افتتاح مركز تعليم اللغة العربية.. شراكة علمية بين جامعتي الأزهر وحسن الدين بإندونيسيا
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
استقبل الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، صباح اليوم الاثنين، الدكتور جمال الدين جومبا، رئيس جامعة حسن الدين بإندونيسيا، والوفد المرافق له، في حضور الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر لشئون الوافدين، وعدد من عمداء كليات الجامعة.
وفي مستهل اللقاء رحب الدكتور سلامة داود، بزيارة رئيس جامعة حسن الدين والوفد المرافق له، معربًا عن سعادته بهذا اللقاء، واعتزازه بآلاف الطلاب الإندونيسيين من خريجي جامعة الأزهر وعلى رأسهم سفير إندونيسيا بالقاهرة.
واستهدف اللقاء مناقشة سبل التعاون العلمي المشترك بين جامعة الأزهر وجامعة حسن الدين في جميع التخصصات العلمية والبحثية، واستعراض أوجه الإفادة التي تحققها الجامعتان في خدمة المجتمع في مجالات: الطب والصيدلة والهندسة والزراعة وغيرها، وتبادل الخبرات فيما يخص تلك التخصصات.
وأعرب رئيس جامعة حسن الدين عن شكره للدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ لحفاوة الاستقبال وكرم الضِّيافة، مؤكدًا أهمية التعاون المشترك بين الجامعتين الذي يبدأ قريبًا بافتتاح مركز لتعليم اللغة العربية بجامعة حسن الدين بإندونيسيا، مشيرًا إلى أن اللقاء المقبل مع الدكتور سلامة داود-إن شاء الله- سيكون في الافتتاح الرسمي للمركز.
بدوره أكد رئيس جامعة الأزهر أهمية خطوة إنشاء مركز تعليم اللغة العربية، واصفًا ذلك بالخطوة المهمة التي تأخرت كثيرًا بالنسبة إلى دولة يَدِينُ معظم سكانها بالإسلام؛ حيث يعد تعلم اللغة العربية أمرًا مهمًّا في معرفة علوم الإسلام والتعبد وأداء الشعائر، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر لن تتوانى في تقديم الدعم للمركز من إيفاد للأساتذة، وتقديم المناهج والمقررات الدراسية، لافتًا إلى أن جامعة حسن الدين تعد الجامعة رقم ٢١ التي تبرم اتفاقات شراكة مع جامعة الأزهر.
وفي سياق متصل استعرض الدكتور محمود صديق والدكتور محمد الشربيني، نائبا رئيس الجامعة، عددَ الطلاب الإندونيسيين الملتحقين بالجامعة في المراحل التعليمية المختلفة، والذي تجاوز ١٣ ألف طالب وطالبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اللغة العربیة جامعة الأزهر رئیس جامعة سلامة داود
إقرأ أيضاً:
الفنون الشعبية يحتفي بإسهامات المفكر الراحل الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي
أصدرت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، العدد (115) من مجلة الفنون الشعبية، والذي يُعد عددًا خاصًا يحتفي بإسهامات المفكر والناقد الراحل الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب، جامعة القاهرة، ومسيرته البارزة في دراسة الأدب الشعبي والأسطورة والسيرة العربية.
يتصدر العدد دراسة موسعة بعنوان "ميلاد البطل في السيرة الشعبية العربية" بقلم الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، يتناول فيها لحظة ميلاد البطل في السيرة العربية بوصفها نقطة فاصلة بين مرحلتين: ما قبل الميلاد وما بعده. ويشير الحجاجي إلى أن هذه اللحظة تمثل التحول الحاسم في حياة البطل والجماعة التي ينتمي إليها، حيث يُعاد تشكيل الأحداث لتدور حول هذا البطل الذي يتسم غالبًا بولادة استثنائية أو ظروف فريدة تحيط بميلاده.
ويصنف الحجاجي أبطال السيرة بحسب ظروف ولادتهم إلى خمسة أنماط: من يولد بين أهله ولادة غريبة دون انزعاج، ومن يولد في ظروف تثير القلق والاغتراب، ومن يولد بعيدًا عن أهله، ومن يولد يتيمًا، ومن يجتمع لديه الغرابة واليُتم. ويرى أن هذه التنويعات تُمهد لرحلة البطل نحو الاندماج والاعتراف به قائدًا لجماعته.
العدد يتضمن أيضًا اثنتي عشرة شهادة مؤثرة كتبها تلاميذ ومحبو الدكتور الحجاجي، تكشف عن الجوانب الإنسانية والعلمية لشخصيته، وتُبرز علاقته الفريدة بتلاميذه وزملائه في الوسط الثقافي، والتي تشبه إلى حد كبير علاقة "الشيخ والمريد". من بين الشهادات نذكر شهادة ابنته حسناء شمس بعنوان "أبي"، وشهادة الدكتور سعيد المصري "العالم المتفرد"، وشهادة الناقد حسين حمودة "عن حضوره المشهود"، وغيرها من الأسماء اللامعة التي رافقته في رحلته الأكاديمية والثقافية.
ويحتوي العدد كذلك على نصين من روائع السرد الشعبي، هما: قصة "حرب أبو زيد الهلالي والزناتي خليفة" التي جمعها الدكتور خالد أبو الليل عن الشاعر الشعبي الراحل سيد الضوي، وقصة "رحلة المواليد" التي جمعها الباحثان أحمد ومحمد الليثي عن الشاعر عز الدين نصر الدين. ويبرز من خلالها أثر الدكتور الحجاجي في احتضان المواهب الشعبية وتقديمها إلى الواجهة الثقافية.
في قسم الدراسات، يقدم الدكتور سامي سليمان أحمد دراسة بعنوان "الحجاجي والإبحار في لُجة الهوية"، يناقش فيها مشروع الحجاجي النقدي القائم على استكشاف الهوية الثقافية العربية من خلال المسرح والأدب الشعبي. بينما يقدم الدكتور خيري دومة قراءة في كتاب "العرب وفن المسرح" للحجاجي، ويحلل فيه كيفية تشكل الأنواع الأدبية بالتوازي مع تطور الوعي الجمعي واحتياجات الجمهور.
ومن بين الدراسات اللافتة أيضًا، مقال بعنوان "الحجاجي: صانع الأسطورة ودارس السيرة" للدكتور خالد أبو الليل، يستعرض فيه مشروع الحجاجي في تحليل البناء الفني للسيرة الشعبية من خلال أعماله المهمة مثل "مولد البطل" و"النبوءة أو قدر البطل". ويكمل الباحث عبد الكريم الحجراوي هذه الرؤية في مقال "الأسطورة مشكاة الحجاجي ناقدًا ومبدعًا"، مبينًا كيف استخدم الحجاجي الأسطورة كأداة منهجية نقدية، وظّفها لتحليل الشعر والرواية والمسرح.
ويُختتم العدد بدراسة للباحث مصطفى القزاز عن كتاب الحجاجي "الأسطورة في المسرح المصري المعاصر"، باعتباره مرجعًا تأسيسيًا في نقد المسرح العربي، يربط بين الأداء المسرحي ومصادره الأسطورية في التراث المصري والعالمي.
بهذا العدد، تؤكد مجلة "الفنون الشعبية" على استمرار دورها الحيوي في توثيق التراث الثقافي غير المادي، وتقديمه برؤية علمية وإنسانية، متجاوزة حدود التوثيق إلى قراءة معمقة لبنية السرد الشعبي وتاريخه، من خلال تكريم أحد أبرز رواده، الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي.