رئيس مجلس الخدمات والتنمية الإنجيلي: الكنيسة تُسهم في تعزيز التنمية المستدامة بدعم الصحة والتعليم والبنية التحتية.. والحل الوحيد للصراع العربي الإسرائيلي هو حل الدولتين
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتميز الكنيسة الإنجيلية، مثل الكنائس الأخرى، بتفهمها العميق للحاجات الشخصية والاجتماعية لأفراد المجتمع بدون تفرقة أو تمييز، وتعتبر العمل الاجتماعي والعمل التنموي جزءًا لا يتجزأ من مسئوليتها الدينية؛ فهي تسعى لتقديم الدعمين الروحي والمادي للفقراء والمحتاجين، وتشجع على التعليم وتوفير الفرص الاقتصادية للأفراد والمجتمعات المحلية، علاوة على ذلك، يمكن أن تلعب الكنيسة دورًا محوريًا في تعزيز التنمية المستدامة من خلال الدعم والتوجيه في مجالات مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
وتسعى أيضًا إلى تعزيز قيم المشاركة والمساواة والعدالة في المجتمعات التي تخدمها، وهو ما يساهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وتقدمًا، ويمكن أن نرى كيف أن الكنائس الإنجيلية تلعب دورًا هامًا في عمليات التنمية المستدامة، حيث تجمع بين العناية الروحية والاهتمام بالشئون الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات التي تعمل فيها حول الكنيسة وأدوارها المتنوعة والعديد من القضايا الأخري؛ التقت "البوابة" مع الدكتور القس جوهر عزمي الرئيس المنتخب لمجلس الخدمات والتنمية بسنودس النيل الإنجيلي المشيخي وإلي نص الحوار.
* في البداية حدثنا عن مجلس الخدمات والتنمية الذي كلفت بإدارته من قبل سنودس النيل الإنجيلي للدورة الـ134؟
- أعظم استثمار هو الاستثمار في البشر ومن هذا المبدأ، انطلق سنودس النيل الإنجيلي من عدة عقود في تأسيس مجلس الخدمات والتنمية التابع للسنودس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر، بهدف الاهتمام بالإنسان وتنميته كل إنسان وكل الإنسان، فالعنصر البشري هو ركيزة التقدم في أي مجتمع، فمن الممكن أن يكون لدى أي مؤسسة أحدث التكنولوجيا، وجميع الإمكانيات المادية من أموال وأجهزة وبرامج، ولكن إن لم يكن العنصر البشري مُعدًا إعدادًا جيدًا فلا قيمة لهذه الإمكانيات، ومن اسم المجلس الذي شرفني السنودس بتولي مسئوليته، وهو مجلس الخدمات والتنمية يتضح مجال عمل هذا المجلس والمهام المنوط القيام بها، ألا وهي التنمية وهي ترتبط في الأساس بالعنصر البشري علي جميع المستويات روحيًا وفكريًا ونفسيًا ومهاريًا، والخدمات هو اسمه مجلس الخدمات والتنمية، والخدمات في خدمة المجتمع في المجالات المختلفة الصحية والتعليمية والثقافية، فمثلًا يساهم المجلس في تأسيس مستوصفات وملاجئ وبيوت مسنين ومحاضرات ونوادي ثقافية ومكتبات.
* من هم المنتفعون من خدمات المجلس؟
- المجلس يقدم خدمات لكل المجتمع من خلال الكنائس المحلية المنتشرة في أرجاء الجمهورية، مما يساعد علي بناء الجسور بين فئات المجتمع المختلفة والمساهمة في ارتقاء الأفراد والمجتمعات بغض النظر عن الانتماءات الطائفية.
وتكون فلسفة المجلس أنه ينتقل من تقديم الخدمات علي أساس الأعمال الخيرية إلي مبدأ التنمية الشاملة والمستدامة للفرد والمجتمع.
* ماذا عن الصعوبات في ظل التحديات التي تواجه العالم كله وأعتقد أنها تواجه المجلس أيضًا؟
- بالطبع هناك صعوبة تواجه المجلس في تقديم خدماته وبرامجه في ظل بعض الصعوبات الاقتصادية، لكن إن شاء الله سوف نجد طرقًا لتوفير الدعم اللازم، وسنجد طرقًا لتنفيذ لكل البرامج والخدمات الطموحة للمجلس.
* ماذا عن ملف اللاجئين وعن مقراتكم ومراكزكم في دعم هذا الملف؟
- بالطبع سوف يكون للمجلس أدوار مع اللاجئين الذين تستضيفهم بلادنا سواء من سوريا أو من السودان أو من غزة، والمجلس به مشروع كبير خاص بالقروض وهو يُساهم كثيرًا في فتح أبواب وإيجاد فرص للعمل لهذه العائلات، خاصةً في قري الصعيد، وسوف يتم تطوير هذا البرنامج من حيث الكيف والكم، كما يهتم المجلس بصفة خاصة برجال الدين، وخاصةً المسيحيين بهدف تدريبهم وتنمية قدراتهم وتطوير شخصياتهم الفكرية والإدارية، وهذا يتم في المجتمعات المحلية التي يخدمون فيها كرعاة ورجال دين، وتمكينهم من أداء أدوارهم بفاعلية وكفاءة ويكون بمثابة جسور بين فئات المجتمع المختلفة بمذاهبه وطوائفه وانتماءاته المختلفة.
* كيف ترى القضية الفلسطينية.. ومن وجهة نظرك ما هو الحل بشأنها؟
- الحل الوحيد للصراع العربي الإسرائيلي هو حل الدولتين، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو الحل الجذري والوحيد الذي ولا بُد أن تقتنع به كل الأطراف، سواء كانت الأطراف الإسرائيلية واليهودية، سواء إن كانت الدول العربية أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي، لا بُد من الكل يعلم أن الحل الوحيد والجذري والنهائي للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين.
لا بُد من كل الأطراف تقتنع بأن دائرة العنف لا يوقفها العنف ولكن يوقفها السلام، وكذلك دائرة الكراهية لا توقف بالكراهية ولا بالقتال ولا بالحرب، من هنا لا بُد أن كل الأطراف تنتقل من التفكير في أن طرف يتخلص من الطرف الآخر وأن هذا هو الحل، فكل طرف يجد أن الحل هو التخلص من الآخر وإزاحته من المشهد تمامًا وإبادته من علي الوجود، هذا غير حقيقي وغير واقعي ولن يحدث أبدًا، ولكن الحل هو في السلام وحل الدولتين، وهذا هو الحل العادل الذي ينهي هذا الصراع الذي استمر تقريبًا قرن من الزمن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكنيسة التنمية المستدامة الصحة التعليم البنية التحتية مجلس الخدمات والتنمیة هو الحل
إقرأ أيضاً:
30% فقط من الابراج والبنية التحتية للإنترنت في غزة فعالة
غزة - صفا
عرض تقرير لمركز حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، يوم الثلاثاء، أن نسبة الأبراج والبنية التحتية الفعّالة المسؤولة عن توفير خدمة الإنترنت حاليًا لا تتجاوز 30%.
وعرض مركز حملة تفاصيل دقيقة حول الأضرار التي لحقت بأبراج الاتصالات والبنية التحتية للألياف البصرية المسؤولة عن توفير خدمة الإنترنت، والتي قُدرت بحوالي 90 مليون دولار حتى شهر آذار 2024.
وأطلق مركز حملة تقريره الجديد حول "البنية التحتية للاتصالات في قطاع غزّة: تقييم الأضرار والأثر الإنساني،" الذي يسلط الضوء على الأضرار والأثر الإنساني للحرب المدمرة والإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي.
ويشير التقريرإلى أن قطاع الاتصالات شهد تدميرًا واسع النطاق له تأثيرِ كبير على حياة المواطنين/ات في غزة وقطعٍ للخدمات الأساسيّة، أظهرت تقييمات أولية لشركة الاتصالات الفلسطينيّة وشركة أوريدو، ونشرته وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقميّ في فلسطين أن 75% من البنية التحتية للاتصالات في قطاع غزة قد تضررت، وأن 50% على الأقل قد دُمّرت بالكامل.
وقد أدى ذلك إلى انقطاعات متكررة في خدمات الاتصالات والإنترنت، حيث وقع أول انقطاع تام في 29 تشرين الأول من العام الماضي، وتعرضت خدمات الاتصال للانقطاع 15 مرة على الأقل خلال عام من الدمار، وفقًا لتقرير سابق صادرٍ عن مركز حملة.
يعرض التقرير أيضًا الصعوبات التي تواجه شركات الاتصالات المحلية، التي تعتمد بشكل كبير على مولدات الديزل لاستمرار خدماتها بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، كأحد الحلول المؤقتة وغير الفعالة بسبب القيود المفروضة على إدخال الوقود والمعدات، مما يعيق جهود إصلاح البنية التحتية المدمرة.
وتفاقمت الأضرار مع موجات النزوح القسري لأهالي القطاع، مما زاد من الضغط على مراكز الإيواء وشبكات الاتصالات الفعالة في تلك المناطق، وصعّب الحفاظ على التواصل مع العالم الخارجي.
ويؤكد مركز حملة أنه لم يعد بإمكان المواطنين الاتصال بخدمات الطوارئ أو الإنقاذ، أو التواصل مع أقاربهم، أو حتى الوصول إلى مصادر المعلومات الموثوقة القليلة المتبقيّة، خاصةً بعد إغلاق محطات البث واستهداف الصحافة المحلية منذ بداية الهجمات الإسرائيلية.
في ظل هذه الظروف القاسية، لجأ بعض المواطنين إلى استخدام شرائح إلكترونية من شركات اتصالات خارجية، إلى جانب خدمات الأقمار الصناعية مثل "ستارلينك" التي استُخدمت في مشفى واحد فقط في غزة.
لكن هذه الحلول – وفقاً لحملة -واجهت تحديات تتعلق بالتكلفة العالية ومحدودية التغطية الجغرافية، بالإضافة إلى الحاجة لموافقة السلطات الإسرائيلية على تقديم هذه الخدمات، مما حصر استخدامها في مناطق محددة وبإمكانيات محدودة.
وتوصل التقرير في ضوء التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تسببت بها الحرب المستمرة على غزة، إلى استنتاجات وتوصيات هامة حول تأثير الحرب على قطاع الاتصالات حيث أظهرت النتائج أن إعادة بناء هذا القطاع تتطلب اعتماد مقاربة شمولية تلبي الاحتياجات الملحة والأساسية للمواطنين في المدى القريب، مع التخطيط لإعادة إعمار طويلة الأجل تضمن بناء بنية تحتية مرنة ومستدامة.
ويقترح التقرير سيناريوهين للتعامل مع الوضع الحالي: الأول يركز على الاستجابة الفورية للاحتياجات العاجلة، وإعادة خدمات الاتصال من خلال حلول مؤقتة، والثاني يتناول إعادة إعمار طويلة الأجل تعتمد على استثمارات كبيرة في تكنولوجيا الجيلين الرابع والخامس، بدعم من المجتمع الدولي والقطاع الخاص.
ودعا مركز حملة إلى التدخل العاجل من المجتمع الدولي لوقف الحرب والإبادة الجماعية والمساهمة في إعادة بناء قطاع الاتصالات في غزة، والذي يُعد شريان حياة أساسي للمواطنين في ظل هذه الظروف الإنسانية الكارثية.
وأكد على أن الاتصال هو حق من حقوق الإنسان الأساسية لضمان حرية التعبير والوصول إلى المعلومات، خاصةً في أوقات الأزمات، كما ورد في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وطالب مركز حملة بإدخال الوقود والمعدات اللازمة لاستعادة الخدمات بشكل كامل ومستدام.
كما ودعا السلطات المعنية إلى تسهيل إدخال التكنولوجيا الحديثة بما في ذلك خدمات الأقمار الصناعية، دون قيود تؤثر على حقوق الفلسطينيين في الاتصال والوصول إلى المعلومات.