خطباء مصر يستعرضون الدروس والعبر من تحويل القبلة
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
وزارة الأوقاف.. تحدث خطباء وأئمة مساجد مصر في مختلف المحافظات حول حادثة تحويل القبلة من المسجد الأقصى ببيت المقدس إلى المسجد الحرام بمكة المشرفة، وذلك التزامًا بموضوع خطبة الجمعة الموافق 13 شعبان، الذي حددته وزارة الأوقاف بعنوان «تحويل القبلة.. دروس وعبر»..
ومن خلال السطور التالية، يستعرض «الأسبوع» لكل زواره ومتابعيه نص خطبة الجمعة اليوم 23 فبراير الموافق 13 شعبان وذلك من خلال خدمة أخبارية شاملة يقدمها على مدار اليوم.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلّمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فلا يوجد لدينا شك أنَّ تحويلَ القبلةِ مِن أهمِّ الأحداثِ في حياةِ نبيِّنَا ﷺ، وحياةِ أصحابِهِ (رضي اللهُ عنهم)، وتاريخِ أمتِنَا الإسلاميةِ، وذلك أنَّ نبيَّنَا (ﷺ ظلَّ يُصلِّي تجاهَ المسجدِ الأقصَى ستةَ عشرَ شهرًا، وكان يؤملُ أنْ تكونَ قبلتُهُ أوَّلَ بيتٍ وضعَ للناسِ بيتَ اللهِ الحرامَ بمكةَ المكرمةِ، وكانَ ﷺ يقلبُ وجهَهُ في السماءِ راجيًا ذلك، وهنَا كانَ الكرمُ والعطاءُ الإلهيُّ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.
وقد تضَمّنَ هذا الحدثُ دروسًا عظيمةً، منها: إبرازُ مكانةِ الحبيبِ ﷺ، وبيانُ رفعةِ شأنهِ، وعظيمِ منزلتِهِ ﷺ عندَ ربِّهِ، فإنَّ الحقَّ سبحانَهُ وتعالَى أكرمَ نبيَّنَا ﷺ بتحقيقِ مرادِهِ وإجابةِ رجائِهِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {فلنُولِّيَنَّكَ قبلةً ترضاهَا}، ويقولُ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
ومنها: بيانُ حالِ أهلِ النفاقِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، والتحذيرُ مِن شرِّهِم، حيثُ حكَى القرآنُ الكريمُ تشكيكَهُم في أمرِ تحويلِ القبلةِ، حينَ قالُوا: {مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}، وهنا كان الردُّ مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ: {قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
دروس خطبة الجمعةومِن دروسِ تحويلِ القبلةِ: إظهارُ مكانةِ المسجدِ الأقصَى في ضميرِ الأمةِ وكيانِهَا، فالمسجدُ الأقصَى هو ثانِي المساجدِ التي أُسستْ على وجهِ الأرضِ، وثالثُ الحرمينِ الشريفينِ، فعن أبي ذرٍّ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وضعَ في الأرضِ أوَّلَ؟ قال: “المسجدُ الحرامُ، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى”، وهو أرضُ المحشرِ والمنشرِ،
دروس وعبر خطبة الجمعةومِن دروسِ تحويلِ القبلةِ أيضا: بيانُ خيريةِ أُمةِ سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ وشهادتِهَا على سائرِ الأممِ، وهذه الشهادةُ تتطلبُ مِنَّا أنْ نكونَ أهلًا لهذهِ الشهادةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (يُجاءُ بنُوحٍ يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ له: هلْ بَلَّغْتَ؟ فيَقولُ: نَعَمْ، يا رَبِّ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ فيَقولونَ: ما جاءَنا مِن نَذِيرٍ، فيَقولُ: مَن شُهُودُكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ، فيُجاءُ بكُمْ، فَتَشْهَدُونَ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: {وَكَذلكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وسَطًا لتَكُونُوا شُهَداءَ علَى النَّاسِ، ويَكونَ الرَّسُولُ علَيْكُم شَهِيدًا}.
وما أجملَ أنْ نتعلمَ مِن تحويلِ القبلةِ درسَ التحولِ مِن سيءِ الأخلاقِ إلى مكارِمِهَا ومحاسِنِهَا، ومِن كلِّ ما يغضبُ اللهَ (عزَّ وجلَّ) إلى كلِّ ما يرضِيهِ سبحانَهُ ويحققُ لنَا السعادةَ في الدنيا والآخرةِ، فنتحولُ مِن الشرِّ إلى الخيرِ، ومِن الأنانيةِ إلى الإيثارِ، ومِن الشُّحِ والبخلِ إلى الكرمِ والسخاءِ، ومِن التعلقِ بالدنيَا إلى الاستعدادِ للآخرةِ، ومِن الجهلِ إلى العلمِ، ومِن السخطِ إلى الرضَا، ومِن الجزعِ إلى الصبرِ، ومِن اليأسِ إلى الأملِ.
اقرأ أيضاًليلة النصف من شعبان.. كيف استدار الصحابة في صلاتهم عندما تغيرت القبلة؟
ضوابط صلاة التراويح بالمساجد فى شهر رمضان 2024
الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.. شروطه ومقاصده وآدابه وكيفية اعتكاف النساء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خطبة الجمعة الجمعة يوم الجمعة تحويل القبلة تحويل القبلة ذكرى تحويل القبلة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام القبلة الأولى القبلة الاولى سبحان ه
إقرأ أيضاً:
معشوقة المصريين.. محطات من سيرة السيدة زينب ومكانتها في القلوب
أكد فضيلة الشيخ رمضان عبد المعز أن السيدة زينب رضي الله عنها أصبحت رمزًا روحيًا وعاطفيًا في قلوب المصريين، منذ أن وطأت قدماها أرض مصر وحتى اليوم، مشيرًا إلى أن حبها متجذّر في وجدان الشعب المصري، وأن وجود مسجدها في قلب القاهرة يمثل ملاذًا للراحة والسكينة للملايين.
وخلال ظهوره في برنامج ديني تناول سيرة السيدة زينب، أشار عبد المعز إلى أن لها كرامة عظيمة في قلوب من أحبوها وجلسوا في مقامها، مستعرضًا بعض مواقفها التاريخية، وعلى رأسها وقوفها الشجاع في وجه يزيد بن معاوية، وموقفها في كربلاء بعد استشهاد الإمام الحسين.
وأوضح أنها كانت لا تخشى في الله لومة لائم، وتقول كلمة الحق بوضوح وشجاعة، مشيرًا إلى أن شخصيتها تتسم بـ"صفات وكرامات عظيمة"، تجعلها قدوة للنساء والرجال على حد سواء.
لماذا اختارت مصر؟وعن سبب قدوم السيدة زينب إلى مصر، قال عبد المعز إن الفتن والأحداث الصعبة التي شهدتها الكوفة دفعتها للرحيل، خاصة بعد استشهاد الحسين بالسم.
وأضاف: "قيل لها توجهي إلى مصر، لأن رسول الله ﷺ أوصى بأهل مصر خيرًا، فهم أصحاب ذمة ورحم وصهر".
وأكد أن دعاء السيدة زينب لأهل مصر لا يزال يحفظ البلاد وأهلها حتى اليوم، قائلاً: "نحن نعيش في ظل بركتها، ومستورين بفضل دعائها"، وذكّر بأن أهل مصر خرجوا لاستقبالها عند وصولها، في مشهد جسّد مدى حبهم لها.
سيرتها وتاريخ مسجدهاوتطرقت الحلقة كذلك إلى سيرتها العطرة ومآثرها ومكانتها بين آل بيت النبي ﷺ، مشيدة بما يشهده مسجد السيدة زينب من أعمال تطوير خلال الفترة الأخيرة.
وأشار الشيخ عبد المعز إلى أن أعمدة المسجد تم ترميمها بالكامل، وأن كل التحف والزخارف الموجودة داخله تُعد نسخًا طبق الأصل من المسجد النبوي، مضيفًا أن كرسي الشيخ الشعراوي يُعد من المعالم البارزة في المسجد أيضًا.