تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خّضم استمرار أحداث التصعيد التي تشهدها المنطقة خاصة بعد الهجوم الإيراني المباشر لأول مرة على إسرائيل، فإن دول الاتحاد الأوروبي تقود جهودًا وتحركات على المستويات كافة من أجل وضع حد لأحداث التصعيد بالمنطقة التي سيؤدي استمرارها للتأثير سلبًا على المصالح الأوروبية؛ خاصة فيما يتعلق بهجمات الميليشيا الحوثية على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب وبحر العرب، وهو السبب في تدشين الاتحاد الأوروبي في فبراير الماضي، للمهمة البحرية التي أطلق عليها «أسبايدس» لاستعادة حرية الملاحة وحماية حركة التجارة العالمية.

 

وفي الوقت الذي أعلن فيه زعيم الميليشيا «عبدالملك االحوثي» في خطاب له 21 أبريل الجاري، استهداف صنعاء لـ  (98) سفينة منذ اندلاع عملية القوات الحوثية في نوفمبر الماضي، وتأكيده على استمرار الهجمات البحرية للحوثيين حتى رفع الحصار عن غزة ووقف الحرب الإسرائيلية الجائرة؛ فقد أعلنت البحرية الألمانية في 21 أبريل الجاري، سحب الفرقاطة "هيسن" التي تضم 240 بحارًا ألمانيًا بعد شهرين من إرسالها في فبراير الماضي ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي، وأفادت وزارة الدفاع الألمانية في بيان لها بأن مهمة الفرقاطة قد انتهت، فيما قال رئيس العمليات البحرية الألمانية الأميرال «يان كريستيان كاك» في تصريحات صحفية، أن البحرية الألمانية زوّدت الفرقاطة بأنظمة أسلحة إضافية للبقاء مدة طويلة.

 

تحرك أوروبي

وهو ما استغلته الميليشيا الحوثية التي بدأت منصاتها الإعلامية تروج لمزاعم فشل ألمانيا ودول أوروبا في وقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ولذلك سحبت ألمانيا الفرقاطة «هيسن»، ولكن ما لا تدركه الجماعة الانقلابية أن دول مجموعة السبع (أمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان، إيطاليا)، أنشأت مطلع أبريل الجاري "طاولة مستديرة دائمة" بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

 

بالإضافة إلى دعوة وزراء خارجية "مجموعة السبع" في 20 أبريل الجاري، خلال قمتهم التي استمرت 3 أيام في جزيرة كابري الإيطالية، الميليشيا الحوثية بإطلاق سفينة (Galaxy Leader) وطاقمها، والتي تم الاستيلاء عليها في 19 نوفمبر 2023، وأكدوا على دعمهم للدول التي تمارس الحق في الدفاع عن سفنها من الهجمات الحوثية، وفقا للقانون الدولي، وشددوا على ضرورة استمرار المشاركة الدولية بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة والدول الساحلية، والمنظمات الإقليمية لمنع المزيد من أعمال التصعيد.

 

دعم تسوية الأزمة اليمنية

وتجدر الإشارة أيضا أن الاتحاد الأوروبي أجرى اتصالات مكثفة عبر سلطنة عمان التي تجمعها علاقات جيدة مع الحوثيين لخفض التصعيد مع اليمن، ولتنسيق حركة مرور السفن الأوروبية في البحر الأحمر، ومنع وقوع اشتباكات بين الطرفين، يأتي هذا بالتزامن مع الجهود الأوروبية الرامية لدعم تسوية الأزمة اليمنية التي دخلت عامها العاشر، حيث دعا الاتحاد الأوروبي خلال الأيام القليلة الماضية طرفي الأزمة من أجل العودة مجددًا لمفاوضات خارطة الطريق الأممية، والدفع نحو تقدم المسار السياسي في اليمن.

 

مزاعم حوثية

ويقول الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني أن الميليشيا الحوثية تسعى لتحقيق مكاسب لصالحها، والسيطرة على اليمن، ولذلك تروج لمزاعم أن الدول الأوروبية فشلت في وقف هجماتها لإثبات أنها تمتلك القدرات العسكرية والدفاعية القادرة على صد أية تحركات سواء أكانت أمريكية أو أوروبية ضدها، وتعي الميليشيا جيدًا أن عمليات القرصنة التي تقوم بها تقلق الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي خاصة لأنها تؤثر بلا شك على اقتصاد هذه البلدان.

 

ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز» أن الاتحاد الأوروبي لا يسعى لتفاقم أحداث التصعيد بالمنطقة لذلك يجد في المفاوضات والطرق السياسية والدبلوماسية الوسيلة الأنسب لاحتواء الاضطرابات التي يشهدها الإقليم ومنع محاولات عسكرة البحر الأحمر خاصة بعد إعلان الحوثيين توسيع عملياتهم صوب المحيط الهندي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحوثي البحر الاحمر الاتحاد الأوروبي اليمن غزة المیلیشیا الحوثیة الاتحاد الأوروبی فی البحر الأحمر أبریل الجاری

إقرأ أيضاً:

هل فشلت مفاوضات إسطنبول في كبح التصعيد بالحرب الأوكرانية؟

يترقب الجميع تطورات الحرب الروسية الأوكرانية بعد نهاية الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول من دون نتائج فارقة، وسط تساؤلات بشأن السيناريوهات المقبلة في ظل التصعيد المتبادل بين الجانبين.

وبشأن مفاوضات إسطنبول، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف -الذي رأس وفد بلاده في مفاوضات إسطنبول- إن كييف طالبت بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما على الأقل.

في المقابل، قال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي إن موسكو سلمت الجانب الأوكراني مسودة مذكرة تتضمن اقتراحا محددا بوقف لإطلاق النار، مدته 3 أيام.

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والمحلل السياسي إيلكر سيزر إن مفاوضات إسطنبول "لم تشهد إنجازا أو اختراقا خاصة بالنظر إلى طبيعة الوفدين المشاركين فيها"، مشيرا إلى أنها اقتصرت على تبادل الأسرى وهو أمر معتاد.

ووفق حديث سيزر لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن مفاوضات إسطنبول ليست سوى البداية، ولا تزال بمرحلة مبكرة ولم تتعطل، خاصة أن المفاوضين من فرق فنية تقنية.

بدورها، أعربت المحللة السياسية الروسية إيلينا سوبونينا عن قناعتها بأن مفاوضات إسطنبول "لم تنجح سياسيا، لكنها لم تفشل في ظل التقدم بالأمور الإنسانية".

إعلان

وأشارت سوبونينا إلى أن المفاوضات عُقدت في إسطنبول رغم الهجمات الأوكرانية "الاستفزازية"، لافتة إلى أن روسيا اقترحت أمورا إنسانية مثل تبادل الأسرى، إذ إن وقف إطلاق النار ليس سياسيا فحسب بل إنسانيا أيضا.

وقالت إن مقترح الهدنة الأوكراني لمدة شهر يعتبر "مُضرا"، إذ ستحصل كييف على أسلحة من دول أوروبا، وستعيد تموضع قواتها، وهو ليس مقبولا روسيًا.

ووفق هذا الطرح، فإن مفاوضات إسطنبول لم تغير قناعات روسيا بضرورة اعتراف أوكرانيا بشبه جزيرة القرم والأقاليم الأوكرانية الأربعة التي ضمتها روسيا، وحياد أوكرانيا.

أما الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف فقال إن روسيا لا تريد السلام أو الهدنة وإنما استمرار الحرب، مشيرا إلى أن شروط روسيا لوقف الحرب تعد بمثابة تنازلات، وهو ما ليس مقبولا أوكرانيًا.

الهجوم الأوكراني

وبشأن هجوم "شبكة العنكبوت" الأوكرانيّ، رأى سيزر أنه يبعث برسالة قوية للولايات المتحدة مفادها أنه "لدينا أوراق كبيرة وقوية نلعبها ضد روسيا، ولا تقللوا من قدراتنا".

واستدل بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دأب على القول إن أوكرانيا خسرت الحرب، ولا تملك أوراقا لمواجهة الروس، وعليها الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

من جانبه، أكد شوماكوف أن العملية تم التخطيط لها منذ عام ونصف العام، معتبرا تدمير أوكرانيا مقاتلات وقاذفات إستراتيجية "يقلل من الإمكانيات النووية الروسية".

أما المحللة السياسية الروسية فقالت إنه لا توجد خسائر عسكرية روسية بالشكل الذي تصوره أوكرانيا للعالم، مشيرة إلى أن "التضخيم الأوكراني جزء من الحرب الإعلامية".

لكنها أقرت في الوقت نفسه بأن هجوم أوكرانيا يعد خطيرا استخباراتيا، كما أنه يبعث برسالة لأميركا مفادها أن كييف غير مستعدة لمفاوضات السلام.

وكانت أوكرانيا استبَقت الجولة الثانية من مفاوضاتها مع روسيا في إسطنبول بهجوم واسع النطاق بطائرات مسيرة على أهداف حيوية في روسيا، أعاد إلى الأذهان هجومها العام الماضي على مقاطعة كورسك.

إعلان

فقد تعرضت مطارات عسكرية روسية في 5 مناطق بعمق البلاد لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية، وأكدت وزارة الدفاع الروسية رسميا الغارات الأوكرانية، واصفة إياها بـ"عمل إرهابي من قِبل نظام كييف".

التوقعات؟

وأعربت إيلينا سوبونينا عن قناعتها بأن روسيا متفوقة على أوكرانيا عسكريا، مما  يضعها في موقف قوة لفرض شروطها، خاصة ضرورة حياد كييف، وضمان ألا تكون في الصف الغربي.

ولم تستبعد عقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأميركي في ظل وجود أرضية مهيأة، لكنها استبعدت عقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأوكراني، إذ لا توجد توافقات سياسية، كما أن التوافق الإنساني ليس كافيا.

لكن شوماكوف يؤكد أن روسيا "غرقت في مستنقع الحرب، ولا تستطيع تحقيق أهدافها خاصة في منطقة دونباس"، مشيرا إلى حصولها على مساعدات عسكرية من كوريا الشمالية.

ووفق الدبلوماسي السابق، فإن أوكرانيا مستعدة للدفاع عن نفسها ولديها الإمكانيات لاستهداف أسلحة نوعية روسية، معتبرا شروط موسكو لوقف الحرب "غير مقبولة".

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إيران: وقف حرب إسرائيل على غزة يتبعه توقف هجمات البحر الأحمر
  • هل فشلت مفاوضات إسطنبول في كبح التصعيد بالحرب الأوكرانية؟
  • القوات البحرية تنجح في إحباط محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • القوات البحرية تنجح فى إحباط محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • بقيمة 190 مليون جنيه.. القوات البحرية تحبط تهريب مخدرات بالبحر الأحمر
  • حاملة الطائرات الأمريكية تعود إلى قاعدتها بعد معارك شرسة ضد الحوثيين في البحر الأحمر
  • تنفيذاً لتعليمات مشددة.. حملة موسعة ترصد مخالفات جسيمة بعدد من المحال والمطاعم بالغردقة
  • الحوثي: سمحنا بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • الأردن يترأس اجتماعاً عربياً تحضيراً لاجتماعات مجموعات التعاون مع الاتحاد الأوروبي
  • بعد أخذ الإذن منهم.. أنصار الله الحوثيون يسمحون بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر