يسعى العالم فى الوقت الحالى إلى التحول لاستخدام الطاقة النظيفة لتجنب الأضرار الناتجة عن الوقود الأحفوري، وهو الأمر الذى أثار قلق الدول الأفريقية التى تعد المعادن إحدى الثروات التى تمتلكها.

وفى محاولة لتجنب "الظلم والاستخراج" فى عمليات الوقود الأحفوري، يدعو الزعماء الأفارقة إلى فرض ضوابط أفضل على الاندفاع نحو المعادن والفلزات اللازمة للتحول إلى الطاقة النظيفة.

تم تقديم قرار للتغيير الهيكلى الذى سيعطى الأولوية للتقاسم العادل لمنافع الاستخراج، بدعم من مجموعة من الدول الإفريقية بشكل رئيسى بما فى ذلك السنغال وبوركينا فاسو والكاميرون وتشاد، فى جمعية البيئة التابعة للأمم المتحدة فى العاصمة الكينية نيروبى الأربعاء الماضى ودعا إلى تحقيق التنمية المستدامة واستخدام المعادن الانتقالية.

وقال جان مارى بوب، مندوب جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذى أيد القرار: "هذا القرار حاسم بالنسبة للبلدان الأفريقية والبيئة ومستقبل سكاننا"، بحسب ما أوردته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأشارت الصحيفة البريطانية فى تقريرها المنشور الأربعاء الماضي، إلى أن الطلب على المعادن والمعادن الانتقالية، التى تستخدم لبناء تكنولوجيات الطاقة المتجددة مثل محطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح والمركبات الكهربائية، ارتفع خلال العقد الماضى مع تحول العالم عن الوقود الأحفوري.

مضيفة "ستكون هناك حاجة إلى مليارات الأطنان من المعادن الانتقالية فى العقود الثلاثة المقبلة إذا أراد العالم تحقيق أهدافه المناخية، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة".

وتمتلك أفريقيا احتياطيات كبيرة من المعادن المهمة ويوجد فى القارة أكثر من نصف الكوبالت والمنجنيز الموجود فى العالم، و٩٢٪ من البلاتين وتنتج جمهورية الكونغو الديمقراطية ثلثى الكوبالت فى العالم، وهو المعدن المستخدم فى بناء بطاريات السيارات الكهربائية ولكن على الرغم من ثروتها المعدنية الهائلة، فإنها تظل واحدة من أفقر دول العالم ولا تزال عمالة الأطفال وانتهاكات حقوق الإنسان منتشرة على نطاق واسع فى قطاع التعدين فى البلاد.

ويقول القادة إن الطلب يمثل فرصة للدول الأفريقية الغنية بالمعادن، وهى فرصة لم تستغل بعد وتتمتع العديد من دول المنطقة بقدرة محدودة على معالجة هذه المواد الانتقالية المهمة محليًا، وغالبًا ما يتم تصدير المعادن فى حالتها الخام ويتم تكريرها فى أماكن أخرى، غالبًا فى الصين، التى تقوم بالجزء الأكبر من معالجة المعادن وإنتاجها على مستوى العالم.

وقالت "الجاردينا" إن الدفع المتزايد من الدول الإفريقية المنتجة للمعادن التى تتطلع إلى الاستفادة من النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل من سباق المعادن الخضراء يعنى أن العديد من الدول تفرض قيودًا على صادرات المعادن الخام فى السنوات الأخيرة، لدعم المعالجة المحلية وقال القادة فى الجمعية التى تتخذ من نيروبى مقرا لها، إن الاتفاقيات التى تعطى الأولوية لنقل التكنولوجيا، وترفع قدرة المعالجة المحلية للبلاد ومهارات القوى العاملة، ضرورية لتحقيق انتقال عادل.

وقال بوب، الذى شارك فى صياغة القرار: "تجربتنا فى تصديرها خام أظهرت لنا أنه لا فائدة للقارة فى ذلك" مضيفا "أن معادن أفريقيا كافية لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة، لكننا لا نريد أن نفعل الأشياء كما فعلناها فى الماضي".

ونوهت صحيفة الجارديان إلى أن بعض الناشطين فى مجال البيئة رددوا دعوات لتقاسم المنافع وبينما أعربوا عن دعمهم للتحول العالمى نحو التكنولوجيات منخفضة الكربون، قالوا إن التحول إلى الطاقة النظيفة يهدد بتكرار عدم المساواة القائمة فى قطاع الوقود الأحفورى الأفريقي، وتصدر المنطقة ما يقرب من ٧٥٪ من نفطها الخام، الذى يتم تكريره فى أماكن أخرى وإعادة استيراده كمنتجات بترولية، وفقًا للاتحاد الأفريقي، فهى تصدر ٤٥٪ من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وهو ما لا يساهم إلا بالحد الأدنى فى تلبية احتياجات المنطقة من الطاقة، حتى مع بقاء ٦٠٠ مليون أفريقى محرومين من القدرة على الوصول إلى الكهرباء.

وقال سيبل صامويل، رئيس الحملات الإفريقية والدعوة فى مبادرة معاهدة حظر انتشار الوقود الأحفورى بحسب الجارديان: "نحن بحاجة إلى التأكد من أن التصنيع يحدث هنا وأننا لا نخدم فقط خطة التصنيع فى قارة أخرى، ولا يمكننا أن نتحمل تكرار نفس المظالم والنزعة الاستخراجية التى حدثت مع اقتصاد الوقود الأحفوري".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الطاقة الوقود الاحفوري السنغال إلى الطاقة النظیفة الوقود الأحفوری

إقرأ أيضاً:

تحية لوزير النقل

توقيع العقد النهائى لبناء وتطوير وإدارة وتشغيل السفن السياحية فى موانئ سفاجا والغردقة وشرم الشيخ مع موانئ أبوظبى، يعد إنجازاً مهماً للدولة المصرية فى إطار جذب الاستثمار الخارجية داخل البلاد. وتوقيع هذا العقد له مردود إيجابى كبير فى ظل تحصيل رسوم تتجاوز الخمسمائة مليون دولار، ما يعنى وجود انتعاشة كبيرة فى هذا المجال. وهذا العقد يأتى ضمن العديد من الاتفاقيات التى ستبرمها مصر مع العديد من الشركات العالمية، مما يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار داخل البلاد، تعود بنتائج طيبة ومبشرة على الوطن والمواطن.
والمعروف أن هذا العقد المهم يأتى فى إطار تعظيم تجارة الترانزيت التى تعد من أهم الأولويات التى يتم العمل حالياً عليها، فى ظل أن مصر تتمتع بمواقع متميزة على البحر. ويأتى ذلك فى ظل توجه القيادة السياسية إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمى للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت. كما أن هذا العقد الذى تم توقيعه مع موانئ أبوظبى له عائد مباشر فى ضخ استثمارات واسعة بملايين الدولارات لتطوير البنية الفوقية للتعامل مع تلك النوعية من السياحة الفاخرة، من أجل تغطية إدارة وتشغيل محطات السفن السياحية.
أما الفائدة الأخرى من هذا المشروع المهم فهى تتمثل فى توفير فرص العمل والعوائد على المقاصد السياحية للسائحين وأنشطة السائحين المختلفة، مما يساهم فى زيادة الدخل القومى. وبذلك تعود فوائد مباشرة من خلال توفير فرص عمل كثيرة للمصريين وزيادة دخل الأنشطة السياحية المختلفة. إضافة إلى أهمية ربط الموانئ المصرية سفاجا والغردقة وشرم الشيخ بميناء زايد، تمهيداً لربطها فيما بعد بكل موانئ الخليج العربى. وهذا العقد يعد بمثابة تكامل مع موانئ أبوظبى التى تتعاون مع خطوط ملاحية عالمية ومقاصد سياحية من كافة دول العالم.
الحقيقة فى هذا الشأن أن مصر تحقق حالياً طفرة رائعة فى مجال النقل شملت البحرى والبرى منها بصورة واضحة، ما يعنى أن هناك تقدماً واسعاً فى هذا المجال، وكلنا يشهد حالياً التطوير العظيم الذى تم فى قطاعات الطرق والكبارى والسكة الحديد ومترو الأنفاق والموانئ الجافة والنقل النهرى والمناطق اللوجيستية، وقد تم تنفيذ مشروعات عملاقة بها فى مختلف مجالات النقل. وهذا لا يعنى أبداً كما يروج أهل الإحباط والشائعات أن مصر تبيع موانئها، وإنما هذا هو تطوير شامل فى هذه المنظومة يستحق كل التقدير للقيادة السياسية وللوزير كامل الوزير الذى تحققت على يديه الكثير من الإنجازات فى هذا الشأن.
تحية لهذا الوزير الذى يستحق كل التقدير والاحترام.

مقالات مشابهة

  • عيد يستدعى التضحية..؟
  • 5 أمور تدفعك لشراء الذهب الوردي.. أرخص من الأصفر ويجلب الطاقة الإيجابية
  • أكاديمي: التحول الرقمي ضرورة ملحة.. وقفزة تكنولوجية هائلة نحو المستقبل
  • ماذا يريد المواطن؟
  • الجبير : المملكة من أكبر المستثمرين في الطاقة النظيفة
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية: المملكة من أكبر المستثمرين في الطاقة النظيفة ولديها مشاريع ضخمة تستهدف الحد من آثار التغير المناخي
  • الجبير: المملكة من أكبر المستثمرين في الطاقة النظيفة
  • الأمين العام لأوبك: ذروة الطلب على النفط ليست في الأفق
  • «فريضة الحج» مصدر إلهام المبدعين على مستوى العالم
  • تحية لوزير النقل