ضمن فعاليات مشاركة جمهورية مصر العربية كضيف شرف في الدورة الحالية من معرض كراكاس الدولي للكتاب، احتضنت صالة "مصر" ندوة فكرية ثرية تحت عنوان "ملكات مصر"، ألقاها الدكتور ممدوح الدماطي، أستاذ علم المصريات بجامعة عين شمس ووزير الآثار الأسبق، كانت الندوة بمثابة جسر حضاري يربط بين الماضي العريق والحاضر، ويسلط الضوء على الدور الريادي للمرأة المصرية في صنع التاريخ، مؤكدًا أن الحضارة المصرية لم تكن مجرّد أطلال، بل ذاكرة حيّة تنبض بالحكمة والجمال، خاصة حين يكون لسانها امرأة.

استعرض الدكتور الدماطي في هذا اللقاء شخصيات نسائية بارزة، لعبت أدوارًا محورية في السياسة والإدارة والفكر، منذ فجر التاريخ وحتى العصور الإسلامية، مشددًا على أن المرأة في مصر القديمة لم تكن ظلًا للرجل، بل كانت شريكًا فعليًا في صنع القرار، ومكوّنًا رئيسيًا في بنية الدولة والمجتمع.

ومن بين الأسماء التي أضاءها العرض: الملكة حتشبسوت، التي أمسكت بزمام الحكم في الأسرة الثامنة عشرة، وأدارت البلاد ببراعة سياسية، أرسلت البعثات، وشيدت المعابد، ورفعت المسلات شاهدةً على عصر من الاستقرار والتوسع.


أما كليوباترا السابعة، فقد تجاوزت صورتها النمطية لتظهر كامرأة مثقفة وماهرة في فنون السياسة والدبلوماسية، عقدت التحالفات مع القوى العظمى، وسعت للحفاظ على استقلال مصر وسط عواصف الإمبراطوريات.
وفي التاريخ الإسلامي، تبرز شجر الدر كحالة استثنائية، وصلت من صف الجواري إلى سدّة الحكم، وأدارت معركة المنصورة الشهيرة مع المماليك، وأسرت الملك الفرنسي لويس التاسع، قبل أن تطيح بها التقاليد الذكورية رغم عبقريتها السياسية.

كما أضاءت الندوة نماذج نسائية أخرى من عمق المجتمع المصري القديم، مثل القاضية "نبت" في الأسرة السادسة، والطبيبة "بسشت" التي تولّت الإشراف على الأطباء والكهنة، والكاتبات اللواتي وصلن إلى أعلى مراتب الإدارة، في دلالة على أن المرأة لم تُقصَ عن المجال العام، بل شاركت فيه بأدوار رائدة.


وتعكس النصوص المصرية القديمة هذا التقدير، حيث نجد وصايا مثل: "إذا أردت رضا الله، فأحب شريكة حياتك واعتنِ بها، فإنها توأم روحك"، تعكس تصورًا حضاريًا يُعلي من قيمة المرأة ويمنحها مكانتها المستحقة.

وقد لاقت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور الفنزويلي، الذين أعجبوا بتفاصيل الحياة اليومية والدور الفعّال للمرأة المصرية في مجالات الأسرة، والاقتصاد، والدين، والإدارة.


"ملكات مصر" لم تكن مجرد سرد لتاريخ ماضٍ، بل كانت رسالة حضارية تنبض بالحياة، تؤكد أن المرأة المصرية —منذ آلاف السنين وحتى اليوم— كانت حاضرة في قلب المشهد، صانعة للحضارة، لا شاهدة عليها.

طباعة شارك جمهورية مصر العربية معرض كراكاس الدولي للكتاب ملكات مصر ممدوح الدماطي علم المصريات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جمهورية مصر العربية معرض كراكاس الدولي للكتاب ملكات مصر ممدوح الدماطي علم المصريات

إقرأ أيضاً:

في الندوة الدولية الـ9 لأوبك.. الجزائر تؤكد التزامها بانتقال طاقوي عادل وتعزيز التعاون الدولي

شاركت الجزائر في أشغال الندوة الدولية التاسعة لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، المنعقدة بالعاصمة النمساوية فيينا يومي 09 و10 جويلية 2025، تحت شعار: “رسم المسارات المشتركة: مستقبل الطاقة العالمية”، وذلك بوفد هام مثل مختلف الهيئات والمؤسسات الطاقوية الوطنية.
وقد ضم الوفد الجزائري كلا من المدير العام للمحروقات بوزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، أمين رميني، ورئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، سمير بختي، إلى جانب سعادة سفير الجزائر بالنمسا، العربي لطروش، وممثل الجزائر الدائم لدى أوبك، أشرف بن حسين، فضلا عن وفد رفيع المستوى من مجمع سوناطراك، يترأسه فريد جطو، نائب الرئيس المكلف بنشاط الاستكشاف والإنتاج، وعبد القادر زروقي، الأمين العام لسوناطراك.
تعد هذه الندوة الدولية من أبرز الفعاليات العالمية في مجال الطاقة، حيث تجمع وزراء الدول الأعضاء في أوبك والدول المشاركة في إعلان التعاون، إلى جانب عدد من الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة، ورؤساء كبريات الشركات العالمية، وممثلين عن المنظمات الدولية والمؤسسات المالية، ونخبة من الأكاديميين والخبراء والإعلاميين.
منذ إطلاقها سنة 2001، أرست هذه الندوة مكانتها كمنصة رفيعة لتبادل الآراء وتعزيز التعاون الدولي حول قضايا الطاقة الاستراتيجية، من خلال جلسات نقاش ثرية تتمحور حول مواضيع الطاقة، التحول الطاقوي، الابتكار، الأمن الطاقوي، وسبل مواجهة التغيرات المناخية والفقر الطاقوي في إفريقيا والعالم.
وخلال أشغال الندوة، جدد الوفد الجزائري تأكيد التزام الجزائر الراسخ بتعزيز الحوار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية في قطاع الطاقة، وتحقيق انتقال طاقوي عادل وشامل ومستدام، يراعي خصوصيات الدول النامية ويضمن أمن الطاقة للجميع.
وعلى هامش الفعالية، أجرى الوفد الجزائري سلسلة من اللقاءات الثنائية مع رؤساء شركات عالمية كبرى، تم خلالها بحث سبل توطيد علاقات التعاون والشراكة، خصوصا في مجالات استكشاف واستغلال المحروقات، الطاقات المتجددة، والهيدروجين الأخضر. ومن بين هذه اللقاءات، لقاء مع مسؤولي شركة شيفرون الأمريكية، لمتابعة تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة في جوان 2024 مع سوناطراك حول تطوير موارد المحروقات بالجزائر، ولقاء مع مسؤولي شركة سيبسا الإسبانية، تم خلاله التأكيد على أهمية المشروع المشترك لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر، ومواصلة التنسيق لتنفيذه في إطار شراكة مستدامة، بالاضافة الى لقاءات مع مسؤولي شركة أوكيو العُمانية، وشركة OMV النمساوية، وشركة ZENGAS، لبحث فرص التعاون في مجالات التنقيب والإنتاج، وتطوير البتروكيمياء والبنية التحتية الغازية.
كما شاركت سوناطراك في المعرض المنظم على هامش المنتدى، حيث استعرضت قدراتها التقنية وخبراتها ومشاريعها المستقبلية، وقد شهد جناحها اهتماما كبيرا من المشاركين والزوار، بما في ذلك الزيارة الرسمية التي قام بها سعادة سفير الجزائر بالنمسا.
من خلال هذه المشاركة، تؤكد الجزائر حرصها على مواصلة لعب دور محوري في السوق الطاقوية العالمية، والعمل على تطوير شراكات فعالة ومربحة للطرفين، وتعزيز مكانتها كمورد موثوق للطاقة، في إطار رؤية استراتيجية وطنية قائمة على الأمن الطاقوي، الانتقال الطاقوي، واستدامة الموارد.

مقالات مشابهة

  • التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة
  • تعرف على ركن الأزهر الشريف بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية
  • وزير الثقافة الفنزويلي يزور جناح «الأعلى للشؤون الإسلامية» بمعرض كاراس الدولي للكتاب
  • «أدب الطفل الرقمي».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • «مشكلات النشر في مصر».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • في الندوة الدولية الـ9 لأوبك.. الجزائر تؤكد التزامها بانتقال طاقوي عادل وتعزيز التعاون الدولي
  • عاجل.. السلطات المصرية تفتح باب الحصول على تأشيرة دخول أمام المواطنين السودانيين
  • ندوة عن مشكلات النشر في مصر بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • فن يجسّد الهوية العربية.. الخط العربي يتألق في جناح الأزهر بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب