طبقات الأنبياء و الأولياء الصالحين في الأرض المقدسة
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
تُعد الأرض المقدسة موطنًا للعديد من الأنبياء و الأولياء الصالحين، الذين تركوا بصماتهم على المنطقة، وأثروا في مسيرة البشرية.
وتضم القدس العديد من المعالم العربية التاريخية، مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهما من أهم المواقع الإسلامية في العالم، كما تضم المدينة العديد من المساجد والكنائس والآثار التاريخية الأخرى.
أول الأنبياء في الأرض المقدسة
أول الأنبياء الذين بعثوا إلى الأرض المقدسة هم:
• آدم عليه السلام: أول الأنبياء والبشر على وجه الأرض، خلقه الله تعالى من طين، وأسكنه الجنة، ثم أهبط إلى الأرض.
• إدريس عليه السلام: نبي من نسل آدم، اشتهر بالعلم والحكمة، ولقب بـ"أبو الأنبياء".
• نوح عليه السلام: نبي من نسل آدم، أرسله الله تعالى إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، لكنه لم يستجبوا له، فأغرقهم الله تعالى في الطوفان.
الأنبياء في فلسطين
تُعد فلسطين مهد الأنبياء، حيث بعث الله تعالى إليها العديد من الأنبياء، ومنهم:
• إبراهيم عليه السلام: نبي من نسل نوح، هاجر إلى فلسطين، وبنى فيها الكعبة المشرفة.
• إسماعيل عليه السلام: ابن إبراهيم، ولد في فلسطين، ونشأ فيها.
• إسحاق عليه السلام: ابن إبراهيم، ولد في فلسطين، ونشأ فيها.
• يعقوب عليه السلام: ابن إسحاق، هاجر إلى مصر، ثم عاد إلى فلسطين، ودُفن فيها.
• يوسف عليه السلام: ابن يعقوب، نبي من نسل إبراهيم، أُلقي في البئر، ثم بيع إلى مصر، وأصبح وزيرًا لفرعون.
• داود عليه السلام: نبي من نسل يعقوب، ملك على فلسطين، واشتهر بالعدل والحكمة.
• سليمان عليه السلام: ابن داود، نبي من نسل يعقوب، ملك على فلسطين، واشتهر بالحكمة والعلم.
• موسى عليه السلام: نبي من نسل يعقوب، أرسله الله تعالى إلى فرعون ليدعوه إلى عبادة الله وحده، وقاد بني إسرائيل إلى أرض الميعاد.
• هارون عليه السلام: أخو موسى، نبي من نسل يعقوب، ساعد موسى في دعوته إلى بني إسرائيل.
• عيسى عليه السلام: نبي من نسل داود، أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، واشتهر بمعجزات عديدة، منها إحياء الموتى.
الأولياء الصالحين في الأرض المقدسة
هناك العديد من الأولياء الصالحين الذين عاشوا في الأرض المقدسة، ومنهم:
• الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استشهد في معركة كربلاء.
• زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهما: حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإمام من أئمة أهل البيت.
• الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: زوج السيدة فاطمة الزهراء، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأول خليفة للمسلمين.
• النبي شعيب عليه السلام: نبي من نسل إبراهيم، أرسله الله تعالى إلى قوم مدين.
• النبي صالح عليه السلام: نبي من نسل إبراهيم، أرسله الله تعالى إلى قوم ثمود.
• النبينة مريم عليها السلام: أم عيسى عليه السلام، ولدت عيسى عليه السلام دون أب.
• النبينة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: أول زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به.
• الأنصار: أهل المدينة المنورة الذين ساعدوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين في الهجرة إلى المدينة المنورة.
أثر الأنبياء و الأولياء الصالحين في الأرض المقدسة
ترك الأنبياء و الأولياء الصالحين في الأرض المقدسة أثرًا كبيرًا على المنطقة، وأثروا في مسيرة البشرية، ومن هذا الأثر:
• نشر الدعوة إلى الله تعالى: سعى الأنبياء و الأولياء الصالحين إلى نشر الدعوة إلى الله تعالى، وحث الناس على عبادته وحده.
• نشر العلم و الحكمة: ساهم الأنبياء و الأولياء الصالحين في نشر العلم و الحكمة، وحث الناس على طلب العلم.
• بناء الحضارات: أسس الأنبياء و الأولياء الصالحين الحضارات، وساهموا في تطورها.
عروبة القدس
تعود عروبة القدس إلى آلاف السنين، حيث كانت مأهولة بالعرب منذ العصر البرونزي، وقد سيطرت الكنعانيون على المدينة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وأصبحت عاصمة مملكة يهوذا، وبعد سقوط مملكة يهوذا في عام 586 قبل الميلاد، أصبحت المدينة تحت الحكم الفارسي، ثم الروماني، ثم البيزنطي.
في عام 638، فتح المسلمون المدينة، وأصبحت مركزًا للإسلام في العالم. وقد ازدهرت القدس خلال الحكم الإسلامي، وأصبحت موطنًا للعديد من المعالم الإسلامية التاريخية، مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
ويتحدث معظم سكان القدس العربية، ويتبعون الثقافة العربية، كما تنتشر في المدينة العديد من العادات والتقاليد العربية، مثل اللباس والطعام والموسيقى والفنون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لأرض المقدسة مسيرة البشرية الأولياء الصالحين أول الأنبياء النبی محمد صلى الله علیه وسلم علیه السلام العدید من رضی الله
إقرأ أيضاً:
من الخلاص إلى التمكين
ثمَّة إدراك مُفتاحي يجب أن يُعين آفاق الحركة الإنسانية، جوانية وبرانية؛ وهو إدراك مُستقى من آية سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). هذا الإدراك يجعل كل تصور إنساني لأي أفق توقيفي للحركة الآدمية، أو تصور نهائي لمآل دنيوي مُعين لها؛ ليس سوى وهمٍ من الأوهام البشريَّة. وإذا كان القرآن الكريم قد عيَّن -تحديدا- وظيفة المكلَّفين ومهمَّتهم المركزيَّة (وهي الخلاص بالعبادة بمعناها الواسع)؛ فإن المآل الوحيد المبتغى يصيرُ هو مرضاة المعبود مُجرَّدة، سواء أفضى ذلك إلى شيءٍ من "التمكين" الدنيوي المادي -كما يتصوره المتأخرون- أم لم يُفضِ؛ فإنه سُبحانه: "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ".
والجلي أن مدلول "التمكين" نفسه قد التبس على أجيال المُحدَثين بفعل تصورات بعض ذراري المسلمين المشوَّهة وعلو صوتهم. ثم أزاح هذا الالتباس المشوه مركزيَّة الخلاص الإنساني بالدين/ العبادة من وعي المسلم وروعه، بوصفه غاية الوجود والحركة؛ وزيَّن له نهاية أخرى وأفقا ماديّا آنيّا سماه زورا بـ"التمكين".
والتمكين من الشيء لغة هو الإعانة عليه، والتمكين فيه جعل السلطة والقدرة على الشيء للمُمَكَّن. ويُقال مَكُنَ الرجل أي صار ذا منزلة وشأن ومكانة، ومَكُنَ البناء أي صار قويّا مكينا. وهو وصفٌ صار يُفيد الاستقرار والتوقُّف والسكون عند المحدَثين، أي أن هذا التمكين أمسى عندهم غاية ونهاية بذاته. بيد أن عين الأمثلة القرآنية التي يستند إليها الحداثيون أصحاب الرؤية "التمكينية" الدنيوية؛ لا تُفيد إلا الحركة والفعل، والذي يعقُب منَّة "التمكين" التوفيقي ويتلوه مباشرة. وسوف نحاول تبيُّن "نتائج" التمكين القرآني المفترضة، قبل أن نستكنه مدلول التمكين نفسه في تلك الآيات، بل لعل نتيجة التمكين في الكتاب العزيز تكون مما يُعين المدلول الرباني ويُحدده.
يقول جلَّ شأنه (سورة الحج؛ 41): "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَر وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ". ويقول (سورة النور؛ اﻵية 55): "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ". ويقول سبحانه (سورة الكهف؛ اﻵية 84): "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبا".
ففي الأولى كانت حركة المؤمنين التالية على التمكين إقامة لشعائر الإسلام الأساسية؛ من صلاة وزكاة وأمر بمعروف ونهي عن المنكر: أي تمكين لأمر الله من نفوسهم ومجتمعهم. وفي الثانية كان إفراد المولى سبحانه بالعبادة رديفا لتمكين دين المؤمنين الذي ارتضاه جل شأنه، مع التوكيد على أن الاستخلاف/ التكليف شطر التمكين. وفي الثالثة، يُقرر القرآن الكريم حركة ذي القرنين في الآية التالية مباشرة: "فَأَتْبَعَ سَبَبا"؛ أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها من لدن من مكَّن له في الأرض سبحانه، فصار الأخذ بها نتيجة لهذا التمكين منها.
وللوهلة الأولى، ثمة ثلاث ملاحظات تتجلَّى بداهة من هذه الآيات المباركات: الأولى أنه لا يوجد ما يُسمَّى بـ"التمكين" المادي مُجرَّدا؛ فإن "التمكين" لفظة استعمَلَها القرآن للدلالة على تمكين الله لدينه في نفوس المؤمنين وفي الواقع، وهو تمكينٌ يقتضي تيسير الأدوات الماديَّة التي تُعينهم على مهمتهم وحركتهم في الوجود. أما تمييز بعضهم بين تمكين "مادي" وآخر "معنوي" فهو تلاعُبٌ مُلبِس مُضِل. فقد سمى المولى "بسط" الرزق المادي وتيسيره للكفار بأسماء أخرى غير التمكين؛ فهو: ابتلاء، إمداد، عطاء.. إلخ. والثانية أن هذا "التمكين" للدين وللمؤمنين قد يكون جزءا من رحلة "خلاصهم"، وقد لا يكون؛ فإنه مآل توفيقي لا توقيفي، منوطٌ بأمر الله تعالى واطلاعه سبحانه على حال العُصبة المؤمنة، ومعرفته جلَّ شأنه بما يُصلحها. والثالثة أن هذا التمكين الإلهي التوفيقي ينبني على التزام من المكلَّف وفي الوقت نفسه يُغذي هذا الالتزام، وليس مُجرَّد شعارٍ هوياتي، أو انتماء أجوف، أو ثمن مُقابل وضع لافتة فوق جبين الفرد أو المجتمع.
ومن أسف أن مدلولات "التمكين" المشوَّهة قد شاعت بسبب توظيف "الإسلاميين" لها لا بسبب سوء تأولات الزنادقة أو العلمانيين. إذ حرف الإسلاميون الكلم عن مواضعه انسياقا وراء الأوهام الحزبيَّة، ورغبتهم بالاندماج في الحياة السياسية الحديثة، مهما كان الثمن. لقد شُوِّه مدلول اللفظة في خطابهم المعاصر تحت سطوة المخيلة البروتستنتية، التي تجعل من العلو المادي في الأرض دليلا على رضا الإله؛ وهو وهم لا يُعبر عن التصور الإسلامي أصلا، بل ولا يدخل في أفق التكليف إلا توفيقا؛ أي أنه ليس غاية يُعمَلُ لها، بل مكافأة عاجلة قد ينالها بعض المكلَّفين، ولا ينالها بعضهم الآخر؛ فإن جزاء الإخلاص الموعود للمؤمنين هو الجنة فقط: فردوس الآخرة الحق، لا الفردوس الأرضي الموهوم!
وقد أفضى التعلُّق بأوهام الفردوس الأرضي البروتستنتية/ اليهوديَّة إلى هيمنة تصورات مشوهة فاسدة عن "تمكين" توقيفي لكل أحد، وفي كل زمان ومكان؛ كأنه نتيجة مُباشرة لصفقة ماديَّة لا تمييز فيها بين مؤمن وكافر. وهو ما أفضى إلى غياب تصورات الخلاص الدنيوي والأخروي، الذي يجعل من التمكين التوفيقي أفقا أوسع وأكثر إنسانيَّة، بل واحتمالية أعظم رُجحانا لإخلاص المؤمن في رحلة خلاصه. فكأن الانهمام بالأرض والتمكُّن منها يُشقي، والتعلُّق بأمر السماء والخلاص بتعاليمها يُهدي سلطان الأرض كله لمن زهد فيه ابتداء!
وبعبارة أخرى، فكأن تعلُّق المؤمن بصفات الربوبيَّة مُجرَّدة مؤد إلى خزي لا يُصيب الكافر في الدنيا؛ فإن العبد المؤمن الذي استجاب لكونه خُلق للعبادة يتعلَّق بصفات الألوهيَّة أولا طلبا لخلاصه، فإن ما دونها من تيسيرٍ مكفولٌ بحول الله تعالى لكل أحد.
لقد جعل المولى سبحانه وتعالى من "التمكين" هيمنة كليَّة للوحي على اجتماع بني آدم، بِيَد دُعاة إلى الله ارتضى لهم هذا الدور، وعلم مقدرتهم على التجرُّد في الاضطلاع به. أما نيل العوائد الماديَّة أو أسبابها؛ فهو ليس تمكينا، وإنما هو النتيجة المقدورة في نواميس الله لكل من سعى في الأرض واجتهد في أسبابها. وهاهُنا أيضا يفترق مفهوم "عمارة الأرض" عمَّا شاع بسبب هؤلاء المشوَّشين؛ فإن المكلَّف المخلص هو الذي استُخلف واستُعمِر لأنه مؤمن قادر على الانسجام بحركته العابدة مع الكون العابد المهيأ بالقهر، وتعميره بالعبادة مُختارا. فليست عمارة الأرض ها هنا هي اتخاذ المصانع والمعابد والمساكن الفخمة، وإنما هي استكمال "معزوفة" العبادة التي قُهِرَ عليها الكون كله، بعبادة المكلَّف مُختارا مُريدا؛ فهذا السعي المخلص للخلاص هو وحده الذي يرفع قدر الإنسان، ليصير مُعمرا للأرض قائما بواجب الاستخلاف فيها.
وإذا كانت التشوهات الدلاليَّة والعقديَّة ساوت اليوم بين المؤمن والكافر، وجعلت "عمارة الأرض" مهمة يتساويان فيها بالطاعة والمعصية، وسوَّت بين الخلاص والتمكين، بوصفهما -في التحليل الأخير- "مسعى مادي" مجرَّد! فقد صار طالب "التمكين" اليوم باحثا عن العلو المادي في الأرض، وموجَّها له دون غيره، حتى صار غير مستعد لأي تضحيات أو مكابدات أو مُعاناة لا "يُثاب" عليها في أفق دنيوي منظور. وإذا كان الأمر كله -عند هؤلاء- معلَّقا بهذه الدار، والمسعى كله في سبيل فردوس أرضي؛ فإن أية تأجيل للثواب إلى أجل غير مُسمَّى يصيرُ مرفوضا وصارِفا لا عن السعي فحسب، وإنما عن الملَّة والتكليف جُملة. ولأن هذا التصور الفردوسي حلولي في جوهره؛ حلَّ "تمكين" الدين التوفيقي في تمكين "المؤمن" التوقيفي وأزاحه، وصارت نُصرة "الديانة" مُعلَّقة بتطلُّعات أجيال هذا "التمكين" الماديَّة، وبمقدرتها على غزو الواقع البراني وإخضاعه. فإذا فشل هذا الغزو؛ تبدَّت هشاشة إيمان هذه الأجيال التي تتحطَّم بسرعة لأنها لم تؤمن -على الحقيقة- بشيء يتجاوزها ويتجاوز تطلُّعاتها المادية/ الحزبيَّة. لقد أخفق "الإيمان" الهش برغباتها وأطماعها، إذ لم يبلغ بها فردوس "التمكين المادي"؛ فراحت هذه الأجيال تخرج من دين الله كما تفشَّى ذلك عقب فشل ما سُمي بـ"الربيع العربي". وهذا ما سنتناول بعضه في مقال لاحق، إن شاء الله.
x.com/abouzekryEG
facebook.com/abouzekry