نجحت بها دول أخرى.. لماذا فشلت واشنطن في انزالها الجوي لمساعدة غزة ؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
مع تفاقم الجوع في قطاع غزة الذي يعاني شح الموارد لدرجة خطيرة، لا تبدو الخطة الامريكية لإنزال مساعدات إنسانية جوا واضحة الملامح حتى الآن.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، امس الجمعة، عن خطط لتنفيذ أول عملية إنزال جوي للأغذية والإمدادات على غزة، بعد يوم من مقتل عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات، مما سلط الضوء على الكارثة الإنسانية التي تتكشف في القطاع المنكوب.
إلا أن بايدن قال في وقت لاحق: "لا نعلم على نحو مؤكد متى سيتم إنزال أول دفعة من المساعدات جوا".
وسبق أن نفذت دول أخرى، منها الأردن وفرنسا، بالفعل عمليات إنزال جوي للمساعدات في غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 576 ألف شخص في قطاع غزة، أي ربع سكان القطاع، أصبحوا "على بعد خطوة واحدة من المجاعة".
وقال بايدن للصحفيين: "يتعين علينا بذل المزيد (من الجهد) والولايات المتحدة ستبذل المزيد. المساعدات التي ستذهب إلى غزة ليست كافية بأي حال".
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن عمليات الإنزال الجوي ستصبح "مسعى مستداما"، مضيفا أن أول دفعة من الإنزال الجوي ستكون على الأرجح وجبات جاهزة للأكل، وأضاف أنها "لن تكون مرة واحدة فقط".
وصرح بايدن للصحفيين أن الولايات المتحدة تدرس أيضا إمكانية فتح ممر بحري، لتوصيل كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.
مأساة الخميس
وقالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 100 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى قافلة إغاثة في وقت مبكر من الخميس، قرب مدينة غزة حيث يواجه الفلسطينيون وضعا يزداد بؤسا بعد مرور نحو 5 أشهر من الحرب.
وأكدت إسرائيل أن معظم الوفيات سببها تدافع الحشود نحو شاحنات المساعدات، وأن العشرات قتلوا لأن الشاحنات دهستهم أو بسبب التدافع.
وقال مسؤول إسرائيلي أيضا إن القوات أطلقت النار في وقت لاحق "في رد محدود على حشود شعر الجنود أنها تشكل تهديدا لهم".
واقتات الناس في قطاع غزة على أعلاف الماشية وأوراق الصبار للبقاء على قيد الحياة.
وقالت فرق طبية إن الأطفال يموتون في المستشفيات بسبب سوء التغذية والجفاف.
وتقول الأمم المتحدة إنها تواجه "عقبات هائلة" في إدخال المساعدات.
تساؤلات عن الإنزال الجوي
رغم أنه لم يتضح بعد نوع الطائرات التي ستستخدم في الإنزال الجوي الأمريكي للمساعدات، فإن طائرات "سي 17" و"سي 130" هي الأنسب للمهمة.
وقال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الامريكية ديفيد ديبتولا، الذي تولى في السابق قيادة منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق، إن بوسع الجيش الامريكي تنفيد الإنزال الجوي بفعالية.
وأضاف لـ"رويترز": "هم متمرسون على هذا. هناك الكثير من التحديات لكن لا شيء يستعصي على الحل".
ومع هذا، لا تزال هناك تساؤلات حول جدوى إنزال المساعدات جوا على غزة.
وقال مسؤول امريكي، تحدث لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عمليات الإنزال الجوي سيكون لها تأثير محدود في التخفيف من معاناة سكان غزة.
وأضاف المسؤول: "هي لا تحل المشكلة من جذورها"، مشيرا إلى أن فتح الحدود البرية فقط هو الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير.
وأضاف المسؤول أن "هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن الولايات المتحدة لا تستطيع ضمان أن المساعدات لن تصل ببساطة إلى أيدي حماس، لأن واشنطن ليست لديها قوات على الأرض هناك".
وقال المدير بمجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة ريتشارد جوان، إن العاملين في المجال الإنساني يشكون دائما من أن عمليات الإنزال الجوي فرصة للاستعراض، لكنها طريقة رديئة لإيصال المساعدات".
وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإدخال مساعدات كافية هي من خلال قوافل الإغاثة التي ستعقب الهدنة التي طال الحديث عنها.
وتابع جوان: "يمكن القول إن الوضع في غزة الآن سيئ للغاية، لدرجة أن أي إمدادات إضافية ستخفف على الأقل بعض المعاناة. لكن هذا في أفضل الأحوال إجراء مؤقت للمساعدات".
عمليات صعبة
وفي البيت الأبيض، أقر كيربي أن عمليات الإنزال الجوي في غزة "صعبة للغاية" بسبب الكثافة السكانية والصراع المستمر.
وتدعو الولايات المتحدة منذ أشهر إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وهو أمر عارضته إسرائيل.
وأشار كيربي إلى أن إسرائيل جربت الإنزال الجوي للإمدادات في، غزة وأنها تدعم العملية الامريكية لفعل ذلك.
وقال مسؤول إسرائيلي في واشنطن: "نحن على علم بعملية الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية"، بينما لم يجب المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة طلبت موافقة إسرائيل مسبقا على عمليات الإنزال أم أنها تنسق الجهود معها.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه جرى تسليم مساعدات إلى شمال قطاع غزة المحاصر للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع، الجمعة، وسلمت الأمم المتحدة أدوية ولقاحات ووقودا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وقال برنامج الأغذية العالمي قبل 10 أيام إنه أوقف تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة مؤقتا، حتى تسمح الظروف في القطاع بتوزيعها بشكل آمن.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الجمعة، إنه خلال شهر فبراير، دخلت97 شاحنة في المتوسط غزة يوميا مقارنة بحوالي 150 شاحنة يوميا في يناير.
وأضافت الوكالة أن "عدد الشاحنات التي تدخل غزة لا يزال أقل بكثير من الهدف، وهو 500 شاحنة يوميا".
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: عملیات الإنزال الجوی الولایات المتحدة الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أونروا: المساعدات التي ترسل لغزة سخرية من المأساة الجماعية
#سواليف
اعتبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( #أونروا ) أن #المساعدات التي تُرسل إلى قطاع #غزة حاليًا، تُشكّل #سخرية من #المأساة_الجماعية، مطالبة بالسماح لها بممارسة عملها من أجل إيصال المساعدات إلى القطاع.
وقالت وكالة “أونروا” في بيان صحفي اليوم الجمعة، إن التقارير تشير بأنه تم إدخال 900 شاحنة خلال الأسبوعين الماضيين، مبينة ان هذا لا يُمثّل سوى ما يزيد قليلاً عن 10% فقط من احتياجات الناس اليومية في غزة.
وأضافت: “المساعدات التي تُرسل حاليًا تُشكّل سخرية من المأساة الجماعية التي تتكشف أمام أعيننا”.
مقالات ذات صلة ترامب يتحدث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة 2025/05/31وأشارت إلى أنها وخلال فترة وقف إطلاق النار عندما رُفعت القيود البيروقراطية والأمنية بإرادة سياسية، كانت الأمم المتحدة، بما في ذلك ”أونروا”، تُدخل من 600 إلى 800 شاحنة يوميًا، ولم يُبلَّغ عن أي حالات سوء استخدامٍ للمساعدات.
وتابعت: “بهذه الطريقة حوّلنا مجرى الأمور بشكل جماعي ومنعنا #مجاعة من صنع الإنسان”.
وأكدت أنه يمكن إيقاف التجويع الجماعي الحالي، لكن الأمر يتطلب إرادة سياسية.
وقالت: “نحن لا نطلب المستحيل. اسمحوا للأمم المتحدة، بما في ذلك “أونروا” وشركاؤها في المجال الإنساني بالقيام بعملنا: مساعدة المحتاجين والحفاظ على كرامتهم”.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت السياسي الأمني”، في 18 مايو/ أيار الجاري، على إدخال مساعدات لجميع أنحاء قطاع غزة “بشكل فوري”.
لكن منظمات دولية وأممية ومحلية أكدّت أن حديث الاحتلال عن عبور مساعدات إلى قطاع غزة، عملية خداع وتضليل إسرائيلية للمجتمع الدولي، مشددة أن قطاع غزة يمر في مرحلة مجاعة حقيقية؛ وأن احتياجه الفعلي للخروج من هذه الأزمة يتجاوز 600 شاحنة يوميا.