صالح الجعفراوي.. ناشط وثق حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
ناشط ومصور وصحفي فلسطيني غزي، ولد عام 1998 وقتل برصاص مسلحين في أكتوبر/تشرين الأول 2025. اشتهر بتوثيقه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة بعدسته، حتى صار من أبرز الأصوات الميدانية التي جسّدت معاناة المدنيين ونقلتها إلى العالم.
استخدم حسابه على إنستغرام لنشر ما تلتقطه كاميرته من قتل ودمار في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي، على إثرها مارس الاحتلال حملات تشويه ضده، فحينا اتهمه بالعمالة، وأخرى بالفبركة.
ولد صالح عامر الجعفراوي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1998 بقطاع غزة.
الجعفراوي حافظ لكتاب الله تعالى، وعرف بترتيله العذب -كأبيه- على منصات التواصل الاجتماعي، وإنشاده الذي كان يرفع معنويات الغزيين أثناء حرب الإبادة، وكانت من أبرز أناشيده أغنيته الشعبية "قوية يا غزة".
الدراسة والتكوين العلميدرس الصحافة والإعلام في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة، وتخرج فيها عام 2019.
اشتهر بلعبه تنس الطاولة في طفولته، وبرز فيها وانضم في فترة دراسته الجامعية إلى فريق الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على المركز الأول على مستوى الجامعة الإسلامية لتنس الطاولة عام 2022.
وفي الرابع من 4 فبراير/شباط 2023، شارك في بطولة العالم التي أقيمت في دولة قطر ممثلا عن دولة فلسطين.
التجربة الصحفيةعمل الجعفراوي مصورا مستقلا لعدد من المؤسسات الإعلامية المحلية في غزة، وعرفه الناس أول مرة في مسيرات العودة عام 2018، حين برز إعلاميا شابا ميدانيا يمتلك حسا صحفيا عاليا وقدرة على الوصول إلى قلب الحدث كما وصفه زملاؤه.
وغطى الجعفراوي أحداث مسيرات العودة من الخطوط الأمامية، وأُصيب أكثر من مرة، لكنه واصل المسير.
وبرز أكثر منذ الأيام الأولى للعدوان على غزة واحدا من الأصوات الميدانية، ومن أبرز الوجوه الإعلامية التي اختارت البقاء في قلب الخطر لتوثيق جرائم الاحتلال بحق المدنيين على مدى عامين بعدسته عبر حسابه في إنستغرام.
عرفه المتابعون بشجاعته في تغطية القصف والدمار وتنقله بين المستشفيات والملاجئ والمناطق المنكوبة. وحصدت مقاطعه مشاهدات عالية، حتى تخطى عدد متابعيه 10 ملايين شخص على إنستغرام، مما تسبب بإغلاق حسابه الشخصي مرات كثيرة، ومنعه من إنشاء حسابات جديدة.
إعلانوبسبب تغطيته حرب الإبادة والتجويع وضعته إسرائيل في "النشرة الحمراء" تمهيدا لاستهدافه مثلما استهدفت صحفيين آخرين، وبينهم مراسلو الجزيرة وعلى رأسهم أنس الشريف.
وواجه الجعفراوي حملة إعلامية إسرائيلية واسعة هدفت إلى تقويض مصداقية ما ينقله من جرائم وانتهاكات في غزة، وسخّرت موارد إعلامية ودبلوماسية كبيرة لمواجهة روايته التي وصفتها في تقاريرها بأنها "ادعاءات كاذبة".
وشنّ حساب "إسرائيل" الرسمي، الذي يعرّف نفسه بأنه تابع للحكومة الإسرائيلية، حملة سخرية واسعة ضد الجعفراوي، ونشر عنه قائلا "الشيطان يعمل بجد، لكن صناعة السينما في غزة تعمل بجد أكبر. تعرفوا على صالح الجعفري: مذيع حماس، الأب المريض، المغني والصحفي".
ونشر الجعفراوي -عبر حسابه على إنستغرام- صورة من النشرة الحمراء الإسرائيلية، وعلق عليها بالقول: "تفاجأت بانتشار هذا الخبر على الكثير من المجموعات والقنوات العربية والعبرية، مصحوبا بالكثير من التهديدات الأخرى. على ما يبدو أن الاحتلال موجوع جدا من فضحنا حقيقة وجهه الدموي".
وأضاف "أنا صالح الجعفراوي صحفي حر، ومن المفترض أن يحظى الصحفيون بحماية دولية، أُحمل مسؤولية سلامتي الشخصية للمجتمع الدولي. لن أتوقف عن نشر الجرائم بحق أبناء شعبي الفلسطيني".
وسرعان ما تفاعل متابعوه مع المنشور، وتصدّر وسم #صالح_الجعفراوي منصات التواصل، مطالبين بتوفير الحماية له ولزملائه الصحفيين.
واتهمت قناة "فيلت" الألمانية -المعروفة بدعمها لإسرائيل- الجعفراوي بالتمثيل وأطلقت عليه وصف "باليوود"، وهو مصطلح تستخدمه المنصات الإسرائيلية لتشويه الصحفيين الفلسطينيين عبر الادعاء بأنهم يفبركون المشاهد.
وتبنت عدد من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية الأميركية رواية القناة الألمانية، وأعادت نشر الاتهامات نفسها ضد الجعفراوي، متهمة إياه بـ"الفبركة" والتلاعب بالوقائع.
ورغم كل حملات التشويه والتهديدات التي تعرض لها، رفض الجعفراوي مغادرة غزة رغم تلقيه الكثير من العروض.
المجال الإنسانيإلى جانب عمله الصحفي، برز الجعفراوي وجها إنسانيا نشطا في العمل الخيري، وشارك في عشرات المبادرات لمساعدة النازحين والمكلومين.
وكان من أهم من أسهموا في توزيع المساعدات أثناء الحرب، كما شارك في حملة ضخمة لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة، تمكنت من جمع 10 ملايين دولار في وقت قياسي.
وعقبها نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي منشورا جاء فيه "مسرحية هزلية من إنتاج المدعو صالح الجعفراوي بعنوان (شوفوني وأنا متبهدل ومتغبر. لو سمحتم 10 آلاف دولار تبرعات)، هؤلاء أمثاله من رحم حماس والإخوان المفلسين يتاجرون بمآسي ومعاناة الناس فقط لا غير".
وكان له دور بارز في عيد الأضحى 2025، حين أسهم في تقديم عدد كبير من الأضاحي على مستوى القطاع رغم ظروف الحرب والحصار.
الاستشهادوفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وبعد إعلان وقف الحرب في غزة بأيام، أفادت مصادر فلسطينية بمقتل الجعفراوي برصاص مسلحين جنوبي مدينة غزة، وقالت إن قاتليه خطفوه وأعدموه بـ7 رصاصات.
وقالت المصادر إن الجعفراوي تعرّض لإطلاق نار من عناصر في "مليشيا مسلحة" أثناء تغطيته آثار الدمار بحي الصبرة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات صالح الجعفراوی حرب الإبادة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أستاذ قانون دولي يكشف حصيلة الإبادة الإسرائيلية لأهالي غزة بالأرقام
شهد العالم خلال العامين الماضيين واحدة من أعنف مراحل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي كشفت بشكل واضح حجم الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا الصدد، نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حصيلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، وما حوته من أرقام مرعبة في القتل والتدمير والسعي لمسح كل أوجه الحياة في القطاع.
ومن جانبه، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون الدولي والنظم السياسية، إن طوال العامين الماضيين، تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن توثيق الجرائم المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وانتشار الصور والفيديوهات القادمة من غزة، ساهم في إحداث وعي عالمي متزايد، وهذا الوعي، المدعوم بحراك شعبي متواصل، دفع منذ عدة أشهر بعض الحكومات الغربية إلى إعادة النظر في مواقفها المنحازة تقليديا لإسرائيل.
وأشار أبو لحية، إلى أن وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وتقارير منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، فإن حجم الخسائر البشرية والمادية في غزة كان كارثيا:
- أكثر من 67.000 شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
- أكثر من 170.000 جريح، من بينهم ما يزيد عن 10.000 حالة بتر.
- نحو 20.000 مفقود، يعتقد أن كثيرين منهم ما زالوا تحت الأنقاض أو في المعتقلات الإسرائيلية.
- انهيار شبه تام للقطاع الصحي، بما في ذلك تدمير مستشفيات محورية مثل الشفاء والقدس وناصر.
- تدمير آلاف المدارس والجامعات ودور العبادة والمراكز الثقافية، إضافة إلى البنية التحتية الأساسية.
- وفاة ما لا يقل عن 340 شخصا جوعا، نتيجة الحصار المطبق ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود.
وتابع: "تشير هذه الأرقام إلى أن العدوان استهدف بشكل مباشر مقومات الحياة اليومية للشعب الفلسطيني، في تجاوز فاضح لكل القوانين الإنسانية، وبعيدا تماما عن مزاعم "استهداف الأهداف العسكرية".
وأكمل: "في بداية الحرب، قدمت عدة دول غربية، إلى جانب الولايات المتحدة، دعما صريحا لإسرائيل، سواء عبر التسليح أو الدعم اللوجستي أو السياسي.. لكن مع استمرار العدوان واتساع رقعته، خرجت الملايين في مظاهرات عارمة في مختلف العواصم الغربية، منددة بالإبادة ورافضة لممارسات الاحتلال".
وأردف: "في فرنسا وبريطانيا وهولندا وإسبانيا، برزت دعوات سياسية قوية تطالب بوقف تصدير السلاح لإسرائيل، وفي برلين ومدريد ولندن وباريس، تحوّلت المظاهرات الأسبوعية إلى حدث منتظم ضاغط، طالب بوقف المجازر وتجويع المدنيين، كما بدأت بعض الحكومات الأوروبية بمراجعة مواقفها، سواء من خلال تخفيف خطابها السياسي المؤيد لإسرائيل، أو من خلال فرض قيود على صفقات السلاح، وهذا الحراك الشعبي لم يقتصر على الناشطين أو فئات محدودة، بل امتد ليشمل نقابات، وأحزاب سياسية، وبرلمانيين، وحتى أكاديميين وفنانين، مما زاد من الضغط على صناع القرار في الغرب لتغيير مواقفهم".
واختتم: "لقد أظهر هذا التحول في السياسات الغربية أن الرأي العام العالمي بات فاعلا حقيقيا ومؤثرا في صياغة المواقف الدولية.. فبفضل الإعلام المستقل، ومنصات التواصل الاجتماعي، والجهود الجبارة للنشطاء في توثيق الجرائم، أصبحت الحقيقة أوضح، ولم يعد بالإمكان تجاهلها أو تبريرها.. ما يحدث اليوم هو بداية لتحول أكبر في فهم الشعوب لما يجري في فلسطين، وإدراكهم أن صمت حكوماتهم أو دعمها للاحتلال يجعلها شريكة في الجريمة".
والجدير بالذكر، أن أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن المنظومة الصحية تعرضت لانهيار كلي في القطاع، كما أعدم الاحتلال 193 عالما وأكاديميا، ومنع دخول مئات آلاف شاحنات المساعدات واستهدف تكيات الطعام.