كشف موقع “غلوبس” الصهيوني اليوم الأربعاء، أنّ هناك سفن شحن تجارية بدأت “تعلن أن لا علاقة لها بإسرائيل من أجل تجنّب استهدافها” في البحر الأحمر.

 

ونقل الموقع عن الخبير في قطاع التجارة البحرية، عامي دانييل، قوله : إنّ “عدداً متزايداً من طواقم السفن في البحر الأحمر يطلبون من مديريهم عدم الإبحار هناك، وعدم الذهاب إلى إسرائيل”.

وأوضح أنّ “شركات الشحن تدعم هذا الاتجاه، مثل كوسكو، التي أعلنت أنها لن ترسو في “إسرائيل”، وغيرها من الشركات”.

وعلى الرغم من آليات التعويض الحكومية في حال تضرّر المحتويات بسبب الدخول إلى كيان الصهيوني فإنّ “شركات الشحن الأجنبية تفضّل ببساطة عدم إدارة المخاطر التي ينطوي عليها الوصول إلى إسرائيل”، وفق دانييل.

لذلك، “فهي ترفع أقساط المخاطر أو تُنزل البضائع في بيرايوس (اليونان)، على سبيل المثال، ومن ثم تقوم شركة لها صلة بإسرائيل بشحنها إليها”.

وأكّد في هذا السياق، أنّ “إسرائيل تواجه خطر عقوبات صامتة بسبب هجمات اليمن، مثل تقليص خطوط الإمداد”.

كما رأى أنّ “إسرائيل ستدفع ثمن ذلك، فبدلاً من ستة خطوط إمداد، قد يكون هناك اثنان أو ثلاثة، كما وسيفضّل آخرون عدم المخاطرة بالسفن والإبحار في البحر الأحمر، ما سيرفع كلفة أي منتج يجري إحضاره إلى إسرائيل”.

وكان الإعلام الصهيوني قد أفاد بأنّ شركة الشحن الصينية “كوسكو” ستتوقّف عن العمل في “إسرائيل”، وذلك في ظلّ التهديدات اليمنية على مسار الإبحار باتجاه الموانئ الصهيونية في البحر الأحمر وبحر العرب.

وأورد موقع “يديعوت أحرونوت” أنّ الحديث يدور عن أكبر شركة نقل بحري في آسيا ورابع أكبر شركة في العالم، وقد يضرّ قرارها بشركة “زيم”، شريكها التشغيلي لطرق التجارة.

وأتى ذلك بعدما أعلنت شركة الشحن “زيم” زيادةً في الأسعار، حيث رفعت سعر نقل حاوية من الشرق الأقصى إلى “إسرائيل” بمقدار 500 إلى 1000 دولار أمريكي.

وفي وقتٍ سابق، كشف الإعلام الصهيوني أنّ تهديد اليمن يفرض على السفن الصهيونية الدوران حول قارة أفريقيا، إضافةً إلى التأخّر ثلاثة أسابيع ورفع بدلات التأمين.

وفي هذا الإطار، علّق تساحي هغبي، رئيس مجلس “الأمن القومي” الصهيوني على التهديدات التي أطلقها اليمن دعماً لغزة، كاشفاً أنّ “إسرائيل” تعيش حصاراً بحرياً.

بدوره، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الكيان الصهيوني “أمان”، تامير هايمن: إنّ تهديد اليمن هو “مشكلة للأمن القومي الإسرائيلي”، وهو “تهديد خطير جداً على المستوى الاستراتيجي لحريّة الملاحة الصهيونية”.

ويُذكر أنّ الحكومة اليمنية في صنعاء تؤكّد حمايتها للملاحة الدولية، وتشدّد على أن هجماتها تقتصر على السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك في إطار دعمها لصمود ومقاومة غزة .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

لماذا فشل الكيان بتحييد جبهة اليمن

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن إسرائيل باتت تعاني اختلالا في مفهوم الردع والدفاع، إذ اعتادت تاريخيا أن تكون ضرباتها أكثر ردعا وأثرا وأقل تكلفة، لكن بالأعوام الـ30 الأخيرة باتت تقوم بعملية ردع عبر الاحتلال.

ووفق حديث جبارين فإن إسرائيل تنفذ عمليات في اليمن ذات ضجيج إعلامي وبتكلفة كبيرة، لكن بأثر ردع قليل.

وبناء على ذلك، فإن إسرائيل عالقة بين البعد الإستراتيجي الاستخباراتي، وبين كل ما يريده وزيرا المالية والأمن القومي الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للحفاظ على توليفة الحكومة.

وأمس الأحد، أعلن متحدث القوات المسلحة يحيى سريع تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية حيوية بصاروخ باليستي فرط صوتي وطائرات مسيّرة، مؤكدا أنهم يعملون على فرض حظر كامل على حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون بعد النجاح في فرض حظر جزئي.

بدوره، يقول الخبير العسكري العميد عابد الثور إن اليمنيين يرسلون رسالة مفادها أنهم "يمتلكون القوة الكافية لتوجيه ضربات للاحتلال طالما استمر بارتكاب جرائم الإبادة في قطاع غزة".

واستبعد الخبير العسكري ما يدعيه الاحتلال من إسقاط الصواريخ اليمنية، مشيرا إلى تقدم الصناعات العسكرية لليمنيين وأنها "ستثير رعبا، وستصل إلى مستوى إفشال قدرة الاحتلال في اعتراضها".

 

أما الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي فأكد أن ضربات اليمنيين تعد إحدى المشكلات التي تواجهها إسرائيل في غزة، لكنها ليست الوحيدة.

وحسب مكي، فإن هذه الضربات "لا تسبب صدمة لإسرائيل في منظومة الردع فحسب، وإنما بقدرتها في التعامل مع المحيط الخارجي".

وأعرب عن قناعته بأن صواريخ اليمن "سببت أزمة لإسرائيل في نظرتها لنفسها كدولة متفوقة في المنطقة".

وبشأن تداعياتها، قال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات إن عمليات اليمن "تزيد تكاليف العدوان على غزة، وتجعل من الزمن عدوا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومخططه الكبير".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن اليمنيين أطلقوا 43 صاروخا باليستيا من اليمن على إسرائيل، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة، منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.

وأعرب عابد الثور عن قناعته بأن إسرائيل "فشلت في ضرباتها ضد منشآت مدنية واقتصادية وحيوية يمنية"، مؤكدا أن هذه الضربات تعد جريمة واضحة.

وأضاف "لو كانت إسرائيل قادرة على فرض حظر بحري وجوي على اليمن لنفذته منذ بداية طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أن "اليمنيين يعلمون بنتائج إسناد غزة، وأصروا على ذلك للرد على المجازر".

وأطلق اليمنيون 17 صاروخا منذ الثاني من الشهر الماضي، أي بمعدل صاروخ كل يومين تقريبا، مما يعطل حركة الطيران ويحدث إرباكا مستمرا في الحركة الطبيعية للإسرائيليين.

من جانبه، يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي أن ذهاب إسرائيل إلى تصعيد مع اليمنيين يعني تصعيدا مع إيران، "لذلك تبقى عالقة في جبهة اليمن، دون أي قدرة بسبب العمى الاستخباراتي وغياب الردع الحقيقي".

وجدد تأكيده على أن ضربات اليمنيين لديها تكلفة اقتصادية واجتماعية على إسرائيل.

 

 

إستراتيجية واشنطن

وبشأن الدور الأميركي، قال الخبير العسكري إن واشنطن خرجت عسكريا من البحر الأحمر، لكن إسنادها الاستخباراتي واللوجستي لا يزال مستمرا مع إسرائيل.

في المقابل، قال مكي إن الولايات المتحدة لم تبدِ أي رد فعل سياسي أو عسكري واضح باتجاه ضربات اليمن، مشددا على أن واشنطن يهمها وجود ضغوط على نتنياهو، و"ألا يشعر بالأمان المطلق".

ووفق مكي، فإن المفاوضات بين واشنطن وطهران لن تنعكس على ضربات اليمنيين باتجاه إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقتنع بعد ضربات واشنطن على اليمن بأنه "دخل مستنقعا ومغامرة خاسرة، مما سيعرضه لخسائر أخلاقية وعسكرية".

 

الجزيرة

 

مقالات مشابهة

  • لماذا فشل الكيان بتحييد جبهة اليمن
  • اعتراف أمريكي بإصابة حاملة الطائرات ترومان
  • حكومة إميليا بإيطاليا تعلن قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني بسبب جريمة إبادة غزة
  • موقع عالمي: اليمن حول موسم صيف “إسرائيل” إلى فوضى عارمة وأحد الصواريخ كاد أن يصيب برج مراقبة “بن غوريون”
  • ماكرون يدعو الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب أزمة غزة
  • اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء
  • مصدر بوزارة الدفاع: على المستثمرين والشركات العاملة لدى الكيان الصهيوني سرعة المغادرة
  • صحيفة بريطانية: الضربات اليمنية أجبرت واشنطن ولندن على الانسحاب وترك “إسرائيل” تواجه مصيرها منفردة
  • كارثة صامتة: ماذا يحدث لهاتفك حين تتركه يشحن طوال الليل؟
  • مأساة صامتة في اليمن: آلاف الأسرى يُتركون للموت البطيء وسط خلافات سياسية لا ترحم!