الجيش الإسرائيلي ينسحب من غزة لهذه الأسباب
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بسحب قواته العسكرية من كافة أنحاء قطاع غزة أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات حول الأسباب والدوافع التي أدت إلى إعلان الإذاعة الرسمية للجيش الإسرائيلي انتهاء المناورة البرية في القطاع. يأتي هذا القرار بعد الإعلان عن القضاء على 19 كتيبة تابعة لحركة حماس من بين 24 كتيبة متواجدة في القطاع.
بحسب الرواية الإسرائيلية الرسمية، فإن وزير الدفاع يوآف جالانت أعلن أن مغادرة القطاع تأتي للاستعداد لعمليات عسكرية جديدة، وأن الحرب البرية قد تستمر حتى تصل تل أبيب لوضع لا تسيطر فيه "حماس" على القطاع.
كما بقي في قطاع غزة منطقتان لم يجتحهما الجيش الإسرائيلي، وهي محافظة رفح التي يوجد بها أربع كتائب لحركة "حماس"، وأيضًا نحو 1.3 مليون نازح، إضافة إلى مدينة دير البلح ومخيم النصيرات التابع للمحافظة نفسها في وسط القطاع، وفي تلك المنطقة يوجد نحو 900 ألف نازح وكتيبة عسكرية واحدة لـ"حماس".
في حين اعتبر البيت الأبيض على لسان المتحدث باسمه جون كيربي، أنه ليس بالضرورة أن يعني انسحاب الجيش الاستعداد لعملية عسكرية وشيكة لهذه القوات.
ونفى البيت الأبيض بشكل قاطع أي استعداد لعملية عسكرية قريبة، مما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد انسحب من قطاع غزة لانتهاء المناورة البرية، فيما يبدو أن الخطوة القادمة تتمثل في التحول إلى المرحلة الثالثة من الحرب، التي تتضمن تنفيذ ضربات جوية محدودة وفقًا للمعلومات الاستخباراتية، ومن الممكن أن تستهدف مناطق مثل رفح ودير البلح.
وفي سياق متصل، ترى بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن انسحاب القوات جاء نتيجة لتكبد خسائر فادحة، حيث نصبت عناصر "حماس" مكمنًا قتاليًا أسفر عن مقتل 14 جنديًا وتدمير عدد كبير من الدبابات وناقلات الجنود. يعتبر هذا الانسحاب خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليص الخسائر البشرية، خاصة مع تواجد الجنود في القطاع دون مهام قتالية، مما قد يؤدي إلى إرهاق شديد بعد ستة أشهر من القتال.
كما تدرك القيادات في الجيش أنه لا جدوى من بقاء أعداد كبيرة من ألوية الجيش داخل قطاع غزة، والاستمرار لفترة أطول لا يؤدي إلا لتعريض حياة مزيد من الجنود للخطر".
بينما من المؤكد أن إسرائيل انسحبت لأهداف عدة وحقق تراجعها مكاسب لها، إذ بهذه الخطوة أظهرت للولايات المتحدة وبريطانيا أنها استجابت لمطالبهما في تغيير آليات القتال في قطاع غزة.
في حين هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعواقب وخيمة إذا لم يغير طريقة حربه في غزة، وحذره من إعادة أمريكا النظر في طريقة دعمها تل أبيب إذا لم تتحسن ظروف المدنيين في غزة على وجه السرعة.
وفي بعد آخر لانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فإن المراقبين السياسيين يعتبرون أنه جاء كبادرة حسن نية لإتمام مفاوضات تبادل الأسرى، وأيضا استجابة لشرط حماس المتمثل في عدم الذهاب لأي صفقة إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خارج حدود القطاع.
وبحسب صحف عبرية استجاب المستويان العسكري والسياسي في إسرائيل لمطلب حماس في المفاوضات بانسحاب الجيش من القطاع، وهذا دفع المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في العاصمة المصرية القاهرة، قدمًا.
يذكر أنه في 6 أبريل الجاري توجهت وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة إلى القاهرة لبحث مسودة مقترح هدنة إنسانية، تتضمن وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإطلاق سراح الرهائن.
وأعلنت حركة حماس أنها ما زالت تتمسك بموقفها الذي قدمته للوسطاء، والذي يستند إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الجيش من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة.
وفي تلميح من نتنياهو يقول "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر، ومن المتوقع الذهاب لوقف إطلاق النار، ولن يكون ذلك إلا بعودة الرهائن، إسرائيل دفعت ثمنًا مؤلمًا، وعلى رغم ذلك ما زالت تتعرض لضغوط دولية كبيرة"، مضيفًا "لن أوقف الحرب بصورة نهائية إلا بعد القضاء على حماس في قطاع غزة بكامله، بما في ذلك رفح".
وكانت إسرائيل قد اجتاحت كل أراضي الجزء الشمالي من القطاع إضافة إلى مدينة خان يونس جنوبًا وأجزاء واسعة من مخيمات محافظة دير البلح وسط القطاع، وبصورة مفاجئة ومن دون أي مقدمات على الأرض، جرت عمليات انسحاب قوات الجيش.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي غزة الأسباب الجیش الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عاملونا كمجرمين.. شهادات صادمة من ناشطي أسطول الحرية بعد احتجازهم من قبل الجيش الإسرائيلي
أوضحت إحدى الناشطات أن القوات الإسرائيلية اقتادتها إلى ميناء أشدود، حيث تم توقيفهم، ومصادرة أمتعتهم، واحتجازهم في غرف استجواب. وأكدت أن متعلقات كثيرة لا تزال مفقودة حتى الآن. اعلان
قال ناشطان أستراليان إنهما تعرضا لـ"تعذيب نفسي وحشي" ومعاملة "كمجرمين" من قبل القوات الإسرائيلية، بعد اعتراض قارب مساعدات كانا على متنه ضمن "أسطول الحرية" المتجه إلى قطاع غزة.
وأوضحا في حديث لصحيفة "الغارديان" أنهما خضعا للتفتيش وتم تقييدهما، ومنعا من التواصل مع العالم الخارجي أو الحصول على الأدوية، قبل أن تتدخل السفارة الأسترالية.
وكانت الصحفية تانيا صافي والناشط الحقوقي روبرت مارتن ضمن 21 متضامنًا على متن قارب هندالة الذي تم اعتراضه يوم الأحد الماضي من قبل البحرية الإسرائيلية، خلال محاولته إيصال مواد غذائية وحليب أطفال وحفاضات وأدوية إلى غزة، وسط أزمة إنسانية صنّفها خبراء أمميون بأنها "أسوأ سيناريو مجاعة".
Related مع اقترابه من شواطئ غزة.. كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع أسطول الحرية؟أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة "تحالف أسطول الحرية" يكشف عن مشروعه الجديد (2018) لكسر الحصار البحري عن غزة تفاصيل "الاعتقال"قالت صافي، عقب وصولها إلى مطار سيدني، إنها لا تزال "ضعيفة ومتألمة"، ووصفت ما حدث بأنه "تجربة صادمة". وأوضحت أن نحو 30 جنديًا إسرائيليًا مسلحين صعدوا إلى القارب، وكان بعضهم يحمل حتى أربعة أسلحة. وأضافت: "أحدهم ضربني في ساقي بسلاحه الرشاش"، مشيرة إلى محاولات نفسية لإجبارهم على قبول الطعام والماء أمام الكاميرات، لكنهم رفضوا "أخذ أي شيء من كيان يتسبب في تجويع الأطفال حتى الموت".
وأوضحت صافي أن القوات الإسرائيلية اقتادتها إلى ميناء أشدود، حيث تم توقيفهم، ومصادرة أمتعتهم، واحتجازهم في غرف استجواب. وأكدت أن متعلقات كثيرة لا تزال مفقودة حتى الآن.
وفي روايتها، أشارت صافي إلى تعرض الناشط الأميركي كريس سمولز، وهو الناشط العمالي الوحيد من ذوي البشرة السمراء، لـ"الضرب والركل والخنق من قبل سبعة أو ثمانية جنود"، وقالت: "حين سألت عن حاله، اقتحموا الغرفة وسحبوني من ذراعيّ، لا تزال الكدمات واضحة".
وأضافت: "ألقوني أرضًا، وأجبَروني على خلع كل ملابسي، وتم تفتيشي بشكل عارٍ تمامًا، وأُجبرت على أداء حركات القرفصاء أمامهم. لقد عاملونا كمجرمين".
منع التواصل وغياب الرعاية الطبيةووفقًا لصافي، لم يُسمح لهم بالتواصل مع عائلاتهم أو محاميهم إلا بعد تدخل السفارة الأسترالية. وقالت: "استيقظنا على أصوات صراخ وبكاء سجناء آخرين من شدة الألم. كانوا يقيدونني بالأصفاد ثم يضربونني بها على الحائط".
من جانبه، قال روبرت مارتن إنه تعرض لـ"الاعتداء الجسدي" مع آخرين عند مطالبته بحقه في محامٍ، مضيفًا: "لم يكن لنا أي حقوق. أتناول أدوية مهمة، لكنهم رفضوا إعطائي إياها. كما رفضوا السماح لي أو لأي شخص آخر بإجراء مكالمات هاتفية، رغم مطالبة الحكومة الأسترالية بذلك".
وأشار إلى أنهما نُقلا مكبلين من تل أبيب إلى الأردن، وهناك تلقيا رعاية من السفارة الأسترالية وتم إسعافهما إلى المستشفى، حيث تم اعتبار حالتهما الصحية غير مستقرة للسفر جوًا. وقال: "كنا نظن أنهم سيتخلصون منا هناك، بدون مال أو هاتف أو وسيلة تواصل. كان ذلك مرعبًا".
"نُقلنا رغماً عنا" ومحاولات لانتزاع اعتراف كاذبقالت صافي إنها لم تدرك مدى تدهور حالتها إلا بعد أن تم توصيلها بالمحاليل الوريدية في المستشفى، مضيفة: "فقدت الوعي ونمت 16 ساعة متواصلة. في السجن لم أستطع النوم، كانوا يسلطون الكشافات في وجهي أو يطرقون الباب كلما أغمضت عيني".
وتابعت: "لم نرتكب أي جريمة. حاولوا إجبارنا على توقيع وثائق تزعم أننا دخلنا إسرائيل بطريقة غير قانونية، وهو أمر غير صحيح... تم أخذنا بالقوة وتعرضنا للتعذيب النفسي بجميع أشكاله".
ويأتي هذا الحادث بعد أسابيع من اعتراض القارب "مدلين" التابع لأسطول الحرية أيضًا، والذي جرى توقيفه من قبل الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية في 9 يونيو وسُحب إلى ميناء أشدود. وكان على متنه 12 ناشطًا، من بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، وتم لاحقًا ترحيلهم.
وتعود أشهر واقعة في هذا السياق إلى عام 2010، حين قُتل تسعة نشطاء على متن السفينة التركية مافي مرمرة بعد أن أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم، وأصيب بعضهم برصاص في الرأس من مسافة قريبة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة