ابتكار واعد للحصول على اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان
تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT
ابتكر باحثون طريقة جديدة لتوصيل اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان، وذلك بإدخال اللقاح عبر الأنسجة بين الأسنان واللثة. وأظهرت اختبارات على حيوانات التجارب أن هذه التقنية الجديدة تحفز إنتاج الأجسام المضادة في الأسطح المخاطية، مثل بطانة الأنف والرئتين.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة تكساس التقنية في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة نيتشر الهندسة الطبية الحيوية (Nature Biomedical Engineering) في 28 يوليو/ تموز الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يقول هارفيندر سينغ جيل أستاذ طب النانو في جامعة ولاية كارولينا الشمالية والمؤلف المشارك في الورقة البحثية: "الأسطح المخاطية مهمة، لأنها تمثل مصدر دخول لمسببات الأمراض، مثل الإنفلونزا وكوفيد 19".
وتنتَج الأجسام المضادة بشكل أساسي في مجرى الدم بجميع أنحاء الجسم إذا أُعطي اللقاح عن طريق الحقن، وينتج عدد قليل نسبيا منها على الأسطح المخاطية.
ولكن عند إعطاء اللقاح عبر السطح المخاطي، تحفَّز الأجسام المضادة ليس فقط في مجرى الدم، بل أيضا على الأسطح المخاطية. يقول جيل: "هذا يحسّن قدرة الجسم على الوقاية من العدوى، نظرا لوجود خط دفاع إضافي من الأجسام المضادة قبل دخول الكائن المُمْرِض إلى الجسم، وهنا يأتي دور الظهارة الوصلية".
والظهارة الوصلية هي طبقة رقيقة من الأنسجة تقع في أعمق جزء من الجيب بين السن واللثة، وتفتقر إلى خصائص الحاجز الموجودة في الأنسجة الظهارية الأخرى.
وينطبق مصطلح الظهارة على الأنسجة التي تبطّن سطح أجزاء الجسم مثل بطانة الرئتين والمعدة والأمعاء، وتحتوي معظم الأنسجة الظهارية على حواجز قوية مصمّمة لمنع دخول الجراثيم -من الفيروسات إلى الأوساخ- إلى مجرى الدم، لكن الظهارة الوصلية مختلفة.
ويسمح عدم وجود حاجز للظهارة الوصلية بإطلاق خلايا مناعية لمحاربة البكتيريا، وتوجد هذه الخلايا المناعية في اللعاب، وكذلك بين الأسنان واللثة.
إعلانيقول جيل: "نظرا لأن الظهارة الوصلية أكثر نفاذية من الأنسجة الظهارية الأخرى -وهي طبقة مخاطية- فإنها تمثّل فرصة فريدة لإدخال اللقاحات إلى الجسم بطريقة تحفّز إنتاج الأجسام المضادة المعزّزة في جميع أنحاء الطبقات المخاطية للجسم".
ولتحديد جدوى إيصال اللقاحات عبر الظهارة الوصلية، طبّق الباحثون اللقاح على خيط تنظيف أسنان، ثم نظّفوا أسنان فئران التجارب بالخيط.
وقارن الباحثون إنتاج الأجسام المضادة في الفئران التي تلقت لقاح الإنفلونزا الببتيدي عبر تنظيف الظهارة الوصلية بالخيط، أو عبر الظهارة الأنفية، أو عبر وضع اللقاح على النسيج المخاطي تحت اللسان.
وقال روهان إنغرول معد الدراسة والذي كان طالب دكتوراه تحت إشراف جيل في جامعة تكساس التقنية: "وجدنا أن وضع اللقاح عبر الظهارة الوصلية ينتج استجابة أجسام مضادة على الأسطح المخاطية تفوق بكثير المعيار الذهبي الحالي للتطعيم عبر تجويف الفم، والذي يتضمن وضع اللقاح تحت اللسان". وأضاف أن "تقنية تنظيف الأسنان بالخيط توفر حماية مماثلة ضد فيروس الإنفلونزا مقارنة باللقاح المعطى عبر الظهارة الأنفية".
وأكد جيل أن "هذا واعد للغاية، لأن معظم تركيبات اللقاح لا يمكن إعطاؤها عبر الظهارة الأنفية، فالخصائص الحاجزة في سطح الغشاء المخاطي تمنع امتصاص اللقاح بكفاءة". وأضاف أن "إعطاء اللقاح عبر الأنف قد يؤدي إلى وصوله إلى الدماغ، مما قد يثير مخاوف تتعلق بالسلامة، في حين أن التطعيم عبر الظهارة الوصلية لا يشكل أي خطر من هذا القبيل. وفي هذه التجربة، اخترنا إحدى تركيبات اللقاح القليلة التي تناسب إعطاء اللقاح عبر الأنف، لأننا أردنا معرفة كيفية مقارنة إعطاء اللقاح عبر الظهارة الوصلية بأفضل سيناريو محتمل لإعطاء اللقاح عبر الأنف".
واختبر الباحثون أيضا مدى فعالية طريقة توصيل الظهارة الوصلية مع ثلاث فئات بارزة أخرى من اللقاحات هي البروتينات والفيروسات المعطلة والحمض النووي الريبي المرسال (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA). وأنتجت تقنية توصيل اللقاح عبر الوصلة الظهارية في الحالات الثلاث استجابات قوية للأجسام المضادة في مجرى الدم وعبر الأسطح المخاطية.
ووجد الباحثون أيضا، على الأقل في النموذج الحيواني، أنه لا يهم تناول الطعام والماء مباشرة بعد استخدام خيط تنظيف الأسنان المغطى باللقاح، فقد كانت الاستجابة المناعية هي نفسها.
مزايا وعيوب
يعد خيط الأسنان العادي طريقة مناسبة لتوصيل اللقاح لفئران التجارب، لكنّ الباحثين يدركون أنه من غير العملي مطالبة الناس بإمساك خيط تنظيف الأسنان المغلف باللقاح بأصابعهم، ولمواجهة هذا التحدي استخدم الباحثون عود تنظيف الأسنان، ويتكون عود تنظيف الأسنان من قطعة خيط مشدودة بين طرفين يمكن حملهما بمقبض.
وقام الباحثون بتغليف خيط تنظيف الأسنان بصبغة طعام فلورية، ثم قام الباحثون بتجنيد 27 مشاركا في الدراسة، وشرحوا مفهوم وضع اللقاح عبر خيط تنظيف الأسنان، وطلبوا من المشاركين محاولة استخدام خيط تنظيف الأسنان. يقول إنغرول: "وجدنا أن حوالي 60% من الصبغة ترسبت في جيب اللثة، مما يشير إلى أن خيط تنظيف الأسنان قد يكون حلا عمليا".
وبينما لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة قبل النظر في استخدام تقنية خيط تنظيف الأسنان على البشر، يعتقد الباحثون أن هناك مزايا كبيرة تتجاوز تحسين استجابة الأجسام المضادة على الأسطح المخاطية.
إعلانيقول جيل: "على سبيل المثال سيكون من السهل إعطاؤه، ويعالج مخاوف الكثير من الناس بشأن التطعيم بالإبر، ونعتقد أن هذه التقنية يجب أن تكون مماثلة في السعر لتقنيات توصيل اللقاحات الأخرى".
وتواجه هذه التقنية بعض التحديات، فعلى سبيل المثال لن تنجح هذه التقنية مع الرضع والأطفال الصغار الذين لم تظهر لديهم أسنان بعد. ويضيف جيل إلى هذا الإشكال أمرا آخر، وهو "أننا نحتاج إلى معرفة المزيد عن كيفية أو ما إذا كانت هذه الطريقة فعّالة للأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة أو غيرها من التهابات الفم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات خیط تنظیف الأسنان الأجسام المضادة هذه التقنیة مجرى الدم
إقرأ أيضاً:
السعودية تحصد لقب غينيس لأكبر واحة ابتكار مائي بالعالم في مؤتمر IDWS 2025
في إنجاز عالمي جديد يعزّز مكانة المملكة الريادية في قطاع المياه، أعلنت الهيئة السعودية للمياه (SWA) عن تسجيل رقم قياسي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكبر واحة ابتكار للمياه في العالم، وذلك خلال افتتاح مؤتمر وجوائز الابتكار المدفوع باستدامة المياه (IDWS 2025) الذي انطلقت فعالياته اليوم في جدة.
ويشكّل هذا الاعتراف العالمي خطوة نوعية تؤكد الدور المتنامي للمملكة إقليمياً ودولياً في تطوير حلول المياه، بما يشمل تقنيات التحلية المتقدمة، وإدارة الموارد المائية المستدامة، وتعزيز التحول الرقمي في هذا القطاع الحيوي.
أخبار متعلقة عدم ظهور "الأيقونة" في الضمان الاجتماعي.. طريقة تصعيد الشكوى الماليةصور | أبرز الطيور المهاجرة.. رصد "الحسون الصحراوي" في السعوديةكما يضاف هذا الإنجاز إلى سلسلة من الأرقام القياسية التي حققتها الهيئة في مجالات كفاءة الطاقة، وأنظمة المياه الاستراتيجية، والتقنيات المبتكرة، لترسّخ المملكة موقعها كأحد أبرز المساهمين عالمياً في ابتكار حلول المياه.
وجاء الإعلان عن هذا الرقم الجديد في اليوم الأول من المؤتمر، بحضور أصحاب السمو والمعالي وقادة المرافق العالمية وروّاد التكنولوجيا والمستثمرين وممثلي الجامعات والمراكز البحثية الدولية. وقد شكّل هذا الحضور الواسع منصة مشتركة لبحث التحديات المائية الأكثر إلحاحاً عالمياً، وتبادل الخبرات، واستعراض أحدث الابتكارات القائمة على البيانات والتقنيات التحويلية.
وأكد ممثلو الهيئة أن تحطيم هذا الرقم القياسي يعكس التزام المملكة بتعزيز أمن المياه عبر الابتكار العلمي، وتطوير الأبحاث والتقنيات التي تسهم في دعم استدامة الموارد. وتمتلك واحة الابتكار قدرات متقدمة تتضمن:
• اختبار واعتماد تقنيات تحلية الجيل القادم.
• تطوير حلول المعالجة وإدارة الرجيع الملحي.
• تحسين أنظمة المياه البلدية والصناعية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية.
• دعم تجارب الإطلاق التجاري وتسريع انتقال الابتكارات من المختبر إلى السوق.
وتتوسط هذا الإنجاز واحة رابغ للابتكار، أكبر منشأة أبحاث مائية في العالم بمساحة 33,395.88 مترًا مربعًا، والتي أنشأتها الهيئة لتكون منصة متقدمة تدعم الجهات الحكومية والمرافق والشركاء من القطاع الخاص في تخفيف الضغوط التشغيلية، وتحسين كفاءة الموارد، وتسريع تبنّي التقنيات المواكبة لاستراتيجية المياه طويلة المدى في المملكة.
ويمتد مؤتمر IDWS هذا العام على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 10 آلاف مشارك، و170 متحدثًا دوليًا، و85 عارضًا، و24 شركة ناشئة، و60 مستثمرًا، إلى جانب ورش عمل متعددة القطاعات وبرنامج رفيع المستوى وجائزة الابتكار العالمية في المياه. كما تشارك وفود من 139 دولة لتعزيز التعاون في مجالات التحلية، وإعادة الاستخدام، والحد من الفاقد المائي، وتطوير شبكات المياه الرقمية، وبناء بنية تحتية مرنة لمستقبل أكثر استدامة.
ويؤكد تسجيل هذا الإنجاز في موسوعة غينيس القيمة الاستراتيجية لمؤتمر IDWS كمنصة عالمية تجمع الحكومات والمبتكرين والباحثين والصناعة تحت سقف واحد، لدعم تطوير حلول قابلة للتوسع تواكب احتياجات المياه الحالية وتستشرف مستقبل الاستدامة المائية حول العالم.