موقع النيلين:
2025-05-25@19:11:24 GMT

حزب الأمة القومي : إصلاح الذات أم الغير ؟

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT


▪️ يحتاج حزب الأمة القومي للمبادرة بإصلاح حقيقي فيما يخص كثيراً من النقاط التي احتوتها المذكرة المنشورة باسمه كمذكرة لإصلاح “التنسيقية “، إذ لا يوجد في مواقفه ما يدل على أنه أكثر التزاماً من “التنسيقية” بما سماه ( الحياد الإيجابي )، وعدم ( الانحياز الإعلامي ) لأحد طرفي الحرب، فللحزب سهمه الكبير من المواقف التي أثبتت عدم حياد التنسيقية، و”انحيازها الإعلامي” للدعم السريع .

▪️ لا تستطيع التنسيقية ( ممارسة الحياد التام بين طرفي الحرب )، فمواقف التنسيقية ترتبط برؤية كلية وموقف ثابت وليس هامشياً يسهل تصحيحه، بل إن حزب الأمة القومي نفسه لم يستطع تقديم نموذج في التصحيح يمكن للتنسيقية أن تقتدي به !

▪️ لا يوجد موقف ( معلن ) من حزب الأمة القومي ضد الأطراف الأجنبية التي تدعم المتمردين يختلف عن موقف “التنسيقية”، وهذه هي المرة الأولى التي “يوحي” فيها الحزب، بطريقة ناعمة وغير شفافة، بأن له موقف مختلف لكنه مؤجل ومرهون بنتائج ( تحقيق دولي موثوق ) !
▪️ ليس معلوماً إن كانوا باستخدامهم لكلمة ( موثوق ) قد عنوا أن التحقيق الذي قام به خبراء الأمم المتحدة غير موثوق، أم إنهم قصدوا تجاهل هذا التحقيق حتى لا يكونوا ملزمين بموقف آني واضح !

▪️ لم يطالبوا التنسيقية بموقف مختلف من ( الأطراف الدولية الوالغة في الحرب ) وإنما طالبوها بالمطالبة ( بتحقيق دولي موثوق ) حول دورها في الحرب ، وهذا تسويف وتأجيل ومخارجة من الحرج !

▪️ ومن شدة الحرج أوردت المذكرة مقترح المطالبة بالتحقيق الدولي الموثوق في اقتراحات الإصلاح ولم يكن له مقابل في قائمة السلبيات التي عددتها المذكرة، ربما بسبب الحرج وعدم القدرة على صياغة عبارة ناعمة تصف طبيعة موفف “التنسيقية” من هذه الأطراف وطبيعة علاقتها بها .

▪️ جاء في قائمة السلبيات العشر التي عددتها المذكرة أن إعلان أديس أبابا ( يجانب الأساس الصحيح للتوسط في حل النزاعات )، وهذا اعتراض متأخر، ولا يستطيع الحزب أن ينفي دوره في الإعلان، والإعلان هو تعبير “صادق” عن نوع العلاقة بين التنسيقية والدعم السريع، ويستحيل للتنسيقية التراجع عنه، وفي اقتراحات الإصلاح المبدئية لم يطالب الحزب بإلانسحاب الجماعي منه، بل ولم يستطع هو نفسه أن يقرر الانسحاب منه، فما يصعب على الحزب المعترض سيكون مستحيلاً على البقية !

▪️ أما المقترح “الإصلاحي” الذي تحمله عبارة ( وتناشد تقدم كافة الأطراف بالانخراط في عملية السلام ) فهو مجرد لغو لا معنى له فالتنسيقية تفعل ذلك فعلاً، وإن كان المقصود هو مناشدة ( الأطراف الدولية الوالغة في الحرب ) فهذا يعقد عملية السلام ويربطها بمطامع هذه الأطراف، إذ لا بمكن للوالغين في الحرب أن يكونوا وسطاء نزيهين، تماماً كما لا يمكن هذا للتنسيقية المنحازة للدعم السريع .

▪️جاء ضمن اقتراحات الإصلاح : ( ينبغي أن تصمم العملية السياسية التي تتلو مرحلة وقف العدائيات عبر مؤتمر مائدة مستديرة تكون تقدم نواته وتستوعب فيها كل الأطراف الوطنية خارجها، بدءًا بطرفي الحرب، والقوى السياسية والحركات المسلحة )، ، ولا يوجد مقابل لها في قائمة السلبيات التي عددتها المذكرة ، والسبب واضح وهو أن هذه الفقرة لا تعالج عيباً في التنسيقية بل تدعم العيب الموجود، أعني الإصرار على أن تكون التنسيقية ( نواة ) العملية السياسية، وتقوم ( باستيعاب ) البقية، وإن كان هناك ثمة شيء إيجابي فهو التخلي عن كلمة ( الإغراق )، والتخلي عن أن ( الأطراف ) يجب أن تكون محددة بواسطة التنسيقية .
▪️في اعتقادي يمكن تفسير المذكرة بعاملين : أولها أن حزب الأمة حزب كبير وليس مضطراً كبقية القوى الصغيرة في التنسيقية لمجاراة الدعم السريع حتى النهاية، فللحزب جمهور يتأثر بالحرب التي يشنها الدعم السريع على المدنيبن، وثانيها أنه يريد دوراً أكبر في التنسيقية كما كان الحال أيام تجميد عضويته في قحت، وفي اللحظة التي يحصل فيها على هذا الدور ستضعف تحفظاته .

▪️الأرجح، في تقديري، أن التنسيقية لن تضحي بحزب الأمة، وستعالج له الممكن معالجته من ملاحظاته، وأهم الممكن هو دوره في التنسيقية، والأرجح أن مذكرته لن تحدث تغييراً ذا بال لا في سياسات التنسيقية ولا في عضويته فيها، على الأقل هذا ما يُستشَف من روح المذكرة نفسها .
إبراهيم عثمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: حزب الأمة القومی فی التنسیقیة فی الحرب

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي: اختفاء عبارة المحروقات من تقارير المركزي مؤشر إصلاح

???? الجديد: “فاتورة المحروقات” لن تعود لتقارير المركزي.. ووداعًا لمقايضة الوقود

ليبيا – أكد المحلل الاقتصادي مختار الجديد أن عبارة “تُخصم فاتورة المحروقات من مبيعات النفط من قبل المؤسسة الوطنية للنفط مباشرة” لن تظهر مجددًا ضمن ملاحظات التقارير الشهرية لمصرف ليبيا المركزي، في إشارة إلى انتهاء أحد أبرز أبواب الفساد المالي في ليبيا.

???? العبارة ارتبطت بسنوات من الفساد ⚠️
وفي منشور على صفحته بـ “فيسبوك”, وصف الجديد العبارة بـ”اللّعينة”، موضحًا أنها ظلت تظهر لسنوات في تقارير المركزي، كمؤشر على ما يُعرف بمقايضة الوقود، إحدى أبشع صور الفساد المالي في ليبيا، حسب تعبيره.

???? مصادر تؤكد اختفاءها بدءًا من تقرير مايو ????
وأضاف الجديد أن مصادر يثق بها أكدت أن تقرير الإيرادات والمصروفات عن شهر مايو لن يتضمّن هذه العبارة، وأن آخر ظهور لها كان في تقرير شهر إبريل الماضي، وهو ما يُعد مؤشرًا على انتهاء آلية المقايضة المثيرة للجدل.

???? وداع غير معلن لمقايضة الوقود ????
وخلص الجديد إلى أن غياب العبارة يُعد وداعًا فعليًا لصيغة المقايضة التي شابت إدارتها شبهات واسعة طوال السنوات الماضية، ما يُفتح الباب أمام مزيد من الشفافية المالية إن التزمت الجهات المعنية بذلك النهج.

مقالات مشابهة

  • قيادي بحماس: نتواصل مع كل الأطراف لدراسة أي مقترحات لوقف الحرب
  • مدبولي: مصر أثبتت أنها شريك موثوق للولايات المتحدة
  • بيان من التنسيقية العامة لأبناء الرزيقات بالداخل والخارج
  • برلماني: الرئيس السيسي يدافع عن الأمن القومي المصري ويتحدث بلسان الأمة العربية
  • كريم وزيري يكتب: أرباح الحروب التي لا نراها في نشرات الأخبار
  • إصلاح هبوط أرضي بشارع المدارس بحي شرق كفر الشيخ | صور
  • خبير اقتصادي: اختفاء عبارة المحروقات من تقارير المركزي مؤشر إصلاح
  • التعرّي أمام الذات: تأملات في هدم أقنعة الزيف وبزوغ الحقيقة من رماد الخداع
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • ننشر تفاصيل المذكرة الإيضاحية لقانون تقسيم دوائر انتخابات النواب