود. كما يتزامن مع اشتداد التنافس الدولي في مناطق النفوذ الإفريقية، وظهور أنماط جديدة من الصراعات تتجاوز الشكل العسكري التقليدي، مثل الهجمات السيبرانية والحروب الاقتصادية.
في هذا الإطار، يوفّر القانون، وفق السلطات الجزائرية، آليات لتحشيد كل الموارد الوطنية، بما فيها تكييف الإنتاج الصناعي لخدمة الدفاع الوطني، وتجهيز الجبهة الداخلية بكل الوسائل الضرورية لمجابهة أي تهديد مفاجئ، ما يعكس تحولاً نوعياً في العقيدة الدفاعية الجزائرية نحو الاستباق والجاهزية الشاملة.
من حالة السلم إلى وضعية الحرب
بحسب القانون، يُعلن قرار التعبئة العامة من قِبل رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء، ويصدر المرسوم الرئاسي الخاص بالاستراتيجية الوطنية للتعبئة، بينما يتولى الوزير الأول أو رئيس الحكومة تنسيق التنفيذ، تحت إشراف مباشر من وزير الدفاع الوطني.
وتمثل هذه المنظومة القانونية والتنظيمية ترجمة مباشرة للمادة 99 من الدستور الجزائري، التي تنص على تنظيم التعبئة العامة وتحديد ظروف إعلانها، وهو ما يعزز من صلاحيات القيادة السياسية والعسكرية في إدارة الأزمات.
خلفيات أبعد.. نحو بناء منظومة أمن قومي شاملة
لا يُنظر إلى هذا القانون، جزائريا، كإجراء ظرفي فقط، بل كجزء من رؤية استراتيجية متكاملة بدأت ملامحها تتشكل منذ تعديل الدستور عام 2020، الذي أتاح ولأول مرة إمكانية نشر قوات الجيش خارج الحدود في إطار مهام حفظ السلم الإقليمي، ما تطلب إعادة صياغة الإطار القانوني لمفاهيم الدفاع والطوارئ.
وتحمل الخطوة رسالة سياسية واضحة للداخل والخارج: الجزائر لن تتساهل في حماية أمنها القومي، ولن تتردد في تسخير كل إمكاناتها في سبيل الحفاظ على سيادتها واستقرارها، حتى وإن تطلب الأمر التحول إلى "وضعية الحرب".
وتحمل الخطوة رسالة ردع إقليمي في وجه أي اختراق محتمل لحدود البلاد، سواء من قبل جماعات مسلحة أو جهات أجنبية، وتؤكد على مبدأ السيادة ورفض أي إملاءات خارجية في القضايا الأمنية والدفاعية.
كما تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز للمناعة الداخلية في مواجهة التهديدات المركبة، من الحروب الهجينة إلى الأزمات الاقتصادية العالمية، وتحفيز للقطاع الخاص والمجتمع المدني على الانخراط في منظومة الدفاع الشامل، من خلال التكيّف الصناعي والخدماتي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجزائر التعبئة الدفاع تفعيل الجزائر دفاع تعبئة تفعيل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التعبئة العامة
إقرأ أيضاً:
وقفات قبلية مسلحة في صنعاء وصعدة تأكيداً للجهوزية والنفير العام لمواجهة الأعداء
يمانيون | تقرير
في مشهد يعكس الجهوزية العالية والاستعداد الكامل لمواجهة الأعداء، شهدت عدد من مديريات الأمانة ومحافظتي صنعاء وصعدة اليوم وقفات مسلحة حاشدة، تأكيداً على النفير العام والتعبئة المستمرة لمواجهة التهديدات القادمة من العدو الصهيوني الأمريكي وأدواته في المنطقة.
وجسدت الوقفات الجاهزية القتالية والاستعداد المستمر للتحشيد لمواجهة أي تصعيد في إطار تعزيز موقف اليمن الثابت ضد الغزاة والمحتلين.
وقفة مسلحة لأبناء مديرية شعوب بأمانة العاصمة
وفي السياق نظم أبناء مديرية شعوب بأمانة العاصمة، اليوم الخميس، وقفة مسلحة حاشدة تأكيداً على استعدادهم التام لمواجهة العدو وأذنابه، معلنين النفير العام في مواجهة الأعداء، وفي مقدمتهم “العدو الصهيوني الأمريكي”.
وقد عبّر المشاركون عن جاهزيتهم التامة لأي تصعيد حتمي في الساحة، وأكدوا على استعدادهم لخوض الجولة القادمة من الصراع مع أعداء الأمة.
وأشار المشاركون إلى استمرار مسار التعبئة العامة، والتزامهم الثابت بمواصلة مختلف الأنشطة العسكرية والتحشيد الشعبي استعداداً لأي تصعيد قد يفرضه العدو على الشعب اليمني أو الفلسطيني.
كما جدد المشاركون تفويضهم الكامل للقيادة الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي، لاتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة التهديدات، مشددين على أن موقفهم ثابت ولن يتغير حتى يتحقق النصر.
وقفة مسلحة لأبناء عزلة الشهيد القائد في مديرية صنعاء الجديدة
وفي مديرية صنعاء الجديدة، أقام أبناء عزلة الشهيد القائد وقفة مسلحة حاشدة، حيث أعلنوا خلالها عن جاهزيتهم الكاملة للتصدي لأي تصعيد قد يفرضه العدو الصهيوني الأمريكي على الشعب اليمني أو الشعب الفلسطيني المظلوم.
وحمل المشاركون في الوقفة شعار “النفير العام”، مؤكدين أن التعبئة العامة مستمرة وأنهم لن يتراجعوا عن موقفهم الثابت في دعم فلسطين والشعوب العربية.
كما أكد المشاركون في بيان صادر عن الوقفة، ثبات موقفهم الثابت في دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني، ورفضهم لأي محاولات للمساس بالسيادة الوطنية. وأعلنوا استعدادهم التام لمواصلة معركة التحرير واستقلال اليمن.
وقفات مسلحة في مديريات الحيمة وسنحان وهمدان
كما شهدت عدد من المديريات بمحافظة صنعاء وقفات مسلحة مماثلة، تأكيداً على الجهوزية القتالية العالية لمواجهة أي تهديدات للأمن القومي اليمني.
في عزلة بني منصور بمديرية الحيمة الخارجية، نظمت التعبئة العامة وقفة قبلية مسلحة أكّد فيها المشاركون على استمرارهم في مسار التعبئة والإعداد، وتعزيز صفوف المرابطين حتى تحقيق النصر.
وفي عزلة وادي الإجبار بمديرية سنحان، أقيمت وقفة مسلحة جديدة أكد خلالها المشاركون الجهوزية العالية لاستقبال أي تهديدات، إلى جانب التأكيد على الموقف الثابت في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كما أكدوا التزامهم بتوجيهات القيادة الحكيمة للسيد عبد الملك الحوثي.
وفي مديرية همدان، نفّذت التعبئة العامة مسيراً ميدانياً بالمشاركة مع الموظفين من خريجي دورات “طوفان الأقصى” – المستوى الثاني، حيث جرى تطبيق عمليات قتالية بالسلاح، كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز الإعداد العسكري لدى الكوادر التنفيذية.
مشاركة قبائل ذويب بصعدة في النفير العام
وفي محافظة صعدة، نظمت قبائل ومشائخ وأعيان ذويب بمديرية حيدان لقاء قبلي مسلح حاشد، أعلنوا خلاله النفير العام واستمرارهم في التعبئة العامة لمواجهة أي تهديدات قد تطرأ.
المشاركون في اللقاء أكّدوا استعدادهم الكامل للقتال وتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، وشددوا على رصدهم لكافة تحركات الأعداء، وعلى استعدادهم لمواجهة أي تصعيد في المستقبل.
كما وجّهت قبائل ذويب رسالة إلى النظام السعودي بضرورة الالتزام بالتفاهمات السابقة، محذّرة من أن الشعب اليمني له الحق في انتزاع حقوقه بالطرق التي يراها مناسبة، في حال عدم التزام الرياض بتنفيذ هذه التفاهمات.
ختاماً
تستمر الوقفات المسلحة في مديريات الأمانة ومحافظتي صنعاء وصعدة وغيرها من المحافظات تأكيداً على الجهوزية القتالية العالية، والإعلان عن استمرار التعبئة العامة لمواجهة الأعداء.
كما أن هذه الوقفات تعكس الإرادة الشعبية الثابتة في التصدي للأعداء، وتعبّر عن الدعم الكامل للقضايا العادلة، في مقدمتها القضية الفلسطينية.
وترسخ موثق الشعب اليمني الثابت والدائم في معركة التحرير والاستقلال.