عربي21:
2025-12-14@00:44:53 GMT

كلفة ما بعد الحرب لا يذكرها أحد

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

اللافت للانتباه في تغطية حرب غزة، أنها تغطي كل شيء، عدا التساؤلات التفصيلية حول ما بعد الحرب، والإجابات الدقيقة، وليس الإجابات العامة التي تجدول الأزمات كل مرة.

نحن ننشغل جميعا بعدد الضحايا الفلسطينيين، من شهداء وجرحى وغير ذلك، وتمر علينا أرقام البيوت المهدمة، ونسمع كلاما كثيرا عن إعادة الإعمار، ولأننا أصحاب عاطفة نركز على الحدث اليومي، ولا نقرأ الواقع الإستراتيجي، وهذا الواقع مؤلم جدا، سيحتاج إلى ما هو أكبر من خطط إعمار، كريمة أو بخيلة، مشروطة، أو بدون شروط، عاجلة أو مؤجلة.



تأتيك اتصالات من زملاء صحفيين من داخل قطاع غزة، واتصالات من أصدقاء لهم أقارب في غزة، والكل يجمع على حقيقة واحدة، أن الجريمة أكبر بكثير مما تصوره الكاميرات وتنقله وسائل الإعلام، لأن الإعلام لا يصل إلى كل مكان، وأغلب الحكايات تم دفنها، أو انشغل أصحابها بالبحث عن مكان آمن، فهذا ليس وقت السرديات الشخصية، ولا رواية الحكايات.

أغلب بيوت قطاع غزة تم هدمها كليا، والتي لم يتم هدمها تخلخلت، والعمارة التي سلمت محاطة بحي مهدوم، وشوارع محفرة، والمستشفيات متوقفة وأجهزتها معطلة، والأدوية قليلة، والمدارس مقصوفة، والجامعات مهدومة، وكلاهما متوقف عن التعليم، والتجارة تم تدميرها، وحتى الأحياء التجارية والصناعية تم قصفها، والاقتصاد تم شطبه، حتى وصل الأمر إلى قصف مصنع أدوية، والمساجد والكنائس تم هدمها، والأرض الزراعية تم قصفها أو تجريفها، وقوارب الصيد تم حرقها، وشبكات المياه تم قصفها، وشبكات الكهرباء والمولدات تم تدميرها، ولم يبق شيء في غزة سوى البشر.

والتفاصيل كلها هنا تقول إننا اليوم أمام كتلة بشرية تعيش فوق أنقاض مدن كانت موجودة، وإذا كان هذا الكلام لا يحبه البعض لأنه يعتبره مساسا بالروح المعنوية، أو انتقاصا من فكرة الوقوف في وجه الاحتلال، فهذا مجرد سوء ظن، أتفهمه بسبب الحساسيات، لكن علينا أن نعترف أن ما بعد الحرب، أسوأ من الحرب، بكل ما تعنيه الكلمة على حياة الناس.

هذا هو الواقع، وربما التساؤلات المؤجلة تتعلق بما يقال عن خطط إعمار، وهي تكاد تكون مستحيلة، لأنك أمام شطب لمدن عمرها 100 سنة في العصر الحديث، وليس أمام أحياء تضررت وبضع خدمات بحاجة إلى استرداد، وهذا يعني ببساطة أنك قد لا تجد دولا في العالم مستعدة لإعادة بناء قطاع كامل من جديد، ولا استرداد البنيان والخدمات، لأن الكلف هنا مذهلة، والتقديرات متفاوتة، وقد يساعدك العالم جزئيا ببضعة مليارات لاسترداد الأساسيات.

حتى الأضرار المعنوية لا يحصيها أحد، وربما قطاع غزة فيه أعلى نسبة أيتام في العالم العربي، زاد عددهم بسبب الحرب، ودور الأيتام تم هدمها، والأضرار النفسية على الأطفال والأمهات وكبار السن وغيرهم، بحاجة إلى علاج، فهؤلاء نهاية المطاف من البشر، ولديهم أحاسيس، ومشاعر، وهم يعيشون منذ سبعة أشهر تحت صوت الصواريخ والقصف، فوق مشاعر الألم والفقدان والخسائر، التي يحاول البعض من باب إكرام الفلسطينيين ومحبة بهم، التهوين منها على أساس أن الفلسطيني عملاق ويتحمل كل شيء، وهذا تشجيع من بعيد، لأن الذي يكتوي بنار الاحتلال، إنسان نهاية المطاف، ولديه مشاعره، وإن كان يحتسب عند الله.

ما يجري في قطاع غزة، ليس مجرد حرب ضد فصائل، هذه حرب ضد الشعب الفلسطيني، حرب انتقامية، يراد عبرها إعادة ترسيم الجغرافيا السكانية، ضمن مخططات إسرائيلية أبشع وأسوأ لم نرها حتى اليوم، وعلينا أن نفتح عيوننا عليها جيدا، وأن نستعد لما سنراه عمّا قريب.

الغد الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال إسرائيلية إسرائيل احتلال غزة مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يدخلون قطاع غزة أمام أنظار جيش الاحتلال

اقتحم مستوطنون إسرائيليون مدينة غزة، حسبما أفادت مصادر رسمية وتقارير صحفية، قبل أن يزعم جيش الاحتلال أنه تم اعتقالهم لاحقًا، حيث كانوا تحت المراقبة.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن المقتحمين "ناشطون استيطانيون"، ويظهر فيديو رجلا يحمل شتلة بيده في المنطقة، ويقول: "جئنا لنغرس من أجل المستوطنة اليهودية في غزة. كل أرض إسرائيل لنا".

עשרות ישראלים נכנסו הערב בחסות החשיכה לרצועת עזה - במטרה ליישב מחדש את יישובי גוש קטיף.

צה"ל הצליח להוציא את מרביתם והודיע כי השיב אותם ארצה, אך לטענת המארגנים: יש קבוצה שעדיין מצליחה להישאר בשטח ולא מצליחים לפנות אותה. pic.twitter.com/KxHNBYqni2 — ינון שלום יתח (@inon_yttach) December 10, 2025
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن هؤلاء "ناشطون يمينيون ذوو توجهات استيطانية في غزة"، وأوضحت أن المجموعة تراوح عددها بين 7 إلى 10 إسرائيليين تجاوزا الحدود إلى داخل القطاع لنحو 200 متر انطلاقًا من المنطقة الواقعة بين مستوطنتي "نير عام" و"مفالسيم".

وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طلب نواب إسرائيليون من وزير الحرب يسرائيل كاتس، السماح لهم بتنظيم جولة داخل قطاع غزة، تمهيدًا لاستئناف الاستيطان فيه، وهو ما يتعارض مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بغزة.

جاء ذلك في رسالة وجهتها جماعة ضغط من أجل الاستيطان بغزة إلى كاتس، بحسب القناة 12 العبرية، وهذه الجماعة يرأسها كل من النائبة من حزب "القوة اليهودية" ليمور سون هار-ميليخ، والنائب من حزب "الصهيونية الدينية" تسفي سوكوت، وهذان الحزبان يمينيان متطرفان ويرأس الأول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فيما يرأس الثاني وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وأفادت جماعة الضغط في رسالتها آنذاك بأنها تهدف إلى إعادة بناء مستوطنة نيسانيت، التي أقيمت عام 1984 على مساحة 1610 دونمات، قبل تفكيكها مع باقي المستوطنات عام 2005، وتابعت وفق رسالتها: "سنرفع العلم (الإسرائيلي) في غزة، إنها فعالية للتعبير عن تحقيق رؤية الاستيطان اليهودي في أرض أجدادنا"، حسب زعمهم.

وفي تموز/يوليو الماضي، سار مئات المستوطنين على طول الحدود مع قطاع غزة المدمّر بعد 23 شهرًا من الحرب، انطلاقا من سديروت وحتى نقطة في مستوطنة نير عام، مطالبين بعودة الاستيطان في القطاع الفلسطيني.

ولوَّح المتظاهرون، بأعلام إسرائيلية ورايات حركة "غوش قطيف" البرتقالية التي تُمثّل تكتلًا من 21 مستوطنة إسرائيلية جرى تفكيكها في قطاع غزة عام 2005، وانسحب جيش الاحتلال قبل 20 عامًا من غزة، بعد 38 عامًا من الانتشار العسكري فيه، وجرى إجلاء 8 آلاف مستوطن وتفكيك 21 مستوطنة، وبقيت فئة متشددة من المستوطنين تُطالب بالعودة، ويعتقد بعضهم أن الوقت مناسب لتحقيق حلمهم، كما انضم إلى سكان الكتل الاستيطانية القدامى، جيل جديد من الإسرائيليين الراغبين في الانتقال إلى غزة.

هكذا يرى المجتمع المستوطن اراضينا، يريدون حلم دولة إسرائيل الكبرى … "الارض الموعودة"

The Israeli settler terrorist leader Daniella Weiss : we don’t want peace we want Greater Israel.

القائدة الإرهابية للمستوطنين الإسرائيليين دانييلا فايس: نحن لا نريد السلام، نحن نريد “إسرائيل… pic.twitter.com/SmkMVwW1tC — Amer Al-Hanooti (@amer_alhanooti) August 18, 2025
وتقول دانييلا فايس (79 عاماً): "نحن ألف عائلة، ترونهم في هذه المسيرة، نحن مستعدون للانتقال الآن والعيش في الخيام"، وتُضيف دانييلا فايس، التي شغلت منصب رئيسة بلدية مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية: "نحن مستعدون للانتقال مع أولادنا فورًا إلى منطقة غزة، لأننا نؤمن بأن هذا هو الطريق لتحقيق الهدوء والسلام ووضع حدٍّ لحماس". 

ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي يفرضها جيش الاحتلال على دخول شاحنات المساعدات، منتهكًا بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.

وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت لعامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

مقالات مشابهة

  • مرصد اقتصادي:كلفة إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق بلغت 5.6 تريليونات ديناراً
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • المفوضية الأوروبية: دعم أوكرانيا يتواصل ورسالة حازمة لروسيا بشأن كلفة الحرب
  • مستوطنون يدخلون قطاع غزة أمام أنظار جيش الاحتلال
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • توازن الرعب التكنولوجي.. حين تتحول الرقائق إلى سلاح يغيّر شكل العالم