الجزيرة:
2025-06-02@02:42:07 GMT

صلاح السعدني.. عمدة الدراما المصرية

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

صلاح السعدني.. عمدة الدراما المصرية

فنان مصري ذو مشوار حافل بأعمال مميزة رسخت في أذهان الجمهور، ولد عام 1943، واقتحم مجال التمثيل في سنوات دراسته الجامعية من خلال مسرح الكلية رفقة زميل الدراسة وصديقه الفنان عادل إمام. تنوعت أعماله بين المسرح والتلفزيون والسينما، لكن صيته ذاع من خلال الشاشة الصغيرة.

برع في تجسيد قضايا الشارع المصري من خلال عدة أعمال أبرزها مسلسل "ليالي الحلمية" و"أرابيسك" وفيلم "الأرض" و"الرصاصة لا تزال في جيبي" و"عمارة يعقوبيان".

غاب عن الساحة الفنية في سنوات عمره الأخيرة نحو 11 عاما، وتوفي في أبريل/نيسان 2024.

المولد والنشأة

ولد صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 1943 في كفر القرينين بمحافظة المنوفية في مصر، لأسرة ريفية بسيطة، كان شديد الارتباط بشقيقه الأكبر الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني، الذي يكبره بـ15 عاما وكان له دور كبير في تربيته، إذ كان له بمثابة الأب حتى في وجود والدهما، وعمل على تشكيل وعيه الثقافي وإثراء شخصيته السياسية.

تزوج السعدني من السيدة منى، ولديه ولدان هما أحمد الذي امتهن التمثيل والتحق بالوسط الفني أسوة بوالده، وميريت التي تعمل مقدمة لأحد البرامج الدينية في إحدى القنوات.

لقب بـ"عمدة الدراما المصرية" خلال مشواره الفني بعد أن ذاعت نجوميته عقب دوره في مسلسل "ليالي الحلمية".

صلاج السعدني كان فنانا مثقفا ذا اطلاع واسع (مواقع التواصل) الدراسة والتكوين العلمي

بعد أن أنهى المرحلة الثانوية، التحق بكلية الزراعة في جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1967، وكان زميلا للفنان عادل إمام، ونشأت بينهما صداقة قوية استمرت طوال حياتهما.

بدأ السعدني مشواره الفني على مسرح الجامعة مع عادل إمام وعملا سويا، حيث كان عادل إمام رئيس قسم التمثيل في ذلك الوقت.

التجربة الفنية

عرف السعدني فنانا مثقفا ذا اطلاع واسع، وكان يختار أدواره بعناية، وكان شديد الحرص على أن تخدم قضية أو تسلط الضوء على مشكلة في المجتمع.

قدم في بداية مشواره الفني أدوارا صغيرة على المسرح ثم انتقل إلى التلفزيون والسينما، وكان من أوائل أدواره التي أطل بها على الشاشة الصغيرة دوره في مسلسل "الرحيل" عام 1960، غاب بعدها عن التمثيل أربع سنوات، ثم عاد مرة أخرى في مسلسل "الضحية" عام 1964.

حظي السعدني بموهبة فنية عالية بين أبناء جيله، ولعب أدوارا علقت في ذهن المشاهد العربي عامة والمصري خاصة. تميز بصوته الخشن وتلقائيته في التعبير وملامحه المصرية الواضحة.

تنوعت أدواره بين الدراما والكوميديا والرومانسية، وجسد خلالها شخصيات متنوعة بين العمدة والرجل الشعبي والمثقف والأب.

لمعت نجوميته من خلال دوره في تجسيد شخصية العمدة سليمان غانم في مسلسل "ليالي الحلمية" بأجزائه الخمسة للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، قدم المسلسل حقبة زمنية هامة في تاريخ مصر منذ فترة حكم الملك فاروق حتى أوائل فترة التسعينيات من القرن العشرين.

في السبعينيات من القرن العشرين، برزت أدوار السعدني في العديد من الأعمال السينمائية، ومن بينها "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"الأرض" و"مدرستي الحسناء"، حيث قدم نحو 65 عملا فنيا للسينما.

وفي التسعينيات أيضا لعب دورا جذابا في مسلسل "أرابيسك"، إذ جسد شخصية ابن البلد الشعبي، أحد صانعي الأرابيسك بمنطقة خان الخليلي.

كما شارك في العمل الفني الضخم مسلسل "أوراق مصرية"، الذي تكون من 3 أجزاء (1998-2002-2004) وتناول الأحداث السياسية في مصر بداية من عهد الملك فؤاد وأحداث الحرب العالمية الأولى والمقاومة الشعبية ضد الاستعمار وصولا إلى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.

انضم السعدني لعدد من الفرق المسرحية البارزة من بينها فرقة المتحدين وفرقة مسرح الدولة، ولعب المسرح دورا كبيرا في سطوع نجوميته الفنية حتى عام 1995، وقرر بعدها تكريس جهوده للتلفزيون والسينما.

اختتم مسيرته الفنية -التي بدأها في ستينيات القرن العشرين- بمسلسل "القاصرات"، الذي عرض في شهر رمضان عام 2013، ويعد أخر أعماله الفنية.

الأعمال والإنجازات

قدم السعدني أكثر من 200 عمل فني بين المسرح والتلفزيون والسينما أهمها:

المسرحيات حارة السقا (1966). زهرة الصبار (1967). الملوك يدخلون القرية (1970). ابتسامة بمليون دولار (1970). الملك هو الملك (1988). المسلسلات لا تطفئ الشمس (1965). لسه بحلم بيوم (1981). وقال البحر (1982). يوميات جاب الله (1983). في قافلة الزمان (1984). يوميات نائب في الأرياف (1985). هذا الرجل (1987). بين القصرين (1987). ليالي الحلمية في 5 أجزاء (1987-1995). قصر الشوق (1988). شارع المواردي في جزأين (1990-1995). أرابيسك (1994). حلم الجنوبي (1997). سنوات الشقاء والحب (1998). أهل الدنيا (2001). شعاع من الأمل (2002). الأصدقاء (2002). رجل في زمن العولمة في جزأين (2002-2003). الناس في كفر عسكر (2003). للثروة حسابات أخرى (2005). حارة الزعفراني (2006). الباطنية (2009). بيت الباشا (2010) القاصرات (2013). صلاح السعدني في مهرجان الإسكندرية للفيلم عام 2012 (غيتي/الفرنسية) الأفلام الأرض (1970). أغنية على الممر (1972). الرصاصة لا تزال في جيبي (1974). الزمار (1985). اليوم السادس (1987). زمن حاتم نعمان (1988). شحاتين ونبلاء (1991). صراع الأحفاد (1989). فوزية البرجوازية (1985). قضية عم أحمد (1985). الحلال يكسب (1985). فتوة الناس الغلابة (1984). جبروت امرأة (1984). الغول (1983). عمارة يعقوبيان (2006). صلاح السعدني في مهرجان القاهرة عام 2010 (غيتي/الفرنسية) السعدني والسياسة

عرف صلاح السعدني بحبه الشديد للسياسة ومتابعته لمجريات الأحداث العامة والسياسية، فهو ممثل ومثقف واعٍ، كان رأيه دائما أن السياسة جزء لا يتجزأ من حياة المواطن ولا يمكن فصلهما.

تربى سياسيا على يد أخيه الكاتب الساخر محمود السعدني، والكاتب إحسان عبد القدوس، والشاعر والصحفي كامل الشناوي.

كان السعدني مؤيدا بشدة لفترة حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لما كان فيها من انتعاش اقتصادي واجتماعي، في نظره، ووصف أيامه بأنها "خير وأمل"، لكنه انتقدها على المستوى السياسي لغياب الديمقراطية وقتها.

اعتقل شقيقه محمود السعدني خلال حكم الرئيس الراحل أنور السادات، مما أثر على مسيرة صلاح الفنية ومُنع من التمثيل لمدة عامين بسبب آراء أخيه.

عام 1984 وبعد وفاة السادات، عرض عليه الترشح لانتخابات مجلس الشعب عن الحزب الوطني، لكن شقيقه محمود حذره من ممارسة السياسة ونصحه بالتركيز على مجاله الفني، وقال إن الأفضل له خدمة الوطن من خلال أعماله الفنية التي تنشر الوعي في المجتمع.

موقفه من جماعة الإخوان المسلمين

عام 2010 دعا السعدني الحكومة خلال حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك إلى تقبل جماعة الإخوان المسلمين في ممارسة السياسة، وأن يكونوا جزءا من النظام، وطالب الإخوان بتأسيس حزب إذا أرادوا الانخراط في العمل السياسي.

بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وصف السعدني الإخوان المسلمين بأنهم "مصريون وطنيون"، وقال إن الجماعة منظمة وتعمل في المجال السياسي لأكثر من 80 عاما.

حاول طمأنة جمهوره من مخاوفهم تجاه الجماعة وأكد على تقديرها للفن، وقال إن مؤسس الجماعة حسن البنا حرص على الاهتمام بالمسرح في بداية تأسيسه للجماعة.

الفنان المصري الراحل صلاح السعدني (مواقع التواصل الاجتماعي) التكريمات والجوائز

اعتبر كثير من الفنانين والنقاد أن صلاح السعدني لم ينل التكريم اللائق الذي يستحقه على مشواره الفني الحافل، لكنه في نظرهم حظي بحب الجمهور المصري والعربي.

حصل السعدني على عدد من الجوائز من بينها:

جائزة التميز الفني من مهرجان الإسكندرية السينمائي. جائزة مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عن جميع أعماله الفنية. كما نال تكريمًا من مهرجان القاهرة للدراما في دورته الأولى عام 2022. وشارك في فيلمي "الأرض" و"أغنية على الممر"، اللذين نالا تكريما خاصا باعتبارهما ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ الدراما المصرية وفقا لاستفتاء النقاد عام 1996. الوفاة

غاب صلاح السعدني عن الظهور الإعلامي منذ سنوات طويلة، وابتعد عن الفن إلى أن توفي في منزله يوم 19 أبريل/نيسان 2024 بعد صراع مع المرض، وتوفي عن عمر يناهز 81 عاما، تاركا إرثا فنيا ضخما في الدراما المصرية.

دفن في مقابر العائلة بطريق الواحات إلى جانب صديقه الفنان الراحل أبو بكر عزت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الدراما المصریة لیالی الحلمیة صلاح السعدنی مشواره الفنی عادل إمام فی مسلسل من خلال

إقرأ أيضاً:

الموت يغيب الفنان والإعلامي محمود عبيد بعد صراع مع المرض

"عمان": غيب الموت فجر اليوم الإعلامي والفنان العماني محمود عبيد الحسني، بعد صراع مع المرض، حيث وافته المنية بداخل مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث السرطان، تاركا إرثا عظيما من العطاء الفني والإعلامي للساحة العمانية.

يعد الراحل من أوائل المشتغلين في إذاعة سلطنة عمان، كما أنه من مؤسسي إذاعة الشباب، اشتغل في الجانب الإعلامي والتمثيل والإخراج وكتابة الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية، حيث كانت انطلاقته الأولى في أعماله الإذاعية عام 1987 عبر برنامج "العيون الزاهرة"، ليكون ناقل الصوت هو المعرّف الأول بالراحل، وبعدها بدأ يدخل في عالم كتابة السيناريوهات والإخراج الإذاعي، للتوالى أعماله البرامجية والدرامية، مقدما باقة خصبة من الأعمال التي أثرت الإذاعة العمانية، ولعلّ أبرز دراما إذاعية قدمها هو المسلسل "اللي يعيش ياما يشوف".

واتجه الحسني أيضا ليقدم عطاءه التلفزيوني فكان قلمه مساهما في تقديم أعمال درامية تلفزيونية عمانية ناجحة، لا سيما في المجال الكوميدي، وخاض تجربة الإخراج والتأليف التلفزيوني بتمكن شهد عليه سجله الحافل، ومعرفة الجمهور به.

ومن أشهر أعمال الراحل محمود عبيد: السهرة التلفزيونية الأيادي البيضاء، ومسلسل "دروب" في 1994، ومسلسل "زيد وعبيد" في 2006، ومسلسل "درايش" في 2007، ومسلسل "صف ألف باء" في 2015، ومسلسل حزاوينا خليجية في 2016، وإخراجه مسلسل "مخالف ملتزم جدا".

كان الراحل كما وصفه أصدقاءه وأحباءه وجمهوره، لطيفا في التعامل، حسن السيرة، ومثالا يحتذى به في العمل الإعلامي والفني، وهو ما أكسبه محبة الناس التي اتضحت خلال الأيام المنصرمة بانتشار واسع لصوره في شبكات التواصل الاجتماعي، والكل يهم بالدعاء له بالشفاء، إثر حالته الصحية الحرجة في الآونة الأخيرة.

وقد نعى نجوم الفن والإعلاميون رحيله من خلال صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، كما نشرت صفحات المنصات الإعلامية والثقافية نبأ رحيله، وتعازي واسعة وصادقة لعائلة الراحل،

مقالات مشابهة

  • الموت يغيب الفنان والإعلامي محمود عبيد بعد صراع مع المرض
  • ميران أحمد عبدالوارث تتذكر والدها الراحل بصورة قديمة
  • حملة اعتقالات خامسة في بلدية إسطنبول
  • تكريم أبطال مسلسل ظلم المصطبة في توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان
  • تكريم أبطال مسلسل قلبي ومفتاحه في توزيع جوائز الإنتاج الدرامى لحقوق الإنسان
  • تكريم مسلسل أولاد الشمس في توزيع جوائز الإنتاج الدرامى لحقوق الإنسان
  • المغنية الأمريكية تايلور سويفت تستعيد جميع أعمالها الفنية
  • محافظ المنيا يتفقد لجان امتحانات الشهادة الاعدادية والدبلومات الفنية
  • خالد النبوي يحتفل بخطبة ابنه على فتاة من خارج الوسط الفني
  • مبالغة في الأداء.. جاسم النبهان يتحدث عن واقع الدراما الكويتية