عايزة يوسف.. هاتولي إبني.. والدة غريق الإسكندرية ترفض الرحيل من مكان الحادث
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
«عايزة يوسف هاتولي ابني» «أخرج يا يوسف قلبي محروق عليك» بهذه الكلمات وسط دموعها و انتظهارها علي الشاطئ قالت والدة غريق الإسكندرية التي فقدته البالغ من العمر 18 عاما إثر غرقه في شاطئ لوران في الإسكندرية حيث رفضت الأم الرحيل عن الشاطئ حتى يتم العثور على جثمان ابنها، وإخراجه من البحر رغم سوء الأحوال الجوية التي تشهدها محافظة الإسكندرية.
وقد دخلت الأم في نوبة من البكاء والصراخ على شاطئ البحر، وهي تطالب بمزيد من البحث عن ابنها واستخراج جثمانه و قد عبرت الأم المكلومة عن ألمها ومعاناتها هو أمر مفهوم وطبيعي في مثل هذه الظروف. فقد فقدت الأم ابنها الوحيد في حادث مأساوي، ولا تزال تأمل في أن تجد جثمانه وتودعه بدفن لائق.
ورفضت الأم الرحيل عن الشاطئ يعكس مدى تعلقها بابنها، ومدى حزنها العميق على رحيله، كما يعكس عزمها على ألا تستسلم حتى تجد جثمانه و إن صراخ الأم وبكائها على شاطئ البحر هو تعبير عن ألمها ومعاناتها، وهي تطالب بمزيد من البحث عن ابنها، وإخراج جثمانه من البحر.
ويقول علي محمد والد غريق الإسكندرية لموقع الاسبوع أن في الساعة الواحده بعد منتصف الليل اليوم تلقيت هاتف من أحد أصدقائه أن يوسف توفي اثر غرقه في منطقة لوران و علي الفور ذهبنا الي مكان الحادث منذ الحين وحتي الآن نتظر خروج جثمانه لافتا أن يوسف كان يحضر أحد الأفراح هو اصدقائه بعد انتهاء العرس توجهوا الي مكان ليلطقتوا الصور التذكارية و ترهانوا بينهم من يقوم بالسباحه و قاموا بخلع ملابسهم و قفزوا في مياة البحر ولكن خرج اثنين و غرق يوسف بعد أن سحبته الأمواج قائلا: «كل اللي عايزينه أنه يطلع مش طالبين حاجه تانيه».
والجدير بالذكر أن الشاب يوسف كان يقضي يومه مع أصدقائه على شاطئ لوران، عندما قرروا السباحة في البحر. كان يوسف يجيد السباحة، ولكن لسوء الحظ، اصطدم بجدار صخري تحت الماء، مما أدى إلى فقدانه توازنه وغرقه حاول أصدقاؤه إنقاذه، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك. تم إبلاغ السلطات، التي أرسلت فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث وحتي الان جهود البحث ولكن لم يتم العثور على جثمانه رغم سوء الأحوال الجوية و ارتفاع الأمواج.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية الإنقاذ النهري غواصين الخير
إقرأ أيضاً:
الرحيل من ركام الي ركام
شهد العالم بالأمس موكبًا لا يشبه سواه؛ موكبًا من الألم والدموع، مسيرةً لنازحين يرحلون من ركام إلى ركام ، لا يحملون سوى ما تبقى من ذاكرة وحقّ في البقاء. رجال ونساء وأطفال عادوا إلى بيوتٍ لم تعد موجودة، إلى أحلامٍ دفنت تحت الأنقاض، يسيرون حفاةً وقد أثقلهم الجوع والتعب، بينما تتشبث أيديهم بمفاتيح منازل تحوّلت إلى غبار ورماد. تلك المفاتيح لم تعد تفتح أبوابًا؛ بل تفتح جراحًا وتعيد إلى القلوب نغزات الانتماء المفقود. رأيت بينهم من يحمل قدرًا صدئًا، أو وعاءً خاليًا جافا أو قطعة من خشب كانت ذات يوم بابًا، وآخرين يحملون أطفالهم أو آباءهم على الأكتاف. مشهد يقطّع القلب ويختصر المأساة الإنسانية في زمن يفاخر بتقدّمه، بينما يترك الإنسان بلا مأوى ولا كرامة. ومع ذلك، كان كثيرون منهم يرفعون أصابعهم بعلامة النصر، وكأنهم يقولون للعالم: إن العودة إلى الرماد أفضل من الغياب، وإن البقاء على تراب الوطن- ولو مدمّرًا- هو أسمى أشكال الصمود. المأساة لم تكن في الخراب وحده؛ بل في صمت العالم الذي اكتفى بالمشاهدة. الكاميرات سجّلت، والبيانات صدرت، والضمائر غابت. قيلت عبارات “القلق العميق” التي فقدت معناها، فيما مصانع السلاح تواصل إنتاج أدوات الموت. والمجرمون يتحدثون عن السلام، بينما يبنون مجدهم على جثث الأبرياء. مفارقة تكشف زيف الحضارة الحديثة التي وصلت إلى الفضاء، لكنها عجزت عن حماية الإنسان على الأرض. الهجرة من الركام إلى الركام، ليست فقط مأساة بشرية؛ بل مرآة قاسية لحال هذا الكوكب. إنها صرخة في وجه عالمٍ نسي إنسانيته، واحتفى بالقوة على حساب الرحمة. ومع ذلك تظل في هذه المسيرة لمحة أملٍ صغيرة.. امرأة تبتسم لطفلها رغم الجوع .رجل يضع مفتاحه في الهواء حيث كان بابه ذات يوم. طفل يزرع زهرة بجوار حفرة؛ لأنه يؤمن أن الحياة يمكن أن تولد من الموت. هؤلاء الذين يسيرون حفاة وشبه عراة، في طرقٍ من الغبار يحملون في وجوههم آخر ملامح الإنسانية. إنهم الشاهد الأخير على أن الإنسان؛ مهما تهشّم، يظل قادرًا على النهوض وأن في كل رمادٍ بذرة حياة تنتظر من يسقيها بالدمع والأمل . تلك المسيرة ليست مجرد رحلة بائسة بل شهادة على أن الروح البشرية رغم كل الخراب، لا تزال تقول للعالم: ما زلت هنا ولن أرحل.