قالت الأمم المتحدة، الإثنين، إن حكومة طالبان أجبرت مؤخرا مئات النساء في أفغانستان على ترك وظائفهن، بدعوى "عدم التزامهن بمتطلبات الشريعة الإسلامية" المفروضة على المرأة في جميع أنحاء البلاد.

ووثّقت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، عمليات الفصل من الوظائف في تقريرها الأخير حول حقوق الإنسان، الذي يغطي الربع الأخير من عام 2023، في بلد يحتاج فيه ملايين الأشخاص إلى معونات إنسانية عاجلة، وفقا لموقع "صوت أميركا".

وبحسب التقرير، فإن "سلطات الأمر الواقع تواصل فرض وإصدار القيود على حقوق المرأة في العمل والتعليم وحرية التنقل".

وأشارت البعثة الأممية إلى أن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان، نفذت تلك الإجراءات، حيث أعاقت النساء عن العمل أو الوصول إلى الخدمات، "لأنهن غير متزوجات أو ليس لديهن ولي أمر".

الضغوط تتزايد على الأفغانيات بزمن طالبان.. وتحذيرات بشأن "الانتحار" قال أطباء وحقوقيون لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن حالات انتحار النساء والفتيات بأفغانستان قد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أن سيطرت حركة طالبان الأصولية على مقاليد الحكم في البلاد في منتصف أغسطس من العام 2021.

وقالت إن عدم الالتزام بالحجاب أو قواعد اللباس، وغياب ولي أمر، أو قريب ذكر، والقيود الأخرى المفروضة على النساء اللاتي يزرن الأماكن العامة والمكاتب والمؤسسات التعليمية، أدت على ما يبدو إلى فقدان ما لا يقل عن 600 امرأة لوظائفهن.

وذكر التقرير أن الفرع الإقليمي للوزارة "منع 400 امرأة من العمل في مصنع لتعبئة حبوب الصنوبر بمقاطعة ننكرهار الشرقية في أكتوبر، دون تقديم أي أسباب، بينما سمح للرجال بمواصلة العمل.

وأضافت أن محطة لتوليد الطاقة تديرها حركة طالبان في مقاطعة بلخ الشمالية، فصلت، في نوفمبر الماضي، 200 امرأة "لأسباب مالية"، بينما لم يواجه أي موظف ذكر نفس الإجراء.

وفي إحدى الحالات، نصح مسؤولو وزارة الأمر بالمعروف "موظفة غير متزوجة في منشأة للرعاية الصحية بالزواج أو المخاطرة بفقدان وظيفتها"، مشيرين إلى أنه "من غير المناسب أن تعمل امرأة غير متزوجة"، حسب ما ذكر التقرير الأممي.

والشهر الماضي، زار مسؤولو الوزارة محطة للحافلات في مدينة قندهار الجنوبية، للتأكد من أن "النساء لا يسافرن مسافات طويلة دون محرم"، وأصدروا تعليمات للسائقين بعدم السماح للراكبات بالصعود إلى الحافلات إذا لم يكن بصحبتهن "مرافق ذكر شرعي".

وقال التقرير إن النساء اللاتي ليس لديهن أقارب ذكور في مقاطعة باكتيا الشرقية، محرومات من الحصول على الرعاية الصحية منذ أوائل ديسمبر، وذلك مع استمرار سلطات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زيارة المرافق الصحية بالإقليم لضمان الامتثال.

نهاية التعليم في ظل طالبان.. فتيات أفغانيات يودعن الصف السادس بالدموع في سبتمبر من عام 2021، بعد شهر من انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أفغانستان بعد عقدين من الحرب، أعلنت حركة طالبان حظر التعليم للفتيات بعد المرحلة الابتدائية من الصف السادس.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة، أنه رغم عدم وجود حظر عام على عمل المرأة في أفغانستان، فإن شرط "المحرم" يحد فعلياً من حقها في العمل، إذا لم يكن لديها قريب ذكر يمكنه مرافقتها إلى أماكن العمل.

وسجل التقرير حالات اعتقال واحتجاز تعسفي، وإصدار أحكام، وإطلاق سراح بعض المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، بما في ذلك النساء، في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر.

وقالت البعثة الدولية: "تواصل سلطات الأمر الواقع انتهاك الحق في حرية التعبير من خلال الحد من فرصة الجمهور في البحث عن المعلومات والأفكار، وتلقيها ونقلها".

كما وثق التقرير تزايد التفجيرات الانتحارية وغيرها من الهجمات على أفراد طائفة الهزارة العرقية ذات الأغلبية الشيعية في البلاد، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأسفرت أعمال العنف، التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، عن مقتل ما يقرب من 50 شيعيًا أفغانيًا وإصابة كثيرين آخرين.

وقالت بعثة الأمم المتحدة، إن العاملين في مجال حقوق الإنسان التابعين لها واصلوا تسجيل عمليات القتل خارج نطاق القضاء والاعتقالات والاحتجازات التعسفية والتعذيب وسوء المعاملة، لمسؤولين سابقين في الحكومة الأفغانية وقوات الأمن. 

ونفت حركة طالبان باستمرار هذه الاتهامات، قائلة إنها "ملتزمة بالعفو العام" الذي أعلنته قيادتها بعد سيطرتها على أفغانستان في أغسطس 2021.

ومنذ ذلك الحين، فرضت حركة طالبان قيودا على المرأة، ومنعت الفتيات من تلقي التعليم بعد الصف السادس. وندد المجتمع الدولي بتلك القيود.

ورفضت حركة طالبان تقرير الأمم المتحدة الصادر الإثنين، قائلة إنه يظهر "جهل المنظمة الدولية بأحكام الشريعة الإسلامية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة حرکة طالبان

إقرأ أيضاً:

دراسة: الرجال أكثر عرضة للوفاة بمرتين من النساء بسبب متلازمة “القلب المكسور”

كشفت دراسة علمية حديثة أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب “متلازمة القلب المكسور”، المعروفة طبياً باسم اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو، وذلك رغم كونها أكثر شيوعًا بين النساء.

 

وبحسب الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أريزونا، فإن الرجال معرضون للوفاة جراء هذه الحالة مرتين أكثر من النساء، وهو ما يشير إلى مفارقة لافتة في انتشار المتلازمة وتأثيرها بحسب الجنس.

 

وتحدث هذه المتلازمة غالبًا نتيجة ضغط عاطفي أو جسدي شديد، حيث تؤدي الهرمونات التي يفرزها الجسم في حالات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين، إلى اختلال مفاجئ في وظائف القلب وتغير شكل الحجرة الرئيسة المسؤولة عن الضخ.

 

الشباب ليسوا بمنأى.. ارتفاع في حالات الفئة العمرية المتوسطة

فحصت الدراسة بيانات حوالي 200 ألف مريض بالغ في الولايات المتحدة أدخلوا إلى المستشفى بسبب هذه المتلازمة بين عامي 2016 و2020. وأظهرت النتائج أن 83% من الحالات كانت لدى نساء، مما يكرّس الفكرة السائدة بأن المرض أكثر شيوعًا لديهن.

لكن اللافت، بحسب الباحثين، هو الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات في الفئة العمرية بين 46 و60 عامًا، حيث تبين أن خطر الإصابة في هذه الفئة يزيد بمقدار 2.6 إلى 3.25 مرة عن الفئة الأصغر (31-45 عامًا).

ويُرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل تشمل التوتر المزمن، التغيرات الهرمونية، أنماط الحياة غير الصحية كتعاطي الكحول والتدخين، إضافة إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الرجال أكثر عرضة للوفاة بمرتين من النساء بسبب متلازمة “القلب المكسور”
  • أبو رمان: تمكين المرأة في سوق العمل ضرورة وطنية والتشريعات وحدها لا تكفي
  • الأمم المتحدة تحذر من وفاة 14 ألف رضيع في غزة بسبب نقص المساعدات
  • الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يقتل امرأة أو فتاة كل ساعة في غزة منذ أكتوبر 2023
  • لأول مرة.. تعاون قوي مع الأمم المتحدة لإدارة المخلفات الصلبة في دمياط
  • مسؤولة أممية لـ سانا: رفع العقوبات عن سوريا يتيح فرصاً جديدة للتعاون الإنساني وإعادة الإعمار
  • احتجاجات غاضبة تعم عدن وأبين ولحج بسبب تدهور الخدمات
  • الأرصاد: اضطراب حركة الملاحة في خليج السويس غدا بسبب سرعة الرياح
  • ألمانيا توظف النساء بهدف زيادة الإنتاجية
  • دمياط تبدأ تطبيق «الأداة الذكية» لإدارة المخلفات الصلبة بالتعاون مع الأمم المتحدة