تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتميز الكنيسة الإنجيلية، مثل الكنائس الأخرى، بتفهمها العميق للحاجات الشخصية والاجتماعية لأفراد المجتمع بدون تفرقة أو تمييز، وتعتبر العمل الاجتماعي والعمل التنموي جزءًا لا يتجزأ من مسئوليتها الدينية؛ فهي تسعى لتقديم الدعمين الروحي والمادي للفقراء والمحتاجين، وتشجع على التعليم وتوفير الفرص الاقتصادية للأفراد والمجتمعات المحلية، علاوة على ذلك، يمكن أن تلعب الكنيسة دورًا محوريًا في تعزيز التنمية المستدامة من خلال الدعم والتوجيه في مجالات مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

وتسعى أيضًا إلى تعزيز قيم المشاركة والمساواة والعدالة في المجتمعات التي تخدمها، وهو ما يساهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وتقدمًا، ويمكن أن نرى كيف أن الكنائس الإنجيلية تلعب دورًا هامًا في عمليات التنمية المستدامة، حيث تجمع بين العناية الروحية والاهتمام بالشئون الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات التي تعمل فيها حول الكنيسة وأدوارها المتنوعة والعديد من القضايا الأخري؛ التقت "البوابة" مع الدكتور القس جوهر عزمي الرئيس المنتخب لمجلس الخدمات والتنمية بسنودس النيل الإنجيلي المشيخي وإلي نص الحوار.

* في البداية حدثنا عن مجلس الخدمات والتنمية الذي كلفت بإدارته من قبل سنودس النيل الإنجيلي للدورة الـ134؟
- أعظم استثمار هو الاستثمار في البشر ومن هذا المبدأ، انطلق سنودس النيل الإنجيلي من عدة عقود في تأسيس مجلس الخدمات والتنمية التابع للسنودس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر، بهدف الاهتمام بالإنسان وتنميته كل إنسان وكل الإنسان، فالعنصر البشري هو ركيزة التقدم في أي مجتمع، فمن الممكن أن يكون لدى أي مؤسسة أحدث التكنولوجيا، وجميع الإمكانيات المادية من أموال وأجهزة وبرامج، ولكن إن لم يكن العنصر البشري مُعدًا إعدادًا جيدًا فلا قيمة لهذه الإمكانيات، ومن اسم المجلس الذي شرفني السنودس بتولي مسئوليته، وهو مجلس الخدمات والتنمية يتضح مجال عمل هذا المجلس والمهام المنوط القيام بها، ألا وهي التنمية وهي ترتبط في الأساس بالعنصر البشري علي جميع المستويات روحيًا وفكريًا ونفسيًا ومهاريًا، والخدمات هو اسمه مجلس الخدمات والتنمية، والخدمات في خدمة المجتمع في المجالات المختلفة الصحية والتعليمية والثقافية، فمثلًا يساهم المجلس في تأسيس مستوصفات وملاجئ وبيوت مسنين ومحاضرات ونوادي ثقافية ومكتبات.

* من هم المنتفعون من خدمات المجلس؟ 
- المجلس يقدم خدمات لكل المجتمع من خلال الكنائس المحلية المنتشرة في أرجاء الجمهورية، مما يساعد علي بناء الجسور بين فئات المجتمع المختلفة والمساهمة في ارتقاء الأفراد والمجتمعات بغض النظر عن الانتماءات الطائفية.

وتكون فلسفة المجلس أنه ينتقل من تقديم الخدمات علي أساس الأعمال الخيرية إلي مبدأ التنمية الشاملة والمستدامة للفرد والمجتمع.

* ماذا عن الصعوبات في ظل التحديات التي تواجه العالم كله وأعتقد أنها تواجه المجلس أيضًا؟
- بالطبع هناك صعوبة تواجه المجلس في تقديم خدماته وبرامجه في ظل بعض الصعوبات الاقتصادية، لكن إن شاء الله سوف نجد طرقًا لتوفير الدعم اللازم، وسنجد طرقًا لتنفيذ لكل البرامج والخدمات الطموحة للمجلس.

* ماذا عن ملف اللاجئين وعن مقراتكم ومراكزكم في دعم هذا الملف؟
- بالطبع سوف يكون للمجلس أدوار مع اللاجئين الذين تستضيفهم بلادنا سواء من سوريا أو من السودان أو من غزة، والمجلس به مشروع كبير خاص بالقروض وهو يُساهم كثيرًا في فتح أبواب وإيجاد فرص للعمل لهذه العائلات، خاصةً في قري الصعيد، وسوف يتم تطوير هذا البرنامج من حيث الكيف والكم، كما يهتم المجلس بصفة خاصة برجال الدين، وخاصةً المسيحيين بهدف تدريبهم وتنمية قدراتهم وتطوير شخصياتهم الفكرية والإدارية، وهذا يتم في المجتمعات المحلية التي يخدمون فيها كرعاة ورجال دين، وتمكينهم من أداء أدوارهم بفاعلية وكفاءة ويكون بمثابة جسور بين فئات المجتمع المختلفة بمذاهبه وطوائفه وانتماءاته المختلفة.

* كيف ترى القضية الفلسطينية.. ومن وجهة نظرك ما هو الحل بشأنها؟
- الحل الوحيد للصراع العربي الإسرائيلي هو حل الدولتين، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو الحل الجذري والوحيد الذي ولا بُد أن تقتنع به كل الأطراف، سواء كانت الأطراف الإسرائيلية واليهودية، سواء إن كانت الدول العربية أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي، لا بُد من الكل يعلم أن الحل الوحيد والجذري والنهائي للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين.

لا بُد من كل الأطراف تقتنع بأن دائرة العنف لا يوقفها العنف ولكن يوقفها السلام، وكذلك دائرة الكراهية لا توقف بالكراهية ولا بالقتال ولا بالحرب، من هنا لا بُد أن كل الأطراف تنتقل من التفكير في أن طرف يتخلص من الطرف الآخر وأن هذا هو الحل، فكل طرف يجد أن الحل هو التخلص من الآخر وإزاحته من المشهد تمامًا وإبادته من علي الوجود، هذا غير حقيقي وغير واقعي ولن يحدث أبدًا، ولكن الحل هو في السلام وحل الدولتين، وهذا هو الحل العادل الذي ينهي هذا الصراع الذي استمر تقريبًا قرن من الزمن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكنيسة التنمية المستدامة الصحة التعليم البنية التحتية مجلس الخدمات والتنمیة هو الحل

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة تستعرض تطورات ومسارات ما بعد 2030

بحثت اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، تطورات الجهود الوطنية لتحقيق مستهدفات مسار التنمية المستدامة 2030، وملامح المرحلة الثالثة من الخطة الوطنية للبيانات، وآليات تعزيز التكامل بين القطاعات لضمان تحقيق مستهدفات الاستدامة، واستعرضت مؤشرات تقدم دولة الإمارات في تطبيق الأهداف التنموية.

جاء ذلك، خلال اجتماع اللجنة برئاسة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، وحضور مارية حنيف القاسم وكيل الوزارة المساعد لقطاع السياسات والدراسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد، والمهندسة علياء عبد الرحيم الهرمودي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة في وزارة التغير المناخي والبيئة، والدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وحنان منصور أهلي مديرة المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.

وأكد عبد الله لوتاه أن دولة الإمارات تواصل نهجها في المساهمة في دعم الحوار العالمي لتحديد أولويات التنمية المستدامة في المرحلة المقبلة لما بعد 2030، انطلاقاً من إيمانها بأهمية ضمان مستقبل مستدام للبشرية، وتوحيد الجهود لتحقيق نقلة نوعية في مسيرة التنمية المستدامة.

وقال إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً رائداً في تبني أهداف التنمية المستدامة وترجمتها إلى واقع ملموس، من خلال رؤية استباقية تجمع بين الطموح الوطني والمسؤولية العالمية، وإن اللجنة تدعم هذا التوجه من خلال التركيز على أهمية توحيد الجهود وضمان انسجام توجهاتنا مع احتياجاتنا التنموية وأهدافنا الاستراتيجية، مشيراً إلى أن اللجنة تكثف الجهود لتحقيق الأولويات الوطنية، وتعزيز عمليات استشراف مستقبل الاستدامة، وضمان مواءمة الاستراتيجيات الوطنية في مختلف القطاعات مع التوجهات العالمية.

واستعرضت اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، مراحل سير العمل والتقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني، وأكد أعضاء اللجنة أهمية تعزيز البيانات وتحسين جودتها من خلال توظيف أنظمة متكاملة لأتمتة عمليات الإبلاغ عن التقدم في تحقيق الأهداف، مع التركيز على اتباع المعايير والمنهجيات العالمية المعتمدة، وتعزيز نهج الإمارات في مشاركة الرؤى والتبادل المعرفي الذي يُحدث أثراً إيجاباً مستداماً في مستقبل التنمية على مستوى المجتمعات والكوكب.

أخبار ذات صلة الإمارات تؤكد التزامها بحماية المحيطات وتعزيز استدامتها السعودية تفعل مبادرة "إحرام مستدام" في موسم الحج

وناقش الأعضاء جهود فرقهم وآليات متابعة تحقيق الأهداف العالمية والمراجعة الدورية مع فرق العمل لرصد مستويات التقدم، والمعايير والمنهجيات العالمية المعتمدة ومدى تنفيذها، وربط خطط التحسين بالأطر الزمنية المستهدفة، بما يضمن تحقيق نقلة نوعية في وفرة بيانات التنمية المستدامة وفق أعلى معايير الدقة والشفافية والكفاءة.

واستعرضت الأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أبرز نتائج استطلاع الرأي العالمي حول أجندة ما بعد عام 2030، الذي أُجري ضمن فعاليات منتدى أهداف التنمية المستدامة في القمة العالمية للحكومات 2025.

وشهد الاستطلاع مشاركة واسعة من أكثر من 50 دولة حول العالم، مسلطاً الضوء على الحاجة الملحّة لتبني نهج شمولي في رسم ملامح المستقبل، وتعزيز التعاون الدولي لعقد شراكات فاعلة، وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات واستكشاف الفرص المستقبلية.

وتطرقت اللجنة إلى إسهامات دولة الإمارات في مشاركة الرؤى والدفع بعجلة التنمية المستدامة وطنياً وعالمياً، ومبادرة الدولة الاستباقية المستلهمة من إرث الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية المستدامة 2030، بإطلاق مفهوم"XDGs 2045"، في مبادرة لاستشراف المستقبل بعد أجندة 2030، التي شملت عقد 3 اجتماعات وزارية رفيعة المستوى، جمعت نخبة من القادة والمسؤولين الحكوميين على المستويين العالمي والوطني، في حوارات أكدوا خلالها التزامهم برسم استراتيجيات طويلة الأمد لمستقبل مرن شامل ومستدام نحو 2045.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • التحركات الميدانية في الحوز: بين مقاربة التنمية المستدامة واتهامات الاستغلال السياسي
  • برلمانية: مصر تمضي في درب البناء والتنمية بسواعد أبنائها المخلصين
  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • جامعة حلوان تحقق إنجازات رائدة نحو التنمية المستدامة
  • مخاوف في إسبانيا من فقدان استضافة نهائي مونديال 2030 بعد التحالف المغربي البريطاني لتطوير الملاعب والبنية التحتية
  • بلدية زغرتا شاركت في مشروع لتعزيز التنمية المستدامة
  • «التنمية المستدامة» تبحث تطورات مسار ما بعد 2030
  • اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة تستعرض تطورات ومسارات ما بعد 2030
  • غروندبرغ: الحل في اليمن سياسي ولا يمكن حسمه من قبل أي طرف
  • التكبالي: ليبيا تغرق في فوضى المصالح والحل لن يأتي إلا بفرض دولي