مسرحية “اللعبة الخطرة”.. مشروع تخرج لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
دمشق-سانا
اختتمت اليوم سلسلة المشاريع الأكاديمية والعروض التجريبية وورشات العمل التي أقامها المعهد العالي للفنون المسرحية بأقسامه الخمسة بغية تطوير وبناء القدرات الإبداعية لطلابه.
وقدم طلاب السنة الرابعة مشروع تخرجهم للفصل الأول تحت عنوان “اللعبة الخطرة” وهي مسرحية للكاتب الهنغاري الساخر “برانيسلاف نوشيتش”.
ويتكون العرض من مجموعة نصوص هي “العائلة الحزينة، والمرحوم، والمستر دولار، وحرم سعادة الوزير، واللعبة الخطرة ” وتنتمي هذه النصوص بمجملها “لمسرح العائلة”.
وتروي المسرحية قصة أسرة اجتمعت وظهر بينها كثير من الود بعد وفاة رجل ترك خلفه ثروة كبيرة وأن اجتماع هذه الأسرة لم يكن تماسكاً وإنما كان طمعاً بالمال، كما عرضت حالات إنسانية تلامس الواقع تحدثت فيها عن الجشع.
المسرحية هي رسالة ودعوة للحب وتظهر أن العلاقات المادية ليست معياراً للعلاقات بين البشر وأن الجانب الإنساني هو العامل الأهم في التماسك المجتمعي.
وفي تصريح لمراسل سانا بين عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد أن هذا المشروع يقدم من خلاله طلاب السنة الرابعة بطريقة لائقة ليعطوا صورة لما وصلوا إليه من خلال هذا العرض.
وأوضح العربيد أن العرض احترافي وأكاديمي يشرف عليه الأستاذ مجد فضة ومدته 3 ساعات وجاءت هذه المدة الطويلة ليتسنى لكل طالب تقديم مساحته، لافتاً إلى أن أهمية هذا العرض في كونه مقدمة لمشروع الفصل الثاني الذي هو المشروع النهائي.
ولفت العربيد إلى أن العرض هو اختبار للتقنيات والأدوات التي امتلكها الطالب خلال دارسة أربع سنوات بالتالي يضعهم بأولى خطوات طريق الاحتراف، كما تمكن الأستاذ المشرف من الوقوف على مستواهم وما تعلموه من تقنيات وما امتلكوا من أدوات تساعدهم في بناء شخصية درامية صحيحة ويختبر قدراتهم في التواصل مع الجمهور.
يشار إلى أن العرض مستمر لغاية يوم الثلاثاء المقبل ويقام على خشبة مسرح فواز الساجر في المعهد العالي للفنون المسرحية.
مجد عبود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: المعهد العالی للفنون المسرحیة
إقرأ أيضاً:
“المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
يمانيون / تحليل خاص
تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس الرابع ضمن سلسلة دروس القصص القرآني، مفاهيم عميقة وأساسية حول المسيرة الإيمانية، مفهوم الهجرة وأبعادها، وأهمية بناء أمة إيمانية متماسكة. وفيما يلي قراءة في أبرز المقاصد والدلالات التي وردت في هذا الدرس كرؤى استراتيجية لبناء أمة إيمانية قوية تقوم على أسس من التعاون والتآخي في سبيل تحقيق أهداف إيمانية من خلال الحديث عن المسيرة الجماعية، الواقع الإيماني، والهجرة كالتزام إيماني، والحث على أهمية التوحد في المواقف الدينية وتبني الحلول الجماعية والفردية التي تضمن الالتزام بتعاليم الله في ظل البيئة المتغيرة.
المسيرة الإيمانية كمسيرة جماعية
التعاون على البر والتقوى: أول ما يلفت النظر هو التأكيد على أن المسيرة الإيمانية لا تقوم على أساس الأفراد بل هي مسيرة جماعية. وهذا التعاون في سبيل الله يتجسد في التآخي في الإيمان والعمل معاً من أجل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. إنها دعوة لبناء أمة متماسكة تعمل من أجل الله وتنشد العدالة والحق في كل مناحي الحياة.
النهضة بالمسؤوليات الجماعية: يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت دينية أو اجتماعية. هنا، يتضح أن الواجبات الجماعية أكبر من تلك التي تتحملها الأفراد في العزلة.
الهجرة كحل إيماني
الهجرة بوصفها التزامًا إيمانيًا: الهجرة ليست مجرد انتقال مادي من مكان إلى آخر، بل هي قرار إيماني. عندما يواجه المؤمن بيئة لا توفر له الفرص للعيش باستقامة دينية أو يجد نفسه محاربًا ومضطهدًا، يصبح الحل هو الهجرة.
الهجرة كتحرُّك في سبيل الله: كما ورد عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، فالهجرة ليست مجرد انتقال جسدي ولكنها تتعلق بالانتماء الإيماني والتفاني في خدمة دين الله. ولذلك، كانت الهجرة بالنسبة لنبي الله إبراهيم عليه السلام قرارًا إيمانيًا عميقًا بعد أن أكمل مهمته أمام قومه.
التوكل على الله: الهجرة تتطلب التوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث أن الشخص الذي يهاجر يبحث عن بيئة أفضل له ليعيش فيها ويؤدي واجباته الإيمانية بشكل صحيح.
الهجرة وارتباطها بالعزة الإيمانية
العزة والتزام المؤمن: في الآية {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يوضح السيد القائد يحفظه الله أن العزة هي جزء أساسي من الإيمان، ولهذا فإن البقاء في بيئة مغلقة ومجتمعات محاربة للدين يعتبر غير مقبول إيمانيًا. الهجرة تهدف إلى التحرر من الذل وتوفير بيئة قادرة على توفير الأمان للإيمان والعمل بما يرضي الله.
الواقع الإيماني وبناء الأمة
تكوين الأمة المؤمنة: الجهد الإيماني لا يقتصر على مستوى الفرد، بل يجب أن يكون التحرك الجماعي هدفًا أساسيًا، لتكوين أمة مؤمنة تسعى للتعاون على البر والتقوى.
التعاون في الإيمان: كما قال الله في القرآن الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، هذا التعاون من شأنه أن يخلق قوة جماعية قادرة على التغيير، وتقديم نماذج إيمانية تصلح مجتمعات بأكملها.
الاستمرارية والإنتصار من خلال الهجرة
الهجرة كخطوة في نشر الإسلام: كما في هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كانت الهجرة من مفاتيح انتشار الإسلام وبداية لإنشاء الأمة الإسلامية. الهجرة تفتح آفاق جديدة لتحقيق الأهداف العليا للإيمان والدين، وتعتبر تحوّلاً مهماً في حياة الأمة.
البركة والسعة في الهجرة
البركة الإلهية : الآية {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} تبرز البركة التي ترافق المهاجر في حياته. فالهجرة، رغم ما يترتب عليها من مشاق، تؤدي في النهاية إلى بركة ورزق لم يكن يتوقعه المهاجر.
المستقبل المعيشي: يُؤكد السيد القائد حفظه الله أن الهم المعيشي لن يكون عائقًا أمام المؤمن إذا كان هدفه الهجرة في سبيل الله، فإن الله سيفتح له آفاقًا جديدة.
الصلاح كغاية نهائية
الصلاح كمفهوم جامع: الصلاح هنا يُعتبر الغاية النهائية في حياة المؤمن، حيث يُجمِع بين جميع الصفات الإيجابية المطلوبة من الفرد في سعيه لله، سواء كانت إيمانية أو أخلاقية. وبالتالي، فإن الإنسان الصالح يسعى لتحقيق الصلاح في نفسه وفي ذريته.
طلب الصلاح: ما يمكن استخلاصه من هذه الدروس هو أن الصلاح هو المنهج الذي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقه، سواء في نفسه أو في ذريته. عندما يكون الإنسان صالحًا في حياته، فإنه يسعى لتحقيق الاستقامة والعدل في محيطه.
خاتمة
الدرس يوجه الدعوة لبناء أمة متماسكة تُعنى بالدين والإيمان، تؤمن بالعمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى. كما يُظهر أهمية الهجرة كحل إيماني عندما تكون الظروف غير ملائمة، مع التأكيد على أن العزة الإيمانية وتحقيق الصلاح هما من الركائز الأساسية التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته.