أجواء فكاهية.. بايدن يهزأ من حاله ومن ترامب في فعالية بواشنطن
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
ألقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، خطابا لا يخلو من الدعابة هزأ فيه من نفسه ومن خصمه في السباق الانتخابي، دونالد ترامب، واصفا إياه بـ"طفل في السادسة من العمر"، خلال العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض الذي أقيم احتجاج على الحرب في غزة في محيط مكان تنظيمه.
وتقاطرت كوكبة من الضيوف البارزين، من صحفيين ومشاهير، إلى فندق هيلتون في واشنطن حيث احتشد نحو مئة متظاهر بالقرب من المدخل ردد البعض منهم شعارات مثل "العار عليكم".
إلا أن الحرب بين إسرائيل وحماس لم تكن محور الكلام الذي طغت عليه نكات حول سن جو بايدن وسقطاته بين الفترة والأخرى على درج الطائرة الرئاسية.
ويشارك الرئيس الأميركي في مأدبة العشاء هذه مرتضيا التعرض لنكات كوميديّ يحيي السهرة الفاخرة، قبل أن يدلي بكلمة لا تخلو بدورها من الدعابة.
وهذه السنة، تولى الكوميدي، كولن جوست، من برنامج "ساترداي نايت لايف" الشهير على محطة "إن بي سي" إحياء الحفل. وكانت زوجته الممثلة، سكارلت جوهانسن، بين الحضور.
وهو قال: "اسمحوا لي بداية بأن أشير إلى أن الساعة تخطت العاشرة ليلا وما زال جو النعسان مستيقظا، في حين أمضى دونالد ترامب الأسبوع في المحكمة نائما كل صباح"، في إشارة إلى محاكمة الملياردير في نيويورك في قضية التستر على دفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها.
ولم يفوت بايدن (81 عاما) هذه الفرصة كي يسخر من خصمه الجمهوري (77 عاما) الذي كان يتغيب عن هذه المناسبة خلال ولايته الرئاسية، مصرحا أن "السن هو الجامع الوحيد بيننا".
غير أن كلا من جوست وبايدن اعتمد نبرة أكثر جدية عند التطرق إلى مسألة المناخ السياسي السائد في الولايات المتحدة. واعتبر الرئيس الأميركي أن منطق دونالد ترامب يشكل خطرا، لا سيما بعد حادثة الهجوم على الكابيتول في عام 2021.
وصرح الرئيس الأميركي "نحن في خضم انتخابات 2024 ونعم السن مسألة أساسية فيها"، مشيرا "فأنا رجل بالغ أتنافس مع طفل في السادسة من العمر".
ورد ترامب على الخطاب في منشور على منصة تروث سوشال للتواصل الاجتماعي التي يمتلكها ووصفه بأنه "سيء للغاية". وقال: "جو المحتال كارثة مطلقة! الوضع لا يمكن أن يصبح أسوأ مما هو عليه بالفعل!".
وبعيدا عن أجواء المرح السائدة في الحفل، أقيمت أمام مدخل الفندق تظاهرة للاحتجاج على الحرب في غزة حمل خلالها محتجون لافتات ومكبرات صوت وعلقوا علما فلسطينيا يمتد على أمتار من أعلى الفندق إلى أسفله.
وقالت إحدى المجموعات المنظمة للتظاهرة "كود بينك" إنها تريد "إيقاف" العشاء احتجاجا على "تواطؤ حكومة بايدن في استهداف الصحفيين الفلسطينيين وقتلهم على يد الجيش الإسرائيلي"، موضحة أن هذا التحرك "غير عنيف".
وتجنب بايدن المرور بالحشد الكبير من المحتجين عند المدخل الأمامي للفندق ودخل عبر المدخل الخلفي حيث قابله عدد أقل من المحتجين المطالبين بوقف إطلاق النار.
ووجه بايدن جزءا من خطابه للمؤسسات الصحفية، وقال: "لست أدعوكم للتحيز لطرف ما حقا. بل أطلب منكم أن تكونوا على قدر جدية اللحظة. تجاوزوا مسألة السباق الشكلية... والأمور التي تشتت والعروض الجانبية التي باتت تهيمن على مشهدنا السياسي وركزوا على ما هو حقا على المحك".
ونظمت حركة "كود بينك" مسيرة إلى موقع الحفل من أحد المتنزهات القريبة. وكتبت الحركة على موقعها الإلكتروني "وسائل الإعلام الأميركية تردد الروايات المعادية للفلسطينيين وتتجاهل جرائم الحرب الإسرائيلية".
وواجه بايدن حركة متزايدة مناهضة للحرب في غزة هذا العام، بما في ذلك قيام محتجين بتعطيل حفل لجمع تبرعات في مارس بقاعة راديو سيتي ميوزيك في نيويورك، احتجاجا على تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة في غزة.
ورفضت كيلي أودونيل، رئيسة جمعية مراسلي البيت الأبيض، التعليق على الإجراءات الأمنية المتعلقة بحفل العشاء.
وقال أليكسي ورلي، المتحدث باسم جهاز الأمن الرئاسي "سلامة وأمن الأشخاص الذين نحميهم هما الأولوية القصوى لجهاز الخدمة السرية" رافضا الإدلاء بمزيد من التعليقات.
وفي رسالة مفتوحة، كتب عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين الذين طالبوا بمقاطعة هذا الحدث السنوي "تتحملون مسؤولية خاصة عن قول الحقيقة للأقوياء ودعم النزاهة الصحفية. من غير المقبول لزوم الصمت، إما بداعي الخوف وإما لأسباب تتصل بالمهنة، في وقت يتواصل اعتقال وتعذيب وقتل صحفيين في غزة لمجرد أنّهم يؤدون وظيفتهم".
وتقول لجنة حماية الصحفيين التي مقرها في نيويورك إن ما لا يقل عن 97 صحفيا قتلوا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، بينهم 92 فلسطينيا. وأصيب 16 آخرون على الأقل.
ونظّم عشاء مراسلي البيت الأبيض على وقع اتساع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية، مع انتشار لشرطة مكافحة الشغب وتوقيف المئات.
والعام الفائت، شارك 2600 مدعو في الحدث الذي تقيمه جمعية مراسلي البيت الأبيض النافذة، ويتخلله توزيع جوائز ومنح لطلاب يتخصصون في الصحافة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی البیت الأبیض فی غزة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يؤكد تقديم مقترح نووي لإيران.. وطهران تدرس الرد وفق «مصالحها الوطنية»
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أمس السبت، أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قدّم إلى إيران مقترحاً مكتوباً "مفصلاً ومقبولاً"، بشأن الاتفاق النووي، معتبرة أن قبول طهران لهذا المقترح يصب في مصلحتها.
وشدّدت ليفيت على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحاً في موقفه بأن "إيران لا يمكنها أبداً الحصول على قنبلة نووية"، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل حول مضمون الاقتراح.
زيارة عمانية ووعود بالرد الإيرانيفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، أن نظيره العماني بدر البوسعيدي زار طهران، السبت، حاملاً بنود المقترح الأمريكي، في إطار الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان لإعادة إحياء الاتفاق النووي المتعثر.
وقال عراقجي في منشور عبر منصة "إكس" إن طهران سترد على المقترح "بما يتماشى مع مبادئ الشعب الإيراني ومصالحه الوطنية وحقوقه"، مما يعكس تمسك إيران بثوابتها النووية رغم الضغط الأمريكي.
أبرز بنود الوثيقة الأمريكيةونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة أن المقترح الأمريكي لا يمثل مسودة اتفاق كاملة، بل عبارة عن "نقاط رئيسية" تهدف إلى كسر الجمود المستمر في المحادثات النووية.
ووفقًا للتفاصيل المسربة، فإن المقترح يدعو إيران إلى وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، مقابل تأسيس تحالف إقليمي يقوم بمهمة التخصيب لأغراض مدنية، تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمشاركة أمريكية.
كما تتضمن الوثيقة بندًا يُتيح لواشنطن الاعتراف بحق طهران في التخصيب، لكن مع تعليق كامل للأنشطة الفعلية داخل إيران، وهي صيغة تسوية يُراد منها إرضاء الطرفين.
وتعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الإدارة الأمريكية مقترحًا مكتوبًا لطهران منذ انطلاق المفاوضات غير المباشرة في أبريل الماضي، بعد أن طالبت إيران سابقًا بالحصول على مواقف مكتوبة بدلًا من عروض شفهية.
طهران ترفض المساس بـ"الخط الأحمر"وكان المسؤولون الإيرانيون قد أكدوا مراراً في الأسابيع الماضية أنهم لن يتخلوا عن حقهم في تخصيب اليورانيوم، واصفين ذلك بأنه "خط أحمر". وتأتي هذه المواقف في ظل استمرار إيران في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة التخصيب المطلوبة لصنع أسلحة نووية.
ووفق تقرير فصلي أصدره المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، فإن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب بلغ نحو 900 رطل، بزيادة ملحوظة عن فبراير الماضي الذي سجل 605 أرطال، مما أثار قلقاً دولياً متزايداً.
ونقلت نيويورك تايمز عن مصادر استخباراتية أمريكية أن فريقًا سريًا من العلماء الإيرانيين يواصل العمل على نهج بديل وسريع لتطوير سلاح نووي، إذا ما تقرر ذلك سياسياً، وهو ما يضيف بعدًا خطيرًا للنقاش الدائر.
ورغم أن إيران لم تعلن انسحابها من الاتفاق النووي، إلا أن انسحاب واشنطن من الاتفاق السابق عام 2018، وما تبعه من تقليص طهران لالتزاماتها، أدى إلى تدهور شديد في آليات الرقابة، حيث عطلت إيران العديد من كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار في المواقع الحساسة.