سعى مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني من خلال مبادراته العديدة إلى تسليط الضوء على أهمية قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني، وفي عام 2017 اعتمدت حكومة أبوظبي مشروع إنشاء منظمة مهارات آسيا العالمية كمنظمة غير ربحية، واختارت الجمعية العمومية لمنظمة مهارات آسيا العالمية أبوظبي مقراً للأمانة العامة للمنظمة، وبكل تأكيد يعتبر هذا المشروع استراتيجياً ويسهم في تطوير التنافسية بين مواطني الدولة ومواطني دول آسيا في مجال المهارات التقنية، والفنية، والمهنية، التي من شأنها الإسهام في دفع عجلة النماء في هذا القطاع الحيوي وتحقيق الاستدامة وضمان التنوع الاقتصادي لمؤسسات وقطاعات الدولة.


تم إنشاء منظمة مهارات آسيا العالمية، وتدشين مسابقتها، في أبوظبي عام 2018، ومرة أخرى في عام 2023، حيث فازت الدولة بحق استضافة النسختين الأولى والثانية. كما حققت هذه الفعاليات نجاحاً باهراً بين الدول المشاركة، وأظهرت كفاءة عالية لأبناء الدولة في تنظيم فعاليات عالمية من هذا النوع، وتحقيق الفوز في كثير من المهارات، كما استقطبت معظم المؤسسات الرائدة في مجال المهارات المهنية بين دول آسيا الصناعية الكبرى تحت مظلة تنافسية جديدة.
وأدى إنشاء منظمة مهارات آسيا العالمية إلى الإسهام في بناء وترسيخ سمعة عالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومدى اهتمامها بالشباب والتعليم التقني والفني وبناء اقتصاد المعرفة التنافسية، وتبادل الخبرات، وتعزيز فرص التوظيف والتوطين في قطاعات الصناعة والاقتصاد والخدمات، ووضع الدولة على خريطة العالم فيما يتعلق بقطاع الصناعة والتنمية المهنية، وتعريف المجتمع الإماراتي بالمهن والصناعات المهمة لإحداث التنوع في اقتصاد الدولة من خلال نشر ثقافة الاهتمام بالتعليم التقني والفني في المجتمع وتنشيط القطاعات المهنية، وتعريف المشاركين من الدول الآسيوية بثقافة وتاريخ دولة الإمارات، بالإضافة إلى العوائد الاقتصادية والإعلامية من خلال التغطية الدولية للفعاليات التي تُنشط القطاعين السياحي والاقتصادي لإمارة أبوظبي.
إن تأسيس «منظمة مهارات آسيا العالمية» في أبوظبي، التي لم يسبقها إليها أحد من دول آسيا الصناعية الكبرى، هو أمر جدير بوضع الدولة على خريطة العالم فيما يتعلق بقطاع التطوير والتنمية المهني، واختيار أبوظبي كمقر دائم للأمانة العامة لمنظمة مهارات آسيا العالمية، واعتمادها من قبل منظمة المهارات العالمية، دليل على التقدم الواضح لدولة الإمارات في قيادة ملف تطوير التعليم التقني والفني، حيث أصبحت منظمة مهارات آسيا العالمية تضُم (26) عضواً من دول آسيا في الوقت الحالي.
إن مسابقة «مهارات آسيا العالمية» هي فرصة تنافسية جديدة تتاح لشباب وشابات الإمارات مرة كل عامين لمقارنة مهاراتهم بمتسابقين متفوقين في المهارة ومن دول رائدة في القطاع الصناعي والمهني مثل (الصين، كوريا، اليابان، سنغافورة وغيرها)، وبالنظر إلى تاريخ هذه الشعوب وتجاربها الناجحة، نجد أن نهضة بعض الدول الصناعية المهمة بنيت على إيمان حكوماتهم بأن التطور الصناعي هو حجر الأساس في بناء اقتصاد مستدام بأيدي الشباب والشابات المهرة من أبناء الدولة.
مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني

أخبار ذات صلة الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة شرطة أبوظبي: دوريات أمنية نسائية في الميدان لتعزيز السلامة على الطرقات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهارات آسيا العالمية الإمارات مسابقة مهارات آسيا العالمية مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني دول آسیا

إقرأ أيضاً:

سعيد الرميثي القائد الملهم في اصنع في الإمارات 2025

في وقت تشهد فيه دولة الإمارات تحولًا متسارعًا نحو اقتصاد صناعي متنوع ومستدام، برز اسم المهندس سعيد غمران الرميثي كأحد الوجوه القيادية التي ساهمت في ترسيخ أسس هذا التحول. من خلال موقعه على رأس مجموعة "إمستيل"، استطاع الرميثي أن يقود واحدة من أبرز شركات التصنيع الثقيلة في الدولة، واضعًا بصمة واضحة في قطاع الحديد ومواد البناء، أحد القطاعات المحورية في الاستراتيجية الصناعية الوطنية.

مؤخرًا، حصل الرميثي على جائزة "القائد الملهم" خلال فعاليات "اصنع في الإمارات 2025"، وهي جائزة تُمنح تقديرًا للقيادات الصناعية التي كان لها تأثير ملموس في دعم القطاع الصناعي وتعزيز تنافسيته على المستويين المحلي والدولي. ويأتي هذا التكريم تتويجًا لمسيرة مهنية امتدت لأكثر من عشرين عامًا، تدرج خلالها في مختلف المناصب الفنية والإدارية حتى تولى القيادة التنفيذية لإمستيل.

بدأ الرميثي مشواره المهني في القطاع الصناعي كمدير مشروع في المؤسسة العامة القابضة (صناعات)، قبل أن ينتقل إلى إمستيل، حيث شغل سلسلة من المناصب الفنية والإدارية، بدءًا من إدارة الإنتاج، وصولًا إلى منصب الرئيس التنفيذي. هذه التجربة الميدانية ساعدته في بناء رؤية شاملة تجمع بين التشغيل الفني والتخطيط الاستراتيجي.

سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إمستيل»

 

نمو في القدرات الصناعية وتوسع عالمي


شهدت إمستيل خلال فترة قيادته توسعًا ملحوظًا على المستويين المحلي والدولي. ففي عام 2024، بلغت قيمة صادرات الشركة نحو  2.2 مليار درهم، تم تصديرها إلى أكثر من 70 سوقًا عالميًا، ما يعكس تطور القدرات التنافسية للمنتج الصناعي الإماراتي في قطاع الحديد.

على المستوى المحلي، ضخت المجموعة أكثر من  3.5 مليار درهم في سلسلة التوريد داخل الدولة خلال عام 2024، ووجّهت ما نسبته 50% من إنفاقها إلى الشركات الوطنية. كما حققت المجموعة نسبة  77.07%  في برنامج المحتوى الوطني (ICV) من نفس العام، في خطوة تنسجم مع مستهدفات "مشروع 300 مليار"، الذي يهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي.

وتسهم إمستيل اليوم بنحو 10% من إجمالي ناتج الصناعات التحويلية غير النفطية في أبوظبي، وتستحوذ على قرابة 60% من الحصة السوقية الوطنية في قطاع الحديد، ما يجعلها ركيزة مهمة في البنية الاقتصادية للدولة.


أخبار ذات صلة سيف بن زايد: حمد بن سهيل بن عويضة الخييلي ستظل ذكراه نبراساً يضيء دروب الأوفياء الإمارات تقدم 66 ألف طن مساعدات إنسانية إلى غزة عبر «الفارس الشهم 3»

الاستدامة: محور استراتيجي في نهج الرميثي


أولى الرميثي أهمية كبيرة لموضوع الاستدامة، باعتبارها ركيزة أساسية لنهضة الصناعة الحديثة. تحت قيادته، تبنّت إمستيل عددًا من المبادرات النوعية في مجال خفض الانبعاثات وتحسين كفاءة الطاقة، من أبرزها اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الانبعاثات، وتدشين أول مشروع للحديد المستدام بالاعتماد على الهيدروجين الأخضر في المنطقة بالتعاون مع "مصدر".

كما سجلت الشركة خفضًا بنسبة 23% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بخط الأساس لعام 2019، وتهدف للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050. وتُظهر هذه الخطوات التزامًا حقيقيًا بتحقيق أهداف دولة الإمارات في مجالات البيئة والطاقة المستدامة.


اعتراف دولي بقيادة وطنية


لم يقتصر تأثير الرميثي على السوق المحلية، بل لاقى حضورًا لافتًا على المستوى الإقليمي والدولي. فقد اختارته مجلة  فوربس الشرق الأوسط ضمن أفضل الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لثلاثة أعوام متتالية من 2022-2024، كما احتل المرتبة الثالثة في قائمتها لقادة الاستدامة في فئة التصنيع، في إشارة إلى دوره في إدخال ممارسات الاستدامة في قطاع الصناعات الثقيلة.

وعلى صعيد العمل المؤسسي، شغل الرميثي عددًا من المناصب البارزة، منها رئاسة لجنة منتجي الحديد في الدولة، ورئاسة مجلس إدارة شركة الغربية لأنابيب النفط، إلى جانب عضويته في اللجنة الاقتصادية للاتحاد العالمي للصلب (worldsteel)، كأول مسؤول عربي يشغل هذا المنصب بين عامي 2018 و2021. وهو أيضاً عضو في لجنة التدقيق في الإتحاد العالمي للصلب.

 

تمكين الكفاءات الوطنية كأولوية مستقبلية


يرى الرميثي أن استدامة القطاع الصناعي تبدأ من الداخل، عبر الاستثمار في الكفاءات البشرية. وقد أولى خلال مسيرته اهتمامًا خاصًا بتمكين الشباب المواطن وتأهيلهم لشغل مناصب قيادية في مختلف مجالات التصنيع، مؤكدًا أن بناء جيل صناعي إماراتي قادر على المنافسة العالمية هو هدف استراتيجي لا يقل أهمية عن التوسع أو الابتكار.

في ظل هذه الجهود، لا تُعد الجوائز أو التصنيفات سوى محطات في مسيرة مهنية مستمرة، تُجسد التزامًا طويل الأمد تجاه تطوير قطاع حيوي يمثل أحد ركائز مستقبل اقتصاد دولة الإمارات.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • جامعة أبوظبي تستضيف المؤتمر الدولي للتنمية المستدامة العالمية
  • رئيس باراغواي يلتقي في مقر إقامته في أبوظبي نهيان بن مبارك ويبحثان آفاق التعاون المشترك
  • منظمة الصحة العالمية تعتمد قرار رفع علم دولة فلسطين في مقرها
  • سفير الدولة لدى بلجيكا يبحث مع رئيس وزراء والونيا سبل تعزيز العلاقات الثنائية
  • أبوظبي ترسم ملامح المستقبل في «السلة العالمية»
  • نهيان بن مبارك يكرم نعومي أوهيني أوتي من غانا بجائزة أستر جارديانز العالمية للتمريض
  • الإمارات و«منظمة الصحة العالمية» يطلقان قاعدة بيانات لمكافحة الملاريا في 18 دولة
  • سعيد الرميثي القائد الملهم في اصنع في الإمارات 2025
  • نهيان بن مبارك يكرّم الفائزين بجوائز «أبوظبي للثقافة والفنون»
  • تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الخليج ودول جنوب شرق آسيا والصين.. تفاصيل