نظمت مؤسسة مصر الخير، اليوم السبت،  حفل ختام مسابقة "وسام الخير للمبادرات"، بالتعاون مع المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية، وذلك على مسرح جامعة المستقبل، لتوزيع جوائز المسابقة والتي تعد خطوة متقدمة ونوعية لتشجيع الشباب على الابتكار والإبداع، وتتم لأول مرة على مستوى مؤسسات المجتمع المدنى والتى تجمع بين مكون الشباب ومكون التنمية المستدامة لتشجيع الشباب من الجنسين تحت شعار "وسام الخير للمبادرات"، وذلك بحضور الدكتورة جيهان حنفي، وكيل وزارة الشباب والرياضة لتنمية النشء نيابة عن وزير الشباب والرياضة، والدكتورة أمل سليمان، استشاري قطاع مناحي الحياة بمؤسسة مصر الخير،  والدكتور عبادة سرحان، رئيس جامعة المستقبل، والدكتور رشاد عبد اللطيف، نائب رئيس جامعة حلوان الأسبق.


وشارك فى المسابقة  74 مبادرة ما بين فردية وجماعيه منها مشاركة ( 8)  دول عربية، إذ  بلغت عدد المبادرات المقدمة من الدول العربية ( 15 مبادرة) في مجال المبادرات المجتمعية و التطوعية والمبادرات العلمية والتكنولوجية والمبادرات الثقافية والفنية، وجاءت الدول المشاركة ( موريتانيا – الجزائر – ليبيا- سوريا – تونس – اليمن – العراق – سلطنة عمان)،  وذلك بواقع  ( 8 ) مبادرات ثقافية وفنية وعدد ( 5 ) مبادرات مجتمعية و تطوعية  وعدد (2) فى المبادرات العلمية والتكنولوجية .

 

الدكتور محمد رفاعي

من جانبه، قال الدكتور محمد رفاعي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير، إن حفل  ختام "وسام الخير للمبادرات" يأتي  تتويجاً لعمل المؤسسة مع المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية الذى استمر على مدار عام ليتم فيه الإعلان عن الفائزين بجائزة "وسام الخير للمبادرات" من مصر والدول العربية فى المجالات الثقافية والفنية، والابتكارات العلمية والتكنولوجية، والمبادرات المجتمعية التطوعية، ومراحل المسابقة.

و أضاف رفاعي، أن ذلك يأتي تماشياً مع توجيهات الدولة واهتمامها البالغ بخطة التنميه المستدامة 2030، باعتبار بناء الإنسان العنصر الأساسي لتحقيق التنمية والمسابقة كانت تستهدف فئة الشباب  من سن ( 16- 45 سنة ).
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير، إن أهداف الوسام تكمن في اكتشاف أصحاب الإنجازات والمبادرات الثقافيه والفنية والعلمية والتكنولوجية و التطوعية، تعزيز دور الشباب فى تنمية المجتمع وتبنى الموهوبين و المبادرات فى مجالات الوسام وخلق عناصر تحفيزيه فعالة لتقوية قيمة الولاء والانتماء لدى الشباب وبناء جسر التواصل والحوار بين الشباب والخبراء والمتخصصين من خلال تبني مشاريعهم التى أبرزها الوسام ،ويحتوى كل مجال على جوائز للوسام  " ثلاثة أوسمة "  الوسام الذهبى و الوسام الفضى و الوسام البرونزى ويمنح كافة المشاركين شهادات تقدير تشجيعاً وتقديراً لهم.
تجدر الإشارة إلى أن تحكيم المبادرات، تم من خلال  لجان تحكيم متخصصة من الخبراء والمتخصصين فى المجالات المختلفة للوسام ، وتضم  اللجنة في عضويتها 10 أعضاء في المجالات المختلفة التى تشملها الجائزة  ، الى جانب لجنة التنسيق و المتابعه من قبل مؤسسة مصر الخير والمجلس العربى .
و قالت  الدكتورة راندا رزق، رئيس مجلس امناء المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية، إن شراكة  المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية مستمرة  مع مؤسسة مصر الخير منذ عام 2013 وحتى الآن، لافتة إلى أنها شاهدة على تأسيس المؤسسة منذ  عام 2007 ، وهي تسعى لمشاركتهم في تحقيق أهدافهم السامية في تنمية الإنسان.
و أضافت رزق،  أن هدف وسام الخير للمبادرات هو دعم الشباب ، وستستمر في العمل مع  مؤسسة مصر الخير حتى تظهر مشاريع هؤلاء الشباب للنور.
وقال  الدكتور محمد خليف، رئيس لجنة التحكيم، لجائزة " وسام الخير للمبادرات"، إن هذه هي الدورة الأولى للمبادرة وسيتم توسيع نطاق التغطية لقطاعات مختلفة من المسابقة، حيث أنها تنطلق في دورتها الأولى في ثلاث مسارات هي المبادرات العلمية والتكنولوجية، والمبادرات الثقافية والفنية، والمبادرات المجتمعية و التطوعية.
و أضاف خليف، أن هذه المسابقة فرصة للشباب حيث ستتبناهم كل من مؤسسة مصر الخير والمجلس العربي للمسؤولية المجتمعية،  و سيعملان على مساعدتهم في تنفيذ مشاريعهم عبر كافة سبل الدعم والتمويل.
وتابع خليف، أن هناك ١١ متقدم في القطاع العلمي والتكنولوجي، و 19 متقدم في المبادرات الثقافية والفنية، و 47  متقدم في المبادرات المجتمعية و التطوعية.
وفاز في مجال المبادرات العلمية والتكنولوجية بالجائزة التشجيعية،  كل من الدكتور إسلام إبراهيم محمد، وسمر فتحي أحمد..
فيما فاز  بالمركز الأول ( الوسام الذهبي) في مجال المبادرات المجتمعية و التطوعية، عبد الحليم عزت محمد، وشروق رضا محفوظ بالمركز الثاني (الوسام الفضي)، لدعم ضعاف و فاقدي السمع في مصر، 
وأحمد فوزي حسن، بالمركز الثالث ( الوسام البرونزي)، عن مشروع بعنوان ( بالعلم نبني)، وفاز كل من آلاء أحمد أبو التهى، و دكتورة وهاد سمير أحمد، ووليد محمود فهمي، بثلاث جوائز تشجيعية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مؤسسة مصر الخير خطة التنمية المستدامة الثقافیة والفنیة مؤسسة مصر الخیر

إقرأ أيضاً:

القبيلة اليمنية كحاضنة للتكافل والتراحم .. قراءة في الأثر القرآني على البنية المجتمعية

في زمن تتكالب فيه التحديات على المجتمعات من كل جانب، وتُفتّت فيه الهُويات وتُغيَّب القيم، تبقى القبيلة اليمنية واحدة من آخر الحصون الاجتماعية التي ما تزال تَشُدّ النسيج المجتمعي بخيوط التكافل والتراحم،  لم تكن القبيلة في اليمن مجرّد تكوين  تقليدي، بل هي بنية متكاملة، تحمل في طياتها موروثًا قيميًا راسخًا، شكّل أساسًا لتماسك المجتمع اليمني في مواجهة المحن والعدوان والحصار.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

يأتي هذا التقرير ليسلّط الضوء على الدور المحوري الذي لعبته القبيلة اليمنية كحاضنة للتكافل والتراحم، ويفتح نافذة تحليلية على كيفية تَشكُّل هذا الدور في ضوء الأثر القرآني وضمن إطار منهجية المسيرة القرآنية المباركة، التي أحيت ارتباط الإنسان اليمني بالقرآن الكريم كمنهج حياة، وفعّلت القيم الربانية في الواقع العملي، ويبرز كيف يمكن للبنية القبلية عند عودتها الصادقة إلى الله وكتابه ، أن تتحول إلى رافعة مجتمعية تنهض بالأمة وتُسهم في صناعة مشروع حضاري قائم على الرحمة والعدالة والإنفاق والتكافل.

وفي ظل المسيرة القرآنية، لم تعد القبيلة اليمنية مجرد عنصر من الماضي، بل عادت لتكون عمقًا استراتيجيًا في بناء مجتمع قوي، مؤمن، متراحم، ومتماسك، يعيش القرآن في حياته اليومية، ويجسد قيمه في واقعه بكل تفاصيله.

 

الدور البنيوي للقبيلة اليمنية 

تمثّل القبيلة في اليمن وحدة اجتماعية راسخة، تجاوزت حدود الانتماء الدموي لتغدو إطارًا تكامليًا يحكمه العرف، وتدعمه القيم،  ولم تكن القبيلة يومًا مجرد تركيبة اجتماعية تقليدية، بل منظومة تفاعلية تنهض بوظائف متعددة، الحماية، العدالة، الكرم، الإنفاق، وفوق كل ذلك، التكافل الاجتماعي، وعبر التاريخ، لم تنفصل القبيلة اليمنية عن مرجعيتها الدينية، بل تماهت مع القيم الإسلامية منذ بزوغ نور الإسلام، فكان اليمنيون من أوائل من لبّى نداء الإيمان، فدخلوا في دين الله أفواجًا.

 

القرآن الكريم كرافد تشريعي وأخلاقي

منهجية المسيرة القرآنية المباركة، التي أعادت توجيه المجتمع نحو العودة الصادقة إلى القرآن الكريم كمرجعية حاكمة، لم تكن محصورة في الجانب العقدي فقط، بل امتدت لتُحيي الأبعاد الاجتماعية للقرآن، ومنها قيم، الرحمة ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾، والإنفاق ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ ، والعدل ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، والإصلاح ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ .

هذه المبادئ لم تُقرأ نظريًا فحسب، بل أصبحت نبضًا عمليًا في سلوكيات القبائل، خاصة في ظل التوجيهات المستنيرة لقيادة المسيرة القرآنية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، التي أحيت الوعي الجماعي بضرورة التراحم والتعاون والتكافل، لا سيما في أوقات الأزمات.

 

منهجية المسيرة القرآنية وتأصيل التكافل

أعادت المسيرة القرآنية إحياء المفاهيم الإيمانية الأصيلة ضمن الواقع المعيشي للناس، من خلال عدة مسارات:

التحشيد المجتمعي لمبادرات الخير..  حيث أُنشئت مبادرات تطوعية في كل مديرية ومحافظة، بقيادة وجهاء ومشايخ القبائل، لتقديم العون للفقراء، وزيارة المرضى، ومساندة أسر الشهداء.

إحياء دور الزكاة كمورد شرعي يعود على المستضعفين في المجتمع .. تم توجيه القبائل نحو الالتزام الفعلي بإخراج الزكاة، وتوجيهها لمستحقيها، وفق ما أمر به الله، وتمثل الهيئة العامة للزكاة نموذجًا حيًا لهذه الرؤية.

إبراز التكافل في ميدان المواجهة .. في مواجهة العدوان والحصار، شكلت القبائل خطوط دعم مادي وبشري، حيث قدمت الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، واحتضنت أسر المجاهدين والشهداء، في صورة تكافلية فريدة.

 

القبيلة كمصدر للتراحم لا للثأر

في ظل المسيرة القرآنية، تم العمل على تهذيب بعض الأعراف القبلية التي كانت تشكّل تهديدًا للسلم الأهلي، وأبرزها عادة الثأر، فأُعيد توجيه المفاهيم نحو الصلح، والعفو، وإصلاح ذات البين، مستندين إلى قول الله تعالى : ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ و ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ ، وقد نتج عن هذا التوجه انخفاض كبير في النزاعات القبلية، وارتفاع منسوب التسامح، بما جعل القبيلة اليمنية اليوم بيئة حاضنة للسلم الاجتماعي، لا بؤرة للنزاع.

 

نماذج من الواقع .. قبائل تصنع الفارق

في كل المحافظات الحرة ، نشطت لجان التكافل الاجتماعي في رعاية أسر الشهداء والمحتاجين، حيث تتعاون القبائل بشكل دوري لجمع التبرعات وتنفيذ المشاريع الصغيرة، وسعت القبائل إلى تبني برامج إصلاح ذات البين الجماعية، وأسهمت في إنهاء مئات القضايا خلال العام الماضي، كما برزت مبادرات أهلية ذات طابع قبلي لدعم التعليم وتوفير المستلزمات المدرسية للفقراء، في مشهد يعكس الإحساس الجمعي بالمسؤولية.

 

خاتمة 

ليست القبيلة اليمنية مجرد كيان اجتماعي من الماضي، بل هي مشروع حضاري متجدد، حين يُعاد ربطها بالقرآن الكريم، ويُستخرج من ميراثها ما ينسجم مع تعاليم الله وسيرة نبيه صلوات الله عليه وعلى آله ،

منهجية المسيرة القرآنية المباركة لم تُعد فقط تأصيل هذه القيم، بل أطلقت طاقات القبيلة في ميادين الخير، ورسّخت معاني الرحمة والتكافل، لتغدو القبيلة اليمنية بحق نموذجًا يُحتذى في زمان التيه والانقسام.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يمنح الراحل زياد الرحباني وسام الأرز الوطني
  • اختتام البرنامج التدريبي للمسؤولية العامة وإدارة شؤون الدولة لقيادات وزارة المالية
  • التحركات المصرية في غزة بين البعد الإنساني والمبادرات السياسية.. وخبير: لها دور محوري باحتواء الأزمة
  • البحوث الإسلامية يعلن أسماء الفائزين في مسابقة الإعجاز العِلمي لعام 2024/2025م
  • تقديرا لدورها.. مصرية تتسلم وسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي
  • القبيلة اليمنية كحاضنة للتكافل والتراحم .. قراءة في الأثر القرآني على البنية المجتمعية
  • تعرف على تشكيل وأهداف اللجنة العليا للمسؤولية الطبية بالقانون الجديد
  • «الشرطة السياحية» يُناقش أفضل الممارسات والتجارب والمبادرات
  • وصول دفعة رابعة من مساهمة وحدة التدخلات لدعم المبادرات المجتمعية بالمحويت
  • إعلان الفائزين في ختام مسابقة "الرواية" عن يحيى السنوار بمسقط