رجح أكاديميون انحياز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شركائه في "الائتلاف اليميني المتطرف" في أزمة تجنيد اليهود المتشددين "الحريديم" حتى لو تطلب الأمر خروج الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس.

وقال الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى إن نتنياهو يواجه أكبر أزمة سياسية تفوق أزمته مع واشنطن، معتقدا أنه سيفضل الذهاب لقانون ينسجم إلى حد كبير مع تطلعات الأحزاب الدينية حتى لو كلفه انسحاب غانتس الذي كان غطاء سياسيا واجتماعيا ودوليا لحكومة "اليمين" منذ بداية الحرب.

أما السيناريو الثاني -الذي يستبعد مصطفى حدوثه- فهو الذهاب لقانون يقترب من الأحزاب العلمانية مما سيؤدي إلى خسارة الأحزاب الدينية، وسقوط الحكومة.

كما يحاول نتنياهو تجنب الذهاب لانتخابات مبكرة مما يعني ضمنيا وقف الحرب على غزة، فضلا عن سقوطه ومعسكر "اليمين" وتشكيل حكومة بديلة برئاسة غانتس، وفق الخبير بالشأن الإسرائيلي.

ويؤكد مصطفى أن الأزمة الحالية تأتي في سياق حاجة جيش الاحتلال لجنود الاحتياط، بعد إهمال هذه المسألة ومن ضمنها تجنيد الحريديم، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها فرصة أخيرة لتشريع القانون بعد إلغاء المحكمة العليا قوانين سابقة.

ويضيف أن حكومة نتنياهو ملزمة بسن هذا القانون "وبدونه لن تستطيع الحكومة إعفاء الحريديم" وعليها تقديم القانون للكنيست في يونيو/حزيران المقبل للتصويت عليه.

"انتهازية سياسية"

بدوره يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب أن أزمة تجنيد الحريديم تبرز مدى الانتهازية السياسية سواء من نتنياهو أو شركائه بالائتلاف أو المعارضة.

ويؤكد أن الأزمة لا تتعلق فقط بالحسابات العسكرية في ظل حاجة الجيش إلى مزيد من القوى البشرية، بل هناك جانب اقتصادي يخص ميزانية الدولة، قبل أن يجمل المشهد بأنه أزمة بتعريف الدولة نفسها.

ويعتقد أن الأزمة ستلقى بظلالها بإحداث شرخ بالمجتمع الإسرائيلي بين الشق العلماني الليبرالي والشق المتدين، مضيفا أنه يصعب الخروج من هذا المأزق وشدد على ضرورة إبرام صفقة جديدة.

ويؤمن الأكاديمي الفلسطيني بأن قضية تجنيد الحريديم تهدد جديا بقاء حكومة نتنياهو لأن كافة الأحزاب تمترست وتشددت بشكل لا يبدو أنه هناك مخرج، مستبعدا أن يفلت نتنياهو من ضغط هذه الأزمة.

من هم الحريديم؟

وحول طبيعة هذه الأحزاب الدينية، يوضح مصطفى أن الحريديم تشكل 13% من المجتمع الإسرائيلي ومتوقع أن تصل عام 2050 إلى 20%.

وأضاف أنها مجموعة دينية متزمتة لا تعترف بالصهيونية وتعيش في أحياء منعزلة جغرافيا ومختلفة في لباسها، ونجحت في الاندماج مع المحافظة على مصالحها السياسية والثقافية خاصة التعليم في أحياء مغلقة.

ويبين أن فئة الحريديم من أعلى المجموعات من حيث التكاثر السكاني، إذ يصل معدل ولادة المرأة الحريدية بين 7 و8 أطفال، كما أنها لا تدرس الإنجليزية والرياضيات والعلوم وتكتفي بالمناهج الدينية "لذلك هي غير متعلمة، وغير مثقفة، وغير منتجة، ومستهلكة، ولا تندمج بالاقتصاد الإسرائيلي".

تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو اقترح -في لقائه مع المستشارة القانونية للحكومة- تجنيد 2500 من الحريديم سنويا، بينما دعا الحاخام الأكبر لليهود السفارديم (طائفة اليهود الشرقيين) يتسحاق يوسف أنصاره إلى مغادرة إسرائيل إذا أُرغموا على أداء الخدمة العسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات تجنید الحریدیم

إقرأ أيضاً:

الإعلام العبري: مئات الحريديم يفرون عبر شرم الشيخ

إسرائيل – كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تسجيل هجرة مئات اليهود المتدينين الحريديم إلى الولايات المتحدة عبر مصر.

وقالت إذاعة ” AMS” أميس الإسرائييلية المتخصصة في شئؤون المتدينيين اليهود، إنه بعد إغلاق المجال الجوي لإسرائيل، يسافر العديد من الحريديم إلى الولايات المتحدة عبر معبري طابا وشرم الشيخ الحدوديين.

أوضحت الإذاعة العبرية أنه رغم تحذيرات وكالة الأمن القومي الإسرائيلي بعدم السفر إلى مصر، أصبح هذا المسار هو الشائعًا.
وأضافت AMS أنه في في أعقاب الإغلاق الجوي بسبب الحرب مع إيران، وجد العديد من الحريديم، الذين اضطروا للسفر إلى الولايات المتحدة لأسباب طبية أو للاحتفالات العائلية بشكل رئيسي، طريقة للالتفاف على القيود عبر معبر طابا، ومطار شرم الشيخ، ومن هناك رحلات جوية إلى الولايات المتحدة عبر دول أوروبية أو تركيا.
ووفقًا لمعلومات وصلت إلى “أميس”، ونُشرت لأول مرة، اتضح أن العشرات من الحريديم ينزلون مع سائق في إيلات، ويعبرون معبر طابا سيرًا على الأقدام أو عبر وسائل نقل منظمة، ومن هناك إلى مدينة شرم الشيخ في سيناء، حيث يستقلون رحلات جوية إلى نيويورك، عادةً عبر دولة أخرى.
مع ذلك، يُحذّر المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم مقر الأمن القومي الإسرائيلي (NSH)، من استخدام هذا المسار، حيث ذُكر في بيان له أنه لا يُنصح بالمرور عبر سيناء والطيران من شرم الشيخ في الوقت الحالي، بسبب تحذير السفر.
ورغم التحذيرات، يبدو أن هذا الطريق يزداد رواجًا بين أفراد هذا القطاع من المجتمع اليهودي، مع توزيع تعليمات غير رسمية على شبكات الحريديم حول كيفية العبور بشكل منظم، بما في ذلك مواقيت الصلاة على طول الطريق وخيارات المرور الآمن عبر مصر.
وتلقت “أميس” معلومات عن إنشاء خط طوارئ ساخن في أحد أحياء القدس لمساعدة سكان الحريديم في الولايات المتحدة بجميع المعلومات اللازمة حول كيفية مغادرة إسرائيل عبر مصر والعودة إلى ديارهم في نيويورك.
وقال أحد المسافرين على متن رحلة إيزي جيت من مصر إلى أوروبا لأميس: “أنت في مصر وتشعر وكأنك في طريقك إلى جلسة دينية للحاخام يشائيل في مستوطنة كيريستير، أو إلى محفل في رأس السنة العبرية وذلك في مطار شرم الشيخ، حيث ترى المئات من الحريديم، وحتى على متن الطائرة كان نصف الركاب من الحريديم.”
وعن تكلفة الرحلة، قالت أميس، إن هناك عدة خيارات، فهناك شركات سياحية أجنبية تطلب 400 دولار أمريكي لكل راكب، بالإضافة إلى المساعدة في شراء التذاكر وترتيب السائقين. وهناك من يطلب 3000 دولار أمريكي لكل راكب، ويرتب كل شيء، شاملًا جميع الرسوم.
ووفق الإذاعة العبرية فأن معظم المسافرين إلى إيلات يتوجهون إلى معبر طابا على ساحل البحر الأحمر برفقة سائق، و يتراوح سعر الرحلة من القدس أو بني براك بين 1000 و1200 شيكل.
وقال قول سائق ميداني لإذاعة العبرية: “في الآونة الأخيرة، أصبح السفر إلى إيلات أمرًا روتينيًا، فبينما كان يُعلن سابقًا عن رحلة إلى إيلات مرة واحدة شهريًا، أصبحت اليوم تُسيّر عدة رحلات يوميًا من المراكز الحريدية إلى إيلات، ومعظم الركاب أمريكيون كانوا هنا وعالقين، وعدد منهم مواطنون إسرائيليون مسافرون إلى الخارج”.
تجدر الإشارة إلى أن الحاخام كارلين عاد أيضًا إلى إسرائيل بهذه الطريقة بعد أن علق في قبرص لدى عودته من أوكرانيا، حيث سافر لحضور ذكرى وفاة الحاخام “بيت أهرون”.
يذكر أنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، كانت قد كشفت مؤخرا عن هروب مئات الإسرائيليين من القصف الإيراني على إسرائيل إلى أوروبا عبر شبه جزيرة سيناء رغم تحذيرات السفر إلى مصر.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن قيادة الأمن القومي الإسرائيلي كانت قد حذرت السياح الإسرائيليين من البقاء في مصر أو السفر إليها عقب اندلاع الحرب مع طهران، ورغم ذلك، يمر الإسرائيليون والسياح برا عبر معبر طابا الحدودي في سيناء وجوا عبر مطار شرم الشيخ.
وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن الإسرائيليين مستعدون لخوض رحلة طويلة ومضنية، بل وخطيرة، داخل سيناء وعدم البقاء في إسرائيل خلال هذه الفترة.
وأوضحت يديعوت أحرونوت أنه بينما يحاول حوالي 100 ألف إسرائيلي عالقين خارج البلاد العودة إلى ديارهم، تطورت سريعا ظاهرة في الاتجاه المعاكس، حيث يلجأ الإسرائيليون الراغبون في مغادرة البلاد في هذه الأيام المتوترة إلى الخيار غير المباشر، وهو العبور برا إلى مدينة طابا المصرية، ومن هناك جوا من مطار شرم الشيخ الدولي.
المصدر : وسائل إعلام إسرائيلية

مقالات مشابهة

  • أحمد الشيخي: قضية النصر والوحدة كشفت أكبر سلبيات الموسم الرياضي الماضي
  • «مصطفى بكري» ومستشار الرئيس اليمني يناقشان التطورات الراهنة بالمنطقة والأزمة اليمنية
  • أردوغان: حكومة نتنياهو أكبر عائق أمام السلام وإسرائيل ترفض الحلول الدبلوماسية
  • «مصطفى بكري» يشيد بإدانة شيخ الأزهر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران
  • NYT: ترامب يكسب الوقت ويفتح خيارات جديدة بمهلة الأسبوعين
  • أزمة فوق السحاب.. العراق يخسر ملايين الدولارات يوميًا بسبب الصراع الإيراني-الإسرائيلي
  • التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يرفع أسعار النفط 11%.. ويُصعّد أزمة الغاز في أوروبا
  • احتقان وتوقف مشاريع.. أغنى مقاطعة بالدارالبيضاء تعيش على وقع أزمة سياسية وتدبيرية
  • أزمة الغاز المنزلي تشعل غضب شعبي واسع في عدن
  • الإعلام العبري: مئات الحريديم يفرون عبر شرم الشيخ