انتقاد الصين لحرب إسرائيل على غزة.. السر في انهيار تعاون حساس
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تبنت الصين موقفا مفاجئا، إذ وجهت انتقادات لإسرائيل، وهو ما يعود إلى انهيار التعاون بين بكين وتل أبيب في مجال حساس ومهم للغاية، وهو التكنولوجيا، ولاسيما العسكرية، بحسب علي أحمدي، في تحليل بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR).
أحمدي قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "بكين دعمت القضية الفلسطينية تاريخيا، لكنها حافظت على علاقات جوهرية مع إسرائيل منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1992".
وتابع: "وعلى مر السنين، أدانت الصين بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل وسعت إلى منع مواطنيها من المشاركة في الأنشطة الاستيطانية، ومع ذلك، واصلت الحفاظ على علاقات اقتصادية مهمة مع إسرائيل".
"لكن بعد هجوم حركة "حماس" (على إسرائيل) في 7 أكتوبر الماضي، فاجأ رد الصين بعض المراقبين، سواء في إسرائيل أو خارجها، إذ رفضت بكين إدانة "حماس" صراحة"، بحسب أحمدي.
وأردف: "وبعد أسبوع من الهجوم، وبينما كان مؤيدو إسرائيل في الغرب (بقيادة الولايات المتحدة المنافس الاستراتيجي للصين) يدعمون حملتها العسكرية في غزة، قال المسؤولون الصينيون إن الغارات الجوية الإسرائيلية (قتلت حتى الآن أكثر من 23 ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء) تجاوزت الدفاع عن النفس، وأدانوها باعتبارها عقابا جماعيا"، فيما ألقت وسائل الإعلام الصينية باللوم على الولايات المتحدة".
واستطرد: "وفي الأسابيع التي تلت ذلك، أكدت اتصالات بكين بشأن الحرب ضرورة إنشاء دولة فلسطينية باعتباره الحل المستدام الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وردت إسرائيل بالتعبير عن "خيبة الأمل العميقة" من الرد الصيني".
اقرأ أيضاً
موقع عبري: الصين تضغط على إسرائيل بتقييد الشحن البحري
تكنولوجيا عسكرية
"إذًا، ما الذي يدفع الصين إلى التحول فيما يتعلق بالصراع الحالي؟.. إنه الانهيار النسبي للركيزة الأساسية التي تقوم عليها العلاقات الصينية الإسرائيلية حتى قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما رسميا، وهي التجارة في التكنولوجيا، وخاصة العسكرية"، كما أضاف أحمدي.
وقال إن "الصين اشترت منذ فترة طويلة معدات عسكرية إسرائيلية عالية التقنية واستثمرت في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، بما في ذلك الاستحواذ على شركات إسرائيلية".
ووفقا لدراسة أجراها مركز أبحاث "راند" الأمريكي، بين عامي 2011 و2018، كانت الشركات الصينية تستثمر بغزارة في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، سواء من حيث إجمالي المبلغ المستثمر، وهو 5.9 مليار دولار، أو عدد الصفقات المبرمة.
وتفيد الدراسة بأن العامل الرئيسي الذي يدفع الاستثمار الصيني هو أنه آنذاك لم يكن لدى إسرائيل أنظمة للرقابة على الاستثمار الأجنبي في مجال التكنولوجيا.
وأوضح أحمدي أنه "في الولايات المتحدة، مثلا، تم تكليف لجنة الاستثمارات الأجنبية بالموافقة على الاستثمارات التي تتم في البلاد للتأكد من أنها لا تشكل مصدر قلق للأمن القومي.
وتابع: كجزء من وظائفها، تراقب اللجنة ما إذا كان الاستثمار الأجنبي في الشركات الأمريكية الحساسة من الناحية التكنولوجية أو الاستحواذ عليها قد يؤدي إلى تمكين جهات معادية لواشنطن.
اقرأ أيضاً
محللون: الحرب بين إسرائيل وحماس اختبار لاستراتيجية الصين الدبلوماسية
خبرة أمريكية
أحمدي قال إن "قطاع التكنولوجيا في إسرائيل يندمج بشكل كبير في عالم التكنولوجيا الغربي، وتتعاون الشركات الإسرائيلية مع نظيراتها الأمريكية والأوروبية، وتتلقى منها الاستثمار والتكنولوجيا وتجري أبحاثا مشتركة".
وبحسب أحد الباحثين، فإن الشركات الصينية مهتمة بـ"التقنيات الغربية"، ووسط التوترات المتزايدة مع الغرب، فإن "الخيار الوحيد هو إسرائيل".
واستدرك أحمدي: "لكن علاقات قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي مع نظرائه الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة، خلقت في النهاية عقبات أمام التعاون التكنولوجي الصيني الإسرائيلي".
وأردف: "ويوجد تاريخ طويل للغاية من الصراع بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول المبيعات الإسرائيلية للصين من التقنيات التي تشمل التكنولوجيا والخبرة الأمريكية، وفي النهاية تمت إزالة عامل الجذب الرئيسي للتعاون الصيني الإسرائيلي بالنسبة لبكين، وهو ما يفسر موقف الصين من الحرب في غزة".
اقرأ أيضاً
دعاية وذخيرة وجزيرة.. حرب إسرائيل وحماس نعمة لروسيا والصين
المصدر | علي أحمدي/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الصين إسرائيل غزة حرب انتقاد تعاون تكنولوجيا عسكرية الولایات المتحدة قطاع التکنولوجیا
إقرأ أيضاً:
الصحة: خطر انهيار كامل للمنظومة الطبية في قطاع غزة
#سواليف
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع #غزة، اليوم الثلاثاء، إن #الاحتلال الإسرائيلي يواصل بشكل ممنهج استهداف #المنظومة_الصحية وتقويضها، عبر #عمليات_الإخلاء للمناطق التي تضم #المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لاستمرار عمل المرافق الصحية، خصوصًا في جنوب القطاع.
وأكدت الوزارة أن الإخلاءات الأخيرة في محافظة خان يونس تضع مجمع ناصر الطبي أمام خطر التوقف الكامل، وهو المستشفى الوحيد في جنوب غزة الذي يضم خدمات طبية تخصصية، مما يعرض حياة عشرات المرضى والجرحى في أقسام العناية المركزة والطوارئ والعمليات والحضانة لموت محقق في حال خروجه عن الخدمة.
وأضافت الوزارة أن غرف العمليات والعناية المركزة تشهد أوضاعًا #كارثية في ظل تزايد أعداد الإصابات الخطيرة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية المنقذة للحياة، وكذلك تعطل أجهزة التصوير التشخيصي، مما يمنع إجراء التدخلات الجراحية العاجلة.
مقالات ذات صلة تنشيط السياحة .. لا علم لنا بحفل البتراء 2025/06/03وأشارت إلى أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف معقدة ولساعات طويلة، في محاولات مستمرة لإنقاذ أرواح المصابين، بينما باتت الدعوات المجتمعية للتبرع بالدم عاجزة عن تلبية الاحتياج، بسبب تفاقم حالة سوء التغذية بين السكان. كما نبهت الوزارة إلى أن المولدات الكهربائية تعمل ضمن أرصدة وقود محدودة لا تكفي لتغطية الاحتياجات الحيوية في أقسام العناية والعمليات.
وجددت وزارة الصحة مناشدتها العاجلة للجهات المعنية، بضرورة التدخل لإنقاذ ما تبقى من المرافق الصحية التي تواجه خطر الانهيار الكامل، مؤكدة أن المستشفيات القليلة العاملة حاليًا تصارع مستويات غير مسبوقة من الضغط والقصور في الإمكانات.
وذكرت الوزارة أن 40 شهيدًا، بينهم شهيد تم انتشاله من تحت الأنقاض، إضافة إلى 208 إصابات، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وأوضحت أن أعدادًا من الضحايا لا تزال تحت الركام وفي الطرقات، دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليهم بسبب الاستهداف المباشر للمناطق السكنية.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، نحو 54,510 شهيد و124,901 إصابة، في حين بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 فقط، 4,240 شهيد و12,860 إصابة.
وفي سياق المجازر المتواصلة، أعلنت وزارة الصحة أن 27 شهيدًا وأكثر من 161 إصابة، بينهم حالات خطيرة جدًا، وصلوا إلى المستشفيات بعد مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال فجر اليوم بحق فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في إحدى المناطق المخصصة لتوزيعها، ما يضاف إلى سلسلة الجرائم التي تستهدف المدنيين العزل في خضم كارثة إنسانية شاملة يعيشها القطاع المحاصر.