يمن مونيتور/تقرير خاص

باتت محافظة حضرموت، تحت تهديد نيران الإمارات التي تسعى بواسطة المجلس الانتقالي المطالب بالانفصال، إلى تفجير الصراع في المحافظة خاصة بعد دعم السعودية تشكيل مجلس حضرموت الوطني المنافس للمجلس الانتقالي، والدفع بقوات درع الوطن إلى عاصمة المحافظة “المكلا، لسحب السيطرة الأمنية من قوات النخبة الحضرمية الموالية للإمارات المتواجدة على طول ساحل حضرموت.

ففي ظل مساعي الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، لإرساء مشروعه الانفصالي، دعا رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، إلى تعميم ما أسماها تجربة النخبة الحضرمية، وتوسيعها لتشمل مدن وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، وذلك خلال كلمة وجهها للمتظاهرين السبت.

وفي منتصف الشهر الماضي كانت قوة من درع الوطن، التابعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في طريقها من وادي حضرموت إلى معسكر قريب من مدينة المكلا مركز المحافظة، إلا أن قوة النخبة الحضرمية، القريبة من المجلس الانتقالي، منعتها من الوصول.

من جهته، اقترح عضو المجلس الرئاسي، فرج البحسني، إحلال قوات” درع الوطن “، محل القوات الموجودة في وادي حضرموت، في إشارة إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي يطالب الانتقالي بإخراجها.

ولم يستطع الانتقالي التوغل بالقدر الكافي في حضرموت، رغم حملات الشيطنة التي مولها ودفع بها، ضد القوات الحكومية، معتبرا أنها لا زالت تحت سيطرة قوات تابعة للجيش اليمني، الذي يرى بأنه جزء من الدولة اليمنية التي يناهضها، ويرغب بالانفصال عنها، ويعود ذلك لوقوف السعودية كطرف رئيسي أمام كل محاولاته التمدد نحو حضرموت.

حضرموت ضد الصراع

ويقول رئيس الدائرة الإعلامية لمؤتمر حضرموت الجامع، صلاح بو عابس: “نحن، في مؤتمر حضرموت الجامع، سبق وأن أكدنا أننا مع أمن حضرموت واستقرارها، وبُعدها عن الصراع”.

وأضاف: “نحن أكدنا مراراً وتكراراً أن حضرموت بعيدة عن دوائر الصراع والتوترات، التي تحصل في اليمن، وظلت حضرموت آمنة مستقرة بأبنائها، وأكدنا على تمكين أبناء حضرموت لإدارة شؤونهم الأمنية والعسكرية، وعدم تدخل الأطراف المتنازعة في هذا الجانب، وأثبت أبناء حضرموت قدرتهم على حفظ أمنها واستقرارها”.

وتابع: “يبدو أن بعض الأطراف لا تحب هذا الجانب، ويزجون بأفراد من خارج حضرموت، ونحن نؤكد أن أبناء حضرموت كما هم جديرون بأمنهم واستقرارهم، فهم أحرص على أن تظل المحافظة آمنة مستقرة”.

وأردف: “نحن لا يعنينا أي تصريحات من آخرين في هذا الجانب، ويعنينا ما نقوله عبر مطروح حضرموت الجامع، الذي يلتف كل أبناء حضرموت على مخرجاته، ومتوافقين حولها، ونحن مع أن يكون أبناء حضرموت يبحثون عن أمنهم بأنفسهم، ومع تجنيد أعداد كبيرة من أبناء حضرموت؛ لتمكينهم من تعزيز أمنهم، واستقرارهم”.

السعودية توقف تمدد الانتقالي إلى حضرموت

بعد مواصلة الانتقالي والإمارات التمدد إلى حضرموت، دفعت الرياض إلى الوقوف في وجه مشروع الانتقالي واستقطاب المكونات الجنوبية في حضرموت، فهي تملك النفوذ الأكبر في حضرموت والمحافظات الأخرى، لأن حضرموت تعد العمق الأكبر لليمن لمساحتها الواسعة، حيث تشكل ثلث مساحة البلاد، وأيضا تملك حدودا واسعة مع المملكة العربية السعودية من جهة، وتطل على ساحل البحر العربي من جهة أخرى، فضلا عن كونها المحافظة النفطية الأهم في اليمن.

يصرح الأكاديمي مختار الشماخ ل “يمن مونيتور”، قائلا: إن السعودية تريد الحفاظ على مصالحها، فاقتراب ميليشيات تتبع دولة أخرى حتى إن كانت حليفتها يقلقها، فضل عن الخيانات التي ارتكبتها الإمارات بحق السعودية وتوريطها في العديد من الملفات، وعندما نتحدث عن الانتقالي فنحن نتحدث عن الإمارات، ولذلك أعتقد أن اللاعب الأقوى في حضرموت واليمن بشكل عام هو السعودية، لأسباب سياسية واقتصادية وعسكرية وجغرافية وغيرها، فالسعودية جارة اليمن، أما الإمارات فلديها مرتزقة فقط اشترتهم بالمال، لتحقيق أطماعها في اليمن”.

ويضيف: “أن الوجود السعودي عبر قوات درع الوطن في حضرموت يأتي في إطار الرد على خطوات الإمارات للاقتراب من الجدار الحدودي من السعودية، وما يحمله من أطماع على بحر العرب”.

وأردف: “تواجد أدوات الإمارات في حضرموت، يهدف إلى إزعاج السعودية لأن ليس هناك مبرر لوجود الإمارات بشكل مباشر أو عبر الوكلاء في هذه المناطق، لأن وجود ذراع لأبو ظبي في كل الأحوال يمس الأمن القومي السعودي”.

حضرموت بين قوات درع الوطن والنخبة

تريد الإمارات السير بالوضع الحالي في حضرموت إلى وضع الصراع مع القوات الحكومية، حتى تمكن أدواتها السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط، ودخل الوضع الحالي في حضرموت مرحلة متفجرة، منذر بصراع مسلح، قد يخرج للعلن، ما لم تسارع الأطراف المعنية محليا وخارجيا في احتوائه.

بدأ هذا الصراع بمحاولة قوات درع الوطن، الوصول إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، ولكن قوات النخبة الحضرمية الموالية لدولة الإمارات، والمقربة من المجلس الانتقالي منعتها، وأعاقت وصولها.

وتشكلت النخبة الحضرمية بدعم إماراتي وسعودي عام 2016، وتنتشر في المنطقة العسكرية الثانية على ساحل حضرموت، وسيطرت على مدينة المكلا عام 2016 عقب انسحاب تنظيم“ القاعدة ”منها، ورغم إعلان ولائها للحكومة الشرعية عند تشكيلها، لكنها اليوم باتت تحت قيادة المجلس الانتقالي والإمارات.

أما قوات درع الوطن فتشكلت في التاسع والعشرين من يناير 2023م، بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي حمل الرقم (18) لسنة 2023م، وتتبعه بشكل مباشر، وهو من يحدد عددها، ومهامها، ومسرح عملياتها، بأوامر مباشرة منه، كجزء من القوات المسلحة اليمنية.

ويخشى الانتقالي من إنشاء قوات جنوبية حضرمية لا تدين له، ويتخوف الانتقالي من المساعي السعودية لتكريس فكرة اليمن الموحد الذي قد يلتهم مشروع الانفصال من جهة، ويضع حدا لمشاريع الإمارات التوسعية من جهة أخرى، فالسعودية ضمت في المجلس الوطني الحضرمي المكونات المناوئة للانتقالي وتعمل على دعمه، ودعمت قوات درع الوطن حسب حديث الباحث السياسي خالد السعدي.

وفي تصريح السعدي لموقع “يمن مونيتور”، يتساءل عن تخوف الانتقالي من قوات درع الوطن ويقول “لا أدري ماذا أراد الانتقالي من الدعوة إلى الاحتشاد، يوم السبت الماضي في المكلا، ماذا تستفيد النخبة الحضرمية من التظاهر بالزي المدني؟”.

وأضاف: “ما الذي يضير الانتقالي؟ وكأن هذه شر عليهم، النخبة الحضرمية هي للمهام الأمنية، ودرع الوطن للمهام العسكرية، في مجالات الحدود، وفي البحار، هذه قوة أكثر فاعلية، لماذا يخافون؟”.

ويتابع: “إن قوات درع الوطن” انتقلت من سيئون، أو قرر لها موقع آخر في ساحل حضرموت، وهي جزء من هذه البلاد الكبيرة، ما الضرر من ذلك؟ ولماذا استعطاف الناس؟ “.

وأردف:” درع الوطن من أبناء حضرموت؛ أنشئت بقرار رسمي من الرئيس رشاد العليمي، كما أنشئت النخبة بقرار رسمي، من الرئيس عبد ربه منصور هادي، ماذا يضيرهم في هذا الأمر؟ “.

وزاد:” لذلك يخشى الانتقالي من إنشاء قوات جنوبية حضرمية أخرى منافسة للنخبة في صلاحياتها الأمنية تحت قيادة الحكومة الشرعية، فذلك بلا شك سيؤثر على أجندة الانتقالي الانفصالية، وسيؤدي إلى إنهاء سيطرته على ساحل حضرموت، فالخطوات السعودية في تشكيل مجلس حضرموت اعتبرها الانتقالي تماديا في خدمة أجندة القوى اليمنية الرافضة لتقسيم اليمن “.

وبدورها تسير الإمارات نحو تحقيق حلمها في توسيع دائرة نفوذها الإقليمي عبر إحكام السيطرة على المنافذ البحرية الواقعة على الخليج العربي وخليج عدن وما يوازيها على الجانب المقابل لدى دول القرن الإفريقي بخطوات متسارعة دون اعتبار لما يمكن أن يتمخض عن هذه التحركات من أزمات قد تهدد علاقاتها بجيرانها.

فالتحركات الإماراتية المشبوهة في محافظة حضرموت الحدودية لسعودية والمستقرة منذ اندلاع الأزمة اليمنية أثار حفيظة الرياض بصورة كبيرة ما دفعها للتفكير في اتخاذ بعض التدابير لكبح جماح أبو ظبي والحيلولة دون فتح نافذة لها تسهل طريقهم لتوسع شرق اليمن.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن المجلس الانتقالی النخبة الحضرمیة قوات درع الوطن محافظة حضرموت أبناء حضرموت الانتقالی من ساحل حضرموت فی حضرموت من جهة

إقرأ أيضاً:

خلال أسبوع.. "مسام" ينزع 1.151 لغمًا في الأراضي اليمنية

تمكن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام خلال الأسبوع الرابع من شهر يوليو الحالي، من انتزاع 1.151 لغمًَا في مختلف مناطق اليمن، منها 4 ألغام مضادة للأفراد، و49 لغمًا مضادًا للدبابات، و1.093 ذخيرة غير منفجرة، و5 عبوات ناسفة.
وتمكن فريق "مسام" في محافظة عدن من نزع 958 ذخيرة غير منفجرة، وفي مديرية قعطبة بمحافظة الضالع نزع الفريق لغمين مضادين للأفراد، وفي محافظة الحديدة نزع لغمًا واحدًا مضادًا للدبابات وذخيرة واحدة غير منفجرة بمديرية حيس.
ونزع أيضًا لغمين مضادين للدبابات وذخيرتين غير منفجرة بمديرية الخوخة، وفي مديرية خب الشغف بمحافظة الجوف نزع 15 لغمًا مضادًا للدبابات وذخيرتين غير منفجرة.

محافظة لحج

وفي محافظة لحج نزع فريق "مسام" 21 ذخيرة غير منفجرة بمديرية تبن، ولغمين مضادين للدبابات و17 ذخيرة غير منفجرة بمديرية طور الباحة، و3 ألغام مضادة للدبابات في مديرية المضاربة.
وفي محافظة مأرب نزع الفريق 9 ذخائر غير منفجرة بمديرية الوادي، ونزع 23 لغمًا مضادا للدبابات، و5 عبوات ناسفة في مديرية مأرب، ونزع الفريق في محافظة شبوة لغمًا واحدًا مضادًا للأفراد، ولغمًا واحدًا مضادًا للدبابات، وذخيرة واحدة غير منفجرة في مديرية عسيلان.
كما نزع "مسام" لغمًا واحدًا مضادًا للدبابات بمديرية عين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "مسام" ينزع 1.151 لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع - واس

أخبار متعلقة صور.. تدشين مشروع تركيب الأطراف الصناعية للاجئين الأوكرانيين ببولنداجراحة من 9 مراحل.. نجاح عملية فصل التوأمين الملتصقين "يارا ولارا"في أول زيارة بعد فصلهما الناجح.. الربيعة يطمئن على التوأم "يارا ولارا"

وفي محافظة تعز نزع الفريق لغمًا واحدًا مضادا للدبابات و13 ذخيرة غير منفجرة بمديرية ذباب، ولغمًا واحدًا مضادًا للأفراد و39 ذخيرة غير منفجرة بمديرية المخا، و30 ذخيرة غير منفجرة بمديرية المظفر.

4.852 لغمًا في يوليو

وبذلك ارتفع عدد الألغام المنزوعة خلال شهر يوليو إلى 4.852 لغمًا، فيما ارتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع "مسام" حتى الآن إلى 507.588 لغمًا، بعد أن زُرعت بشكل عشوائي في مختلف الأراضي اليمنية لحصد الأرواح البريئة من الأطفال والنساء وكبار السن، وزرع الخوف في قلوب الآمنين.
وتواصل المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة، جهودها في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، ضمن مشروع يُعزز سلامة المدنيين، ويسهم في تمكين الأشقاء اليمنيين من عيش حياة كريمة وآمنة.

مقالات مشابهة

  • “حلف قبائل حضرموت” يستعرض أول دفعه العسكرية.. ورسائل تصعيدية تجاه الانتقالي
  • مقتل مواطن بـ قمع قوات الإصلاح لتظاهرة شعبية في تريم حضرموت
  • الانتقالي يعتبر مقتل مواطن في تريم تصعيد خطير ويحمل السلطة المحلية وجماعة الهضبة المسؤولية
  • عاجل: اللجنة الأمنية بحضرموت تكشف عن رصد عناصر ''مندسة'' تابعة للقاعدة والحوثيين تدفع أموالاً لإثارة الفوضى وتحذر من استغلال المظاهرات
  • قيادة المنطقة العسكرية 2 تدعو المواطنين إلى رفض دعوات العنف والفوضى ومساندة النخبة الحضرمية
  • المجلس الانتقالي الجنوبي يتبرأ من أحداث حضرموت ويلقي بكامل المسؤولية على مجلس القيادة الرئاسي
  • حذرت من مخطط الفوضى.. "العسكرية الثانية" تدعو المواطنين إلى رفض دعوات العنف والفوضى بحضرموت
  • الانتقالي يحمّل مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية تدهور الأوضاع في حضرموت
  • «مسام» ينزع 1.151 لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع
  • خلال أسبوع.. "مسام" ينزع 1.151 لغمًا في الأراضي اليمنية