لبنان ٢٤:
2025-08-01@07:49:42 GMT
حربٌ إستخباراتية.. تفاصيل مثيرة عمّا يجري بين حزب الله وإسرائيل!
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
الثغرات التي تواجهها إسرائيل في حربها ضدّ غزة المستمرة منذ قرابة الـ100 يوم تقريباً، تسعى لتعويضها في لبنان ميدانياً وعبر عمليات من نوعٍ جديد.
حتى الآن، لم تستطع تل أبيب إغتيال قادة حركة "حماس" في القطاع الفلسطينيّ، فيحيى السنوار، قائد الحركة في غزة، ومحمد الضيف، القائد العسكري لكتائب "القسام"، ما زالا يقودان المعركة ولم تستطع إسرائيل تحقيق أي انتصارٍ من خلال إستهدافهما أو تطويق حركتهما.
لهذا السّبب، قرّرت إسرائيل الإنتقال إلى لبنان لتأدية مهمّتها الأمنية من أجل القول لمجتمعات المستوطنين إنها تقوم بصنع تقدّم عسكري ضد "حزب الله" الذي يعتبره الإسرائيليون كابوساً كبيراً.. والسؤال الذي يُطرح هنا: كيف تتحرك إسرائيل؟ وما الذي تقومُ به؟
من يقرأ التقارير الإسرائيليّة يتبين له أنّ تل أبيب تلقت 3 صفعاتٍ محورية، أولها الضغوطات المتزايدة لوقف الحرب في غزة من دون تحقيق أي إنجازات ملموسة، فيما الصفعة الثانية تتربطُ بالقصف الذي طالَ مراكز عسكرية مهمة بالنسبة لها عند الحدود مع لبنان وتحديداً قاعدة ميرون الجويّة العسكريّة. أما الصفعة الأكثر تأثيراً فكانت في مساهمة "حزب الله" بتهجير سكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية مع لبنان، وتأكيد هؤلاء أن عودتهم إلى منازلهم مرهونة بـ"إنتزاع حزب الله من الحدود".
"محاربة العقول"
بالنسبة إلى ميدان غزة، فإنَّ الحرب الإسرائيلية ضمنهُ قائمة على أكثر من صعيد، لكنّ عدم تحقيق أي هدف من أهداف الحرب المُعلنة سيساهم في زيادة الإحتقان في الداخل الإسرائيليّ. لهذا، فإنّ "التنفيسة" وُجدت في جنوب لبنان، ويكمن الأمر هنا في تنفيذ سياسات إغتيال من جهة وتشكيل حربٍ جديدة من نوع إستخباراتيّ عالي المستوى من جهة أخرى.
أول هدفٍ لإسرائيل من حربها الجديدة هو "إصطياد القادة الميدانيين" التابعين لـ"حزب الله". ما يظهر بشكلٍ جلي هو أن تل أبيب تحاول "محاربة العقول" الخاصة بالحزب. على سبيل المثال، مثّل إغتيال القياديّ وسام الطويل ضربة خطيرة للحزب، فالطويل عارفٌ بالتفاصيل الدقيقة داخل الحزب، لكنّ ثغرة أمنية أطاحت بـ"عقلٍ مفكر" و "مُدير ذكي" بحسب ما قالت مصادر مُقربة من "حزب الله" لـ"لبنان24".
أمام كل ذلك، تسعى إسرائيل للإقتصاص من خطوات "حزب الله" الميدانية وذلك عبر الرد إستخباراتياً وبواسطة عمليات الإغتيال وتحديداً تلك التي تطالُ "القيادات الكبرى" أمثال الشهيد علي حسين برجي الذي اغالته إسرائيل خلال تشييع الطويل.
قد يكون إغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري، الرسالة الأولى داخلياً في لبنان لعمليات الإستهداف الموجهة ضدّ قادة الحزب بالدرجة الأولى. ما يبدو هنا هو أن إسرائيل أطلقت العنوان الأولى وهو إن الضاحية تحت الرصد حيث اغتيل العاروري، فيما انتقلت إلى اغتيالاتٍ في الجنوب للقول إنّ ساحتي "حزب الله" تعرضتا للخرق، وبالتالي شنّ الحرب النفسية الأخطر.
وأمام كل ذلك، يتضحُ أن إسرائيل تسعى إلى الضغط على الحزب من أجل إضعافه "عسكرياً"، وبالتالي إقناع مجتمعات المستوطنات أن تل أبيب استطاعت ضرب "عمق حزب الله" وتحييد مسؤوليه الكبار على قاعدة أن "ضرب العقول أو الجهات الأساسية ضمن الحزب لن يجري تعويضه بسرعة، وبالتالي يمكن أن يتم اعتبار ذلك بمثابة تقدم ميداني وعسكري".
كيف يردّ الحزب "إستخباراتياً"؟
المسألة في جنوب لبنان مفصلية جداً لأن ساحة المواجهة الإستخباراتية فيها واسعة. فعلياً، فإن تعقب العدو الإسرائيلي أهدافه عبر الأقمار الإصطناعية ومجموعة من العملاء، يُعتبر تفوقاً إستخباراتياً خطيراً على أرض الجنوب. إضافة إلى ذلك، يعتبر إستخدام طائرات مسيّرة متقدمة للتصوير والقصف بمثابة منعطفٍ غير سهلٍ ميدانياً وعسكرياً.
لهذا السبب، بات الحزب مُجبراً على الرد إستخباراتياً طالما أن إسرائيل تُحاربه من البوابة نفسها. هنا، يسعى الحزب من خلال معلوماته لتكثيف معرفته بكل التجمعات الإسرائيلية عند الحدود، وهو يُظهر هذا الأمر بشكل واضح. كذلك، يحاول الحزب تحديد الإحداثيات الخاصة بالمواقع التي يقصفها، الأمر الذي يعتبر ضربة قوية للإسرائيليين.
ما لا يُمكن إغفاله أبداً هو "الثغرة" التي يمكن أن يعمل الحزب على إيجاد حلّ لها وهي إعادة ضبط المجال الجوي الذي بات مُشرّعا أكثر من اللازم أمام الإسرائيليين. وبالأمس، وردت رسائل من سوريا تفيد بأن الحزب عزز من نشر أجهزة تشويش ضد المسيرات في محافظة دير الزور تلافياً لأي استهدافات قد تطال قواته هناك.. المسألة هذه قد تحصلُ في جنوب لبنان، فهي مطلوبة ويمكن أن يتم تنفيذها حفاظاً على مقاتلي الحزب لاسيما خلال أي حربٍ مفتوحة، فسلاح المسيّرات هو الأخطر والأعنف والمعارك تدورُ حوله الآن.
كذلك، هناك وجهة نظر أخرى وتقول إن الحزب لا يريدُ أن يفتح الجبهة كي لا يستنفد طاقة مقاتليه. إلا أنه في المقلب الآخر، إذا إستمرت الأوضاع على حالها، فإن الحزب قد يواجه خطر الإنكشاف أيضاً خصوصاً على الصعيد الميداني. إنطلاقاً من كل ذلك، ما يُفهم هو أن الحزب بات يستشعر تلك الجزئية، ولهذا السبب بات يكثف نوعية عملياته لإسداء رسالة للإسرائيليين مفادها إن منشآتكم مكشوفة علناً، وأنّ من تم اغتيالهم ليسوا وحدهم في المعركة، بل هناك عناصر أكثر ذكاء ويمكنها إدارة المعركة كما يجب و"سد الثغرات" الأمنية والإستخباراتية بالطرق اللازمة والمطلوبة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر مطلعة إن واشنطن تكثف الضغط على بيروت للإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلزمه بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات بخصوص وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وذكرت المصادر، وهم مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان ومصدر لبناني مطلع، أنه إذا لم يقدم الوزراء اللبنانيون التزاماً علنياً، فإن الولايات المتحدة لن ترسل المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين ولن تضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية أو سحب قواتها من جنوب لبنان.
وذكرت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، طلب من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل ضرباتها كخطوة أولى من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه العام الماضي وأنهى قتالاً دام شهوراً بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت المصادر إن إسرائيل رفضت اقتراح بري قبل أيام قليلة.
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، مساء الثلاثاء، أن مجلس الوزراء سيستكمل خلال جلسته الأسبوع المقبل "بحث بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، في إشارة إلى نزع سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة.
وقال في بيان إن "مجلس الوزراء سيعقد جلستين الأسبوع المقبل، وسيكون على أعمال الجلسة الأولى (لم يحدد موعدها) موضوع استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على كل أراضيها بقواها الذاتية حصراً".
ولفت سلام في بيانه إلى أن "هذا البند سبق أن بدأ النقاش فيه خلال الجلسة الحكومية التي عقدت في 17 نيسان الماضي".
وتجري واشنطن وبيروت محادثات منذ نحو ستة أسابيع بشأن خارطة طريق أميركية لنزع سلاح حزب الله بالكامل مقابل إنهاء إسرائيل غاراتها وسحب قواتها من خمسة مواقع في جنوب لبنان.
وتضمن الاقتراح الأصلي شرطاً بأن تصدر الحكومة اللبنانية قراراً وزارياً يتعهد بنزع سلاح حزب الله. ورفض حزب الله علناً تسليم ترسانته بالكامل، لكنه يدرس سراً تقليصها.
مواضيع ذات صلة الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان Lebanon 24 الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح "الحزب" لضبط سيادة لبنان