الاضطرابات السياسية تهدد ازدهار قطاع التكنولوجيا في فرنسا
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
تواجه فرنسا أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة تنعكس بوضوح على قطاع التكنولوجيا المزدهر فيها، إذ يحذّر رواد الأعمال من أن "السفينة الفرنسية تغرق ببطء" وسط غياب رؤية واضحة وتزايد حالة عدم الاستقرار. اعلان
تواجه فرنسا أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة تنعكس بوضوح على قطاع التكنولوجيا المزدهر فيها، إذ يحذّر رواد الأعمال من أن "السفينة الفرنسية تغرق ببطء" وسط غياب رؤية واضحة وتزايد حالة عدم الاستقرار.
بعد سنوات من النمو السريع، أصبحت باريس هذا العام أكبر مركز للشركات الناشئة في أوروبا متقدمةً على لندن، وفقًا لمنصة Dealroom، في إنجاز اعتُبر ثمرة لسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون الداعمة للابتكار مثل خطة "فرنسا 2030" التي رُصدت لها 54 مليار يورو لتعزيز التنافسية الصناعية والتكنولوجية.
لكنّ حالة الغموض السياسي، الناتجة عن أزمة البرلمان المنقسم وتغيّر الحكومات المتكرر، تهدد هذه المكاسب. يقول هوميريك دي سارت، الرئيس التنفيذي لشركة Craft AI، إن "الأزمة السياسية الحالية في فرنسا ليست مؤسسية فحسب، بل اقتصادية وأخلاقية واستراتيجية أيضًا"، مضيفًا أن "رواد الأعمال الذين يخلقون القيمة يشعرون بأن الحكومة تخلت عنهم".
ويضيف دي سارت بلهجة حادة: "الأحزاب السياسية تركت الدين العام يتفاقم، وشاهدت اللاعبين الأجانب يسيطرون على أسواقنا الأكثر استراتيجية — الذكاء الاصطناعي، الصناعة، الطاقة، والتكنولوجيا الرقمية. لم يعد هناك قبطان يقود السفينة، ولا طاقم يوجّهها. فرنسا جميلة ومليئة بالإمكانات، لكنها تغرق ببطء بينما نناقش على سطحها".
هذا الغياب للقيادة السياسية، كما يرى خبراء القطاع، يعرقل توجيه التمويل نحو الابتكار ويصعّب على الشركات الناشئة التوظيف وبناء نماذج عمل مستدامة.
وقالت مايا نويل، المديرة التنفيذية لمجموعة الضغط France Digitale، لـ Euronews Next: "عدم الاستقرار السياسي يثقل كاهل الشركات الناشئة وكل الشركات الفرنسية. نحن بحاجة إلى وضوح واستقرار كي نتمكن من الاستثمار والتوظيف والابتكار بثقة، داخل فرنسا وخارجها".
منذ الدعوة إلى الانتخابات التشريعية المبكرة في يونيو 2024، تشهد الجمعية الوطنية الفرنسية حالة من الاضطراب، نتج عنها برلمان منقسم وتغيير متكرر لرؤساء الوزراء. هذا المناخ جعل رؤوس الأموال الاستثمارية أكثر حذرًا، وأدى إلى تجميد بعض عمليات التوظيف.
كما زاد الغموض مع استبدال وزيرة الذكاء الاصطناعي والشؤون الرقمية كلارا شاباز، المعروفة في أوساط التكنولوجيا، بالوزيرة الجديدة نعيمة موتشو التي لا تزال غير معروفة في هذا المجال.
من جانبه، يرى تشنجي لين، أستاذ الاستراتيجية في جامعة إنسياد، أن الشركات الناشئة معتادة على المخاطرة، لكنها "تصطدم بحواجز حين تتغير القوانين والسياسات"، موضحًا أن "التنظيم خطر معروف، أما الاضطرابات السياسية فهي خطر مجهول، يجعل المستثمرين يترددون في ضخ أموالهم في فرنسا".
ويحذر لين من أن هذا الخطر، وإن كان قصير المدى، قد يضرّ بالشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من عمالقة التكنولوجيا مثل Mistral AI، خصوصًا تلك التي تعتمد على الدعم الحكومي والبيئة التشريعية للتوسع.
ومع ذلك، لا تزال بعض الشركات مثل Craft AI متشبثة بالأمل. يقول دي سارت في ختام حديثه: "لن تتجدد مواردنا البشرية والاقتصادية والتكنولوجية من تلقاء نفسها. حان الوقت للخروج من الركود، للبناء من جديد، للابتكار والمخاطرة. المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا لإعادة تحريك هذا البلد".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دراسة حركة حماس دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دراسة حركة حماس دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شركات ناشئة تكنولوجيا فرنسا الذكاء الاصطناعي إيمانويل ماكرون إسرائيل غزة دراسة حركة حماس دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مصر أوكرانيا عبد الفتاح السيسي حزب الله لبنان
إقرأ أيضاً:
طبيب ترامب: الرئيس في حالة صحية استثنائية
قال طبيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الرئيس ترامب في "حالة صحية استثنائية" بعد أن خضع لفحص شمل اختبارات معملية وتقييمات صحية وقائية في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني.
وقضى ترامب نحو ثلاث ساعات في مستشفى بيثيسدا بولاية ميريلاند، في وقت سابق للخضوع إلى ما وصفه طبيبه، الكابتن بالبحرية شون باربابيلا، بإنه "تقييم متابعة مقرر" والذي جاء "في إطار الخطة المستمرة للحفاظ على صحته". وأثناء وجوده هناك، تلقي ترامب أيضا لقاح الإنفلونزا السنوي، وجرعة تعزيزية من لقاح كوفيد-19 .
وكتب باربابيلا في مذكرة من صفحة واحدة نشرها البيت الأبيض "الرئيس دونالد ترامب لا يزال في حالة صحية استثنائية، ويظهر أداء قويا للقلب والأوعية الدموية والرئة والأعصاب والجسد". وأشار الطبيب في المذكرة إلى أن التقييم ساعد في التحضير لرحلات ترامب الخارجية القادمة وشمل اختبارات معملية وتقييمات صحية وقائية..
الدفاع المدني بغزة: الاحتلال زرع لعب أطفال ومعلبات طعام مفخخة لإسقاط مزيد من الشهداء
عثرت الدفاع المدني في قطاع غزة على لعب أطفال ومعلبات طعام مفخخة زرعها الاحتلال عمدًا داخل المنازل والملاجئ “بهدف إسقاط مزيد من الشهداء المدنيين، خصوصًا الأطفال.
وقال الدفاع المدني في قطاع غزة صباح اليوم، إنه تم انتشال نحو 100 شهيد من تحت الأنقاض في مناطق مختلفة من القطاع، تبدو على جثامينهم آثار إعدام ميداني نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني لقناة التلفزيون العربي أن الطواقم تواصل العمل لانتشال جثامين نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الركام منذ مراحل سابقة من العدوان، مشيرًا إلى أن عمليات البحث تجري في ظروف “كارثية” بسبب الدمار الهائل ونقص المعدات.
وفي السياق ذاته، أعلنت إدارة مستشفى العودة أنها استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ستة شهداء بعد انتشالهم من مناطق كانت تنتشر فيها قوات الاحتلال جنوب وادي غزة، إضافة إلى ثلاث إصابات من مخيم البريج وسط قطاع غزة، جرى تحويلها إلى أقسام الجراحة والعناية المكثفة.
وفي سياق متصل، قالت شبكة المنظمات الأهلية في غزة إنها طالبت بإرسال طواقم متخصصة وآليات لتفكيك العبوات الناسفة والمواد المتفجرة التي خلّفها الاحتلال، محذّرة من “كارثة إنسانية جديدة” تهدد حياة المدنيين والعاملين في الإنقاذ.
كما صرّح المتحدث باسم بلدية غزة بأن المدينة “تواجه انهيارًا شاملاً في بنيتها التحتية”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شارع في غزة إلا وتضرر بفعل القصف، وأن أكثر من 85% من الآليات الثقيلة دمرها الاحتلال، ما يعرقل جهود فتح الطرق وجمع النفايات ومعالجة الصرف الصحي.
وأكد أن البلدية قدمت خطة من ثلاث مراحل لإعادة إعمار البلديات بالتعاون مع مؤسسات دولية، موضحًا أن توفير المياه الصالحة للشرب وفتح الشوارع يشكلان أولوية قصوى في المرحلة الحالية، رغم العمل “تحت ضغوط هائلة وغياب شبه كامل للإمكانيات”