يكمن التلازم بين لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،
وبين الاجتماعات التي عقدها الوفد النيابي لقوى المعارضة في المجلس النيابي في زيارته غير المسبوقة إلى واشنطن، في أن الجانبين توافقا على طرح مجموعة من العناوين التي تحاصر لبنان، وتبقي عليه في أزمة مفتوحة بغياب الحلول.
وأبرز هذه العناوين إخراج انتخاب رئيس الجمهورية من الحلقة المفرغة التي يدور فيها، وقطع الطريق على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان بتطبيق القرار 1701، وإيجاد حل للنزوح السوري إلى أراضيه والأعباء المترتبة عليه، والتي تفوق قدرة الحكومة على استيعابها والتعايش معها.


وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط":مع أن النتائج المرجوة من لقاء ميقاتي - ماكرون متروكة للميدان، فإن وفد المعارضة، الذي يضم النواب ميشال معوض، وجورج عقيص، ومارك ضو، ووضاح الصادق ونديم الجميل، أجرى مروحة واسعة من اللقاءات، شملت المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين، ونواباً في الكونغرس، ومسؤولين في الإدارة الأميركية والبيت الأبيض والخارجية وصندوق النقد والبنك الدوليين.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في المعارضة أن الوفد النيابي تطرّق في اجتماعه بهوكستين إلى لقاء الأخير بالموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وتبين أنه يأتي في إطار التنسيق بين واشنطن وباريس حيال أبرز العناوين التي تتصدّر الأزمة اللبنانية، من منطلق خفض منسوب النفور بينهما على خلفية أن لا صحة لما يقال عن التنافس بينهما في مقاربتهما للملف الرئاسي في لبنان.
ولفتت المصادر في المعارضة، انطلاقاً مما سمعته على لسان هوكستين، إلى أن المنافسة ليست موجودة، وأن مهمته محصورة بخلق المناخ المؤاتي لتطبيق القرار 1701، لمنع إسرائيل من توسعة الحرب نحو جنوب لبنان، خصوصاً أن المخاوف ما زالت قائمة، و«نحن نعمل لاستيعاب الضغوط لتجنيب لبنان الانجرار إلى توسعتها، ونأخذ بعين الاعتبار توفير الدعم للجيش اللبناني لزيادة إمكاناته، لتمكينه بالتعاون مع قوات (يونيفيل) من تهيئة الأرضية لتعزيز انتشاره في الجنوب».
وأكدت المصادر نفسها أن واشنطن ليست في وارد الربط بين تطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية، وأن لا مجال للمقايضة، وهذا ما سمعته المعارضة من معظم المسؤولين الأميركيين الذين كانوا في عداد المشمولين باللقاءات التي عقدها وفدها النيابي، وقالت إن انتخاب الرئيس متروك للجنة «الخماسية» التي تشكل مجموعة دعم ومساندة للكتل النيابية لتسهيل انتخابه. وجرى عقد اجتماع مطول تناول العلاقات اللبنانية الفرنسية والأوضاع الراهنة في الأسماء.
وكشفت هذه المصادر أن المسؤولين الأميركيين شددوا على ضرورة الإسراع بانتخاب الرئيس، لأنه من غير الجائز التمديد للشغور الرئاسي، خصوصاً في حال الانصراف لإيجاد تسوية للنزاعات في الشرق الأوسط بغياب الرئيس، ما يُفقد لبنان فرصة الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتمسك بحقوقه ومنع التفريط بها، وقالت إنهم يشجعون الكتل النيابية على التواصل والتلاقي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد.
وأكدت مصادر المعارضة أن أعضاء الوفد النيابي أصروا في لقاءاتهم على التحدث بلغة سياسية واحدة في عرضهم مواقفهم والدفاع عنها، وأنهم سُئلوا أكثر من مرة عن رأيهم في الذهاب إلى خيار رئاسي جديد بالتوافق بين الكتل النيابية، وهذا يستدعي البحث في صيغة تفاهم مع ما قد وصل إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لأن هناك صعوبة في التوصل إليها من خارج التوافق معه.
ورد الوفد النيابي، وفق مصادره، بأن السباق كان في الحفاظ على المسار الدستوري لانتخاب الرئيس، وأيضاً بالدعوة إلى التلاقي للتوافق على رئيس يتمتع بالمواصفات التي حددتها اللجنة «الخماسية»، ولديه القدرة على التواصل مع الجميع، ويُنتخب من خارج الاصطفافات والانقسامات النيابية، ويكون على مسافة واحدة من الجميع، ولمصلحة الانتقال بلبنان من التأزم إلى التعافي.
وأكد الوفد، كما تقول مصادره، أن عدم تلبيته دعوة الرئيس بري للحوار لم تكن العائق الذي يعطل انتخاب الرئيس،
ويبقى السؤال: كيف ستتصرف «الخماسية» مع معاودة اجتماعها ببري وبكتلة «الاعتدال» التي كانت تقدمت بمبادرة للخروج من المأزق الرئاسي؟
  وكتبت " الجمهورية": تترقب الاوساط السياسية والحزبية والنيابية الخطوة المقبلة السفراء المجموعة الخماسية بعد جولتهم على المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية والسياسية المعنية بالاستحقاق الرئاسي وما انتهوا إليه من خلاصات. وفي وقت لم يعلن بعد عن طبيعة الخطوةالمقبلة للمجموعة الخماسية، قالت مصادر متابعة لـ الجمهورية انه لم يحدد حتى نهاية أسبوع أمس أي موعد للقاء سفرائها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما أبلغوا . الى معظم الذين التقوهم انهم، وبعد التقييم الذي سيجرونه فيما بينهم، سيلتقون الرجل الإجراء التقييم الثاني لنتيجة جولتهم قبل الكشف عن الخلاصات التي يمكن تسويقها في المرحلة المقبلة بغية إتمام المهمة التي انتدبوا من أجلها.
 
واضافت المصادر ان السفراء الذين التقوا منتصف الأسبوع الماضي قبل لقائهم الاخير مع تكتل الاعتدال الوطني، شكلوا لجنة التقييم نتائج جولتهم الاخيرة التي استجمعوا . خلالها مجموعة الملاحظات الجديدة التي تلقوها من المعنيين. ولفتت أن مهمة اللجنة التي ستضم كبار الموظفين الديبلوماسيين الذين واكبوا حركة سفرائهم إجراء جدول مقارنة بين تلك التي كانت تشكل نقاط إجماع قبل الجولة الاخيرة الواسعة ولو شكلية، والملاحظات الجديدة التي انتجتها الجولة الأخيرة المباشرة من اجل صوغ . ورقة عمل تشكل منطلقاً للمناقشات التي ستطرحها في المرحلة المقبلة.
وقالت المصادر انه لن يكون هناك موعد للقاء مع بري قبل تجميع هذه الافكار وانتهاء اللجنة من وضع ورقتها في الصيغة النهائية. التي يمكن تسويقها وتردد ان السمراء الخمسة سيلتقون كتلة الاعتدال الوطني» قبل ان يلتقوا بري في ظل فكرة تقول انه من الافضل ان يكون اللقاء مع الكتلة ان كانت ستكمل مهمتها بعد الاجتماع مع رئيس المجلس، وإلا يمكن ان تعترف بفشلها فتوقف نشاطها الرئاسي كما قال بعض اعضائها...

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب الرئیس

إقرأ أيضاً:

بعدما أعلن حرب أبدية على غزة.. من هو رئيس الشاباك الجديد؟

أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تعيين اللواء دافيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) يوم الجمعة ، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية والقانونية في إسرائيل. 

وجاء هذا القرار في ظل أجواء سياسية مشحونة، وتوترات داخلية متفاقمة، ووسط اتهامات لنتنياهو بمحاولة إحكام السيطرة على المؤسسات الأمنية والاستخبارية. 

كما تزامن الإعلان مع رفض واسع من المعارضة، وأجهزة قضائية وتشكيك في قانونية الإجراءات المتخذة، ما جعل من تعيين زيني قضية أمنية وسياسية بامتياز تتجاوز مجرد اختيار مسؤول أمني رفيع.

تفاصيل التصريح الأمني الجديد

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن دافيد زيني، رئيس الشاباك المُعين حديثًا، عن معارضته لأي اتفاق مع حركة حماس حول استعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، واصفًا الحرب في القطاع بأنها "حرب وجودية" بالنسبة لإسرائيل. 

وجاءت تصريحاته خلال مناقشات مغلقة مع هيئة الأركان العامة، ما دفع بعائلات الأسرى إلى دعوة لإلغاء تعيينه، معتبرين أن نتنياهو يسعى لاستبدال رئيس الشاباك الحالي، رونين بار، بشخص يرفض مبدأ الصفقات.

من هو دافيد زيني؟

اللواء دافيد زيني من مواليد عام 1974 في القدس، ونشأ في مدينة أشدود ضمن أسرة دينية جزائرية الجذور، يُعد زيني من القيادات العسكرية البارزة، ويعيش حاليًا في مستوطنة "كيشت" في هضبة الجولان المحتلة، وهو متزوج وأب لـ11 طفلًا، حاصل على بكالوريوس في التربية وماجستير في الأمن القومي والإدارة العامة.

وانضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 1992 في وحدة "سييرت متكال"، وهي إحدى وحدات النخبة، وشارك في عدد من العمليات العسكرية في غزة ولبنان، وتدرج في المناصب القيادية، حيث شغل عدة مواقع من بينها: قائد الكتيبة 51، وقائد لواء الكوماندوز "عوز"، وقائد لواء "الإسكندروني"، ومؤسس لواء "عوز"، وقائد المركز الوطني لتدريب القوات البرية.

في يونيو 2023، رُقي إلى رتبة جنرال وأصبح قائد قيادة التدريب والتأهيل، قبل أن يُعلن عن تعيينه المفاجئ في رئاسة جهاز الشاباك.

الخلفية القانونية والسياسية للتعيين

قرار التعيين لم يكن وليد اللحظة، حيث تشير التقارير إلى أن نتنياهو اتخذ قراره قبل نحو أسبوعين، لكنه تجنب إعلانه فورًا لتفادي الانتقادات القانونية والسياسية. وفي السياق ذاته، أعلنت المدعية العامة والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، أن نتنياهو "تصرف في تضارب مصالح" وأن التعيين تشوبه "عيوب قانونية واضحة".

وقد منعت المحكمة العليا في وقت سابق إقالة رئيس الشاباك الحالي، رونين بار، بسبب طعون قانونية تقدمت بها المعارضة ومنظمات مجتمع مدني، وهو ما زاد من تعقيد المشهد القانوني. علاوة على ذلك، يُجري الشاباك تحقيقًا مع مكتب نتنياهو بشأن علاقات مالية مشبوهة مع دولة قطر، مما يطرح تساؤلات حول دوافع الإقالة والتعيين.

ردود الأفعال الرسمية والمعارضة

قائد الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، فوجئ بالتعيين ولم يُستشر في القرار. وقد استدعى زيني لـ"محادثة توضيحية"، مما أثار تكهنات عن إقالة محتملة من الجيش. لكن الجيش نفى لاحقًا تلك التكهنات، وأعلن أن زيني سيتقاعد "بالاتفاق" استعدادًا لتسلم مهامه الجديدة.

على الجانب الآخر، دعت المعارضة الإسرائيلية، وعلى رأسها زعيم المعارضة يائير لابيد، زيني إلى رفض المنصب مؤقتًا حتى تبت المحكمة العليا في قانونية التعيين. كما أعلنت منظمة "الحركة من أجل جودة الحكومة في إسرائيل" نيتها الطعن في القرار قضائيًا.

سياق تعيين زيني.. خلفية محاولة إقالة رونين بار

تشير خلفية الأزمة إلى أن حكومة نتنياهو كانت قد قررت إقالة رونين بار في مارس الماضي بذريعة "انعدام الثقة الشخصية والمهنية"، لكن تقارير إعلامية ربطت القرار بتحقيقات الشاباك حول تقصير الحكومة في التعامل مع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

وقد انتقد بار القرار علنًا، معتبرًا أن "الولاءات الشخصية لرئيس الوزراء تتناقض مع قانون الشاباك والمصلحة العامة"، في تصريحات لاقت دعمًا واسعًا من المعارضة وأجهزة الدولة القانونية.

محاولة سابقة لتعيين بديل آخر وفشلها

لم تكن محاولة نتنياهو لتغيير قيادة الشاباك الأولى من نوعها، إذ سبق أن رشّح الأميرال إيلي شارفيت، القائد السابق للبحرية، لكن بعد ساعات فقط تراجع عن القرار.

تقارير إعلامية كشفت أن التراجع جاء بعد اكتشاف مشاركة شارفيت في احتجاجات ضد قوانين الإصلاح القضائي المثيرة للجدل، والتي رُفعت العام الماضي.

وتعيين دافيد زيني على رأس جهاز الشاباك، يُعد واحدًا من أكثر التعيينات إثارة للجدل في تاريخ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فبعيدًا عن كفاءاته العسكرية، يواجه زيني عوائق قانونية، ورفضًا شعبيًا، واعتراضات من عائلات الرهائن.

كما يأتي القرار ضمن سياق سياسي محتقن يحاول خلاله نتنياهو فرض سيطرته على مفاصل الدولة الأمنية، وسط تزايد الضغوط الداخلية والدولية.

الأيام القادمة ستكون حاسمة في تقرير مصير هذا التعيين، إما بتثبيته رغم كل الاعتراضات، أو بتراجعه تحت وطأة القضاء والمعارضة والشارع الإسرائيلي.

طباعة شارك الشاباك دافيد زيني جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي إسرائيل رئيس الشاباك من هو دافيد زيني

مقالات مشابهة

  • عون الى العراق الاحد ولقاء بعبدا يستبق الحوار الرئاسي مع الحزب
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يجري أول زيارة إلى موسكو
  • عشية زيارة الوفد النيابي له : «حزب الله» يتحدث عن «مساحة تفاهم واسعة» مع الرئيس اللبناني
  • توكل كرمان تدعو لانتفاضة ضد التحالف وتصف مجلس القيادة الرئاسي بهذا الوصف
  • بعدما أعلن حرب أبدية على غزة.. من هو رئيس الشاباك الجديد؟
  • تجمّع شركات النفط ينتخب مارون شمس رئيسًا وهيئة إدارية جديدة
  • انتخاب رؤساء بلديات الضنية
  • انتخابات الرئيس ونائب الرئيس لبلديات قضاء زغرتا تتواصل
  • الانتخابات التشريعية والمحلية في فنزويلا: المعارضة تدعو إلى المقاطعة
  • فتح - لبنان نوّهت بمضمون البيان الرئاسي المشترك