لوموند: أزمة البحر الأحمر.. الهند في الخطوط الأمامية
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن أنشومان كانوريا يراقب من مزارع الشاي التابعة له في شمال شرق الهند الوضع الجيوسياسي في البحر الأحمر. فمن خلال مهاجمة السفن التجارية في هذه المنطقة، حيث يمر %70من الواردات الأوروبية عبر قناة السويس، نجح المتمردون الحوثيون في اليمن في خفض حركة المرور البحرية بنحو النصف.
يؤدي التحويل عبر رأس الرجاء الصالح، في جنوب أفريقيا، إلى إطالة أمد الرحلة بما لا يقل عن عشرة أيام، ومضاعفة تكلفة نقل الشاي من الهند إلى لندن أو باريس أو سانت بطرسبرغ (روسيا) ثلاث مرات.
وبحسب تقديرات مركز دراسات نظام البحوث والمعلومات للدول النامية، التابع للحكومة الهندية، فإن أزمة البحر الأحمر قد تكلّف البلاد 30 مليار دولار من الصادرات، وبالتالي خفضها بمقدار %6,7 خلال السنة المالية التي تنتهي في 31 مارس/آذار 2024 مقارنة بالعام السابق. قال وزير الدولة للتجارة في الهند، سونيل بارثوال، في بداية شهر يناير/ كانون الثاني الجاري: “إننا نراقب الوضع عن كثب”.
وتنقل الصحيفة عن كبير تانيجا، الباحث في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث، وهي مؤسسة بحثية مقرها دلهي، قوله: “أمن الطاقة في البلاد أيضًا هو الذي أصبح على المحك، حيث تستورد الهند %86 من استهلاكها من النفط والغاز. لأن البحر الأحمر كان البديل الوحيد لمضيق هرمز [الواقع بين إيران والإمارات العربية المتحدة]، الذي تعطّلت حركة المرور فيه في عام 2019 بسبب التوترات بين الولايات المتحدة وإيران”.
وحذرت “لوموند” من مغبة أن أدنى زيادة في أسعار النفط قد يكون لها تداعيات سياسية كبيرة، قبل أشهر قليلة من الانتخابات العامة في الهند، المقرر إجراؤها في شهر مايو/أيار المقبل.
ونقلت الصحيفة عن إيزابيل سان ميزارد، الأستاذة في المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية، قولها إن “الهند تقع على خط المواجهة بسبب قربها الجغرافي. وهي تحمي مصالحها من خلال نشر فرقاطات لمراقبة الطرق البحرية، دون الانضمام إلى تحالف الولايات المتحدة، ومن خلال التفاوض مع إيران.” كان وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جيشانكار في طهران، في منتصف شهر يناير/ الجاري. وأعرب عن “قلقه” إزاء هذا الوضع الذي له “تأثير مباشر على مصالح الهند في مجال الطاقة والاقتصاد”.
بعد العقوبات المفروضة على روسيا، تعرضت التجارة العالمية، مرة أخرى، للعقوبات، بسبب التوترات الجيوسياسية
وتابعت “لوموند” القول إنه، ومن المفارقة، أن الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة التي نجت من تجارتها، هي التي تضمن الأمن البحري في المنطقة.
وأعلنت واشنطن، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني، عن ضرب البنى التحتية العسكرية للمتمردين الحوثيين في إطار التحالف الذي تشكّلَ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023 وتشارك فيه المملكة المتحدة بشكل خاص. وما تزال الصين، التي لديها قاعدة عسكرية في جيبوتي، في الخلف. فهي تجني ثمار الوجود العسكري الأمريكي دون إهدار رأسمالها الدبلوماسي في المنطقة.
بعد العقوبات المفروضة على روسيا، تعرضت التجارة العالمية، مرة أخرى، للعقوبات، بسبب التوترات الجيوسياسية.
وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قالت رئيسة منظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، إنها “أقل تفاؤلاً” بشأن توقّعات نمو تجارة السلع في عام 2024، تشير “لوموند”.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي الهند اقتصاد البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
اتفاقية بين الصليب الأحمر والهجرة الدولية لدعم الأسر المنفصلة بسبب النزاع أو الهجرة
وقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة اليوم اتفاقية من شأنها أن تساعد المنظمتين على دعم ومساعدة الأسر المنفصلة بسبب النزاع أو الهجرة.
تُعدّ مصر نقطة عبور للفارّين من النزاعات، والذين يفقد الكثير منهم التواصل مع عائلاتهم خلال رحلتهم. ستتيح هذه الاتفاقية للمنظمتين تبادل المعرفة والخبرات، مما يُعزز قدرتهما على دعم مجتمعات المهاجرين واللاجئين في مصر من خلال إعادة التواصل مع أحبائهم الذين فقدوا الاتصال بهم.
قال كارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، خلال حفل التوقيع: "هذه الاتفاقية أكثر من مجرد آلية إجرائية؛ إنها شريان حياة. إنها شهادة على ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الجهات الإنسانية الفاعلة بروح من الثقة والحياد والهدف المشترك".
و من جانبه قال ألفونسو فيردو بيريز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مصر، خلال حفل توقيع في مكتب المنظمة الدولية للهجرة في مصر: "يُعد انفصال الأسرة من أكثر التجارب إيلامًا التي قد يمر بها الإنسان
ففقدان التواصل والحيرة بشأن مصير أحد الأحباء قد يُسببان معاناةً بالغة. وأنا ممتنٌ للغاية لأن هذه الاتفاقية ستساعدنا على تخفيف بعض هذا الألم وإضفاء البهجة على قلوب العائلات".
في إطار مهمتها المتعلقة بالحماية، تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على منع تشتت العائلات، والبحث عن المفقودين، ولمّ شمل الأحباء. ومن خلال مكتبها في القاهرة، تساعد اللجنة الدولية في تتبع أثر العائلات التي فرقتها النزاعات المسلحة أو العنف أو الكوارث أو الهجرة، وإعادة التواصل معها، ولمّ شملها.
المنظمة الدولية للهجرة تنصب جهودها على أن تكون الهجرة مراعية للاعتبارات الإنسانية، ومنظمة، وتعود بالنفع على الجميع. ولتحقيق هذه الغاية، توفر المنظمة خدمات وتقدم النصح والمشورة للحكومات والمهاجرين على حد سواء.
إلى المساعدة في ضمان إدارة منظمة وإنسانية للهجرة وتعزيز التعاون الدولي بشأن قضايا الهجرة، تلتزم المنظمة الدولية للهجرة بالمساعدة في إيجاد حلول عملية لجميع المشاكل المتصلة بالهجرة وتقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين المحتاجين، بمن فيهم اللاجئين والنازحين.