رشا عوض: الفضيحة الحقيقية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
هذا المتصوحف المجند في كتائب الظل الإعلامية يظن انه بمثل هذا الهراء سدد هدفا في مرمى تقدم!
يتحدث عن ان حصول تقدم على أموال من منظمات معلومة لتمويل ورش عمل ومؤتمرات كفضيحة طي الكتمان وشخصي الضعيف أخطأ في كشفها للعلن!
طبعا حسب الخرائب الانقاذية التي تربى فيها هؤلاء، تعتبر الشفافية دقسة وشتارة! اما الشطارة فهي الكذب والنفاق! وكل يرى الناس بعين طبعه!
الكذب ضروري للصوص والمجرمين سارقي أموال الشعب، اما
تقدم فهي تحالف ديمقراطي وفي سياق مسعاه لوقف الحرب ساعدته منظمات معنية بالحوكمة الراشدة والسلام والديمقراطية ، منظمات اموالها نظيفة لأنها منظمات في دول ديمقراطية لها تقاليدها الصارمة في الشفافية والنزاهة، هذه المنظمات لم تسلم قيادات تقدم اموالا في أيديهم بالكراتين كما يفعل صحابة المشروع الحضاري ولم تشتري لهم قصورا في تركيا وماليزيا ومصر كتلك التي يقيم فيها الفلول وهي من مال مسروق ملطخ بالدم ومغصوب من الشعب السوداني ، كل ما فعلته تلك المنظمات لتقدم هو انها دفعت تكلفة اقامة ورش واجتماعات ( تكاليف سفر وإقامة أثناء فترة الاجتماعات وإيجار قاعات ) ولهذه المنظمات طاقمها الإداري والمحاسبي الذي يتولى الإشراف الكامل على أي تمويل صغر او كبر، واتحدى اي متصوحف ان يثبت ان أحدا من تقدم تلقى اموالا للانفاق على نفسه او أسرته او أغراضه الخاصة كما يكذب الذباب الإلكتروني!
لا توجد اي فضيحة في اروقة تقدم أيها المتصوحف، ولكن الفضيحة الحقيقية هي محاولاتك البهلوانية لإثبات تهم العمالة او الخيانة ضد تقدم التي سار بها الذباب الإلكتروني استنادا إلى موضوع التمويل! هذه البهلوانيات تثبت جهلا فاضحا لكتائب الظل الإعلامية حتى بتاريخ العصابة المأفونة التي يدافعون عنها، الا يعلم هذا المتصوحف ان اكبر تبرع مالي تلقته جماعة الإخوان المسلمين بقيادة حسن البنا شخصيا كان من شركة القنال ايام الاستعمار البريطاني لمصر! وسبب دعم الحكومة الاستعمارية لهذه الجماعة في ذلك الوقت كان رغبة الاستعمار في ان يكون الاخوان ترياقا مضادا لصعود الحركة الوطنية المصرية بقيادة الوفد حينها! وهنا في السودان بعد حل الحزب الشيوعي طاف الشيخ الترابي على السفارات الغربية بجند واحد وهو ضرورة دعم حركته الاسلامية لأنها المؤهلة لمواجهة الشيوعية، وبالفعل حصد مئات المنح الدراسية للجامعات الاوروبية كما نالت حركة الاخوان المسلمين في السودان وكل المنطقة اموالا تحسب بمليارات الدولارات من الخليج وبتوجيه مباشر من أمريكا والغرب في سياق الحرب الباردة والرغبة في كسر شوكة الشيوعية ،
هذا المتصوحف وأمثاله من “الجهاليل” ربما لم يسمعوا بهذه الحقائق التاريخية ولذلك كل دعايتهم معتمدة كليا على افتراض ان كل المستقبلين لاكاذيبهم اكثر جهلا منهم، وعلى هذا الأساس ظنوا ان فتح سيرة التمويل الاجنبي هو قنبلة ناسفة للقوى المدنية الديمقراطية على اساس التبسيط العبيط: كل من تلقى تمويلا اجنبيا فهو عميل وخائن للوطن، وهم بتكريس تبسيط كهذا كمن ” شال اصبعو طبز بيهو عينه”
العصابات الاسلاموية المأفونة في طول العالم الإسلامي وعرضه وفي مقدمتها العصابة الكيزانية تلقت من المال الغربي والأمريكي ما ان مفاتحه تنوء بالعصبة اولي القوة ،
هؤلاء المتصوحفون في سياق ” السواقة بالخلا ” يريدون في احتكار معايير الطهرانية الوطنية بذات القدر الذي يحتكرون به السوق!
المال الغربي عندما يتدفق عليهم هم لا ينال شيئا من وطنيتهم
ولكن لو تلقى خصومهم مالا فهذا معناه انهم خونة وعملاء!
ولأن السياق كله بلطجة وغوغائية وجهالة لا مجال لطرح الأسئلة المنطقية على شاكلة: ما هو المنطق في ان تكون القوى المدنية الديمقراطية غير مؤهلة لمعرفة المصلحة الوطنية وادراك الحدود الفاصلة في العلاقات مع الدول او المنظمات الأجنبية التي تميز بين التعاون المشروع لصالح الأجندة الوطنية وبين العمالة وخيانة الوطن؟ ما هو المنطق في نزع التأهيل الوطني من قيادات تقدم وفي ذات الوقت احتكار هذا التأهيل للكيزان الظاهرين والمستترين ومثقفيهم النافعين؟
وللمفارقة فإن شواهد التاريخ المحسوس الملموس كلها تثبت ان لا وطنية ولا نزاهة للكيزان حتى في الحدود الدنيا ناهيك عن ان يكونوا هم المرجعية المعيارية والمسطرة لقياس الوطنية!
اما موضوع مؤتمر القاهرة فهل يظن هذا المتصوحف ان أمره خافيا وان المعلومات حوله من الألف إلى الياء لم تتسرب بالكامل وهذا التسريب سوف يجعله عديم الوزن والجدوى السياسية ( يبدو أن كثيرا من العواطلية كانوا مراهنين على هذا المؤتمر وهم من فضح حقيقته غاضبون).
اما بخصوص انتهاكات الدعم السريع فإن ارشيفي يشهد قبل الثورة وبعدها وقبل الحرب وبعدها عن انحيازي المبدئي لضحايا الانتهاكات منذ أن كان أمثال هذا المتصوحف بالعين لذممهم وشهود زور ، كل ما قلته هو ان لا حل لمشكلة الانتهاكات الا بإيقاف الحرب لأنها البيئة الخصبة للانتهاكات بدليل ان قوات الدعم السريع في زمن السلم لم نشهد لها انتهاكات مثلما شهدناه في زمن الحرب وهذه بداهة، ولكنني لم اقل ان الدعم السريع ليست له انتهاكات بالمطلق وارشيفي مبذول! فهل يظن هذا المتصوحف ان نزع العبارات من سياقها بهذا الشكل سينجح في تكريس اكاذيبهم!
عموما لقد ابليت كتائب الظل بلاء حسنا في كل أنواع التضليل والكذب والافتراء والتجني بالباطل ولكن يظل السؤال: ما هي جدوى كل ذلك سوى تلويث الفضاء العام بالجهالة؟ هل غيرت كل هذه الحملات الإعلامية المسعورة من الحقائق المرة على الارض؟ هل صنعت انتصارا؟ ان الفضيحة المكتملة الأركان التي يثار كل هذا الغبار لسترها ليست هي تمويل تقدم بل هي فقدان الجيش السيطرة على عاصمة البلاد وولاية الجزيرة وكامل إقليم دارفور بإستثناء ولاية واحدة تحت الحصار فضلا عن حصار الأبيض وقرع ابواب سنار والوصول إلى الفاو شرقا، هذه الفضيحة لن تستروها بتسليط كتائب الذباب الإلكتروني على صفحة رشا عوض
رشا عوض
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
توجّهات حكومية جديدة للمساعدات الإنسانية في السودان
الخرطوم- مع دخول الحرب عامها الثالث في السودان، تزداد رقعة تأثيرها على الإنسان في أقاصي البلاد الممتدة؛ في حين تظهر آثار تلك الصراعات على بعض المناطق التي ظلت تشهد أزمات متتالية في الصحة والغذاء، بينما تزداد أعداد النازحين والفارين من القتال في كل يوم تطلق فيه رصاصة جديدة.
هذا الواقع المأساوي خلّف فجوات من الحاجة للدعم الإنساني، ومع تزايد تعقيدات المشهد على الأرض، تبحث الحكومة السودانية والمنظمات الإنسانية عن حلول لواقع ينذر بالخطر.
وقالت الحكومة -في تصريحات لها خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء بمدينة بورتسودان- إن رؤيتها الإستراتيجية ترتكز على أن يكون الدعم للجميع من دون تمييز ديني أو سياسي أو جهوي أو عرقي، وأوضحت أن ذلك تم عبر فتح المعابر والمسارات والمطارات لإدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المنافذ التي تقع خارج سيطرتها مثل معبر أدري الذي تم تمديد فتحه مؤخرا 3 أشهر قادمة.
من جانبه، صرح الفريق الركن الصادق إسماعيل مستشار مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعمل الإنساني بأن أكثر المناطق حاجة هي مناطق شمال دارفور وجنوب كردفان، حيث يحتاج فيها الناس إلى الأدوية والغذاء، وطالب المنظمات العاملة بإيصال الدعم لتلك المناطق بعد فتح المسارات من قبل الحكومة السودانية.
وأكد أن الحكومة قامت بإنشاء استشارية تتبع لمجلس السيادة، وأنشأت اللجنة الوطنية للطوارئ لمساعدة مفوضية العون الإنساني لتسهيل عملية إيصال المساعدات لكل السودان.
من ناحيتها، أعلنت مفوضة العون الإنساني بالسودان سلوى آدم بنية أن مجموع الفارين من مناطق القتال مؤخرا بلغ مليونا و300 ألف و645 شخصا، وأشارت إلى أن عدد النازحين الذين فروا من مخيم زمزم إلى الفاشر بلغ نحو 515 ألفا، بينما تجاوز عدد الفارين من مخيم أبو شوك للنازحين نحو طويلة 48 ألفا و600، بينما نزح عدد من أهالي طويلة إلى منطقة الطينة في تشاد.
إعلانوأكدت أن ولاية غرب كردفان شهدت موجة من النزوح؛ حيث بلغ إجمالي عدد النازحين من مدينة النهود وحدها أكثر من 200 ألف شخص، منهم 75 ألفا نزحوا إلى منطقة ود الحليو، و18 ألفا و750 نزحوا من المدينة إلى أبوماريكا؛ بينما نزح من منطقة الخوي إلى الجودي أكثر من 70 ألف شخص.
في ولاية شمال كردفان وصل عدد النازحين من منطقة كازقيل إلى مدينة الأبيض 90 ألفا، وبلغ عدد النازحين من بارا 53 ألفا، ونزح من منطقة أم صميمة إلى الأبيض 35 ألف شخص، بينما نزح من مناطق الجموعية جنوب غرب أم درمان نحو 110 آلاف شخص، أما منطقة خور الدليب فنزح منها حوالي 6200 شخص.
توجيهات جديدة
وضعت الحكومة السودانية توجيهات جديدة للمنظمات العاملة بالبلاد؛ وطالبت بأن يكون الدعم المقدم للمواطنين على شكل خدمات أساسية لا تقتصر على الغذاء فقط.
وقالت آدم بنية إن حاجة المواطنين الذين عادوا إلى منازلهم تختلف عن حاجة النازحين، وأن الدعم ينبغي أن يتحول إلى دعم مشاريع كتوفير مياه الشرب ومساعدات في الخدمات الصحية، وأبدت استغرابها من عدم وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين في زمزم حيث يجلس الناس في العراء، وتساءلت "لماذا لا تصل المساعدات للفاشر؟".
ووفقا لها، قامت حكومة السودان بفتح 12 معبرا ولكنها لم تُستغل؛ واستخدمت منها 4 فقط، وأشارت إلى أنه في دارفور تم استخدام معبري أدري والطينة، وفي شمال السودان تم استخدام معبري أرقين وأشكيت.
وشكت المفوضة من تغيير وجهات بعض الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية وتغيير سائقيها، وذلك عقب استخراج تصاريح المرور من قبل الحكومة "مما يعرقل عملية انسياب المساعدات"، وأشارت إلى ضوابط لتسهيل عمل المنظمات خلال الفترة المقبلة.
وأضافت سلوى آدم بنية أن حماية العاملين في المجال الإنساني تقع على عاتق الدولة، وطالبت المنظمات بالالتزام بالبيانات التي تضعها المفوضية بخصوص الشاحنات وسائقيها وألا يتم استبدالها بعد تحرك القوافل؛ كون أن الرحلة تستغرق أياما عديدة مما قد يضطر المنظمات لتغيير الشاحنات التي تحمل المساعدات، وأكدت أنه "ليست هنالك مشكلة في الوصول للمناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني".
وطالبت المفوضة بإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر احتياجا وقالت "لم يتم اعتراض أي شاحنة جاءت من تشاد وحتى غرب كردفان الفولة، لماذا يتم حرمان أهل الفاشر منها؟"، وأضافت "يجب تسمية الأشياء بمسمياتها في حالة اعتراض جهة ما وصولها"، وأوضحت أن الحكومة تمتلك المساعدات الغذائية الكافية وطالبت المنظمات بنقلها إلى الفاشر وجنوب كردفان الدلنج.
إعلانمن جهتها، رحبت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان، كلمنتين نكويتا سلامي، بقرار الحكومة السودانية تمديد فتح معبر أدري، والذي وصفته بأنه بمثابة شريان حياة حاسم للدعم والمساعدات.
وأضافت "لقد أرسلنا مؤخرا بعثة صغيرة جدا إلى تلودي، وحتى قبل الحضور إلى هذا الاجتماع، فإن وكالات الأمم المتحدة هم شركاء منفذون، ونحن نناقش أفضل الطرق لتلبية احتياجات أولئك الذين فروا من القتال". وأشارت إلى أن الوضع في السودان ليس ثابتا، وأن التطورات تتطلب مناقشات مستمرة للوصول إلى طريقة تمكنهم من تقديم الدعم للمناطق الأكثر حاجة للمساعدات.
وأكدت سلامي "أحد القيود الرئيسية التي نواجهها اليوم هو المتعلق بالموارد"، ووعدت بمواصلة تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الشعب السوداني، و"مناشدة المجتمع الدولي أن لا ينسى السودان وقت حاجته".