كيف أطلقت شائعة وفاة كيت ميدلتون الفوضى وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أدوات التحقق الرقمي في "رؤيا" تكشف زيف صور أُعيد نشرها
"توفّيت كيت ميدلتون، ونُكّست أعلام القصر الملكي البريطاني استعدادا لإعلان خبر وفاتها".. شائعة انتشرت كالنار في الهشيم، وتداولتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، دون التحقق من صحتها أو مصدرها.
كيف بدأت القصة؟
غابت كيت ميدلتون أميرة ويلز وزوجة ولي العهد الأمير وليام عن المشهد السياسي والاجتماعي في بريطانيا منذ نهاية العام الماضي، ما أثار تساؤلات واسعة حول غيابها في وسائل إعلام بريطانية و"التواصل الاجتماعي" هناك.
تلك التساؤلات والتكهنات استفزت رداً من الديوان الملكي بأن الأميرة أجرت عملية جراحية في يناير/كانون الثاني الماضي وأنها ستعود للظهور في نهاية مارس/آذار.
رد قصر باكنغهام لعب دورا في الحد من الشائعات ووضع الأخبار في إطارها الصحيح، إذ ابتعدت الصحافة حينها عن تناول أخبار الأميرة احتراما لخصوصية وضعها الصحي.
المصادر الرسمية تنسف الحقائقوقبل أيام من حلول عيد الأم، نشرت أميرة ويلز صورة رفقة أبنائها الثلاثة تمنت فيها عيدا سعيدا لكل الأمهات.
لكنّ مدققي الحقائق في وسائل الإعلام استطاعوا كشف العديد من التناقضات في الصورة، وحتى إثبات أن الصورة خضعت للتعديل (Photoshop).
اقرأ أيضاً : بلينكن يبحث مع نظيره السعودي الأوضاع في قطاع غزة وسبل حماية المدنيين
ذلك الكشف أشعل منصات الشائعات مجدًدا ما دفع ميدلتون إلى نشر بيان مقتضب ذكرت فيه أنها هي من عدّل بالصورة وأنها "مثل العديد من المصورين الهواة، أقوم أحيانا بإجراء تجارب التحرير".
نسفت الصورة المتداولة كل محاولات القصر الملكي لوقف شلال الشائعات، حتى وصل الأمر بالبعض للتشكيك حتى بأن أميرة ويلز لا تزال على قيد الحياة.
من حق الجمهور أن يسأل، ولكن من واجبه أيضًا أن يتحقق وأن يركض وراء المصادر الموثوقة للحصول على الأخبار بعيدًا عن الفبركة والتزييف.
ولكن ماذا لو كانت المصادر الرسمية هي من فتح شهية الإعلام البريطاني ووسائل التواصل الاجتماعي للسؤال عن مصير أميرة ويلز؟
فبعد أيام من نشر الصورة، يسحب الجيش البريطاني من موقعه إعلانا استباقياً حول حضور كيت ميدلتون حفلاً عسكرياً في يونيو/حزيران المقبل، ما فتح الباب مجددًا أمام التكهنات ونظريات المؤامرة؛ فبات السؤال: "هل ستواجه ميدلتون مصير الليدي ديانا عام 1997"؟
التواصل الاجتماعي يتفاعلتطورت الأخبار كثيرًا، وكانت كلما تذهب إلى منصة تأخذ نصيبها من "البهارات"، حتى وصلت إلى عنوان عريض انتشر مع الكثير من المؤثرات البصرية والصوتية فضلا عن التحليلات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحصد أرقامًا عالية.
ونص العنوان على: تنكيس أعلام القصر الملكي البريطاني استعدادًا لإعلان وفاة أميرة ويلز، مرفقًا لما قيل إنها صور لقصر باكنغهام منكّسنة.
تحقق رقمي يكشف حقائقاستطاعت "رؤيا" بتقنية البحث العكسي عن الصور الوصول إلى حقيقة تلك الصور، التي تبيَّن أنها قديمة وتعود لأيلول 2022 نشرتها وكالات رسمية بعد وفاة الملكة إليزابيث في الشهر ذاته
كما تبيّن أن الأعلام تعود للقنصلِية البريطانية العامة في اسطَنبول وليس لقصر "باكنغهام" في لندن.
لدى مروّجي الشائعات والمشكّكين دائمًا بحقائق الأمور ما يكفي لدعم تكهُناتهم؛ فقد استعانوا بتوقعات أحد "الفلكيين" الذي قرأ فيه "وفاة أحد أفراد العائلة الملكية البريطانية".
من يريد الحقائق، يبحث عنها بشتى الطرق؛ فأميرة ويلز كيت ميدلتون ظهرت أخيراً في مقطع مصور مسرّب عبر وسيلة إعلام بريطانية رفقة زوجها الأمير وليم وريث العرش.
لكن حتى هذا المقطع لم يسلم من التشكيك والتكهنات، حتى بات مادة ثرية لتصدُّر مواقع التواصل الاجتماعي البريطانية وحتى العربية.
وبعيًدا عن الحقيقة، وما قد تكشفه الأيام القادمة عن الأميرة البريطانية. نسأل: لماذا تولّدت الشائعة؟
أولاً: العائلة المالكة محط اهتمام بريطاني وعالمي كبير وبخاصة مع مرض الملك تشارلز، ومن الطبيعي أن تحظى بهذا الجدل في كل مرة يغيب أحد أفرادها.
ثانيًا: تداول صور خضعت للتعديل، ومن مصدرها الرسمي تحديدًا.
ثالثًا: شُح المعلومات الصادرة عن المصادر الرسمية، حتى بات الاعتماد أكبر على محتوى غير موثوق على منصات التواصل الاجتماعي.
رابعًا: تداول أخبار مضلّلة ومعلومات وصور ومواد رقمية دون ذكر مصادرها، ودون التحقق منها بالوسائل الرقمية المطلوبة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: بريطانيا ويلز شائعات وسائل الاعلام مواقع التواصل الاجتماعی کیت میدلتون أمیرة ویلز
إقرأ أيضاً:
محتوى الذكاء الاصطناعي يملأ مواقع التواصل.. كيف تكتشفه؟
في شهر مايو/أيار العام الماضي ضجت مواقع التواصل بصورة للمغنية المشهورة كاتي بيري وهي تحضر حفل "ميت غالا" لعام 2024، وقد حصدت الصورة على موقع "إكس" أكثر من 16 مليون مشاهدة، ولكن الكثير من المستخدمين صُدموا عندما علموا أن الصورة مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي وليست حقيقية.
وفي وقت لاحق، أكدت كاتي بيري أنها لم تحضر الحفل من الأساس، كما لاحظ البعض أن السجادة في الصورة تعود لحفل عام 2018 وليس 2024.
وفي شهر مايو/أيار الماضي انتشر على مواقع التواصل فيديو يُظهر كنغرا يحمل بطاقة صعود طائرة وهو يُحدق في الكاميرا، ثم انتشر فيديو آخر يظهر فيه نفس الكنغر وهو جالس في الطائرة ويأكل الفول السوداني، ولكن بعد التدقيق بالأمر تبين أن هذا المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، وذلك لعدة أسباب أهمها:
الذكاء الاصطناعي قادر على إنشاء محتوى واقعي جدا ولكنه لن يكون طبيعيا أو منطقيا، ولو دققنا في التفاصيل يمكننا أن نتساءل كيف يمكن لهذا الحيوان الإمساك ببطاقة صعود الطائرة أو علبة الفول السوداني دون أن تقع، كما أن بطاقة الطائرة التي يحملها الكنغر غير واضحة وتبدو عليها خطوط ومربعات غير مفهومة ومشوهة.
وفي الفيديو الثاني كان مليئا بالأخطاء مثل ردة فعل الأشخاص كانت ساكنة جدا ولا يُبدون أي حركة. فكّر في الأمر لو كنت مكانهم، أنت جالس بالقرب من كنغر في الطائرة وواحد ما يصوّر الحدث، بالتأكيد سيكون لديك رد فعل، على الأقل ستُخرج هاتفك لتصور هذا الحدث غير الطبيعي.
ومن جهة أخرى لو نظرت إلى مضيفة الطيران ستجد أن وجهها مشوه ولا يبدو طبيعيا، وهذا خير دليل على أن هذه الفيديوهات الواقعية جدا ليس سوى محتوى مزيف مولد بالذكاء الاصطناعي.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق أصبح من الصعب التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة، ومن السهل أن يقع أي شخص في هذا الفخ.
إعلانولهذا، من المهم أن نتعرف على بعض الطرق التي قد تكشف أن المحتوى الذي تراه على مواقع التواصل غير حقيقي ومولد بالذكاء الاصطناعي، وسنذكر أهم هذه الطرق:
ركّز على التفاصيلصور الذكاء الاصطناعي تصبح أكثر واقعية يوما بعد يوم، وبعض الصور تبدو وكأنها طبيعية جدا لا يمكن أن تميزها عن الصورة الحقيقية، ولكن غالبا ما تحمل هذه الصور بعض العيوب، حيث إن الذكاء الاصطناعي يعتمد على صور سابقة لتوليد صور جديدة، وبالتالي غالبا ما يُخطئ في التفاصيل الدقيقة التي لا تظهر كثيرا في الصور الحقيقية، مثل شكل الأصابع أو النصوص المكتوبة والظل.
وفي حال شاهدت مقطع فيديو مولدا بالذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل، فقد تلاحظ أيضا أن السرعة وزوايا الكاميرا غريبة بعض الشيء.
وعندما نستخدم عقلنا ونركز في التفاصيل يمكننا اكتشاف الذكاء الاصطناعي الذي يحاول تقليدنا في كل مخرجاته.
الواقعية المبالغ فيهاصور الذكاء الاصطناعي أصبحت واقعية جدا لدرجة أنها أحيانا تبدو غريبة أو غير مريحة. وفي حين تكون الصور والفيديوهات التي يلتقطها البشر عادةً واقعية ولكنها ليست مثالية، قد تكون الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي واقعية لدرجة مبالغ فيها تشبه الرسوم التي نراها في أفلام الخيال العلمي.
فإذا صادفت صورة أو فيديو يبدو مثاليا بشكل غير طبيعي، فمن المحتمل أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي، فالمحتوى الذي يُنشر على وسائل التواصل نادرا ما يكون بتلك الجودة المصطنعة.
ويمكن لنماذج توليد الصور مثل "ميدجورني" (Midjourney) إنشاء صور مثالية لأشخاص لدرجة يصعب تصديقها، ولكن لو فكرت بالأمر "هل من المعقول أن تكون هذه الصورة حقيقية بهذا الشكل المثالي؟".
يقول أندرياس دينغل من المركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي: "في الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي تكون الوجوه نقية جدا والأقمشة تبدو متناسقة بشكل مبالغ فيه"، وعادةً ما تكون بشرة الأشخاص في هذه الصور ناعمة جدا وخالية من العيوب، كما أن الشعر والأسنان يظهران مثاليين، وهذا نادرا ما يكون موجودا في الصور الحقيقية.
إذا شاهدت صورة ما ولم تتمكن من تحديد ما إذا كانت حقيقية أو من صنع الذكاء الاصطناعي، فجرب إجراء بحث عكسي عن الصورة، حيث إن البحث العكسي سوف يساعدك في معرفة الأماكن الأخرى التي نُشرت فيها الصورة على الإنترنت، وعادةً ما تظهر الصور الحقيقية في عدة مواقع، بينما الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي تنتشر بشكل أقل، لذا فإن فرص ظهورها في نتائج البحث ستكون أقل.
ويمكنك الاستعانة بنموذج "شات جي بي تي" وبالتحديد إصدار "أو3" (o3) للحصول على تحليلات أكثر دقة، حيث تستغرق الأداة من 3 إلى 5 دقائق لتقييم ما أدخلته إليها والتوصل إلى استنتاج، وهي دقيقة في أغلب الأحيان.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من البحث يمكن أن يقودك إلى المصدر الأصلي للصورة، والذي قد يكشف أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال الوسوم (الهاشتاغ) أو اسم الحساب، ومن المهم أيضا الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كانت الصورة منشورة على موقع موثوق أم لا.
إعلان فحص الخلفيةلخلفية الصورة دور كبير في تحديد ما إذا كانت الصورة معدلة أو مولدة بالذكاء الاصطناعي، فقد تظهر أشياء مشوهة في الصورة مثل أعمدة الإنارة أو النوافذ، وأحيانا تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بنسخ نفس الأشخاص أو العناصر أكثر من مرة داخل الصورة، مما يعطي شعورا بعدم الواقعية، كما أن الخلفية في بعض الصور قد تكون ضبابية بشكل غير طبيعي.
وإحدى العلامات الواضحة التي تكشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي هي الإضاءة والظلال غير المتناسقة، فكثيرا ما يُخطئ الذكاء الاصطناعي في تحديد اتجاه الظل أو مصدر الإضاءة، فتبدو الإضاءة مسطحة أو غير طبيعية وقد تلاحظ أيضا أن الظلال تسقط في أماكن غير منطقية أو لا تتوافق مع مصدر الضوء الظاهر في الصورة.
مؤشرات على أن المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعيأسهل طريقة للتحقق من أن المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي هي البحث عن علامة تشير إلى ذلك من داخل التطبيق نفسه، فبعض منصات التواصل مثل "إنستغرام" أصبحت تعرض تنبيها أو وسما يُظهر أن الصورة أو الفيديو مولد بواسطة أدوات ذكاء اصطناعي.
وعندما تصادف محتوى مولدا بالذكاء الاصطناعي يمكنك اختيار "غير مهتم"، حتى يفهم التطبيق أنك لا ترغب في رؤية هذا النوع من المحتوى.
ورغم سهولة هذه الطريقة فإنها لا تعمل دائما، لأن أدوات الكشف عن المحتوى قد لا تكون دقيقة، أو قد تضع علامة "تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي" حتى على صور معدلة باستخدام برامج مثل فوتوشوب.
للأسف، الكثيرون لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بطريقة إيجابية، فبينما يمكن أن تكون هذه الأدوات مفيدة في إنشاء تعليقات أو منشورات يمكن تعديلها لاحقا، هناك من يستغلها لجذب التفاعل وخداع الآخرين، ولذلك فإن معرفة علامات المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي تساعدك على تجنب الوقوع في هذا النوع من التضليل.