النشامى.. إنجاز عظيم في الدوحة تزين بدعم غزة
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
سطر المنتخب الوطني لكرة القدم إنجازا تاريخيا ببلوغه الدور نصف نهائي من بطولة كأس آسيا للمرة الأولى في التاريخ.
اقرأ أيضاً : 90 دقيقة تفصل منتخب النشامى عن حلم الوصول للنهائي الآسيوي
وحقق النشامى الإنجاز التاريخي في البطولة الآسيوية على أرض قطر، حيث قدموا أداءا أذهل كل النقاد، رفعوا به اسم الأردن عالياَ.
وكالعادة، كانت القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان لاعبي النشامى، والجماهير الأردنية، الحاضرة في ملاعب قطر المونديالية.
ورفعت الجماهير الأردنية العلم الفلسطيني جنبا الى جنب مع الراية الأردنية في مشهد جسد أسمى معاني التآخي بين الشعبين الشقيقين، خصوصا في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة؛ إثر العدوان الغاشم الذي يمارسه جيش الاحتلال.
بدورهم لاعبو النشامى، أصروا على الوقوف الى جانب الأشقاء في فلسطين عامة وقطاع غزة تحديدا، من خلال مواقف رصدتها الصحف العربية والعالمية.
وفي أول مباراة للنشامى بالبطولة، كشف نجم المنتخب الوطني محمود المرضي عن نص كتبه على صدره عقب تسجيله أول الأهداف في مرمى ماليزيا، كُتب عليه: "هي قضية الشرفاء"، مؤكدا على أن كرة القدم قادرة على تقديم رسالة إنسانية، قد تعجز السياسة عن تقديمها.
وعقب نهاية كل مباراة كان لاعبو النشامى يرفعون العلم الفلسطيني، ويتوشحون بالكوفية حول أعناقهم، ويجوبون بها أرجاء الملعب، لتلتقطهم عدسات الصحف العالمية، موثقين أحقية الشعب الفلسطيني في الوجود على أرضه، والحصول على حقوقه الشرعية.
وفي لقطة أثارت غضب كيان الاحتلال، قام نجم خط هجوم النشامى يزن النعيمات، بحمل الشماغ الأحمر على شكل مثلث مقلوب، في تجسيد لفيديوهات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أثناء قنصها لجنود الاحتلال وتدميرها آلياته.
ليؤكد الأردنيون لاعبين وجماهير، أن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الأردنيين في كل المحافل العالمية، وأنهم معاناة الأشقاء المكلومين في غزة، هي معاناة الأردنيين أيضا.
فكانت غزة جزءا من الإنجاز، ومعاناة شعبها مصدر الإلهام، للاعبين تربوا وترعرعوا على أن فلسطين قضيتهم وأبناء شعبها أشقائهم، ودعمها واجب عليهم.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: النشامى كأس امم اسيا العدوان على غزة
إقرأ أيضاً:
بين خيانة التطبيع وصمت الأشقاء
أحمد بن محمد العامري
في كل صباح تستيقظ فيه غزة على صدى القنابل، لا يسمع العالم سوى صراخ الأطفال.
أصوات هشّة، لكنها أشد مضاءً من صواريخ الحقد، تنفذ إلى أعماق الضمير البشري، تسائل العالم وتعاتب الأشقاء قبل الأعداء.
في هذا الزمن العربي المائل، لم تعد الخيانة تأتي من خلف الحدود فحسب، بل باتت تلبس وجوهاً مألوفة، وتنطق بلغتنا، وتُبرّر بالسلام ما لا يُبرَّر.
العدو معروف، منذ النكبة الأولى وحتى اللحظة، لم يبدّل جلده، ولم يُخفِ نيّته. اغتصب الأرض، وقتل الأبرياء، وشرّد العائلات، ثم وقف ليحاضر في "أخلاقيات الحرب". ولكن الأكثر مرارة من أفعال العدو، هو خذلان القريب، هو اليد التي لم ترتفع للدفاع، واللسان الذي لم ينطق بالحق، والنظام الذي استبدل البندقية بمصافحة القاتل.
لقد مضت سنوات طويلة، كان فيها الشجب والتنديد أدوات فارغة يتسلّى بها بعض الحكّام، أما اليوم، فقد تخلوا حتى عن هذه الشعارات المستهلكة. ركضوا إلى عواصم القرار، حاملين أوراق السلام، موقّعين بأحرف الخضوع، متناسين الدم الذي لم يجف بعد من جدران الشجاعية وجنين وخان يونس.
في زمن أصبح فيه التطبيع وسامًا تُقلَّده بعض الأنظمة، بات أطفال فلسطين وحدهم يرفعون راية الرفض، يكتبون بالدم ما لم تجرؤ عليه أقلام الساسة. إنهم لا يجهلون مَن عدوهم، لكنهم يعرفون أيضًا مَن باعهم، ومن خانهم، ومن استبدل قدسهم بأبراج من زجاج. هؤلاء الأطفال لا يطالبون بالشفقة، بل بالعدالة، ولا ينتظرون من العرب دموعًا، بل وقفة حقيقية تليق بتضحياتهم.
هل تدرك الأنظمة المطبّعة أنها حين صافحت الاحتلال، لم تكن تبارك "سلامًا"، بل تخون دماء الشهداء؟ هل يدرك الصامتون أن صمتهم لم يكن حيادًا، بل انحيازًا؟ وأن من لا يقف في صف المظلوم، يقف – بالضرورة – في صف الظالم؟
إن أطفال فلسطين لا يكتبون البيانات، لكن أجسادهم النازفة تفضح كل بيان كاذب. لا يملكون منابر إعلام، لكن صرختهم تُدوّي في أذن كل ضمير لم يمت بعد.
فلسطين لا تحتاج إلى عواطف باردة، بل إلى مواقف حارّة كالدم. أطفالها ليسوا ضحايا فقط، بل شهود على زمن مهزوم، فيه الصمت جريمة، والتطبيع خيانة، والخذلان خنجر في الظهر. إنّ من يطبع مع القاتل، لا يمكنه أن يدّعي البراءة، ومن يبرر الصمت، فهو شريك في الجريمة.
سيكبر أطفال فلسطين، ولن ينسوا. سيحفظون وجوه من خذلوهم، كما يحفظون أسماء من ساندوهم. وفي يوم ما، حين تنجلي الغمة، سيُكتب في التاريخ: أن الاحتلال كان عدواً، لكن الخذلان جاء ممن كنّا نحسبهم إخوة.
فلتبقَ صرختهم مدوّية: من يصمت عن القتل، قاتل. ومن يبرّر التطبيع، خائن. ومن باع فلسطين، لا يستحق أن يُحسب على العروبة ولا علا الإنسانية.
ahmedalameri@live.com