أشار تقرير جديد لمجموعة البنك الدولي حمل عنوان "التقييم الشامل لخدمات رعاية الأطفال في لبنان" إلى أن "مسؤولية رعاية الأطفال تعد من المعوقات الرئيسية التي تحول دون دخول المرأة في لبنان إلى سوق العمل. ويمكن أن يؤدي توسيع نطاق خدمات رعاية الأطفال وتوفيرها بتكلفة ميسورة وجودة عالية، والمواءمة مع التقاليد الاجتماعية المتعلقة بالاستفادة من هذه الخدمات، إلى دعم المرأة في دخول سوق العمل أو البقاء فيه، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى خلق فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي.

وفي الوقت نفسه، سيسهم ذلك في تحقيق النمو الكامل للأطفال".
 
ويسلط التقرير الضوء على "عدم التوافق بين العرض والطلب، مع وجود فجوة في توفير خدمات الرعاية للأطفال الأصغر سناً (أقل من سنة واحدة). وغالباً ما تتوفر خدمات رعاية الأطفال من خلال مراكز خاصة وبتكلفة عالية، وتتركز في المناطق الساحلية. وتمثل هذه التكاليف العالية معوقاً رئيسياً بالنسبة للأسر، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على خدمات رعاية الأطفال". 
 
ويقترح التقرير "إجراءات وتدابير لتوسيع نطاق خدمات رعاية الأطفال عالية الجودة وميسورة التكلفة ومتاحة للجميع على 4 محاور: (1) تهيئة بيئة مواتية لتقديم خدمات جيدة لرعاية الطفل بكفاءة وبأسعار ميسورة، (2) توزيع أكثر إنصافاً لعبء أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر داخل الأسرة؛ (3) تعزيز دعم الحكومة لتلبية احتياجات الرعاية داخل الأسرة، و(4) تهيئة ظروف عمل في القطاع الخاص تراعي ظروف الأسرة على نحو يشمل جميع شرائح المجتمع".
 
وصدر التقرير، الذي تم إعداده في إطار برنامج تمكين المرأة في المشرق الذي تديره مجموعة البنك الدولي، خلال حفل إطلاق تم تنظيمه بالتعاون مع المعهد العربي للمرأة في الجامعة اللبنانية الأميركية ، وبمشاركة عدد كبير من أصحاب المصلحة، والجهات الحكومية المعنية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والجهات المانحة، والمنظمات الإنمائية، والأوساط الأكاديمية. 
 
ويحلل هذا التقرير "العرض والطلب على خدمات رعاية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و3 سنوات. ويستعرض الإطار التنظيمي والمؤسسي لرعاية الطفل في لبنان، ويحدد جانب العرض لهذه الخدمات بما في ذلك التكلفة، ويقيّم حلول رعاية الأطفال التي يقدمها أرباب الأعمال والشركات، ويعمق الفهم لاحتياجات رعاية الأطفال لدى الأسر. ويُذكر أن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية هي الجهة المنسقة لبرنامج تمكين المرأة في المشرق على صعيد لبنان.
 
وفي لبنان، لا تتجاوز نسبة النساء في القوى العاملة اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و64 عاما 22% وفقا لبيانات عام 2022 الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي. 
 
وأشارت 60% من الأمهات اللواتي شملهن المسح الاستقصائي أثناء إعداد هذا التقرير، إلى أن رعاية الأطفال هي السبب الرئيسي لعدم انخراطهن في العمل. وتشمل الأسباب المهمة الأخرى انخفاض الأجور وعدم توفر وسائل النقل والمواصلات، بالإضافة إلى الاعتبارات الاجتماعية والثقافية. وعلى الرغم من المنافع المؤكدة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، نجد أن 10% فقط من مقدمي خدمات رعاية الأطفال في لبنان يعملون بكامل طاقتهم". 
 
وفي حين أن السبب في ذلك يرجع جزئيا، بحسب التقرير، إلى "انخفاض دخل الأسر المعيشية في أعقاب الأزمة الاقتصادية، فإنه يعكس أيضا التقاليد الاجتماعية التي تتوقع من النساء أن يتفرغن لدور الأمهات وربات البيوت. وفي سبيل المساعدة في كسر القوالب النمطية للنوع الاجتماعي، لا سيما في ما يتعلق بدور المرأة في مكان العمل ودور الرجل في الأسرة، أطلقت مجموعة البنك الدولي والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في أيلول 2023 حملة توعية بعنوان "تحقيق كامل إمكاناتنا"، وتستهدف هذه الحملة الرجال والنساء وأرباب العمل والشركات من خلال مقاطع فيديو معززة بأدلة وشواهد.
 
وعلى صعيد أرباب العمل والشركات، يقدم 5% فقط من الشركات التي شملها المسح الاستقصائي خدمات رعاية الأطفال لموظفيها. ومع ذلك تطبق أغلبية الشركات سياسات مراعية للأسرة من خلال منح إجازة الأمومة، وإجازة الأبوة، وساعات العمل المرنة، وترتيبات العمل من المنزل. وتهدف برامج كمبادرة "القادة من أجل المساواة" (L4E) التي تم تنفيذها في إطار برنامج تمكين المرأة في المشرق بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، وتقديمها إلى 10 شركات رائدة، إلى تعزيز توظيف النساء في القطاع الخاص، وذلك من خلال دعم الشركات في تنفيذ إستراتيجيات التنوع والشمول وغيرها من السياسات الداعمة".
 
وأعتبر المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه ان "تحسين سبل الحصول على خدمات رعاية الأطفال عالية الجودة وميسورة التكلفة سيؤدي إلى زيادة مشاركة أمهات الأطفال الصغار في سوق العمل، وبالتالي زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة. ويعرض هذا التقرير أدلة وشواهد في غاية الأهمية للنهوض بالحوار بشأن السياسات وتحديد الإصلاحات اللازمة لتعزيز هذا القطاع، بهدف تعزيز النشاط الاقتصادي للمرأة، وإفادة الأطفال الصغار في لبنان كما المجتمع بأسره".
 
وشددت المناقشات التي دارت خلال حفل الإطلاق على ضرورة تعزيز الحوار بشأن خدمات رعاية الطفل بين الحكومة اللبنانية والجهات المعنية لتقديم هذه الخدمات بأسعار معقولة وجودة عالية، وتعزيز السياسات المراعية للأسرة في كل من القطاعين الخاص والعام.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: البنک الدولی المرأة فی سوق العمل فی لبنان من خلال

إقرأ أيضاً:

البنك الوطني العماني يوقع اتفاقية خدمات الاستحواذ مع "باي بايت"

 

 

مسقط- الرؤية

وقّع البنك الوطني العُماني اتفاقية خدمات الاستحواذ على المدفوعات مع شركة ديجيتال بايمنت سوليوشنز للتجارة (باي بايت). وبموجب الاتفاقية، سيقوم البنك بتوفير أجهزة نقاط البيع وخدمات معالجة المدفوعات للتجّار الذين يتم ضمّهم من باي بايت، بما يسهم في توسيع نطاق قبول المدفوعات الرقمية الآمنة في مختلف أنحاء سلطنة عُمان، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تقليل الاعتماد على المعاملات النقدية.

وتهدف هذه الشراكة إلى دعم الشركات بمختلف أحجامها من خلال تعزيز الوصول إلى قنوات دفع رقمية موثوقة، وتمكين تنفيذ المعاملات بسلاسة، والمساهمة في بناء منظومة مالية أكثر شمولية وكفاءة، كما يسعى الطرفان من خلال هذا التعاون إلى تسريع تبنّي المدفوعات الرقمية، وتحفيز الابتكار في مجال خدمات الاستحواذ، وتعزيز التوجه الوطني نحو الاقتصاد غير النقدي بما ينسجم مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".

وقال الدكتور علي بن سالم الشكيلي، مساعد المدير العام ورئيس الخدمات والقنوات الرقمية في البنك الوطني العُماني: "نواصل الاستثمار في تطوير بنية تحتية قوية وآمنة وقابلة للتوسع في مجال المدفوعات، بما يدعم التجّار في مختلف مراحل نموهم. وتعزّز هذه الاتفاقية مع باي بايت قدرات البنك الوطني العُماني في خدمات الاستحواذ على المدفوعات، وتوسّع نطاق الوصول إلى حلول الدفع الرقمي الموثوقة، بما يسهم في بناء منظومة مدفوعات أكثر تكاملاً وكفاءة تدعم النشاط الاقتصادي في سلطنة عُمان. ويعكس هذا التعاون التزامنا بتطوير قبول المدفوعات الرقمية الآمنة، وتعزيز ثقة العملاء، ودعم الشمول المالي وتنافسية الأعمال على مستوى السلطنة".

وترسي هذه الاتفاقية أساساً للتعاون المستمر بين الجهتين بهدف تطوير الخدمات، وتعزيز الابتكار، وتقديم حلول دفع متقدمة تواكب متطلبات السوق المتغيرة، كما سيعمل الطرفان معاً على تحسين سهولة الوصول إلى أدوات الدفع الرقمية ورفع مستوى استخدامها، وتعزيز الإجراءات الأمنية السيبرانية، ودعم المبادرات التي تشجّع على الدفع الإلكتروني الآمن والمريح.

مقالات مشابهة

  • المصرية للاتصالات ترعى قمة المرأة المصرية 2025 لدعم تمكين الشباب والمرأة في «STEM» و«الذكاء الاصطناعي»
  • البنك التجاري الدولي يعزز ريادته في دعم رائدات الأعمال بإطلاق برنامج تمكين المرأة في قطاع الأعمال بالتعاون مع EBRD
  • البنك الوطني العماني يوقع اتفاقية خدمات الاستحواذ مع "باي بايت"
  • البنك الدولي يتوقع ترسية عطاءات جديدة ضمن مشروع كفاءة قطاع المياه في الأردن
  • يونيسف مصر تبحث مع الصحة اعتماد خطة وطنية شاملة لتدريب كوادر رعاية حديثي الولادة
  • محافظ الاسكندرية: الدولة ماضية فى مشروع التامين الصحى الشامل لضمان حق كل مواطن فى رعاية متكاملة
  • وزير الخارجية اللبناني: إسرائيل تستعد لهجوم واسع.. وتعمل على هذا الأمر
  • التقرير المبدئي وضح وفاتها بسبب الضرب المبرح.. محامي عروس المنوفية يوضح تقرير الطب الشرعي
  • حيدر يشارك في مؤتمر عربي لمكافحة عمل الأطفال بالقاهرة
  • كيف يؤثر العمل وتربية الأطفال على جودة النوم (شاهد)