انقسام جديد حول تجنيد المتدينين بإسرائيل
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
هدد كبير حاخامات اليهود الشرقيين بخروج المتدينين اليهود "الحريديم" من إسرائيل إذا قررت الحكومة فرض التجنيد على طلاب المعاهد الدينية.
وقد أثارت تصريحات الحاخام ردودا عاصفةً في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن من يرفض الخدمة العسكرية، لن يتلقى أموالا من الدولة.
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي تل أبيب
إقرأ أيضاً:
الوحدة اليمنية في ذكراها الـ 35.. انقسام واحتفاء والانتقالي يجاهر بالانفصال
مع حلول الذكرى الخامسة والثلاثين، للإعلان عن الوحدة اليمنية المحققة في 22 من مايو لعام 1990، والتي وحدت بين شطري اليمن: جنوبًا وشمالًا؛ يتساءل الكثير عن مستقبل هذه الوحدة، بسؤالهم الأبرز: بعد عشرة أعوام من الانقسام والحرب، ما مصير الوحدة اليمنية؟
تواجه الوحدة اليمنية حاليا تهديدات مصيرية مع توسع دعوات مطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال، وسط ضعف الحكومة الشرعية واستمرار الحرب التي طال أمدها في البلد، لكن سياسيون يمنيون يقللون من أهمية هذه المطالب المتصاعدة ويحملون الحرب مسؤولية رئيسية عن التمزيق، فضلا عن الدعم الخارجي المثير للجدل لبعض الفصائل الجنوبية.
لا شك أن تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990 كان حدثًا تاريخيًا عظيمًا، أفرح اليمنيين والعرب على حد سواء، وذرفت له الدموع طربًا وفرحًا. فقد تحقق حلم لطالما راود الأجيال. إلا أن هذا المنجز تحوّل مع مرور الوقت إلى كابوس مزعج، تتجاذبه الخلافات، ويتنازع عليه المؤيدون والرافضون، واندلعت بسببه الحروب، ولا يزال اليمنيون يعيشون في دوامة هذا الصراع الذي تقوده أساسا دول إقليمية وفقا لرغباتها وأجنداتها.
رغم المُتغيرات الكثيرة التي عصفت في البلاد، بدءً من ثورة ال 11 من فبراير لعام 2011، واستمرارًا بدخول الحوثيين صنعاء في عام 2014؛ وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وإنشاء الأخيرة كيانات ومليشيات موازية للدولة جنوب اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) ضمن مساعي فك الارتباط.
ومع مرور عقد من الحرب في اليمن مثل ارتهان اليمن لـ"حلفاء غير موثوقين" تهديدا حقيقيا بضياع "الوحدة" في الدولة التي تعاني صراعاً على السلطة وصراع إقليمي لتقاسم النفوذ، بعيدا عن تطلعات الشعب اليمني الذي قوض التحالف العربي جهود حكومته الشرعية وحلفائها من مواجهة خطر الحوثيين في اليمن.
وتتزامن ذكرى الوحدة اليمنية مع نشر صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا عن السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي قالت إنها "تميزت منذ أكثر من عقد من الزمن بنزعة انفصالية متشددة عسكرية وعدوانية في كل من اليمن وليبيا والسودان، والذي تكرس هوس محمد بن زايد في دعم الحركات الانفصالية في تلك البلدان.
في الذكرى الحالية توالت ردود فعل اليمنيين بين الاحتفاء والانقسام، خاصة بعد نشر وزارة الخدمة المدنية (ضمن حصة الانتقالي) في الحكومة المعترف بها دوليا أن يوم 22 مايو ليست إجازة رسمية، وهو اليوم الذي تكون فيه جميع مؤسسات الدولة عطلة رسمية وفقا للقوانين اليمنية النافذة، وفي وقت لاحق أعلنت وكالة سبأ الرسمية أن الوثيقة مزورة.
الوحدة ضرورة حتمية لمستقبل اليمن
وفي الشأن ذاته دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ابناء الشعب اليمني الى جعل مناسبة ذكرى اعادة تحقيق الوحدة اليمنية، محطة للمبادرات الخلاقة، وتجديد العهد، وتوحيد الخطاب الإعلامي لكافة مكونات الشرعية، والارتقاء إلى مستوى التهديد الحوثي الايراني، المحدق بالجميع دون استثناء.
وقال العليمي -في خطاب بمناسبة الذكرى- "إن الوحدة الوطنية التي ننشدها اليوم ليست شعارًا، بل ممارسة واقعية، تتجسد في مؤسسات عادلة، وسلطات مستقلة، ودولة مدنية تُدار بالحكم الرشيد، وتكافؤ الفرص". مشيرا إلى أن الوحدة الوطنية تقف اليوم نقيضاً لمشاريع الإمامة الكهنوتية، وثقافة الموت، والكراهية، والعنصرية.
وأضاف "هذه هي الوحدة الوطنية التي نؤمن بها: وحدة من أجل الدولة لا المليشيا، وحدة من أجل الجمهورية لا الإمامة، وحدة من أجل المواطنة والشراكة والتنوع لا الهيمنة، والإقصاء". معتبرا أن الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، كما انه اعتراف متجدد بالأخطاء، والتزام قاطع بتصحيح المسار.
وتابع "لقد كانت الروح الجنوبية سبّاقة إلى الحلم الوحدوي، نشأةً وفكرًا، وكفاحًا، فكان النشيد جنوبياً، والراية جنوبية، والمبادرة جنوبيّة بامتياز، في مشهد تاريخي يعكس صدق النوايا، ونبل المقاصد".
وجدد العليمي التأكيد أن القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية، بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتقرير مركزهم السياسي والاقتصادي، والثقافي، بما يعزز مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، وفقا للمرجعيات الوطنية، والإقليمية، والدولية.
يوم خالد جسد إرادة شعب
من جانبه قال نائب رئيس الجمهورية السابق الفريق الركن علي محسن الأحمر "في هذا اليوم الخالد من تاريخ أمتنا اليمنية، ذلك المنجز الوطني العظيم الذي جسّد إرادة شعبٍ عريقٍ ناضل طويلاً من أجل كرامته وحريته ووحدته، وراكم عبر تاريخه الطويل محطاتٍ نضاليةً كانت الوحدة فيها روحًا وثقافةً قبل أن تكون صيغةً سياسية أو اتفاقًا دستوريًا.
وأضاف "لقد جاءت وحدة مايو تتويجًا لتاريخٍ مشتركٍ من النضال والتضحيات، وحصيلة طبيعية لوحدةٍ سبقت الإعلان، وتمثلت في تلاحم أبناء الشعب اليمني، شمالًا وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، حين تعاضدت صنعاء وتعز وعدن وكل مدن اليمن، في مقارعة الإمامة والاستعمار، وتكامل دورها في نصرة الحركات الوطنية".
وأردف "إننا اليوم، إذ نحتفل بالعيد الوطني الـ35 للوحدة، نؤكد أن الأمن والاستقرار والنهضة في يمن اليوم، لن تُبنى إلا على إدراك قيمة هذه الوحدة، ووعي الشعب بحتمية تكامل كل مدن ومحافظات اليمن وعلى رأسها، هذه المدن الثلاث: عدن وصنعاء وتعز، إلى جوار حضرموت التاريخ، كركائز أصيلة في استعادة الدولة، وتثبيت السلم، وتحقيق التنمية.
وختم الأحمر تدوينته بالقول "فلنحتفِ بوحدتنا لا كذكرى عابرة، بل كعهدٍ متجدد ومسؤولية وطنية، وركيزة لا غنى عنها لمستقبل اليمنيين جميعًا".
اليمن واحد منذ القدم
النائب البرلماني والسفير السابق علي العمراني غرد بالقول "22 مايو أعظم أيام اليمنيين منذ عهد سيف بن يزن ملك العرب المولود في يافع الحميرية اليمنية وعاصمته صنعاء اليمن".
وزير الأوقاف والإرشاد د.محمد بن عيضة شبيبة، كتب "تحلّ علينا ذكرى 22 مايو، لنُطالع صفحةً من تاريخ اليمن الحبيب، كتبها أبناؤه بالحلم والصدق والشجاعة والتسامي على كل الجراح، لا بالقوة والغلبة، وجعلوا من الوحدة ميثاقًا للأرواح قبل أن تكون وثيقة بين نظامين سياسيين".
وقال "لقد ظل اليمنيون شمالًا وجنوبًا شعبًا واحدًا في ظل دولتين، وجاءت الوحدة استجابةً لأمر الله أولًا "وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا"، ثم لإرادة شعبية صادقة، فأعادت بناء ما هدمته أفاعيل السياسة، وأثبتت أن ما تبدده المصالح قد يُحييه الإيمان حين يحضر، الإيمان بالله أولًا وبقدرة الشعوب ثانيًا على اجتراح التحولات وتجاوز الصعاب عندما تتوفر الإرادة والعزيمة والحكمة".
وأضاف "إننا إذ نُحيي هذه الذكرى، لا نحتفي بتاريخٍ مضى فحسب، بل نستدعي ما فيه من دروس: أن الوحدة ليست قسرًا، ولا الانفصال خلاصًا، وإنما العدل هو السياج الحقيقي لأي وطن، والرحمة هي الرابط الأمتن بين القلوب، وأن الأوطان لا تُبنى على الغلبة والضمّ والإلحاق، بل على الشراكة، والعدالة والمصارحة واحترام الحقوق ونبذ الحسابات الضيقة والانطلاق نحو آفاق رحبة تستجيب لطموحات الشعوب وأحلامها وتستوعب ظروف العصر ومتطلبات النهوض والبناء".
أحلام أجيال من اليمنيين
محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو علق بالقول "تعود ذكرى تحقيق الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية ومعاناة الشعب اليمني وأحواله تزداد سوء وتجثم على صدر الشعب المتسلح بالصبر في مواجهة الأزمات أعباء كبيرة. فمن الحرب وآثارها إلى انحسار مساحة حضور الدولة ومؤسساتها، والانهيار الاقتصادي المخيف، وغياب الخدمات غير المسبوق، وسلسلة لا نهاية لها من المعاناة التي تتطلب من الجميع موقفا وطنيا مسؤولا تجاهها".
وقال "كان يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 حدثا مفصليا، فيه سجل التاريخ تحقيق الحلم الذي تطلع إليه اليمنيون وناضلوا لأجله زمنا طويلا، وكان القرار الأكثر صوابا بين جملة من الخطايا، وبرغم ما تعرضت له الوحدة من إساءة تبقى هي المشروع القادر على لم شتات أبناء الوطن متى أزيلت عنها أخطاء الماضي، ويثبت الزمن عجز المشاريع التي يسوق لها كبديل عنها في بناء وطن يسع جميع أبنائه".
وأكد بن عديو أن الوحدة ليست مجرد مناسبة عابرة للاحتفاء بها، ولا هي وثن يقدس، أو سوق للشعارات، كما أنها ليست رداء يخلع، أو صفحة تنزع من سفر التاريخ، بل هي أحلام أجيال من اليمنيين، ومنظومة من القيم، وعقد اجتماعي يرعى مصالح الناس التي يجب أن تقوم على العدالة والمواطنة المتساوية، وتتناقض بالجملة مع كل دعاوى الوصاية والاستئثار وسلب حقوق الناس تحت أي لافتة وشعار، وهي على الضد من كل دعاوى سلالية أو مناطقية أو عنصرية، بل يجب أن تكون ملاذا لأبناء اليمن للعبور نحو الاستقرار.
طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما يعرف بالمقاومة الوطنية المدعم إماراتيا، لم ينتقد الانتقالي الذي يسعى للانفصال بل وجه انتقاده لجماعة الحوثي.
وقال صالح "في الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الوحدة 22 مايو نوجه الشكر والتقدير لكل يمني تمسك بجمهوريته، رافضًا سطوة الكهنوت ومشروع الولاية وحكم الحرس الثوري".
وأضاف "يتمسك اليمنيون بهويتهم الوطنية والقومية والدينية، رغم كل العنف الذي تمارسه عصابة الحوثي".
يوم تأسيس الجمهورية اليمنية
المحلل السياسي عبدالناصر المودع، قال "لا يصح وصف 22 مايو بأنه يوم إعادة توحيد اليمن، لأن اليمن لم يكن دولة موحدة ثم انقسم إلى دولتين".
ففي الواقع، حسب المودع لم توجد في أي مرحلة سابقة دولة واحدة شاملة لنفس الرقعة الجغرافية التي ضمت دولتي اليمن قبل الوحدة. والصحيح، من الناحيتين السياسية والقانونية، أن 22 مايو هو يوم تأسيس الجمهورية اليمنية، وهي الدولة التي نالـت اعتراف المجتمع الدولي منذ قيامها، ولا يزال هذا الاعتراف قائماً حتى اليوم.
يضيف "منذ ذلك التاريخ، فإن أي محاولة لتقسيم هذه الدولة، تحت أي مسمى كان، تُعد عملاً إجرامياً يهدد مصالح جميع سكانها. كما أن الدفاع عن بقاء هذه الدولة واستمرارها هو واجب وطني على كل اليمنيين، لسبب بسيط ومبدئي: لأنه دفاع عن حقهم في أن تكون لهم دولة. وهذا الحق، في جوهره، هو أصل الحقوق كلها ومنبعها" وفق تعبيره.
الجنوب قادم لا محالة
على النقيض من ذلك أكدت مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، مضيها نحو الانفصال وأن ما سمته بـ "الدولة الجنوبية" قادمة لا محالة، بالتزامن مع الذكرى الـ 35 للوحدة اليمنية.
وزعم نائب رئيس المجلس الانتقالي أحمد بن بريك أن من سماه "شعب الجنوب" لا يطلب المستحيل، بل حقاً مشروعاً كفلته التضحيات وفرضه الواقع، وأنه ماضٍ في طريقه بثقة وإصرار، لا يساوم على ثوابته ولا يقبل بالتراجع عن مسار استعادة الدولة الفيدرالية المستقلة.
وقال إن يوم 21 من مايو 1994 ـ ذكرى إعلان الإنفصال ـ "لم يكن لحظة انفعال عابر، ولا رد فعل طارئ، بل لحظة وعي وطني عميق، تشكّلت كنتيجة حتمية لتجربة قاسية في وحدة لم تجلب للجنوب سوى القهر والتهميش، وأنتجت واقعاً سياسياً وعسكرياً فرض على الجنوبيين أن يختاروا طريق التحرر وتقرير المصير، بإرادة لا تقبل التراجع"، على حد قوله.
وأضاف: "لقد أثبتت السنوات الثلاثون الماضية أن حلم استعادة الدولة الجنوبية لم يكن نزوة عابرة، بل حق أصيل لشعبٍ قدم الشهداء، وتحمل صنوف المعاناة"، وقال "لقد آن للحلم المتأخر أن يتحول إلى واقع ملموس، ينهي زمن الشعارات ويؤسس لعهد من العمل الوطني الجاد والمثمر". مختتما بالقول: "الجنوب قادم لا محالة، والدولة قادمة بإذن الله، بإرادة لا تنكسر، وشعب لا يعرف المستحيل".