سكرتير الموسيقيين: الفتن لن تبعد مصطفى كامل عن منصبه ونعي مخطط شق الصف
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
قال الدكتور أحمد أبو المجد سكرتير عام نقابة المهن الموسيقية فى تصريحات صحفية إنه يرفض بيان الفنان مصطفى كامل الذى صدر عنه بتفويض الفنان حلمى عبد الباقى بمهام نقيب الموسيقيين، مؤكدا أن كل أعضاء المجلس على قلب رجل واحد واصدر بيان قوى وواضح فى هذا الشأن.
وأشار أبو المجد إلى أنه وحلمى عبد الباقى تجمعهما علاقة خاصة بمصطفى كامل على المستوى الإنساني ولدى كل منهم مساحة خاصة فى وجدان الآخر.
أما عن دوافع بيان كامل من وجهة نظره، قال أبو المجد إن مصطفى كامل ربما أوجعه عدم تقدير قلة منحرفة لما يقوم به من مجهود خرافي لأعضاء النقابة، وأن هذه القلة لا تتوانى فى تكدير صفو الموسيقيين طوال الوقت ولا تريد استقرار النقابة، ولكن الجميع يقظ لهذا الأمر وسنتصدى له بكل قوة.
واختتم أبو المجد تصريحاته بأن الفتن لن تشق المجلس الحالى ولن تنال من علاقة الأخوة بين مصطفى كامل بحلمى عبد الباقى وأحمد أبو المجد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصطفى کامل أبو المجد
إقرأ أيضاً:
صنّاع المجد والأمل
د. حيدر أحمد اللواتي **
وراء الإنجاز العظيم الذي نراه يدك حصون الصهاينة ليلا ونهارا، يقف جنود مجهولون لا نعرف عنهم الكثير، لكن أثرهم يتعدى حدود الزمان والمكان، هؤلاء هم العلماء والمهندسون الإيرانيون الذين صنعوا مجدًا لا يمكن تجاهله، مجدًا يُرعب الكيان الغاصب للقدس، ويؤكد قدرة إيران على تطوير تكنولوجيا الصواريخ والبرنامج النووي رغم كل العقبات، فهؤلاء الرجال هم روادٌ ملهمون، حملوا على أكتافهم وطنهم وأحلام أمة بأكملها، بدأوا رحلتهم كطلاب في جامعات متواضعة، تعلموا الفيزياء والكيمياء والهندسة، وكرسّوا حياتهم للفهم العميق للطبيعة وقوانينها، ليحولوا هذه المعرفة إلى قوة استراتيجية.
من بينهم علماء الفيزياء النووية الذين استطاعوا بفطنتهم أن يطوروا البرنامج النووي بطريقة علمية متقدمة، تضمن لإيران مكانتها في عالم التكنولوجيا النووية السلمية والدفاعية، ومنهم مهندسون متخصصون في الديناميكا الهوائية وصناعة المحركات الصاروخية، الذين تفننوا في تصميم صواريخ دقيقة المدى وقادرة على الوصول لأهداف استراتيجية.
إن تاريخ هؤلاء الأبطال حافل بالتحديات؛ فقد واجهوا حظرًا دوليًا وعقوبات قاسية، لكنهم لم يسمحوا لهذه العقبات أن توقف عزيمتهم، بل عملوا في صمت، بعيدًا عن الأضواء، يُبدعون ويبتكرون، ليكونوا بذلك الجنود المجهولين الذين صنعوا مجدًا لم يكن ليُكتب بدونهم.
من الأسماء التي صنعت هذه الإنجازات، الدكتور مجيد شهرياري، الذي كان رائدًا في مجال الفيزياء النووية، وصاحب أبحاث أساسية في تطوير تقنيات الوقود النووي، وتم اغتياله عام ٢٠١٠م على يد الموساد، ومنهم الدكتور مصطفى أحمدي روشن، الذي يُعد من أبرز العلماء في مجال الكيمياء النووية، حيث ساهم في تطوير تقنيات تخصيب اليورانيوم، درس في جامعة طهران ثم أكمل أبحاثه في الخارج، وعاد ليكرّس حياته لتطوير البرنامج النووي الإيراني، كان رمزًا للتفاني والإصرار، وقد استُشهد خلال عمله عام ٢٠١٢م، ليصبح شهيد العلم في إيران.
فريدون عباسي دوائي هو عالم إيراني آخر بارز في مجال الفيزياء النووية والطاقة، كان يشغل مكانة مهمة في الأوساط العلمية الإيرانية، وبرز كخبير في تطوير التكنولوجيا النووية، حيث ساهم في العديد من المشاريع المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، خاصة في مجالات البحث والتطوير للطاقة النووية السلمية، وقد استشهد في الضربات الأخيرة التي شنتها القوات الصهيونية على طهران مع زميله الآخر محمد مهدي طهرانجي، والذي يعد أحد أبرز النوويين الإيرانيين ومن القيادات الأكاديمية المهمة في المؤسسات الإيرانية، إذ تولى منصب نائب رئيس جامعة الشهيد بهشتي ورئيسها في الفترة ما بين عامي ٢٠١٢ و٢٠١٦م، وقد حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الفيزياء من جامعة "الشهيد بهشتي"، ثم نال الدكتوراه من معهد الفيزياء والتكنولوجيا في موسكو، وتابع برنامجا بحثيا في المركز الدولي للفيزياء النظرية في إيطاليا.
أما الصواريخ التي يقف لها عالمنا العربي إكبارا وإجلالا وينتظرها ليلا ونهارا، فرحا مستبشرا، نطرب لها أيما طرب، فعلينا أن نتذكر أن وراء كل صاروخ إيراني جهد جماعي متكامل لعلماء ومهندسين لعبوا أدوارًا محورية في تطوير هذه الصواريخ التي أصبحت تشكل قوة الردع الحقيقي والمخيف للكيان الغاصب للقدس.
من بين هؤلاء، المهندس حسن طهراني مقدم، الذي يُعد الأب الروحي للصواريخ الباليستية الإيرانية، كان ضابطًا مهندسًا في الحرس الثوري، وكرّس حياته لتطوير الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، ونجح في عام ١٩٨٧م من إنتاج صاروخ "نازعات" الذي يتراوح مداه بين ٨٠ و١٥٠ كيلومترًا.
ومنذ ذلك الإنجاز، بدأ فصل جديد في تطور الصناعة والتكنولوجيا العسكرية الإيرانية، وكان لهذا العالم الكبير دور رئيسي في تصميم منظومة "شهاب" الشهيرة والتي يصل مداها إلى ٢٠٠٠ كم، وقد تميز الطهراني بفهمه العميق للهندسة الميكانيكية والفيزياء التطبيقية، وقاد فرقًا بحثية في ظروف صعبة، مما جعله أحد أعمدة البرنامج الصاروخي الإيراني، وقد استشهد عام ٢٠١١م.
المهندس أحمد وحيدي، أيضًا من الأسماء البارزة، حيث شغل مناصب قيادية في تطوير أنظمة الصواريخ التكتيكية، وكان له إسهامات تقنية في تحسين دقة توجيه الصواريخ وتقليل نسبة الخطأ في إصابة الأهداف، وكان تخصصه في هندسة الإلكترونيات والاتصالات ساعد على دمج تقنيات متقدمة في نظم التحكم.
هؤلاء العلماء وغيرهم لم يكونوا مبدعين فحسب، بل كانوا أيضًا صنّاع أمل لشعبهم، يثبتون أن الإرادة والتفاني يمكن أن تصنع المعجزات، إنهم مثال حي على أهمية التمّكن من المعرفة العلمية، لتتحول إلى سلاح للدفاع عن الحق والكرامة.
إن الإنجازات التي حققها هؤلاء العلماء تؤكد أن علوم الطبيعة وأذرعها المختلفة من هندسة وطب وغيرها ليست رفاهية، بل ضرورة حيوية، فبدونها تغدوا صناعة المجد وتحقيق الإنجازات وهمًا لا يمكن أن يتحقق.
** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر