عربي21:
2025-07-31@06:58:32 GMT

الحاجة لقيادة فلسطينية موحدة.. هذا أوانها

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

تثير المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة مسائل عديدة، منها ما هو بديهي وأبدي في صرخة الفلسطينيين عن نجدة النظام العربي لفلسطين، وسؤالهم المعقد عن فقدان مستمر لحدٍ أدنى من وحدةٍ وطنية، أو قيادة مسؤولة، تلبي تطلعاتهم السياسية وتحافظ على حقوقهم التاريخية، والبناء على ما أنجزه صمود الشعب الفلسطيني في معركة غزة واكتسابه لنقاط عدة، منها: إعادة تصدر القضية الفلسطينية عربيا ودوليا، وذلك بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها ويقدمها الفلسطينيون، في المواجهة والصمود واظهار البطولة فوق ارضهم، والنقطة الثانية: أن إمكانية جر الاحتلال للمحكمة الدولية قائمة إن توفرت الإرادة والظروف المشابهة لفتح ملفات كل الجرائم المرتبطة بوجوده فوق الأرض الفلسطينية المحتلة.



واكتساب هذا التعاطف مع الشعب الفلسطيني يأتي ضمن هذه المعطيات التي تُظهر أن مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني، تكون عادلة وتثير الانتباه والتعاطف ضمن حالة الاشتباك معه.

المرحلة الحالية من تاريخ الشعب الفلسطيني وحركته المقاومة، هي الأكثر تعقيدا في غياب أجوبة ومبادرات فورية من حركة تحرر وطني (سلطة وفصائل وأحزاب) يفترض تمثيلها لشعبٍ يرزح تحت الاحتلال، ويخوض التصدي الأشرس ضد إبادته وطمس حقوقه؛ من حكومة صهيونية متوحدة ببرامج عنصرية وفاشية واضحة، وتحمل الخطط والمؤامرات التي تواكب عدوان التدمير الشامل عليه في غزة والضفة والقدس، بينما العجز لم يزل مسيطرا على اتخاذ قرار منصف بحق هذا الصمود الفلسطيني، كأن تقول للشعب الفلسطيني مجددا إن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى هي الممثل الشرعي الوحيد له، ببرامج استعادتها لألقٍ يستعاد الآن في غزة ومدن الضفة والقدس وفي الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، وأن الدم الفلسطيني المُراق على أرضها يجب أن يكون أثره مثل فعل الهزات الكُبرى التي ترمي إلى سطح الأرض ما تختزنه بداخلها، في الوقت الذي يتوحد فيه الفلسطيني مع ذاته وأرضه، ويظهر من باطنها ليضرب عدوه فوقها، يظهر رهط الموهومين بأمريكا وإسرائيل وسلامهما، ليبحثوا عن زوايا يختبئون فيها ريثما تمر العاصفة الفلسطينية.

واليوم تبدو المعادلة أكثر وضوحا من أي وقت مضى على القضية الفلسطينية وشعبها بالنسبة لـ"السلام" وللدولة والسلطة، وبالنسبة أيضا للكلام العربي الرسمي عنهما. كل وهم مستمر مع القتل والإرهاب الصهيوني على الأرض تم تبديده، وكل قيادة سياسية فلسطينية لا ترتبط بالشعب وبإنجازاته الكفاحية على الأرض وبوعيه الفطري الذي لم تُدركه سياسة بائدة وعاجزة منهارة سيتم تجاوزها، ما يعني أننا بحاجة لخطوات سريعة تلبي ظروف القضية والشعب مجتمعين.

الذهنية والسلوك الدمويان للمؤسسة الصهيونية بعد 100 يوم من العدوان على غزة، وحصادهما "الوفير" الأكثر وحشية من الدم الفلسطيني الذي غطى وجه حضارة غربية بسقوطها الأخلاقي والإنساني، لا يدعان المجال للبقاء في دائرة مفرغة من التجريب السابق والمستمر، بالتعاطي الذاتي مع القضية الفلسطينية بشكلها وديكورها المحصور بأداء فلسطيني رسمي فاشل وعاجز مع ملفات كثيرة، ولعل أبرزها مسألة إعادة الاعتبار والمسؤولية للمؤسسات الفلسطينية من منظمة التحرير الى بقية المؤسسات فيها.

ومسألة تشكيل قيادة فلسطينية موحدة الآن هي الأكثر إلحاحا بمواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لأنها تشكل طوق نجاة للمقيدين في الروتين الفارغ المضمون بالعمل والسياسة والتصريحات وقيادة شعب، فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر تحمسا لإبادة الفلسطينيين، فإنه تقع على قيادة الشعب الفلسطيني مسؤولية تاريخية بأن تكون له حكومة وقيادة، أكثر إقداما وشجاعة على السير نحو إصلاح كل التصدع الداخلي لوقف قرابين الدم الفلسطيني وأن لا تتركه يذهب سُدى.

فالعودة مجددا لخطاب التوسل والاستجداء الفلسطيني لا يناسب ما راكم عليه الشعب الفلسطيني، ودون الانتباه لأبعاد الإنجازات المحققة والاجتهاد بحثا عما يُحافظ عليها من جنوب أفريقيا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، من خلال إعادة البنية الفلسطينية لمتانتها الداخلية وبالمشاركة الواسعة لها بالانتصار للحق الفلسطيني المسفوح، وبتقديم هدية للروح الفلسطينية المتعبة من القهر والإذلال والاحتلال، ما يُبلسم هذا الشقاء بمنجز ينتظره منذ ثلاثة عقود.

أخيرا، لا بد من الخروج من عملية الدوران في حلقة الذات الفلسطينية، والمبادرة لإعادة النظر بشكل جذري وعميق في كافة الأسباب والظروف التي أبقت حالة الشرذمة والتفتت، ومنعت من توحيد الفلسطينيين، فالقيادة الفلسطينية الموحدة هذا وقتها وأوانها.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة فلسطين غزة الوحدة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

محمد عبد المنعم: خطاب الرئيس السيسي عبّر عن موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية

قال اللواء أركان حرب محمد عبد المنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة أوجزت بشكل واضح رؤية الدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية بكافة أبعادها السياسية والإنسانية.

الجيل الديمقراطي: كلمة الرئيس السيسي وثيقة مبادئ تقطع الطريق على المتاجرة بالقضية الفلسطينيةالجيل الديمقراطي: كلمة الرئيس السيسي وثيقة مبادئ تقطع الطريق على المتاجرين بالقضية الفلسطينية

وأوضح عبد المنعم، خلال استضافته في برنامج "الساعة 6" على قناة الحياة، أن موقف مصر ثابت تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن مصر كانت ولا تزال تدعم أهالي قطاع غزة، وتبذل كل جهد لتقديم المساعدات، رغم التحديات الأمنية والسياسية المحيطة.

وفي سياق متصل، قال السفير الدكتور عمر عوض الله، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية للشؤون السياسية، إن إسرائيل تستخدم التجويع كأداة للضغط بهدف التهجير القسري، لكنه أكد أن الشعب الفلسطيني سيظل صامدًا، وأن الإجماع العربي والدولي يعتبر التهجير القسري "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه.

وأضاف عوض الله ، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية": "السمعة الأمريكية تقوم على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما لا نراه في تعاملها مع القضية الفلسطينية".

طباعة شارك السيسي القضية الفلسطينية الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • القضية الفلسطينية في ضمير ووجدان السيد القائد!!
  • محمد عبد المنعم: خطاب الرئيس السيسي عبّر عن موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • عربية النواب: مصر الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم تترك القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: هناك حراك دولي لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
  • الشعب الجمهوري: كلمة الرئيس السيسي تؤكد التزام مصر التاريخي بدعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير
  • ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يثمن دور المملكة وفرنسا في دعم القضية الفلسطينية
  • الجزار يكلف قيادات الجبهة الوطنية بوضع القضية الفلسطينية أولوية في كل مؤتمراته الجماهيرية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بغزة