إنجاز 11% من مشروع الصرف الصحي بالمصنعة
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
تواصل «نماء لخدمات المياه» تنفيذ مشاريع الصرف الصحي لرفع القدرة الاستيعابية لمعالجة مياه الصرف في ظل النمو السكاني والعمراني، حيث يتم العمل على توسيع محطات المعالجة وشبكات نقل مياه الصرف الصحي وتوزيع المياه المعالجة، ومن بين المشاريع التي تعمل «نماء» على تنفيذها حاليا مشروع استكمال أعمال إنشاء شبكة ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي وخط الري بولاية المصنعة، حيث وصلت نسبة الإنجاز في المشروع إلى 11%.
وقال المهندس حسن بن عبدالله الفارسي، مدير المشاريع بالمحافظات الإقليمية: هذا المشروع يهدف إلى خدمة 2000 من الوحدات السكنية بالمنطقة ، حيث بدأت الأعمال الإنشائية بالمشروع في نوفمبر 2023، ومن المتوقع الانتهاء منه في يونيو 2025 ، ويغطي المشروع مناطق الشعيبة والطريف بولاية المصنعة. وأضاف الفارسي أن مشروع استكمال أعمال إنشاء شبكة ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي يعد من المشاريع المهمة لاستكمال البنية التحتية بمحافظة جنوب الباطنة واستمرار جهود الحكومة بتوفير خدمات الصرف الصحي بالمحافظات، ويأتي هذا المشروع لاستكمال أعمال مشروع الصرف الصحي وتأهيل شبكة الصرف الصحي القائمة، ويشمل المشروع إنشاء شبكة صرف الصحي بطول 60 كيلومترا وإنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بمتوسط قدرة يومية مقدرة بـ4000 متر مكعب في اليوم حتى 7000 متر مكعب في اليوم، وخط ري بطول 8.2 كيلومتر وما يقارب 2000 وصلة منزلية، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 9 ملايين و877 ألف ريال عماني شاملا كافة مرفقاته ومكوناته. وأضاف أن المشروع يمثل أهمية كبيرة في التقليل من استنزاف المياه الجوفية والتقليل من استهلاك المياه الصالحة للشرب إضافة إلى ذلك سيعمل على خدمة المجتمع وتقليل معاناته في التخلص من مخلفات الصرف الصحي بطريقة أسرع وطريقة آمنة وصحية وتقليل عدد صهاريج نقل مياه الصرف الصحي في المنطقة مما يسهم في تقليل التكلفة على المشتركين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی
إقرأ أيضاً:
مشروع تطوير «شلالات وادي دربات».. حلم ينتظر اليقظة!
سعيد بن محمد الرواحي
في ديسمبر من عام 2010، وجّه السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - بتنفيذ مشروع متكامل لتطوير «وادي دربات» بمحافظة ظفار، في خطوة تعكس رؤيته الاستراتيجية للنهوض بالسياحة البيئية والطبيعية في سلطنة عمان.
وقد شملت تلك التوجيهات الكريمة إنشاء سدّ مائي لحجز المياه، وتأهيل الشلالات لتكون أكثر جذبًا واستمرارية، إلى جانب تطوير عين «غيضت» وتجميل المنطقة المحيطة بها، وتزويد الموقع بالخدمات الأساسية، لتُصبح هذه المواقع الطبيعية في متناول الزائرين طوال العام، ليست فقط باعتبارها معلمًا طبيعيًا ساحرًا، إنما بصفتها رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا مستدامًا.
إلا أن هذه التوجيهات، وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، ما زالت حبيسة الخطط الورقية، فيما لا تزال الشلالات موسمية الظهور، وأحيانًا تغيب في مواسم الخريف بسبب ضعف الأمطار وجفاف الوادي في أشهر الصيف.
لقد بات واضحًا أن استثمار الطبيعة الخلابة في محافظة ظفار يحتاج إلى إرادة تنفيذية تتناسب مع خطط الحكومة لتعزيز قطاع السياحة، خاصة في ظل التحول الذي تشهده المحافظة والجهود التي تبذل حاليا من عمليات التطوير والتحديث، والتي بدأت تجد لنفسها موقعًا متقدمًا على خارطة السياحة العربية، بل وتغدو في فصل الشتاء وجهةً لعدد متزايد من السياح الأوروبيين الباحثين عن الدفء والطبيعة.
إن «شلالات دربات» ليست مجرد تيار مائي ينساب من بين الجبال، بل تمثل لوحة طبيعية فاتنة تنبع من أعماق الصخور، وتتخلل التكوينات الجبلية في مشهد يأسر العين ويمنح الزائر شعورًا فريدًا بالهدوء والسكينة. غير أن هذا الجمال الأخّاذ يبقى رهين تقلبات الأمطار، ما يجعل الشلالات تغيب أحيانًا عن المشهد في عدد من مواسم الخريف، مخيبة آمال السياح الذين يتطلعون لرؤيتها. ولعل إنشاء شلالات صناعية دائمة الجريان، على غرار ما هو معمول به في دول رائدة سياحيًا، يُعدّ مشروعًا بالغ الأهمية لإحياء هذا المعلم، وتحويله من مشهد موسمي إلى عنصر جذب على مدار العام، لا سيما إذا أُرفق المشروع بمسارات للمشي، ومناطق استراحة، ومرافق سياحية متنوعة.
إن أغلب المعالم التي تجذب السيّاح إلى ظفار، سواء في موسم الخريف أو غيره، هي هبات ربانية، لا يد للإنسان فيها منها: الجبال الخضراء، والأمطار الموسمية، والسهول الممتدة، والشلالات، والعيون، والسواحل الممتدة، وهذا ما يُضاعف من المسؤولية الواقعة على الجهات المختصة؛ فحين يمنحك الله هذه الكنوز الطبيعية، فإن واجب الدولة أن تحسن استثمارها، وتحوّلها إلى صناعة سياحية حقيقية.
إن المطلوب اليوم هو تدخل حكومي جاد يُحدث طفرة سياحية نوعية، تجعل من محافظة ظفار وجهة جاذبة للسيّاح من المواطنين والمقيمين في داخل البلد، ومن الزوار القادمين من الخارج، ليس فقط في موسم الخريف، بل على مدار العام.
إلى جانب مشروع تطوير وادي دربات، فإن محافظة ظفار تزخر بعدد كبير من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تنتظر استثمارًا نوعيًا يحولها إلى محطات سياحية حقيقية.
ومن أبرز المقترحات التي يتناقلها المواطنون:
- إنشاء عربات معلقة (تلفريك) تربط بين قمم الجبال ومواقع الشلالات والعيون، وتتيح مشاهد بانورامية لا تُنسى.
- إقامة مقاهٍ ومطاعم بإطلالات جبلية وبحرية، بتصاميم تتناغم مع الطابع البيئي للمكان.
-تطوير «كهف المرنيف» ومنطقة المغسيل بخدمات فندقية خفيفة ومرافق ضيافة متنقلة.
- إحياء الأسواق القديمة في صلالة لتكون وجهات ثقافية تراثية تقدم الحرف العمانية والعروض الفلكلورية، على غرار مشروع سوق الحافّة.
- تحويل شواطئ ظفار إلى وجهة للرياضات البحرية عبر برامج مستدامة تحافظ على البيئة وتستقطب محبي المغامرة.
- تنشيط السياحة العلاجية والروحية في مواقع مثل جبل سمحان ووادي هرويب، لما لها من طابع عزل طبيعي مميز.
في الختام، فإن مواسم السياحة في عُماننا الغالية لا تعرف الانقطاع، فقد أنعم الله علينا بتنوع جغرافي وبيئي ومناخي نادر على مستوى العالم.
وتُعد محافظة ظفار مثالًا حيًا لذلك، إذ تمتاز بمقومات سياحية تؤهلها لاستقبال الزوّار على مدار معظم أشهر السنة.
ومن هنا، فإن الاعتماد فقط على موسم خريف ظفار لانتعاش السياحة لا يرقى لطموحاتنا؛ بل كان الأجدر أن نعمل على إنشاء بنية سياحية مستدامة، ومرافق متكاملة، إلى جانب أنشطة ترفيهية متنوعة، تضمن جذب السياح طوال العام.