بالنسبة لملايين البشر حول العالم، يرتبط فصل الربيع بالعطس وعينين دامعتين مع سيلان بالأنف، وهو ما يعرف بالتهاب الأنف التحسسي أو حمى القش، ويعاني منها 8% من الأميركيين وحدهم، وفق الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو.

تحدث حمى القش عندما يبالغ جهازك المناعي في ردة فعله تجاه مسببات الحساسية الخارجية، فيتعامل مع المواد المحمولة بالهواء والتي عادة ما تكون غير ضارة على أنها خطيرة، ومن ثم يطلق الهستامين ومواد كيميائية أخرى في مجرى الدم.

تنتج هذه المواد أعراضا تسبب الحساسية، ومن أكثر مثيرات الحساسية شيوعا، الأعشاب وحبوب اللقاح التي تطلقها بعض الأشجار والنباتات في الهواء في هذا الوقت من العام، وكذلك عث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعفن ولدغات الحشرات.

نصائح للحد من أعراض حساسية الأنف الموسمية

قد تحتاج لبعض التغييرات في نمط حياتك لتقليل رد الفعل التحسسي تجاه مسببات الحساسية، وفيما يلي بعض النصائح التي ستساعدك على اجتياز هذا الموسم بأعراض أقل خطورة:

أولا: التخلص من مسببات الحساسية داخل المنزل مثل الغبار ووبر الحيوانات والعفن عبر:

غسل ملاءات الفراش بالماء الساخن جدا مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. عدم السماح للحيوانات الأليفة بالنوم في سريرك أو دخول غرفة نومك. إصلاح أي تسريبات للمياه، والاهتمام بتنظيف الأماكن والأجهزة التي يمكن أن يزدهر بها العفن والآفات، مثل أجهزة الترطيب والثلاجات والمكيفات. تستقر مسببات الحساسية على السجاد والأثاث، لذا يُفضل التنظيف باستخدام المكانس الكهربائية المزودة بمرشحات لمنع رجوع الجزيئات المسببة للحساسية مرة أخرى في الهواء. يجب التخلص من مسببات الحساسية داخل المنزل مثل الغبار ووبر الحيوانات والعفن (بيكسلز)

ثانيا: الحد من التعرض لحبوب اللقاح من خلال:

متابعة أخبار الطقس المحلية والتوقعات الخاصة بحبوب اللقاح ومستوياتها، ومحاولة البقاء في المنزل عندما تكون أعدادها مرتفعة. ارتداء النظارات الشمسية وقناع الغبار أو الكمامات، لإبعاد مسببات الحساسية عن أنفك وفمك وعينيك، ولاسيما مع نشاط الرياح وفي الأيام العاصفة، إذ تمنع الكمامة 95% من الجزيئات الصغيرة التي تسبب الحساسية الموسمية. الاستحمام فور الرجوع إلى المنزل، وتأكد من غسل شعرك جيدا لإزالة أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح. غلق النوافذ واستخدام جهاز تنقية الهواء، إذ يقوم بسحب الهواء الداخلي إلى الجهاز وتمريره عبر مرشح لتجميع كل مسببات الحساسية، ومن ثم يدفع الهواء النظيف إلى الغرفة مرة أخرى. تجنب الخروج في الصباح الباكر عندما تكون كميات حبوب اللقاح مرتفعة (تبلغ ذروتها بين الساعة الخامسة والعاشرة صباحا)، كذلك تجنب القيادة ونوافذ سيارتك مفتوحة. تقليل أعمال البستنة واقتلاع الحشائش في هذه الفترة.

ثالثا: اتباع نظام غذائي صحي وتبني عادات غذائية جيدة مثل:

إضافة بعض الفواكه والخضروات الطازجة إلى كل وجبة، والتي تساعد بدورها في تعزيز مستويات مضادات الأكسدة وفيتامين سي. الحفاظ على رطوبة الجسم، إذ ينتج الجسم المزيد من الهستامين المسبب للحساسية عندما يعاني من الجفاف، لذا ينبغي شرب كميات كافية من المياه والعصائر الخالية من السكر، وكذلك الاعتماد على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء كالخيار والتوت والحساء والمرق. تعزيز الأطعمة الغنية بالكيرسيتين، والتي تنظم إنتاج الهستامين في الجسم، ومنها التفاح والعسل والتوت والبصل والعنب الأحمر والكرز والبروكلي والقرنبيط والحمضيات والخضروات الورقية والشاي الأخضر، ويُنصح بالمواظبة على مكملات الكيرسيتين لمدة أسابيع قبل موسم الحساسية للحصول على أفضل النتائج. العنب غني بمادة ريسفيراترول التي تحارب شيخوخة البشرة وتقي من أمراض القلب وأمراض المناعة الذاتية (غيتي إيميجز) تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي، وذلك من خلال إضافة عصير الليمون الطازج أو القليل من خل التفاح إلى كوب الماء الصباحي. الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والموجودة في الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكفير، وقد أشارت مراجعة منهجية نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب عام 2015 إلى أن البروبيوتيك يساعد في تحسين أعراض حساسية الأنف الموسمية.

رابعا: العلاج بالأعشاب والنباتات، والتي توفر طريقة طبيعية وبديلة لعلاج التهاب الأنف التحسسي مثل:

نبق البحر: يحتوي على أكثر من 190 عنصرا غذائيا ومغذيات نباتية، إلى جانب كميات وفيرة من إنزيم ديسموتاز الذي يلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي. الزنجبيل: يعمل كمضاد طبيعي للهستامين ومضاد للفيروسات. الكركم: يساعد في تقليل التهاب الغشاء المخاطي للأنف وتخفيف أعراض التهاب الأنف التحسسي، يمكنك إضافة ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم إلى كوب من الحليب الدافئ يوميا. يعمل الزنجبيل كمضاد طبيعي للهستامين ومضاد للفيروسات (وكالة الأنباء الألمانية)

خامسا: علاجات منزلية تعزز الشعور بالراحة مثل:

استخدام غسول الأنف الملحي: تترسب حبوب اللقاح في تجويف الأنف، وأظهرت مراجعة منهجية نشرتها المكتبة الوطنية للطب عام 2012، أن المحلول الملحي له آثار مفيدة لكل من الأطفال والبالغين المصابين بحساسية الأنف الموسمية، ويمكن استخدام محلول ملحي جاهز أو تحضيره في المنزل بمزج كوب من الماء المقطر أو المغلي بعد تبريده مع نصف ملعقة من الملح وقليل من صودا الخبز. استنشاق البخار: يساعد في تقليل الالتهاب وتخفيف أعراض الحساسية، يمكنك ملء وعاء بالماء الساخن مع إضافة بضع قطرات من الزيوت العطرية مثل الكافور أو النعناع. ضع منشفة فوق رأسك، وانحنِ فوق الوعاء لاستنشاق البخار لمدة 10 إلى 15 دقيقة. استخدام الزيوت العطرية: يمكن نشر الزيوت العطرية في الهواء أو تخفيفها في زيت ناقل إذا تم استخدامها موضعيا، مثل: زيت النعناع، زيت الشاي الأخضر، زيت اللافندر، زيت الليمون، زيت اللبان العطري وزيت الأوكالبتوس، ولكن ينبغي استشارة الطبيب إذا كنت حاملا أو مرضعة. الزيوت العطرية تعزز الشعور بالراحة (بيكسابي)

وبشكل عام، إذا زادت أعراض حساسية الأنف، استشر طبيبك الخاص لمناقشة خيارات العلاج وإدارة الحالة بشكل فعال، لأن الحساسية الشديدة قد تهدد حياتك.

كذلك استشر الطبيب قبل البدء في استخدام أي مكملات غذائية بانتظام خاصة إذا كنت تتناول أدوية يومية أو تعاني من أي حالة صحية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات أعراض حساسیة الأنف مسببات الحساسیة الزیوت العطریة

إقرأ أيضاً:

"مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" تضع نهجاً استباقياً للحد من استغلال الأطفال الأكثر عرضة للخطر

 

الشارقة- الرؤية

في "اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص"، الذي يصادف 30 يوليو من كل عام، يجد المجتمع الدولي نفسه أمام حقيقة مؤلمة؛ الأطفال لا يزالون من بين الفئات الأكثر استغلالاً وضعفاً والأقل حماية في العالم، حيث شهدت ظاهرة استغلال الأطفال والاتجار بالبشر تصاعداً مقلقاً بعد جائحة كوفيد-19، مع ارتفاع عدد الأطفال الضحايا الذين تم رصدهم بنسبة 31%. وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إلى وجود نحو 138 مليون طفل يعانون من عمالة الأطفال حول العالم، وهو رقم لا يزال مرتفعاً رغم انخفاضه مقارنة بالتقدير السابق البالغ 160 مليون طفل.

لا تؤكد هذه الأرقام حجم الأزمة فحسب، وإنما تبرز الطابع الدائري المتكرر، حيث تفضي كل أزمة جديدة إلى ترسيخ أنماط الاستغلال والانتهاك بحق الأطفال.

وفيما تواصل الحكومات والمنظمات غير الحكومية تسليط الضوء على تصاعد هذه المخاطر، تتخذ "مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" خطوة أبعد نحو التحرك المنهجي الفوري، من خلال استراتيجية وقائية لإعادة بناء الأنظمة التي تسمح بانتهاك حقوق الأطفال واستمرار الاستغلال والاتجار والظلم.

حماية الأطفال من خلال معالجة الأسباب الجذرية

تدرك "مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" أن الأزمات العالمية مترابطة، فالكوارث الطبيعية تؤدي إلى حركة نزوح واسعة، مما يجبر الأطفال على ترك الدراسة، ويرفع احتمال تعرضهم للاستغلال والاتجار، كما تدفع النزاعات والفقر الأطفال إلى العمل القسري والانضمام إلى الشبكات الإجرامية، وتؤدي الفجوة بين الجنسين إلى تفاقم هذه المخاطر، حيث تتعرض الفتيات للاستغلال، ويُجبر الفتيان على الانضمام إلى جماعات مسلحة وممارسة أعمال غير مشروعة، وتؤمن المؤسسة أن معالجة أي قضية بمعزل عن الأخرى ليس مجدياً، وأن الحماية الفعالة تحتاج إلى نهج منسق ومتعدد القطاعات.


 

وانطلاقاً من التزامها الراسخ بحماية الأطفال كرؤية ورسالة وأهداف نبيلة، تتماشى جهود المؤسسة بشكل مباشر مع ثلاثة من أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة، الهدف 16.2؛ الذي يسعى إلى إنهاء إساءة المعاملة والاستغلال والاتجار بالبشر وجميع أشكال العنف ضد الأطفال وتعذيبهم، والهدف 5.3؛ الساعي إلى القضاء على زواج الأطفال، والزواج المبكر، والزواج القسري، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والهدف 8.7؛ الذي يدعو إلى القضاء على العمل القسري وإنهاء العبودية المعاصرة والاتجار بالبشر، وحظر عمالة الأطفال بكافة أشكالها، بما في ذلك تجنيدهم.

وقالت لوجان مراد، مدير مؤسسة "مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية": "حماية الأطفال لم تعد تتعلق بالإنقاذ، بل أصبحت عملية وقائية بنيوية، ولهذا تقوم استراتيجيتنا على ثلاثة محاور أساسية تشمل الوقاية عبر التوعية المجتمعية والتنمية، والاحتواء من خلال رعاية الأطفال المعرضين للخطر وتأمين حمايتهم، والشراكات لبناء شبكة عالمية من الشراكات المؤثرة، كما تتضمن برامج المناصرة والحماية وبناء القدرات".

وفي صميم هذه الرؤية تقف القيادة الملهمة لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة المؤسسة، وإحدى أبرز المناصرين لحقوق الأطفال والتنمية الإنسانية في المنطقة والعالم. وتجاوز التزام سموها بكرامة الأطفال وسلامتهم الحدود والخلفيات والإجراءات البيروقراطية، وقد رسّخت في المؤسسة فلسفة إنسانية مفادها أن حماية الأطفال واجباً من منطلق العدالة. وبفضل قيادتها، تتبنى المؤسسة مساراً مستداماً وطويل الأمد يعالج جذور الهشاشة، وينصر صوت الفئات التي غالباً ما تُهمّش أو لا تُسمع.

حماية الأطفال في زنجبار والمكسيك

أطلقت "مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" أول مشاريعها العالمية لحماية أكثر من 30 ألف طفل معرضين لمختلف أنواع العنف والاستغلال في كل من زنجبار والمكسيك، بالتعاون مع "منظمة أنقذوا الأطفال الدولية" و"منظمة بلان إنترناشيونال"، وتركز هذه المشاريع على التصدي لقضايا عاجلة مثل العنف واستغلال الأطفال والمخاطر التي يواجهها الأطفال المهاجرون غير المصحوبين بذويهم.

وفي زنجبار، تعمل المؤسسة على توسيع نطاق خدمات دعم الناجين من العنف، ويعود بنفع مباشر على ألف شخص، ويصل تأثيره إلى أكثر من 10 آلاف شخص من خلال برامج التوعية المجتمعية، في حين يهدف مشروع "حماة الأطفال" في المكسيك إلى حماية 7 آلاف طفل ويافع مهاجر وتقديم المساعدة الأساسية لهم، وتصل فوائده غير المباشرة إلى أكثر من 15 ألف شخص من خلال حملات التوعية وبناء قدرات المجتمع، وتقوم رؤية المؤسسة على تحقيق أثر مستدام على المدى الطويل، وتعزيز تمكين المجتمعات المحلية، إلى جانب بناء أنظمة حماية شاملة ومتكاملة تضمن حقوق الأطفال وأمنهم وسلامتهم في الحاضر والمستقبل.

 

وفي "اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص"، أصبحت رسالة "مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" أوضح من أي وقت مضى؛ وتتجسد في التأكيد على عدم إمكانية أن تبقى حماية الأطفال ردة فعل مؤقتة، فالأنظمة التي تستغل الأطفال منظمة وعالمية وتزداد تطوراً، ولهذا يجب أن تكون الاستجابة لهذه التحديات بنفس الدرجة من التعاون والتنسيق والجدية. 

مقالات مشابهة

  • لا حاجة للمنظفات القاسية.. نصائح منزلية لاستعادة بريق الزجاج والخزف
  • اللقاء الإنساني الموسع بصنعاء يدعو للعمل بعيداً عن الاعتبارات والضغوط السياسية
  • 9 مسببات شائعة للالتهاب المزمن قد تهدد صحتك
  • وزيرة البيئة تعلن مشاركة مصر في الاجتماع الأخير للجنة التفاوض الحكومية الدولية
  • ابتكار واعد للحصول على اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان
  • بحثا عن واقع آخر: الهواء والغموض في سينما أوزو
  • مستشفى الملك عبدالعزيز يوضّح مضاعفات حساسية الغبار
  • محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تكثف حملاتها التوعوية للحد من التلوث
  • "مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" تضع نهجاً استباقياً للحد من استغلال الأطفال الأكثر عرضة للخطر
  • مكافحة وعلاج وتوعية.. حملات طرق أبواب وزيارات منزلية ضمن مبادرة أسوان بلا إدمان